أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم استانبولي - اعدام الشيخ النمر هل هو اعدام للمذهب














المزيد.....

اعدام الشيخ النمر هل هو اعدام للمذهب


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 5032 - 2016 / 1 / 2 - 14:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمكن ان يفهم اعدام رجل دين بسبب انتمائه الى مذهب اسلامي موجود منذ اكثر من 1300 عام (ووصفه بانتمائه للفئة الضالة) بانه حكم من هيئة قضائية مدنية . ان الحكم بالأعدام يؤكد ان الجهة التي اخذت القرار قد رفعت التناقض بين المذهبين السني والشيعي لدرجة التناحر , وسيشكل حافزا لفصلا جديدا من العنف المذهبي , سيجر شعوب المنطقة الى صراع لا يمكن التكهن بحدوده وسيخلف اثار سلبية عميقة في مجتمعاتنا . وهذا يعطي مشروعية لأصحاب الفكر الديني المتطرف لتبرير قتلهم وتفجيراتهم والغائهم لكل من يختلف معهم . لا يمكن حصر الأحقية في التمثيل الألهي بفئة او سلطة او جماعة , فلا يملك ايا منهم توكيلا بهذا الحق . ان اخطر ما تواجهه الأنسانية ومكتسباتها هي استعمال الحق الألهي في محاكمة الأخرين . ان وجود ممثلين لفئة تمثل اتجاها فكريا (بغض النظر عنه ) في السلطة وتستحوذ على امكانيات الدولة المادية , لا يعطيها الحق او يؤهلها ذلك بتصفية الأتجاهات الفكرية الأخرى , ان امتلاك السلطة والمال لا يعطي الحق في قتل البشر وقصف الشعوب وتدمير الدول . ان اقل ما يمكن وصف قرار الأعدام بانه قرارا غير عقلاني , ويعبر عن مقامرة سياسية ودينية واخلاقية لا تمس الجهة التي اتخذت القرار فقط وانما ستنعكس على الوحدة الوطنية لكثير من المجتمعات وتنقل الصراع المذهبي الى واجهة الصراع في منطقة تكثر فيها الأتجاهات الدينية والعرقية والقومية . ان هكذا قرارات يتعبر عن ان صيغة الدولة الجامعة لكافة الأتجاهات الفكرية والعقائدية اصبحت في مهب الريح واعطت مبررات للشعور بعدم الأمان في ظل الدولة القائمة لكون سلوك الفئة الحاكمة تنظر للمواطنة والأنتماء من منظور انتمائها الفكري والعقائدي , هذا سيدفع بقوى اجتماعية لعدم الثقة والأمان وستكون حاضنة اجتماعية للتفتيت . ان القرار من حيث الزمان والمكان يفهم منه ان القرار السياسي والعقائدي للحكم في المملكة السعودية هو مع الأتجاهات الأكثر تطرفا في العالم الأسلامي الذي يمتد من اندونيسيا الى المغرب. واما من حيث التوقيت فقد جاء بعد زيارة اردوغان الى السعودية , وتشكيل مركز تعاون استيراتيجي. على ما يبدو ان الهدف منه هو تصعيد الحروب الطائفية والمذهبية لحماية مصالح الفئات الحاكمة في البلدين . ان المنطقة تشهد ردة فكرية ستقوض كافة المكتسبات الأنسانية التي انجزت عبر مئآت السنين . وتهييء المنطقة لتفتيت شامل ينتج عنه غياب الثقة بصيغة الدولة القائمة وشرعية لأمراء الفكر الديني المتطرف بكل اتجاهاته . وستكتسب الفكرة العنصرية الفاشية القائمة على اساس الرواية الدينية اليهودية مشروعيتها . ان مطلب فصل الدين عن الدولة اصبح ضرورة تقتضيه المصلحة الوطنية في الحفاظ على صيغة العقد الأجتماعي .ومطلب انساني من اجل الحفاظ على المكتسبات المحدودة (في حدها الأدنى) , هي احترام النفس البشرية في امتلاك رايها وحريتها ومشاركتها ومساواتها في الحقوق الأنسانية . ان ما يجري هو اعتداء على هذه المكتسبات ويضعها في مهب الريح ويدفع باسلوب حل الصراع عن طريق الألغاء والقتل الى الواجهة ويكسبه شرعية الهية .



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكرتين الدينية واليسارية


المزيد.....




- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم استانبولي - اعدام الشيخ النمر هل هو اعدام للمذهب