أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم استانبولي - الفكرتين الدينية واليسارية















المزيد.....

الفكرتين الدينية واليسارية


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 15:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفكرتين الدينية واليسارية و(تعبيراتهما) ... أولا اليسار كحركة تعبر عن مصالح تيار إجتماعي في الحرية والعدالة الإجتماعية والمساواة والمشاركة -;- وله إمتدادت تا ريخية عميقة في الفكر الإنساني وظهرمع ظهور الملكية الخاصة , كانعكاس لمصلحة الفئات المتضررة من تغول راس المال , وتبلور في ظل الصراع ما بين مصالح الفئات المُضطَهَدَةَ والمُضْطَهِدَةَ ،أي بين أصحاب رؤوس الأموال والعاملين . فمثلا - في روما القديمة كان الصراع بين العبيد واسياد روما المدعومين من الأحبار اليهود, والذين كانوا يدعمون الإحتلال الروماني لفلسطين . وبقي هذا التيار يصارع في كل المراحل التايخية بشكل عفوي وبحركات تتكلل بالنجاح أحيانا وبالفشل أحيانا أخري . فمثلا أهم ثورة في التاريخ القديم كانت ثورة العبيد في روما . وسبارتاكوس هو أو ثائر مسجل وثورته هزت عروش روما وكانت السبب في سقوطها لاحقا. وبقي هذا التيار يصارع ويبلور نفسه حتى الثورة الفرنسية . حيث أصبح هذا التيار له مفكرين وقادة وقاعدة إجتماعية متبلورة وأخذ تسميته باليسار بحكم جلوس ممثليه على الجهة اليسرى من البرلمان الفرنسي . وأصبح اليسار كإتجاه يؤثر بشكل ملموس في تطورالفكر الإنساني , بل أن شعاراته في الحرية والعدالة والمساواة أصبحت هي شعارات الملايين التي تصدح في شوارع وميادين العواصم في جميع أنحاء العالم. وظهرت هذه الشعارات في دساتير الدول ،هذه لمحلة تاريخية سريعة للذين يظنون أن اليسار هو تيار سياسي نشأ في إحدى الزوايا المظلمة . ويجب التأكيد ان هذا التيار هو إجتماعي بالجوهر , يعبر عنه في حركات سياسية هنا وهنالك. ونضوج الحركات في التعبير عنه أو عدمه لا يؤثر في فعل وتأثير هذا التيار الإجتماعي التقدمي . والسؤال الأهم ما هو دور الدين في التاريخ برأيي فإننا يجب أن نفصل بين تيارين الأول اليهودية من حيث المنشاء وجوهرها الفكري حيث هو دين جاء محصورا بفئة محددة ولخدمتها تمثل( رأس المال اليهودي), ودائما وعبر التاريخ فقد كان ممثلي راس المال (اليهودي) يلازم السلطات الحاكمة منذ بدء نشوئه ومتحالف معها بدأ بروما وحتى عصرنا الحالي ولعب دورا متعدد الأشكال وحسب الظرف التاريخي والسلطة السياسية السائدة. فمثلا عندما إعتنقت روما المسيحية كفكرة لأستخدامها للسيطرة على شعوب إمبراطوريتها , تحالف رأس المال (اليهودي) معها. وكذلك تحالف وخدم الإسلام عندما كان في أوج قوته , حتى أنهم طردوا من الأندلس مع طرد المسلمين . ودخلوا في صراع مع نبوخذرنصر كونه بالأساس لم يكن حاكما فقط بل كان فيلسوفا ووضع أسس الدولة القديمة . وهم حتى عصرنا هذا يتحالفون مع أقوى الدول الرأسمالية كونهم جزء ملازم لحركة رأس المال وتمركزه . اما عن الشخصيات (اليهودية) التي ساهمت في تطويرالفكر اليساري كأفراد فانهم تخلوا عن يهوديتهم ٠-;-أما عن المسيحية , فإن ظهورها كان من رحم اليهودية , وفي بداية مرحلة الدعوة والتبشير كانت تعبرعن النقيض للفكر اليهودي السائد والقوى الإقتصادية المسيطرة لروما في مناطق سيطرتها ( فلسطين) . وبقي هذا الصراع قائما حتى أدركت السلطة الحاكمة في روما وبناء على نصيحة قائدها في القدس . أنهم بهذا الفكر يسطتيعوا السيطرة على شعوب مستعمراتهم . وبدؤا بدعمه وإنشاء الكنائس حتى جاء يوم أصبحت الكنيسه هي قوة إقتصادية وسياسية مقررة . وأصبح البابا يتوج الملوك والإمبراطور.وحدثت عدة حركات للوقوف في وجه سياسات الكنيسة الكاثوليكية ابرزها في العصرين السادس والسابع عشر . أما عن الكنيسة الأرثوذكسية فلم تدخل في هذا وبقيت تعبر لحد ما عن الدين المسيحي بجوهره الإنساني. وهذا جذر الموقف الإنساني للكنيسة الأرثوذكسية ومواقفها الوطنية في منطقتنا . حيث هم الإمتداد الطبيعي للمسيحية أما الكاثوليكية فهي إمتداد طبيعي لروما القديمة المتحالفة مع رأس المال (اليهودي) ، وهنا فإننا نسطتيع أن نستوعب جذر مواقف الكنيستين بالرغم من التطور الحاصل في بعض مواقف الكاثوليكية بعوامل ضغط تقدم الفكر اليساري بشكل عام ٠-;-أما عن الإسلام فلم يخرج عن هذا الصراع فقد كان معبرا عن مصالح الفئات الأكثر تضررا في الجزيرة العربية , ودخل في صراع مع تحالف القبائل الأكثر غنى ونفوذ في الجزيرة حتى أصبح قوة فكرية سرعان ما تحولت لقوة مادية عبرت عن نفسها بالسلطة السياسية للأسلام التي كانت نتيجة للمساومة التاريخية بين ممثلي الأسلام السياسي وممثلي تحالف القبائل الأكثر غنا ونفوذا على أبواب مكة .وأطلقت المقولة أن من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن وهذا بالجوهر هو مساومة أعطت الاسلام السلطة السياسية في المدينة , وأبقت على السلطة المالية والإقتصادية بيد تحالف القبائل. وإستمر هذا الصراع طيلة مرحلة الخلفاء الراشدون بين الجوهر الأخلاقي للفكر الإسلامي وموقفه لجانب الفقراء والضعفاء وبين تحالف قبائل قريش . وأبرز تعبير عن ذلك كان في مرحلة الخليفة عمرإبن الخطاب والذي بحكم قوته ومواصفاته الشخصية , إستطاع أن يضع بعض الأسس لهذا الموقف الأخلاقي . أما في مرحلة علي ابن ابي طالب.فقد كان يرى تحالف قريش أن إستلام علي يعني تقويض كل إمكانيات عودتهم للحكم بحكم موقفه المتشدد ضد تحالف قبائل قريش .فكان يجب خوض الصراع معه منذ البداية وعدم إعطائه أي مشروعية مطلقا والتشكيك في سلطته السياسية والدينية. واستمرالصراع حتى إنتهاءه بإنتصار تحالف رأس المال القريشي وإنهاء الجوهر الأخلاقي للنظام السياسي الأسلامي القائم على المشورة والشورى . وترسيخ نظام سياسي ملكي وراثي وأبقوا على الدين كواجهة للإستمرار في السيطرة على مقاليد الحكم وتوسيع سلطتهم . هذه لمحة تاريخية مقتضبة عن الأديان ودورها في خريطة الصراع الإجتماعي ٠-;- أود أن أقول أن الرسل (عيسى إبن مريم ومحمد ابن عبد المطلب ) , كانا من حيث تصنيفهما وموقعهما في خريطة الصراع الإنساني يساريين, بحكم وقوفهما مع المستضعفين في الأرض, وصراع (الرسول عيسى ابن مريم) مع روما وحلفائها الأحبار اليهود , وكذلك صراع (الرسول محمد ابن عبد المطلب) وتحالف قبائل قريش مع حلفائهم من بني قريضة ،هذا يقيم ضمن مقاييسنا الأن على أنهم في صراعهم (الدنيوي) الأجتماعي السياسي , كانوا يساريين . ولتقييم المسيحية والإسلام وتأثيرهما في حركة التاريخ , لا يمكن قرائتها بمعزل عن القوانين المحركة له . وهنا يخطئ البعض في التعاطي مع دور الدين وأهميته في كونه جاء بالأساس لنصرة المظلومين من خلال التصدي للمنظومة الأخلاقية للتغول الرأسمالي باخلاقيات تعزز العدالة والمساواة الأنسانية . ولتحديد موقف من أي حركة دينية يجب ان ينطلق من هذا المفهوم. وعندما نحاكم أي حركة سياسية تأخذ من الدين كوسيلة للتعبير عن نشاطها. فإن سؤالنا يجب أن يطرح , ما هو البرنامج الذي تعبر عنه بإختصار هذه الحركة او الفئة ؟ لهذا فان جماعة الإخوان المسلمين (كمثال ليس للحصر) كونهم التنظيم السياسي الأبرز , مطالبة بالإعلان عن برنامجها الذي يوضح دورها وموقعها في عملية الصراع الإجتماعي! ولا يمكنها أن تدعى وراثتها لكل هذا الإرث التاريخي للإسلام بما له وما عليه, وهي حركة نشأت في نهاية الربع الأول من القرن الماضي. وإلا فإننا نكون قد ظلمنا الإسلام ( كدين) وكحركة إجتماعية سياسية . ولا يمكن إختصار الدين الإسلامي بشخص أو جماعة , وإعتبار أن الموقف من الشخص أو الجماعة هو موقف من الإسلام . فهذا ينم عن سطحية وعدم فهم جوهر الأديان أقصد المسيحية والإسلام ودورهم في التاريخ ٠-;-أما عن الأخوان المسلمين , وطرحهم أن الإسلام هو الحل . هذا يقودهم , أولا الى عدم إعترافهم بإسلامية الدولة الأردنية , او اية دولة تاخذ من الدين الأسلامي منهجا لها , واعتبار أنهم هم المعيار والناظم للإسلام وهذا بحد ذاته يحمل بجوهره رؤية تمييزية واقصائية, تؤدي لبروز النزعات الألغائية والتكفيرية , وتدفعهم الى إستخدام الإرهاب كوسيلة للوصول للحكم . هذا ما تحدثت عنه الوقائع التاريخية , حيث خرجت من رحم الجماعة كل الحركات التكفيرية, إن كانت في سوريا أوالأردن أو مصر او الجزائر او ليبيا او اليمن او تونس . حتى أن (مرسي ) والمدقق في آخر خطاب له, تكلم وبصراحة أن بديله هو الفوضى والإرهاب الديني المتربص في سيناء , والذي استطاع خلال حكمه ان يطوعه ٠-;-إن الجماعة لا تسطيع أن تصادر كل هذا ألإرث الإنساني وتصبح الحكم والحاكم باسم الإسلام . بذلك تكون قد نقضت جوهر الفكرة الدينية ,وصادرت الإرادة الإلهية في الحساب٠-;-وهنا فإن الموقف من الجماعة ومرسي وأردوغان والنصرة وداعش واخواتها , ليس موقف من الإسلام فأكثريتنا ولدنا بأسر إسلامية جذورها ممتدة في الأسلام الى ما قبل الجماعة وتأسيسها٠-;-والمواقف المتخذة من القوى والشخصيات الوطنية والقومية واليسارية , هو نتيجة للسلوك السياسي للتنظيمات , التي تتخذ من الدين كوسيلة سياسية للوصول للحكم وابرزهم (جماعة الأخوان ) , وتحالفهم مع القوى الأكثر عدائية لمصالح شعوبنا ان كانت سلطات حاكمة محلية او اقليمية او دولية , وموقعهم في لوحة الصراع الإجتماعي والسياسي. ان الحركات السياسية التي تتخذ من الدين كواجهة للكسب السياسي تخضع لذات القوانين الإجتماعية والإقتصادية والقانونية ,وهي لا تعمل خارج هذه المنظومة . وتجد من بينهم منافقين وفاسدين وصالحين , كما في بقية الحركات السياسية . واذا ما حاكمنا المحصلة العامة فإننا نرى ان حركة التاريخ الإنساني دائما كانت تتقدم لصالح الشعارات الإنسانية التقدمية, التي إصطلح عليها يسار . ودائما يجب أن نحاكم الأفعال ونتائجها ونستخدم آليات الحوار الديمقراطي للأفكار . واخراجها من قدسيتها التي تغلفها وتضعها في قالب من الجمود والأنعزال اللذين ينعكسان في السلوك الأنساني في مفاهيم الألغاء والأقصاء وصولا الى القتل ٠-;-الحركات السياسية والأفراد , تصيب وتخطئ . أما حركة التاريخ فهي دائما لصالح التقدم الإنساني والأخلاقي وكل الأمثلة التاريخية الملموسة تشير إلى ذلك .
ملاحظة : ان حديثي عن راس المال( اليهودي), لا يفهم منه انه غير خاضع لقوانين حركة راس المال العامة وانما لأكتسابه دورا تاريخبا حبث كان من بدايات استخدام النقد دوره كاد ان يكون منحصرا في دور راس المال المالي , وابرز رموزه المعروفين شيلوك الذي ذكر في تاجر البندقية و المرابية التي ذكرت في قصة المعطف . وراس المال الوحيد الذي لعب دورا خلفيا في تحديد الأدوار السياسية والنخب السياسية , اي انه راس مال له دور سياسي منذ بدء التاريخ واول من وظف الفكرة الدينية لأهداف سياسية وانتج مدارس واتباع له عبر التاريخ .



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم استانبولي - الفكرتين الدينية واليسارية