أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم استانبولي - الجذر المعرفي لداعش واخواتها














المزيد.....

الجذر المعرفي لداعش واخواتها


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 5035 - 2016 / 1 / 5 - 21:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجذر المعرفي لداعش واخواتها .....
4000 سنة عمر الفكرة الأفتراضية (الغيبية) تقريبا ! اخذت اشكال وتعابير مختلفة و المفروض ان تتراجع مع تطور المعرفة ووسائلها وتقدمها . ولكن هذا الأنتقال الجماعي من موقع الفكر العلمي الى الفكر الغيبي (الأفتراضي ) هو السمة العامة ! المجتمعات المتقدمة هي التي لا تعطي الفكرة الغيبية حيزا في الثقافة العامة , وانما جعلتها فكرة اختيارية فردية , توصلت لهذا الفهم بعد ان قدمت الكثير من التضحيات في سياق الصراع التاريخي بين الفكرة الأفتراضية والفكرة الواقعية ! الفكرة الغيبية اذا اصبحت هي الناظم والمعيار فان الصراع على تطبيقاتها الملموسة يؤدي الى الفوضى والتطرف ويصبح التعارض والذي يصل (احيانا) للتناقض التناحري سقفا يحكمهم اي (ناظما) , ويحرف جوهر الصراع وخاصة في الجانب الأجتماعي والاقتصادي من صراع من اجل تحسين ظروف الحياة , الى صراع على صحة تطبيق النص الغيبي . وبحكم ان الصراع لا يخرج عن التفسير اللغوي اي صراع حول تفسير النص او المقولة او الكلمات وفصلها عن سياقها التاريخي , واخذها كنص لأسقاطه على الواقع الملموس. فان داعش (وأخواتها) وفكرها هو الذي ينتصر في معركة النص اللغوي . وللأسف فان الكثيرين من الذين كانوا يحملون ناصية الفكرة العلمية نراهم ينجرفون في هذا التيار الأفتراضي, ويدخلون في الصراع حول النص واسقاطه على الواقع , وفي هذا يدخلون في دوامة النص واللغة والظرف التاريخي. ان اخطر ما نواجهه هو انتقاء النص واخراجه من سياقه التاريخي واسقاطه على الواقع الملموس دون ادراك للمتغيرات التاريخية, واعتباره الناظم والمعيار لتقييم الخطأ والصواب , واضفاء طابع القدسية عليه بحيث يفقد امكانية حواره او تطوره , وتنتقل هذه القدسية لحاملي النص وتكتسب تفسيراتهم طابع القدسية , وتنعكس في افعالهم الملموسة ويصبح النقد الذي يطالهم هو نقد للذات الألهية . وبما ان النص بالنهاية سيعبر عنه في سلوك ملموس, فان السلوك سيتعارض مع التطور الأنساني , وهنا الفارق بين ما نشاهده من سلوك لداعش واخواتها, فتفسيره هو تحول النص الغيبي الى سلوك ملموس, ان النص من الممكن ان يتحول في اية لحظة تاريخية الى ملموس اذا ما تمكنت الفئة الحاملة للنص من امتلاك القوة المادية, وابرز مثال على ذلك هو الحركة الوهابية التي اخرجت النص الديني من سياقه التاريخي ووضعته كناظم ومعيار للقوانين الأنسانية وأعطت لنفسها الحق الألهي في المحاسبة , واخضعت المجتمع لسلطتها وسلطانها واستثمرت في هذه الفكرة خارج حدودها الأقليمية عبر نشر الفكر الوهابي واستعملته كغطاء لتبرير دعمها للفئات الأكثر تطرفا في الدول الأسلامية , الكثيرين يعتقدون ان الألتزام في النص فقط يقتصر على الجانب اللغوي هو اعتقاد خاطيء . وسيرى اصحاب هذه الفكرة كيف ينتقلون من موقع الفكرة العلمية الواقعية , الى الفكرة الأفتراضية الغيبية وتنعكس في سلوكهم الملموس, من حيث الشكل اولا للوصول الى الجوهر . ان فكرة داعش واخواتها هي في جوهر النص الأفتراضي الغيبي , بغض النظر عن شكلها او لونها او خلفيتها المعرفية , واي محاولة تجري لتجميل الصورة هي محاولة بائسة تعيد انتاج السلوك بصورة اكثر تطرفا . ان اي تفسير للسلوك النقدي لقدسية النص على انه تصادم مع المجتمع انما يعبر عن مفهوم مهادن للفكرة الأفتراضية (الغيبية) ويساهم في اعادة انتهاجها وتعميمها , وبما ان انتاجها ياتي من خلال عزل النص عن ظرفه التاريخي من حيث اسبابه والظروف المحيطة التي اوجبته , فانه يأخذ شكلا عبثيا متطرفا خاج السياق التاريخي . فالتدقيق في جوهر الفكرة الأفتراضية ,والتي اخذت عدة مسميات تجدها واحدة , وبالتالي فان الفكرة الداعشية واخواتها موجودة في جوهر النص, واخذت تعبيراتها الملموسة في اماكن متعددة من خلال ادوات مختلفة للفكرة الأفتراضية . فحرق عائلة الدوابشة والتفنن في حرق الطفل الفلسطيني ابوخضير والرقص بالسكاكين في عرس يهودي على نغمات الجرائم المختلفة هي ذاتها التي نراها من قتل وتقطيع للرؤوس وتفجير للعراقيين من المذاهب المختلفة وتهجير المسيحيين . وقطع الرؤوس واكل القلوب والكبود في سوريا وحرق الأحياء كما حدث للطيار الكساسبة , وقطع الرؤوس لمخالفي الرأي والمذهب . واما صراعهم في المجتمع فيكون على قاعدة تعميم الفكرة الأفتراضية وفرضها كمنهج ونط حياة للبشر بغض النظر عن معتقدهم ووضعهم امام خيارين اما الألتزام بالفكرة او الهروب او القتل , فهم في ذلك يكونون قد تصادموا مع فكرة الدولة الوطنية الجامعة ويصبح شكل وطابع الدولة القائم عائق امام تطبيق فكرتهم الغيبية . وهم ينظرون لفكرة الوطن والوطنية من خلال نظرتهم لدور المكان في حيز الفكرة الغيبية . لقد استطاع حاملي الفكرة الأفتراضية من خلق ثقافة عامة تحول النضال الوطني التحرري الى( نضال) من اجل سيادة الفكرة الأفتراضية (الغيبية) . وخفضت سقف الصراع من صراع على القضايا الوطنية الى صراع من اجل اعادة انتاج الفكرة الأفتراضية , ودخلت في صراع بين اجنحة الفكرة الأفتراضية واشكالها المختلفة ان كانت طائفية او مذهبية . واية تصريحات تحمل الطابع الألغائي العنصري التي تصدر عن نتنياهو تجد لها صدى في الرقة والموصل واصوات تناصرها في عواصم عديدة .



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعدام الشيخ النمر هل هو اعدام للمذهب
- الفكرتين الدينية واليسارية


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم استانبولي - الجذر المعرفي لداعش واخواتها