أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - تداعيات الترامبية على البايدينية















المزيد.....

تداعيات الترامبية على البايدينية


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 6794 - 2021 / 1 / 21 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتقال السلمي للسلطة تم تحت حماية 25 الفا من الحرس الوطني وسبعة الاف شرطي والمئات من الاجهزة الامنية المختلفة وبلا جمهور في هذه الاجواء ردد الرئيس الامريكي ال46 جو بايدن ونائبته قسمهما بالرغم من انهما حصلا على ما يفوق ال 80 مليون صوت في سابقة تاريخية لم تسجل من قبل في اي سباق رئاسي استعيض عن الجمهور بالاف الاعلام الامريكية لاضفاء طابع احتفالي وطني على اداء القسم.
الاجواء الحربية التي تخيم على العاصمة واشنطن والحواجز والسواتر التي بنيت حول البيت الابيض ومقر البرلمان (الكابيتول) والشكوك التي تحيط في ولاء الحرس الوطني بعد ان تسربت معلومات من ال ف ب اي تشكك في ولاء بعض افراده مما استدعى ابعاد الفرقة 12 من المشاركة في حماية حفل اداء القسم هذه الاجواء تضفي طابعا يعكس مدى الانقسام وعدم اليقين من ولاء بعض الاتجاهات في المؤسسات الامنية خاصة بعد ما شهدته العاصمة في ال6 من هذا الشهر من احداث ادت الى اقتحام مبنى الكابيتول.
اليوم 20-01-2021 اطلقت المدافع احتفالا بمغادرة الرئيس ال45 للولايات المتحدة الذي ترك بصماته المثيرة للجدل حول مستقبل السياسة الامريكية ورسم ملامح دوره المستقبلي الذي اشار الى ان خروجه من البيت الابيض هو بداية لعمل جديد يهدف الى تحقيق اهداف الوطنيين الامريكيين في اشارة الى امكانية تشكيل حزب جديد .
اعلانه عن الحزب الجديد على ما يبدو هو اعلان موجه للحزب الجمهوري لوضعه امام خيار واحد اما الاصطفاف وراء سياساته او سحب البساط من تحته والذهاب الى اعلان حزب جديد تحت شعارات الوطنية الامريكية التي تندرج تحت شعار امريكا اولا الذي حصد ما يقارب ال75 مليون صوت.
القى ترامب كلمة وداعية لثلة من جمهوره حرص فيها ان يبرز انجازات ادارته وكيف اعاد الهيبة الامريكية وطوع الخصوم واستنزف الاتباع وابتز الاصدقاء وابرز انه رئيسا حقق كل ذلك بلا حروب في اشارة الى اسلافه المعاصرين من جمهوريين وديمقراطيين.
اما بايدن فقد حرص في خطابه ما بعد القسم ان يتحدث بلغة تحمل سمات ايديولوجية حول الديمقراطية واهميتها وان هذا اليوم هوالفاصل بين عقلية الرعاع الذين هاجموا مبنى الكابيتول وبين عقلية حماية الدستور وبذات الوقت طلب ان يكون هذا اليوم يوما لاعادة الوحدة لامريكا .
اليوم يوقع الرئيس بايدن عدة قرارات تلغي بعضا من قرارات سلفه ترامب بما يخص اتفاقية المناخ والخروج من منظمة الصحة العالمية والهجرة وبعض القرارات الادارية والاقتصادية تخص ضخ 1,9 ترليون دولار كمساعدة للعائلات والشركات الصغيرة .
لكن السؤال الاهم كيف سيقوم بايدن باعادة الوحدة لامريكا ؟
اعادة الوحدة تتطلب عقد مساومة مع بعض الجمهوريين هذه المساومة تتطلب اولا اقناع الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي الذي يقف ضد هذه المساومة بشكل صارم بل يطالب بان يذهب الديمقراطيون لمحاسبة الرئيس السابق ترامب برلمانيا وجنائيا .
اما عن الحزب الجمهوري شرط اعادة الوحدة يتطلب ان يعلن الحزب تخليه عن الترامبية التي اصبح من الصعب عليه تجاوزها بدون عملية جراحية ستكون ارتداداتها كارثية على مستقبله اذا ما قام بها الحزب.
هذه العملية من الممكن ان يقوم بها طرف ثالث مستغلا التهديدات التي اطلقت من قبل بعض القادة العسكريين الايرانيين من ان الرد على اغتيال الجنرال سليماني والمهندس ستكون من الداخل الامريكي وحدد ان الرئيس ترامب هو احد المتهمين وهنا يحضر سؤال ماذا لو قام طرف داخلي او خارجي بالتخلص من ترامب واتهم طهران ؟ سيكون ضرب عدة عصافير بحجر واحد تخلص من ترامب وادخل عنصر ضاغط لا تستطيع طهران الا ان ترضخ لشروطه وسينهي ظاهرة الترامبية ويجيرها الى الحزب الجمهوري.
واذا ما ذهب ترامب في تاسيس حزبه الذي اعلن عنه فان هذا الحزب الجديد سيكون له تداعيات على وزن الحزب الجمهوري وتاثيره وتمثيله وسيغير المشهد السياسي الامريكي.
اما الحزب الديمقراطي فان المساومة التي حدثت بين بايدن وساندرز التي قامت على اساس عدة محاور تتعلق بالنقابات العمالية والاهتمام بالفئات المهمشة والتنوع العرقي في الادارة الامريكية وتعيين وزيرا للعمل محسوبا على الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي ورفع الضرائب على الاغنياء كل هذه المؤشرات التزم بها جو بايدن واي تراجع عن ايا منها سيشعل معركة داخلية في الحزب الديمقراطي لا تقل اهمية عن المعركة داخل الحزب الجمهوري.
من الواضح ان خريطة القوى السياسية الامريكية ستشهد تغييرا عميقا في السنوات القادمة وسيتعمق الخلاف داخل المنظومة الحزبية وداخل المجتمع الذي يشعر قسما واسعا منه بالغبن خاصة اذا ما استمرت الخسائر البشرية نتيجة جائحة كورونا التي وصلت الى 400 الف ضحية ومرجح للازدياد التصاعدي وتعمقت الازمة الاقتصادية نتيجة توقف عجلة الاقتصاد و اذا ما قامت الادارة الجديدة بعملية اغلاق تام كما وعدت ل100 يوم فانها ستدخل الاقتصاد بحالة ركود لن تكفيه التريليونات التي ستضخ واذا لم تنجح بوقف مسلسل الموت ستكون تحت نيران الترامبية التي تعاملت مع الجائحة بعقلية المصلحة الاقتصادية ولم تغلق الاقتصاد .
تنصيب بايدن انعكس ايجابا في اوروبا حيث رحبت رئاسة الاتحاد الاوروبي عن ارتياحها واعتبرت ان صديقا لها يسكن البيت الابيض الان.
اما موسكو فقد ابدت عدم ارتياح لبعض التصريحات حول مستقبل العلاقة معها ورأت في بعض التعيينات التي لها علاقة بالملفات الاوكرانية والبيلاروسية والسورية هذه الملفات التي ستكون مدخلا ومسرحا للضغط السياسي على موسكو.
اما بكين فانها ترى بادارة بايدن اهون الشرين وستكون مشكلتها القادمة مع العسكريين في البنتاغون الذين سيضغطون على الرئيس بايدن لاتخاذ خطوات تصعيدية بما يخص تايوان وبحر الصين.
البايدينية ستدعم التوجهات الاستقلالية الكردية وستستخدم العنوان الكردي للضغط الثلاثي على كل من العراق وسورية وتركيا وستظهره من البوابة السورية وستستثمره في التلاعب بالمكونات الداخلية للدول الثلاث .
اما بشان الملف الايراني فان ادارة بايدن ستستثمر في ما انجز من عقوبات وضغط ترامبي على طهران لاعادة الحوار لابرام اتفاق جديد يتضمن الشروط الاسرائيلية بشان الصواريخ البالستية ووجودها ودعمها لسورية والمقاومة.
فلسطينيا اكدت ادارة بايدن و(وزير خارجيتةالمعين) تثمينها لما توصلت له ادارة ترمب من خطوات تطبيعية ونقل السفارة الى القدس واعتبرت ان حل الدولتين هو الطريق لانهاء النزاع بين الفلسطينيون والاسرائيليون على الرغم من ادراكها ان هذا الحل لن يكون قريبا اي ان ادارة بايدن ستدخل الفلسطينيون في دويخة جديدة لن تسفر عن اي استحقاقات ملموسة خاصة انها اكدت ولاءها التام لتامين الأمن والتفوق لاسرائيل وترى اي خطوات لحل الدولتين من على قاعدة المنظور الامني الاسرائيلي.
من الواضح ان البايدينية لن يكون لها هامش واسع للحركة خاصة ان الترامبية وضعت لها ممرات اجبارية فيما يخص السياسات الخارجية وكبلتها باطر من الصعب تجاوزها خاصة فيما يتعلق بمحور الشر الصيني الروسي الايراني الفنزويلي الكوري الشمالي وستناور في اطار الهامش الذي وضعته الترامبية ولكنها ستموه حركتها من خلال الضغط الداخلي للدول باستخدام لعبة الحريات والديمقراطية من خلال ادواتها المحلية السياسية والدينية والمذهبية ومراكز الدراسات والامركان ايدز التي استخدمتها في تغيير النظم .
الصراع بين البايدينية والترامبية سياخذ تعبيرات حادة في العناوين الداخلية التي تتعلق بالاقتصاد والهجرة والصحة والعسكر وستكون القرارات البايدينية التي ستتخذ بسهولة نتيجة سيطرة الديمقراطيون على كل اركان السلطة التنفيذية والتشريعية هذه السيطرة التي ستسهل تنفيذ الرؤية البايدينية على المستوى الداخلي وستشعر القاعدة الاجتماعية للترامبية انها مهملة هذا الشعور سيكون له ارتدادات سلوكية لا يستطيع احد التحكم بمكانها او زمانها اومستوى حجمها .
المائة يوم الاولى التي ستمنح للادارة الجديدة بدون انتقادات ستحدد شكل الصراع القادم ومستواه وحيزه ان كان في اطار المؤسسات القانونية او سيخرج للشارع كما حدث في السادس من هذا الشهر .



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة مواطنة ام دولة عشائر وقبائل وعائلات
- الخلاف مع المكرونية
- فلسطين بين العدالة الالهية والعدالة الانسانية
- ما هي سمات المرحلة الوطنية التحررية ؟
- بعض المجتمعات مشكلتها في تكون شخصيتها
- ازمة الحكومة الاسرائيلية ازمة فعلية ام مفتعلة؟
- فنزويلا واستحقاق 23 شباط
- النائب بين ثلاثية الشعب والوطن والسلطة
- العدالة
- الخيارات الفلسطينية الممكنة
- الصراع بين مراكز راس المال الى اين ؟
- اعادة تموضع للنظام الراسمالي العالمي
- ما بين الوطني والديني
- حول فصل الدين عن السياسة او الدولة.
- فوبيا البوتينية الروسية اسبابها الفعلية!
- خطوة للوراء من اجل اثنتين للأمام
- الأرهاب
- سيناء الخاصرة الرخوة لمصر
- محاولة لفهم اعمق للمتغيرات الدولية !
- لماذا وعد بلفور ؟


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - تداعيات الترامبية على البايدينية