أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 7804 - 2023 / 11 / 23 - 14:23
المحور:
الادب والفن
لا احد يصدق , نحن في . . مدينة ! ! ! , الذئاب تعج في كل الشوارع !!!
المشكلة . . أ . . أ . . لم يعد يجرأ أي انسان من الخروج ليلا . . الكل مرعوب - أيمن , لم يكن يعني شيئا له كل ما كان يشاع , ويتناقله الجميع , والعواء المضج كل ليلة - كان في الرابعة عشر من عمره , لم يتربى على الخوف - دارت الاحاديث عن ما يشاع . . في اسرته , كأخبار متناقلة . . لا اكثر , لا أثر غير في حياتهم اليومية , هي كما كانت . . على الدوام , فعدم التأخر لأي فرد من العائلة قبل انتشار الظلام . . امر اعتيادي , خاصة الابناء - تذكر ايمن صديقه سامي في الحارة الاخرى , أن يرد دراجته التي استعارها عصرا . . بعد ساعة ونصف - عبر الوقت عليه , ونسى بعد عودته الى المنزل وركن دراجة سامي في مدخل البيت - إنه يعرف . . لن يسمح له بالخروج , وسيؤنب . . من ابيه كثيرا , وأن عليه اعادتها في الصباح الباكر - لا مانع أن يتصل ابيه ليعتذر عما حصل , تجنيبا تعرض سامي للعقاب او الضرب - بسرعة ارجع الدراجة . . واعود ، لن يحس احدا . . بخروجي .
خلسة انسل الى الخارج , بعد توهيم بوجوده في غرفته واخيه , بعد أن اوصد الباب , واطلاقه تحذيرا بأن لا يزعجه احد - عنده واجب مدرسي . . ثقيل . . .
كانت الليلة مظلمة ,أعمدة نور الشوارع لم تشعل من اول ما ركزت . . منذ اكثر من عمره بكثير . . كما سمع , والمحلات الشعبية - المتهالكة - واحدة او اثنتان او ثلاث . . صارت مغلقة ليلا . . من بعد العشاء - ظلام دامس , عواء ضاج - مادام خارجا . . عليه ارجاع الدراجة والعودة سريعا . . .
- انها كلاب منطقتنا , تعرفنا - قال ذئاب - اعرف صوت لوسي , بوبي , عنتر - انها مثل اصواتهم , واخرى . . تهيم معها.
عند منعطف الحي للدخول الى حي سامي - لا يعرف من اين كان يسقط ضوء باهتا على رقع من الحي الترابي , فأضواء المنازل بعيدة , بلمبات اقتصادية , فتكلفة الطاقة . . غالية - هدأ سرعته قليلا عند الانعطاف - كانوا على حق , لم تكن اشاعات , اعداد من الذئاب المكتنزة . . السوداء , نظرت اليه - كانت عيونها اللامعة مرعبة , وانيابها المنكشفة . . الصفراء , ترتعد لها الابدان - زمجرت بتحذير تجاهه , وسار ثلاث من يافعيهم تجاهه - استجمع قوة قدميه على دواسات الدراجة . . مسرعا , مع اخفاء رعبه بتجاهلهم - التفت خلفا . . كأنه لم تراه الذئاب , وزمجرت اقترابا منه - امتداد حالك مجددا , متناثرات ذئاب . . جواره , خاصة عند وقوعه من الدراجة , والتفاف ستة منهم حوله - دق جرس المنزل , اعتذر من سامي وعاد جاريا . . من طريق اخر , إذا به يعج بتجمعات الذئاب - جميعها كانت تظهر لا اهتماما لوجوده , فقط نظراتها . . وتكشيرة انيابها , كانتا بين تفاجئ بوجوده , وهو امر غير مستحب لديهم - أن يراهم احد , واخرى من يافعيهم , الذين يودون اشعارك بأنهم سادة المدينة .
دلف إلى منزله , متناسيا التوبيخ والعقاب , بصوت عال منتشي
- - انها لا تأكل الناس . انها ممتلئة , وهيئتها . . بنات ابهه - مش مثلنا . . مقرحفين
. . انها مدنية , مدنية . . .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟