أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح ابراهيم - الجهاد بالكلام ليس طريقا للنصر















المزيد.....

الجهاد بالكلام ليس طريقا للنصر


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7800 - 2023 / 11 / 19 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ كنا صغارا كنا نسمع عن القضية الفلسطينية والجهاد ضد المغتصبين واسترجاع الأرض واعادة الكرامة المهانة للعرب . ونسمع من الإذاعات العربية والمصرية خاصة التي كان جمال عبد الناصر يهدد بخطبه الرنانة بتحرير فلسطين ورمي اليهود في البحر . وكنا نتحمس بأن لدينا قادة ابطال كلهم غيرة وحماس لا يقبلون بالظلم والإحتلال الأجنبي لفلسطين . وان الدول العربية التي تنادي بالقومية العربية تشحذ الهمم وتجهز الأسلحة وتعد الجيوش ليوم التحرير. سمعنا جعجعة ولا نرَ طحين .
سمعنا عن حرب جيوش العرب مع إسرائيل في عام 1948 وهزيمتهم أمام القوات الإسرائيلية ، وبعدها تأسست دولة اسرائيل رسميا . و شهدنا حرب العرب 5 حزيران عام 1967 ضد إسرائيل التي انتهت في ستة أيام الهزيمة المخزية لجيوش الدول عربية المدججة بالأسلحة والطائرات والدبابات وهي تنهزم أمام جيش دولة صغيرة واحدة حاربت على عدة جبهات. هزمت جيوش العرب مجتمعة في ستة أيام فقط ، حتى تسابق العرب الى مجلس الأمن للمطالبة بوقف إطلاق النار والاعتراف بالهزيمة . ومرت بنا ذكريات حرب 1973 التي سميت بحرب 6 أكتوبر، حيث خططت مصر وسوريا لافتعال حرب قصيرة لتحريك القضية الفلسطينية من السبات الطويل الذي يمر بها، ولكن الحقيقة أن مصر أصابها القحط بسبب احتلال اسرائيل سيناء كاملة وغلق قناة السويس ومنع مرور السفن فيها والتي تدر على مصر عائدات مالية كبيرة بمليارات الدولارات التي تحتاجها لإعادة بناء الجيش وتغذية الشعب . ولهذا قامت بحرب التحريك وليس التحرير لسيناء .
بعد فشل العرب في تحرير فلسطين و رمي اليهود في البحر كما تمنوا وحلموا، وقعوا اتفاقيات صلح مع العدو وتبادل السفارات بزعامة أنور السادات ثم مؤتمر القمة لطرد مصر من الجامعة العربية. والان نشاهد مرحلة تسابق عرب الخليج للتطبيع مع اسرائيل وتبادل السفارات و التبادل التجاري معها، وقد تم نسيان القضية الفلسطينية إلا في مباريات الخطب السياسية الرنانة في المناسبات الوطنية للقادة و الحكام . اما شيوخ المساجد فلا ينسون الحقد الديني بين المسلمين واليهود الذين ينعتونهم بإخوان القردة والخنازير ، فهم يتبارون في خطب الجمعة لشحن بطاريات المستمعين شبه النائمين أمام المنابر لتحريض المسلمين على الجهاد والبحث عن اليهود المختبئين وراء كل شجر وحجر وقتلهم حسب وصية النبي لهم .
اليوم هو يوم الإمتحان الحقيقي بين العرب واسرائيل . لقد أرادت حركة حماس الإسلامية إبراز عضلاتها و استعراض قوة الصواريخ الإيرانية التي تم تهريبها سرا من إيران عن طريق حزب الله لضرب سكان المستوطنات الإسرائيلية بها يوم التحرير المنتظر . ومكروا ومكر الله معهم، فهو عندهم خير الماكرين . خططت حماس للهجوم بغدر يوم السبت 7 أكتوبر 2023 بعد أن تعلمت الدرس من المصريين ، وقد كان اليهود يحتفلون بعيد كيبور أي يوم الغفران يوم 6 أكتوبر . حيث أقاموا في المستوطنات احتفالات غنائية وموسيقى بهذه المناسبة ، حتى تفاجئوا بنيران وقذائف رشقات الصواريخ من جهة غزة تنهال عليهم مثل المطر، وبعض الطائرات الشراعية تحمل مقاتلين اثنين فقط، يطلقون نيران أسلحتهم من الجو على المحتفلين المدنيين العزل، وقذائف تنهال عليهم من البحر . ثم تلاه هجوم بري لمقاتلي حماس و الجهاد الإسلامي، يدخلون المستوطنات بالسيارات والدراجات النارية وآخرون مشيا على الأقدام يتسللون منها بعد تفجير وعمل فتحات بالجدار العازل بين حدود إسرائيل وغزة. بدأت عمليات القتل والذبح بالجملة للمستوطنين اليهود الذين تفاجئوا بهذا الإجتياح العنيف. قتلوا الكثير من المدنيين العزل في بيوتهم نساء وأطفالا ورجالا . ثم اختطفوا أكثر من مائتين وخمسين من المستوطنين اسرى من الجنود والنساء والأطفال إلى داخل غزة كرهائن .
انهالت رشقات الصواريخ الإيرانية المطورة على المدن الإسرائيلية بالجملة، ادّعت حماس أنها أطلقت 5000 صاروخ على مدن اسرائيل في اول يوم الهجوم. أصيب الجيش الإسرائيلي بذهول من هول الصدمة، حيث فشلت كل أجهزتهم الاستخبارية وعناصر الموساد المزروعين داخل غزة وأجهزة التحسس والإنذار المبكر من كشف التحركات والاستعدادات والهجوم لحركة حماس وحليفتها الجهاد الإسلامي وكتائب القسام. اما حزب الله فهو ينتظر النتائج ليمارس دوره الذي طالما تبجح به المعمم والعميل الإيراني حسن نصر الله لسنوات عديدة إنه ينتظر يوم الحسم لتحرير أرض فلسطين ومزارع شبعا اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي . لكنه أجبن و تخاذل وخذل حلفائه ولم يشارك إلا بمناوشات حدودية لحد الآن لإثبات الوجود والمشاركة الصورية، لم يفتح جبهة حرب جديدة وكبيرة من جنوب لبنان بسبب التهديد الأمريكي القوي الذي سيتكفل بتدمير حزب الله وقواعده وأسلحته وتدمير بيروت والضاحية الجنوبية معقل حزب الله ، إذا ما تجرأ وشارك بالهجوم الواسع على إسرائيل .
اليوم بدا يوم الإمتحان حيث يُكرم فيه العربي أو يُهان .
المعارك مشتعلة والصواريخ والطائرات الإسرائيلية ترد الصاع صاعين وأكثر، بدأت قذائف الطائرات والمدفعية تنهال فوق أحياء غزة ومدنها وقراها، وفوق رؤوس أهلها العزل، الأبراج والعمارات والمنازل تتهدم بالجملة، أحياء كاملة مسحت بالأرض . المساجد والجامعات الإسلامية اختفت من الوجود، الصراخ والعويل في كل مكان، اهالي غزة بلا مأوى، إسرائيل قطعت عن غزة إمدادها بالماء والكهرباء والوقود والغذاء والأنترنيت . المستشفيات ممتلئة بالجرحى والمصابين وجثث القتلى . المعابر مع مصر أغلقت وتوقف العبور نهائيا بالاتجاهين . مصر رفضت دخول النازحين واللاجئين أبناء غزة الى سيناء خوفا من الطوفان البشري الفلسطيني على أرضها ومدنها وتحملها مسؤولية اعالتهم المكلفة وخوفا من قصف إسرائيل لأرضها ومدنها لمتابعة حماس ومقاتليها .
الجيوش العربية غير مهتمة بما يحدث بين الفلسطينيين وجيش اسرائيل وكأن الأمر لا يعنيهم. القادة العرب والسياسيين والأحزاب الإسلامية في سبات عميق ليس لديهم غير النعيق. بعض الشيوخ ورجال الدين المسلمين تذكروا واجباتهم الدينية وكراهية اليهود التاريخية ، يهيجوا اتباعهم والرعاع والمراهقين منهم للخروج بمظاهرات للصراخ والتنديد الفارغ لتسجيل موقف سياسي وديني فقط، وبعدها التظاهر واداء الجهاد الكلامي والصراخ ، كل فرد يعود لبيته وكأن شيئا لم يكن .
أين هم حكام الدول وأصحاب الخطب الرنانة التي كانوا يصدعون رؤوسنا بها ؟ أين صراخكم فلسطين في قلوبنا ؟ أين المساعدات الطبية والغذائية لشعب يموت من الجوع والمرض وحدوده مقفلة ولا من يتحرك لفتحها ! أين هي الجيوش الجرارة التي يصرف الحكام أموال الشعب لتسليحها ليوم المحن، والصدأ يأكلها في مخازنها ؟
لم نسمع أي فارس من فرسان الخطب الرنانة يتكلم لمساندة شعب غزة عسكريا. الكل بلع لسانه و احتضن زوجته ونام ليله دافئا مسترخيا ولم يجاهد جهاد الطلب، أهل غزة يموتون كل يوم بالمئات حتى وصل عدد القتلى إلى 12000 والجرحى إلى أكثر من 12 ألف ولا من مغيث !.
نحن نعرف أسباب الصمت وسبات القادة العرب الذين يرتعشون فوق عروشهم ، بل هم يجيدون الإسناد باللسان والتصريحات الرنانة من وراء الميكروفونات فقط . والأسباب هي :
- يتجنبون الحرب مع دولة وجيش اسرائيل الذي لا يقهر . الذي سبق وان جرب بعدة حروب والنتيجة الهزيمة الساحقة والمذلة، فمن يتورط معهم من جديد ؟
اسرائيل تقاتل عصابة إرهابية متطرفة اسلاميا من جماعة الإخوان المسلمين والجهاد الإسلامي المنبوذة عربيا وعالميا، هؤلاء يتمسحون بالدين قبل الوطنية، أنها منظمات ارهابية لا تستحق إسنادها ودعمها، وإلا سيكون من يساندها هدفا للطائرات وصواريخ إسرائيل .
لن يتورط العرب مع اسرائيل لأن اقوى الدول بالعالم تساندها وتعتبرها صاحبة حق في الدفاع عن شعبها وأرضها . وأن العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، ومن بدأ الحرب والاعتداء على المستوطنين الآمنين الآن هي حركة حماس الإسلامية وشريكتها منظمة الجهاد الإسلامي ولهذا فقد نبذهم العالم كله ليتلقوا نتيجة أعمالهم ومن كان بيته من زجاج لا يرم الناس بالحجارة.
لقد سببت حماس بروعونتها تدمير البنية التحتية لكل شئ في غزة . هدمت المدارس والأبراج السكنية والعمارات والجامعات والمشافي ومنازل أهل غزة الذين باتوا بلا مأوى يجولون في الشوارع و يسكنون الخرائب ومدارس الأمم المتحدة .
أين هم قادة منظمة التحرير الفلسطينية وفتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذين يتقاتلون فيما بينهم داخل المخيمات من اجل النفوذ والمال والمناصب . لم يتحرك أي منهم للدفاع عن فلسطيني غزة وكأنهم من شعب آخر . أبو مازن (محمود عباس) يزداد وزنه يوما بعد يوم و أوداجه منتفخة من أكل الدجاج والسمك ، وأهل غزة يقتلهم الجوع أصبح من أصحاب المليارات من أموال التبرعات للفلسطينيين كما كان سلفه ياسر عرفات اللص المليونير ، الذي قتلته الموساد بالسم المشع لغلق فمه الكبير .
اليوم يوم الإمتحان وفيه يكرم العربي أو يُهان، لكننا لا نجد من يُكرم اليوم من هؤلاء الحكام ، بل نرى الذل والمهانة على وجوه القادة و السياسيين والحكام العرب الذين لا يجرؤون على لفظ كلمة تنديد بالحرب . كلهم يريدون أنتهاء وموت القضية الفلسطينية التي صدعتهم طوال أكثر من خمسين عاما وبلا حل . ليبقى شعب فلسطين تحت رحمة منظمات الإغاثة الدولية والدول (الكافرة) التي هي من تغذي وتعلم وتداوي شعب منكوب بحكامه والمزايدين على مستقبله من ابطال رامبو حماس والجهاد وحزب الله المرتزقة وآكلي السحت الحرام من أموال الشعوب المبتلية بحكامها الخونة وقادة حماس السياسيين يرتعون في فنادق خمس نجوم في تركيا وقصور قطر .



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس وانتصاراتها المزعومة
- نظريات بدء الحياة
- النظرية النسبية لأينشتاين
- سورة مريم في القرآن
- النبي محمد من وجهة نظر المؤرخة باتريشيا كرونة
- مقارنة في الأديان الكتابية
- ازمة البطريرك ساكو وريان الكلداني
- اسرار الخلق هل لها جواب ؟
- تعليق على القرآن -1-
- هل تأتي الكوارث والمصائب من الله ؟
- تاريخ الإسلام الغامض
- ما أخذه الإسلام عن اليهودية
- نواقص في الحدود والتشريع القرآني
- اخطاء القرآن في سورة مريم
- نظريات حول اصل القرآن
- بدعة التقليد الشيعي وعبادة المرجع
- سبب الاختلافات في قراءات القرآن
- لا تحتقر أمة لا تعرف اخلاقها وطباعها
- العراق وطن يحتضر
- الإسلام والنقد الديني


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح ابراهيم - الجهاد بالكلام ليس طريقا للنصر