أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - هل تأتي الكوارث والمصائب من الله ؟















المزيد.....

هل تأتي الكوارث والمصائب من الله ؟


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7570 - 2023 / 4 / 3 - 23:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحيق بالإنسان والمجتمع كوارث ومصائب اقوى منه ومن قدراته ولا يطيق ان يتحملها، لأنها اما أن تنهي حياته تماما او تصيبه باضرار جسدية وهو حي . الكوارث على انواع منها طبيعية كالزلازل، الفياضانات، البراكين، الإنهيارت الأرضية، الغرق في البحار، الحرائق والعواصف وغيرها الكثير، هذه كلها تسبب قتل الحياة و تدمير الممتلكات والحضارة والعمران .
نحن نعلم ان الارض وما فيها، والكون كله، لا يتحرك إلا بأمر الله الذي خلقه وصوّره وابدع في خلقه . فأن حدثت زوابع وعواصف و فياضانات وزلازل وذهبَ ضحيتها الاف الضحايا قتلى من البشر . نقول انها من عمل الطبيعة المتغيرة فيزيائيا وجيولوجيا ومناخيا. ولا دخل لله الخالق بها. لكن الكتاب المقدس يخبرنا أن لا تسقط ورقة من شجرة إلا بعلمه وموافقته، وكل شعور رؤوسنا معدود ويعرفها الله . فلماذا يموت اطفال رضع لا يعرفوا ما هي الخطيئة ولم يرتكبوا ذنبا تحت انقاض الابنية التي تتهدم بفعل الهزات الزلزالية او تغرق عائلة مع اطفالها في زورق مطاطي في عرض البحر غايتهم ان يهربوا من بلاد حكامها جائرون ضالمون للعيش في بلاد آمنة فيها كرامة وتعامل إنساني مع البشر ؟
هل تحصل المصائب بسبب البشر ؟
نعم، الكثير من القتل والدمار والإعاقة البدنية تحصل لملايين البشر بسبب الحروب التي يصنعها السياسيون والحكام الجائرون . لو حسبنا عدد القتلى منذ زمن طوفان نوح ومن قتل بالحروب والغزوات منذ ان خلق اهعي الإنسانَ، و ما قـُتل بالحرب العالمية الأولى والثانية والحروب الأخرى بين الدول المتجاورة والبعيدة، لأصبح عدد القتلى أكثر من سكان الكرة الأرضية حاليا .
فما ذنب من مات وقتل بالحروب وهو لا ناقة له فيها ولا جمل ؟ وهل من قتل فيها سيذهب الى الجحيم يشوى بلظاها لكونه اخطا في حياته بكذبة او سرقة شئ ما ربما تافه القيمة وهي بنظر اهيا خطيئة و ذنب ؟
جاء في سورة البقرة 30 : " واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة، قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال اني اعلم ما لا تعلمون ".
كلمة (اني جاعل) تعني فعل سيحدث لاحقا . ولم يحدث الفعل بعد .
إعترض الملائكة على الله عندما اخبرهم انه سيجعل في الأرض خليفة . فقالوا له وكأنهم يعلمون الغيب مثله : " أتخلق فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ؟ "

وكان الملائكة على حق في اعتراضهم، لأنهم تنباوا بما سيعمله ذلك المخلوق الشرير من افعال شريرة وكم من دماء بريئة سيسفك في المجازر والحروب الجماعية والجرائم الفردية، لكن الله قال لهم : اني اعلم ما لا تعلمون ! ولكن لماذا اغرقتهم يا رب بطوفان مدمر اهلك الحرث والنسل في العالم كله وانجيت نوح وعائلته فقط . وإنك تعلم انهم سيفسدون في الأرض ؟
الم يكن الملائكة على حق عندما اعترضوا وتنبأوا ان الإنسان سيفسد في الأرض وسيسفك الدماء، حتى غضب الله على مخلوقاته جميعا فأبادهم جماعيا بالطوفان العظيم وحتى الحيوانات معهم ؟ وليس هذا فقط بل دمر على مر العصور الكثير من الشعوب التي خرجت عن ارادته واغضبته افعالهم .
الملائكة لا تعلم الغيب، فهذا من اختصاص الله فقط . لكن كيف عَلِمَ الملائكة ما سيحدث بعد خلق الإنسان وجعله خليفة في الأرض ولم يحدث الخلق بعد، ودون ان يعيشه الملائكة في ذلك الزمن، وقبل خلق الإنسان، وقبل ان يروا شكل ذلك المخلوق، و قبل ان يعرفوا إن كان سيجري في عروق الإنسان دم ام ماء . فكيف عرفوا بسفكه الدماء كما اخبرنا القرآن ؟
في عقيدة الإسلام: يؤمن المسلمون أن الله يجلب المصائب كعقاب على الخطايا والذنوب، أو أمتحان للإيمان. والمصائب تذكرنا أن نظل شاكرين الله على كل بركاته، ومنتبهين لواجباتنا في مساعدة المحتاجين . كي يرضى الله عنا ويغفر ذنوبنا وينقلنا في العالم الآخر بعد الموت الجسدي الى جنته الموعودة حيث الحياة الرغيدة مع حور العين الجميلات وتناول انواع الفواكه وشرب الخمرو العسل واللبن مجانا من الأنهار دون الشعور بالألم والموت .
في الديانة الهندوسية : يؤمن الهندوس ان الإنسان يولد ويموت ثم يولد من جديد عدة مرات بنسخ جديدة . ويعتقدون ان المصائب تحدث للإنسان بسبب شر اعماله في الحياة وإذا ابتعد عن الشر والملذات يبلغ درجة (الموكشا) حيث يتحرر فيها من دورة الحياة المستمرة في الموت والميلاد .
في الديانة اليهودية : يؤمن اليهود ان المصائب تنتج نتيجة لأعمال الإنسان الشريرة . ويؤمنون بالقيامة بعد الموت، فهناك يحاسب الإنسان حسب إيمانه وأعماله، والله يقرر من منهم يذهب الى الفردوس والنعيم الأبدي، ومن يرمى منهم في جهنم حيث يلاقي العذاب الأبدي.
اما في البوذية : فهم يؤمنون ان الشخص الفاسد والشرير يستمر يعاني من العذاب خلال دورة مستمرة من الموت والميلاد، الى ان يتخلص من الأعمال والمشاعر والرغبات السيئة وافعال الشر . يتخلص منها بالحكمة والأخلاق والتأمل . وعندما يصل الى درجة (النّرفانا) يتحرر فيها من كل العذابات ويتخلص من المصائب .
في الديانة الكونفوشيوسية : بحسب هذه الديانة يؤمنون أن المصائب تحدث بسبب أخطاء البشر . وتقل حين يتحلّون بأخلاق عالية، لكن الكثير من المصائب ينتج عن كائنات روحانية اقوى من البشر. وفي حالات كهذه، يجب ان يسلّم البشر بقدرهم .
الديانات التقليدية : تعلّم الديانات الأفريقية أن المصائب سببها السحر، فالسحرة يستطيعون أن يجلبوا المصائب او الحظ السعيد للناس. لذلك يحاول الناس أن يتّقوا شرهم من خلال طقوس عديدة . فهم مثلا يذهبون الى الأطباء المشعوذين، لأنهم يعتقدون ان ادويتهم وطقوسهم تبطل مفعول السحر وتبعد المصائب عنهم .
الديانة المسيحية : يؤمن المسيحيون أن المصائب بدأت حين أخطا الزوجان الأولان آدم وحوّاء ، كما يقول سفر التكوين/ التوراة . لكن العديد من الطوائف يضيف تفسيراته الخاصة الى هذا التعليم . مثلا، يعتقد بعض الكاثوليك أن الشخص يمكنه أن يقدّم معاناته لله وبالمقابل يدعم الله الكنيسة او يخلص شخصا آخر من معاناته .
المسيحيون يؤمنون : ان الله هو المتحكم بكل ما يجري من كوارث ومصائب بالكون والأرض والبشر . حيث قال السيد المسيح : تَكُونُ زَلاَزِلُ عَظِيمَةٌ فِي أَمَاكِنَ، وَمَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ. وَتَكُونُ مَخَاوِفُ وَعَلاَمَاتٌ عَظِيمَةٌ مِنَ السَّمَاءِ … فَضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ لاَ تَهْتَمُّوا مِنْ قَبْلُ لِكَيْ تَحْتَجُّوا، وَلكِنَّ شَعْرَةً مِنْ رُؤُوسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ. بصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ." انجيل لوقا 21

تعلم أديان كثيرة أن الله هو الذي يجلب المصائب، فقد ذكر القرآن في سورة هود 94
" ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين امنوا معه برحمة منا، واخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين" .. اي قُتل اهخذ (بالصيحة) الكافرين .
و قد قضى الله على البشرية جمعاء في زمن نوح لكثرة ذنوبهم وقال القرآن في سورة المؤمنون 14 : " فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "
وذكر الإنجيل والتوراة آيات كثيرة وقصص عن الضربات العشرة المهلكة التي وجهها الله لشعب مصر ايام موسى وفرعون ملك مصر، وهي من المصائب الجماعية التي تحل بشعب كامل .
ويمكن ان نقول ان الكوارث الطبيعية هي عقاب من الله للبشر في مناطق كبيرة او محدود المساحة كما أهلك الله قوم سدوم وعمورة واحرقهم بالنار والكبريت في زمن لوط ، ولم يبق منهم احداً لكثرة فسقهم وفجورهم وانقذ لوط وابنتيه فقط .
لكن بنفس الوقت تقول الأديان والكتب المقدسة ما يخالف غضب الله هذا، بهذه الآيات :
الله لا يجلب المصائب، لأن " جميع طرقه عدل وأمانة، لا ظلم عنده "تثنية 4:32
" حاشا لله من فعل الشر، وللقادر على كل شئ من إتيان الظلم "ايوب 34:12
في سفر ايوب يخبرنا الكتاب المقدس ان الله سمح للشيطان ان يؤذي جسد عبده ايوب لأختبار إيمانه، فأنزل الشيطان به الكوارث في اولاده وبناته اولا، و دمر ممتلكاته وثروته، واخيرا انزل بجسده الأمراض الفتاكة وجعله مرميا في المزبلة يقاسي العذاب المر، لكنه لم ينكر ربه وقال " الرب اعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركا" ولقوة إيمانه أعاد له الله بعد معاناة قاسية صحته، وعوضه عن كل ما فقده من اولاد وممتلكات وثروة طائلة إكراما لأيمانه .
هل نلوم الله على المصائب التي تلحق بنا ؟
تخيل ابا يجتهد في تربية اولاده ويوّمن لهم حياة كريمة، رغم ذلك يتمرد عليه احد أبنائه، ويترك البيت ليعيش حياة الملذات الطائشة دون قيود . فهل نلوم الأب على سلوك أبنه ؟ وهل يستطيع الأبن أن يلوم اباه إن وقع في مشاكل ؟ بصورة مماثلة لا يمكن ان نلوم الله على المصائب التي نمر بها . ولكننا نعاتب الله احيانا ما ذنب الأطفال الصغار الذين يموتون بالكوارث الطبيعية والحروب وهم لم يرتكبوا اي ذنب او معصية ضد الله ؟



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الإسلام الغامض
- ما أخذه الإسلام عن اليهودية
- نواقص في الحدود والتشريع القرآني
- اخطاء القرآن في سورة مريم
- نظريات حول اصل القرآن
- بدعة التقليد الشيعي وعبادة المرجع
- سبب الاختلافات في قراءات القرآن
- لا تحتقر أمة لا تعرف اخلاقها وطباعها
- العراق وطن يحتضر
- الإسلام والنقد الديني
- تأثير القمر على الأرض
- معاني اسماء الأشهر الرومانية
- فيزياء أنيشتاين و النظرية النسبية
- الدجالون و الإعجاز العلمي للقرآن
- مصير كوكب الأرض والشمس فيزيائيا
- الغاز محيّرة في كوكب الأرض
- افكار ستيفن هوكينج حول خلق الكون
- الصدام المسلح بين روسيا واوكرانيا
- ما الجديد الذي جاء به القرآن ؟
- كتاب البخاري ومخالفته للقرآن


المزيد.....




- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - هل تأتي الكوارث والمصائب من الله ؟