أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إلياس شتواني - المرأة العربية: الدين، الحجاب، و تخطيب الجنس














المزيد.....

المرأة العربية: الدين، الحجاب، و تخطيب الجنس


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7799 - 2023 / 11 / 18 - 01:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


"البخل العاطفي"، "الجوع الجنسي"، "الفصل الجنسي"، "الأزمة الجنسية"، "الخطاب الديني"، "الأزمة الإقتصادية"، و "قضية الإستبداد" كلها عناوين عريضة تكشف بشكل أولي عن صراع المرأة العربية من أجل الوعي المجتمعي و النضال الفكري و السياسي لنصرة قضية مركزها المرأة، الرجل، التاريخ، الحاضر، الأيديولوجيا، و الصراع من أجل الحرية و الإستقلال.

إن من أفكار التيار الإسلامي التليدة أن المجتمع يجب أن يعزل المرأة و يفرض عليها الحجاب كأساس و رمزية للتفرقة بين الجنسين. فالمرأة، في العرف الإسلامي التقليدي، هي قادرة أكثر من الرجل على التحكم في غرائزها و إندفاعاتها الجنسية، و عليه يستدل أن الحجاب و الفصل الممنهج بين الجنسين غايته حماية الرجل و ليس المرأة.

المرأة كائن إيجابي فعال في التصور الإسلامي، و لكنها قوة دامغة للنظام الإجتماعي بأسره. هنا أساس المشكلة. فالفتنة، و هو مصطلح كلاسيكي يشمل المرأة، تعتبر من أخطر ما يمكن أن يهدد أركان العقيدة الإسلامية و وجودها الفعلي. فالمرأة هي إذا، إذا لم يتم إحتوائها، تشكل تهديدا و رمزا للفوضى و الإختلال، لهذا يتخذ منها الفكر الإسلامي موقف الحذر و الإتقاء. الشيء المميز للفلسفة الإسلامية هي أنها لم تعادي النزعة الجنسية عند الرجل و المرأة، بل العكس من ذلك تماما، فهي تبنتها و إحتضنتها و قامت بترويضها و تسنينها. لكنها في المقابل من ذلك، فقد عادت المرأة ككيان و حطت من دورها و فاعليتها و إختزلتها في أساطير "حياء"، و "كنز"، و "عفة"، و "فتنة" ضارة وجب أخذ الحيطة و الحذر منها.

من واجب الرجل تجاه المرأة الإكتفاء الجنسي، النفقة، و إطعام و كسوة الأسرة. و من واجب المرأة تجاه الرجل أن تطيعه و تصون عرضه و تنجب له الأطفال. في هذا الصدد، يتضح لنا أن دور مؤسسة الزواج هو تسخير الطاقات الجنسية من أجل غايات سياسية و شخصية صرفة، من أهمها الجهاد الإسلامي، تمرير الممتلكات الفردية إلى الأبناء، الإبقاء على السلطة الذكورية في المجتمع، و الرقابة الصارمة لحرية المرأة خصوصا الجنسية منها و الفكرية.

مفهوم الأمة من زاويته العريضة ما هو إلى نتيجة و تحصيل حاصل. مفهوم الأمة الإسلامية هو نتاج الرقابة التي يمارسها المجتمع الإسلامي على المرأة العربية. لنعد بالتاريخ إلى الوراء قليلا. شكلت المرأة العربية خلال العصر الذي يسميه المسلمون "جاهليا" طبقة أرستقراطية هامة مكنت المرأة من التمتع بأبرز الإمتيازات و الحقوق في المجتمع القبلي المتعدد الآلهة. فكانت تستطيع إختيار الزوج و تداول عالم الأموال و التجارة و تمتاز بحرية الفكر و الكلام. فها هي هند بنت عتبة أشجع نساء زمانها تخرج في لقاء المسلمين في الحروب و تهجوهم في أشعارها و ترثي الضحايا و الفرسان العرب، و ها هي سلمة بنت عمرو وضيئة سيدات عصرها تنتقي من بين الرجال العرب زوجا لها و تشترط أعسر الشروط و الواجبات لنيل رضاها، و ها هي خديجة بنت خويلد ثرية عصرها تختار الرسول العربي للإشراف على أموالها و تجارتها و تختاره هي كزوج لها. و الضروب في ذلك كثيرة و متنوعة.

النفوذ و السلطة كانا بيد السيدة العربية فعلا. لكن مع ظهور الفكر الإسلامي، تم تقسيم المجتمع العربي، و ذلك لأهداف عقائدية و سياسية كما أسلفنا الذكر، إلى فئتين متصارعتين: الرجال، و هم عنصر القوة و السلطة و الدين. و النساء، و هم عنصر الجنس، و التوالد، و الأسرة. هذه الثنائية (Dualism) كونت بؤرة صراع أزلية بين الطرفين، حيث يشكل التوجس، و الإغراء (Temptation)، و التعمية (Mystification) أبرز تجلياته و تمظهراته. المرأة المسلمة لا تعطي و لا تقدم أي شيء فعلي بإستثناء إرضاء الشهوة الجنسية، و الرجل، من جانبه، لا يرى في المرأة إلا أداة تفريغ شبقي و معتركا وجوديا خطيرا و فتنة ربانية خالدة. لقد صنع هذا التصور السياسي و الأخلاقي من المرأة عدوا مشؤوما و لعبة في يد الرجل، فالمرأة شؤم، في ديمومة خوف و مكر مستمر، تخطط بالمكر بالرجل و تكبيله بحبائل و قيود الشيطان. المرأة المسلمة تعتمد على المكر و الإغراء و لعب دور "صعبة المنال" لهدف النيل من الرجل و السيطرة عليه. فهنالك، بعد كل شيء، رهان تعدد زوجاته و إيمائه.

المرأة العربية في العصر الحديث يجب أن تعي مقتضيات عصرها و تبدل الزمن و الأحوال. يجب عليها أن "تقتحم" الفكر الرجولي و أن تواجهه بكل ثقة و عزم، لا أن تبرر عجزها و ضعفها و تخفي "عارها" الدفين. يجب أن تفهم أن شرفها لا يكمن في غشاء داخل فرجها. سنكون أكثر تقدما حتما إذا وضعت المرأة شرفها في الثقافة و العلم و الإنتاج، إنتاج الحضارة و التقدم، لا إعادة إنتاج التخلف و الجهل.

بكل بساطة و جرأة نعلنها: الرجال يعانون لأن المرأة ليست حرة. الرجال في مأساة وجودية و جنسية حقيقية. هذه المعضلة ترجع أصلا للوضعية المتخلفة و الرجعية التي تعيشها المرأة العربية في العصر الحديث. نحن ضحايا نفس الخطاب الذي تعاني منه المرأة. خطاب العار و الجهل.

فلنكتب إذا و نجاهد بحق من أجل غد أفضل يكون فيه الرجل، قبل كل شيء، صديق و رفيق المرأة و ليس عدوها و لا مضطهدها.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتاب المجهول
- صريع يعقوب
- عن القومية العربية
- الحرباء
- أسطورة أدبا أو أدم عليه السلام
- الفلسفة الحديثة (9): جورج باركلي
- الفلسفة الحديثة (8): جون لوك
- النهضة الفلسطينية بين الرقابة و البطالة
- الفلسفة الحديثة (7): جوتفريد ليبنتس
- الفلسفة الحديثة (6): باروخ إسبينوزا
- الفلسفة الحديثة (5): رينيه ديكارت
- أتفرون يا عرب
- ما بال المرأة العربية تتراقص في الطرقات!
- هلم شباب المغرب و الجزائر
- ما يجب أن تعرفه عن التوراة
- الفلسفة الحديثة (4): توماس هوبز
- عن الشجاعة...
- الفلسفة الحديثة (3): فرنسيس بيكون
- أينما تكون -إسرائيل- فإن فلسطين حاضرة كذلك
- الفلسفة الحديثة (2): جيوردانو برونو


المزيد.....




- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...
- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”
- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إلياس شتواني - المرأة العربية: الدين، الحجاب، و تخطيب الجنس