أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - قنبلة الوزير














المزيد.....

قنبلة الوزير


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7788 - 2023 / 11 / 7 - 18:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


علينا في مداورة حيثيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أن نتذكر أن مساحة هذا الأخير لا تتجاوز 360 كلم² و أن عدد سكانه يتعدى مليوني نسمة ، و بالتالي فإن الكثافة السكانية فيه هي الأعلى في العالم ، و علينا أيضا أن نأخذ بالحسبان أن السكان في فلسطين التاريخية يتوزعون كما يلي ، 7.3 مليونا من الأصليين غير اليهود و 6.9 مليونا من اليهود على اختلاف أصولهم . ينبني عليه أن السلطة الصهيونية تواجه مسألة سكانية أساسية بانتهاج سياسة التمييز العنصري كوسيلة لهيمنة الأقلية على الأكثرية . بالإضافة إلى هذا كله فأن ما يتداوله الخبراء يفيد بأن المياه الإقليمية للبلدان السورية الساحلية ، فلسطين ، لبنان ، سورية ، تغمر جيَزا من النفط و الغاز ، تطمع بها القوى القادرة على استخراجها .
لا نجازف بالكلام أن ما تقدّم يمثل ثلاثة ألغام كبيرة أو قنابل تحتوي كل منها على أطنان من المتفجرات . فما نحن بصدده هنا هو محاولة تبيين أسباب " هذه الحرب " المعلنة على قطاع غزة ، ذي المساحة المحدودة ، المسيَّج منذ سنة 2005 ، بحصار شديد ، ليس فقط من جانب إسرائيل ، و لكن عمليا من جانب دول المعسكر الغربي ، التابع للولايات المتحدة الأميركية أيضا . تحسن الإشارة بالمناسبة إلى أن هذا المعسكر هاجم العراق و خرب دولته مثلما هاجم سورية و لبنان و مصر و ليبيا . لن نطيل في موضوع الخسائر و الجرائم التي ارتكبت في قطاع غزة بعد حوالي الشهر من القصف المتواصل . نكتفي بالقول أن ما يجري هو من و جهة نظرنا ، حرب إبادة جماعية حقيقية ، إلغاء للوجود ، بواسطة القتل أو التهجير ، تجري امام أعين و تواطؤ ،الولايات المتحدة الأميركية و الدول الأوروبية ،و بدعم منها . حيث بتنا على يقين ، استنادا لمتابعتنا لمأساة الشعب الفلسطيني ، أن موقف هذه الدول متطابق إلى درجة ما ، مع موقفها خلال الحرب العالمية الثانية تجاه المسألة اليهودية . لا فرق في موقفها ، تجاه الفلسطيني اليوم و اليهودي بالأمس سوى الظروف و المكان !
اللافت للنظر هنا أن الحرب على قطاع غزة ، و غيرها من الحروب التي أوقدتها الدول الغربية منذ أن انهار الإتحاد السوفياتي ، أن الميول للاستعمار و لإلغاء وجود الشعوب طمعا بارضها ، تحت ذرائع ترشح كراهية عنصرية و عصبية و غرائز بهيمية ما تزال كامنة في ثنايا فلسفة الحكم في هذه الدول .
لسنا في معرض التدليل على فورات البربرية الاستعمارية في الغرب ، فتاريخ حركات التحرر الوطني في إفريقيا و في أميركا اللاتينية و آسيا غنية بالأمثلة على ذلك ، نذكر منها على وجه الخصوص التجربة الجزائرية ، لا سيما أن الحركة الصهيونية استفادت منها كثيرا . و لكن هذا بحث آخر ,
لننتقل من بعد إلى اقتراح الوزير الإسرائيلي باستخدام القنبلة ذرية من أجل القضاء على الإنسان الفلسطيني فيها ،بواسطة الأشعة الذرية ،"كحل نهائي للمسألة الفلسطينية ". نشير في هذا الصدد إلى أن الكونغرس الأميركي وافق في سنة 2004 على جواز استخدام السلاح النووي على مسرح العمليات في الشرق الأوسط و في اسيا الوسطى . إن هذا كله يقوي الاعتقاد لدينا بأنه لا شك في أن المشروع الغربي القاضي بتوطين أكبر عدد من اليهود في فلسطين ، تحت قيادة الحركة الصهيونية ، مكان الفلسطينيين الأصليين ، بات يبطن أخطارا كبيرة على الجميع . فإذا كان الاستعمار الأوروبي في أميركا ابتداء من القرن الخامس عشر و في أستراليا في القرن الثامن عشر ، قد تمكن من بلوغ مآربه ، يمكننا القول أنه فشل في الجزائر و في جنوب إفريقيا ، و ها هو يراوح مكانه في فلسطين ، غارقا حتى أذنيه في دماء الفلسطينيين الأصليين ، تهددنا لوثة حاكم من حكامه أو قائد من قادة جيوشه في فلسطين نفسها أو على حاملات الطائرات أو في غواصاتها النووية.
ينبني عليه أنه صار ضروريا و ملحا ، أن نعترف بعدم كفاءة هؤلاء الحكم و القادة هذا من جهة و بعدم صلاحية النظام الليبرالي المهيمن الذي أطلق السيرورة التي أوصلتهم إلى مواقع القرار من جهة ثانية .بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، إن القضية الفلسطينية تتطلب حلا سلميا ، حضاريا ، و ليس قنبلة ذرية بيد وزير أفقده الحقد العنصري عقله . فحق الدفاع عن النفس ، هجوما أو دفاعا ، ليس حكرا على المعتدي فقط ، كما يريد المعسكر الغربي فرضه فرضا في سياق طموحه لإرساء حوكمته على العالم ، و ممنوعا على المعتدى عليه ، ما يعني ضمنيا أن العدوان حق شرعي " للإنسان ألأبيض " الجميل ، باستثناء " الحيوانات الآدمية " كما يقول وزير إسرائيلي آخر .
الرأي عندنا أن هذا الحل السلمي العادل الحضاري هو اليوم ضرورة للإسرائيلي اليهودي و للفلسطيني الأصلي غير اليهودي ، و لكن التوصل إليه يستلزم على الأرجح تفكيك النظام الصهيوني من جهة و تفكيك نظام الوكالة الاستعمارية في بلدان العرب ، ضمنا نظام السلطة الفلسطينية في رام الله من جهة ثانية ، كشرط أساس ضروري لانطلاق سيرورة شعبية تقود الناس المتساويين في الحقوق و الواجبات ، دون تمييز بحسب الجنس و الدين و العقيدة ، الراغبين في العيش في فلسطين ، لبناء و طن من خلال التشاور و الحوار وصولا إلى التقرير بأسلوب ديمقراطي .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخاسرون و الرابحون 2
- الخاسرون و الرابحون 1
- من أجل أم نفهم ، انصر أخاك ظالما أو مظلوما
- كل حرب إسرائيلية هي حرب أميركية أيضا
- جولة جديدة
- الصلف القاتل
- ملحوظات على الزيارة
- الفرد المهاجر و جماعة المهاجرين
- المعارف التي لم تثمر
- مقتلات تطييف البشر و الحجرّ!
- بين فلسطين و أوكرانيا
- بين لبنان و إسرائيل 2
- بين لبنان و إسرائيل
- حروب العرب بالقياس على الحرب في أوكرانيا
- الجماعة الدينية و المجتمع الوطني
- ملحوظات في تحولات حركة التحرير الوطني
- كلنا نازحون (2)
- عن الدين و الدولة
- دولة غير وطنية
- كلنا نازحون


المزيد.....




- هذه الصور لا تثبت أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نجا من حا ...
- احتجاجات طلابية ضد قانون -الوكلاء الأجانب- في جورجيا
- اليوم العالمي للشاي: أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم بعد ...
- من تبريز إلى مشهد: ما خصوصية المدن التي تمرّ بها مراسم تشييع ...
- هل عادت إسبانيا لمبدأ -التوازن- في علاقتها مع المغرب والجزائ ...
- -الأسد الإفريقي- في المغرب.. ما جديد هذه النسخة من المناورات ...
- بدء مراسم تشييع الرئيس الايراني ومرافقيه في تبريز
- باشينيان يلتقي نائب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكي ...
- زيلينسكي: سنواتي الخمس كرئيس لأوكرانيا لم تنته بعد
- السلطات الإسرائيلية تصادر معدات لوكالة -أسوشيتد برس- تستخدمه ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - قنبلة الوزير