أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد علي محيي الدين - قطف الثمر في التاريخ والتراث والفكر















المزيد.....

قطف الثمر في التاريخ والتراث والفكر


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7788 - 2023 / 11 / 7 - 18:27
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


أهداني مشكورا الاستاذ الدكتور باقر الكرباسي مؤلفه القيم (قطف الثمر) في التاريخ والتراث والفكر بطبعته الثانية وهو من اصدار شركة العارف للأعمال – بيروت- لبنان، وقدم له الدكتور عبد الحسين شعبان بمقدمة وافية أبان فيها عن الجوانب المهمة التي رصدها الباحث في مؤلفه القيم، مبينا أهمية البحوث التي تناولت موضوعات تعنى بالتراث والتاريخ والفكر.
وفي نظرة شاملة للموضوعات التي تناولها الباحث نلمس حجم التنوع المعرفي والجوانب المختلفة التي كانت مدار بحثه، فقد تناول الجانب التاريخي في كتابات الدكتور حسن الحكيم وبحثه عن الاستشراق والمستشرقين وما تناولوه في موضوعاتهم وبحوثهم التي اسهمت في تحريك البحث التاريخي ومنحه رؤى جديدة في البحث والتحليل رغم ما رافق هذه البحوث من خلط وتشوية ومغالطات تاريخية.
كما تناول في مبحث آخر منهج المؤرخ والجغرافي ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان الذي اعتبره كراتشوفسكي اوسع واهم وافضل مصنف من نوعه لمؤلف عربي في العصور الوسطى ، واعتبره الباحث اول قاموس عربي في علم الجغرافيا، وركزا على الخطط الخاصة بمدينة الكوفة التي تناول فيها 15038 موضعا تشمل المدن والبلدان والقرى والنواحي والقلاع والاديرة والمواضع والجبال والاودية والانهار والعيون والاسواق وهو جهد كبيرا لا يمكن لفرد تناوله، ولكن الهمة وراء هذا الاندفاع في السفر والتنقيب والبحث.
ويتناول في مبحث آخر علم الحيوان في التراث العربي الاسلامي وهو بحث شامل لما تناوله العلماء العرب في البيطرة وعلوم الحياة ، وسبروا أغوار هذين العلمين ووضع المبادئ الاساسية لمعيشة الحيوان وقضايا التطور والوراثة ، وعلوم النبات وتقسيمها الى مجاميع ، وبذلك كانوا من الرادة الأوائل في علوم الطب والصيدلة والبيطرة وعلوم الحيوان والنبات والكيمياء وعلم الأرض.
وفي بحثه القيم عن الجهد البيبلوغرافي للراحل الدكتور صباح نوري المرزوك اشارات لما ترك الراحل من مؤلفات تناولت مختلف جوانب المعرفة الانسانية وقدم فهارس تعد من المراجع المهمة للباحثين في مختلف الموضوعات في الاشخاص والكتب ، وهي من ضرورات العصر.
تناول في البداية السيرة الذاتية للمرزوك مشيرا لدراسته واساتذته وعلاقاته مع رجال الفكر والأدب في العراق وخارجه، والمؤتمرات والندوات والمحاضرات التي اسهم فيها، وما أشرف عليه من رسائل وأطاريح جامعية، وما اضطلع بتدريسه خلال مسيرته التعليمية، مستذكرا مؤلفاته التي تناولت مختلف الفنون والعلوم، فقد تناول أعلام الحلة ورجالاتها مثل الدكتور جواد علوش والصحافي الأديب رؤوف جبوري، وقارئ الطين الدكتور طه باقر، والناقد عبد الجبار عباس والصحفي والشاعر الشعبي كاظم التميمي والشاعر الشعبي هادي جبارة الحلي والشاعر طارق حسين والخطيب عبد السلام الهيتي وقمرية الفيحاء الشاعرة مقبولة الحلي والعلامة الدكتور تحمد سوسه والمفكر عالم سبيط النيلي والشاعر محمد باقر الحلي والخطيب محمد علي اليعقوبي اضافة لمؤلفاته المعجمية التي تناولت شعراء الحلة وكتابها وما أفرد للشعراء الشعبيين، ومؤلفات المعلمين العراقيين ، والمكتبات المدرسية وتكملة شعراء الحلة، ومؤلفات الحليين المخطوطة وتاريخ الصحافة الحلية ومدينة الحلة، ودليل المؤلفين الحليين ومعجم الامثال الحلية ومعجم الاقوال والتعابير الحلية وما قاله الشعراء في الحلة الفيحاء وحليات، اما الاعلام الذين تناولهم بدراسات منفصلة فهم كل من : السياب ، صالح جواد الطعمة، جميل بن معمر، واخبار جميل بثينة ودراسة لديوان غزل حلي للشاعر موفق محمد ونازك الملائكة في المراجع العربية والمعربة وابن زيدون في المصادر القديمة والمراجع الحديثة واصدر معجم المؤلفين والكتاب العراقيين بثمانية اجزاء ، اضافة لمؤلفاته المطبوعة والمخطوطة الأخرى ومقالاته وبحوثه المنشورة في الصحف والمجلات العراقية والعربية والأجنبية.
وهذا العالم الموسوعي الذي اهتم بالحفاظ على تراث السابقين كان له ذكره الزاهر على السنة المعاصرين فلم يبخسوا حقه وتناولوه بالدراسة والبحث وهو ما يشكل مكتبة قائمة بذاتها.
وفي بحث آخر تناول الباحث الموسوعي كوركيس عواد واثره في تحقيق التراث العربي ونشره وهو خير مثال لم انجب العراق من علماء افذاذ شكلوا معلما واضحا في الثقافة العربية فهذا المفهرس والباحث التاريخي اغنى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات التي كانت مثالا للبحث العلمي الجاد ووفرت خزينا معرفيا لدارسي التراث والتاريخ العربي وقد حفظ لنا مؤلفات العراقيين وكتابتهم من خلال معجمه الكبير معجم الكتاب والمؤلفين العراقيين الذي الفه على غرار ما كتب عمر رضا كحالة في توثيق للكتاب والمؤلفين العرب وله بحوث ودراسات مختلفة في مختلف الجوانب المعرفية واستطاع بما توفر له من مراجع ومصادر ان يحفظ كثير ما كاد يضيع من تاريخنا وتراثنا الاصيل.
وقد تناول سيرته ومؤلفاته ففي التأليف والفهرسة اصدر 56 كتابا وفي التحقيق والترجمة صدر له 14 كتابا ولديه مؤلفات مخطوطة في مختلف العلوم تزيد على ال 11 كتابا وبحوثه المنشورة 22 بحثا مهما، اضافة لما نشر من مقالات تربو على 250 مقالة نشرت في الصحف والمجلات العراقية والعربية والاجنبية، ومشاركته في العديد من المؤتمرات في العراق وخارجه، وما قدم من برامج في الاذاعة العراقية في مختلف جوانب المعرفة.
وفن العمارة في التراث العربي والاسلامي مبحث مهم تناول من خلاله تطور فن العمارة العربية الاسلامية مقسما لها حسب مدارسها ومراحل تطورها وادوارها التاريخية التي مر بها فن العمارة الاسلامية مشيرا الى أهم الدراسات التي تناولت هذا الفن الذي اتخذ طابعه الاسلامي المميز في العمارة الحديثة.
وقدم في مبحث آخر صور من التسامح والتعايش السلمي في رسائل الامام علي الى عماله في مختلف الأقاليم خلال توليه الخلافة مبينا فيها الجوانب الايجابية التي حاول الخليفة التركيز عليها معطيا انموذجا طيبا لطبيعة التعامل مع الاديان والطوائف والقوميات الأخرى وهو جانب ايجابي تفتقر اليه الثقافة الاسلامية عبر عصورها التي انمازت بالتحكم السلطوي البعيد عن القيم الانسانية عبر الحكومات الاسلامية التي استطاعت الهيمنة على الشعوب الأخرى وأعطت صورة بشعة للإسلام من خلال الحكم العربي الاسلامي للشعوب المحتلة وكيف جعلتها بقرة حلوب، ووسيلة لإرضاء غرائزها ونوازعها ، مشيرا الى جذور التعايش السلمي في التراث العربي الاسلامي مبينا أن التسامح لم يرد في القرآن لفظا وانما جاء ضمنا من خلال بعض الآيات التي تدعو للتقوى والتشاور والتآزر والتواصي والتعارف وهي من صفات التسامح والتعايش السلمي، وأقول أن المؤلف ذهب بعيدا في هذا الجانب فلم نجد أثرا للتعايش في العصر الأموي أو العباسي أو من خلال الحكومات الاسلامية العثمانية والصفوية وغيرها من حكام الطوائف بل كانت تلك الحكومات تمثل الاستبداد والتسلط والهيمنة البغيضة التي لم تعط الصورة المرجوة لدين يدعوا الى الالفة والمحبة والتسامح بل تمثل عقليات استبدادية ظالمة وحكومات دكتاتورية لا تمت للدين أو الانسانية بصلة.
وتناول مشكلات الحضارة والشباب العربي رؤية نقدية تحليله وهذا المبحث انماز بحداثة الطرح وفق رؤية تحليلية اعتمدت المعايير الحديثة، وفق فيه الباحث لدراسة هذا المفصل الحيوي فقد تناول المرحلة الشبابية وتعريفها ومعنى الحضارة في آراء المفكرين والباحثين وتقسيم الحضارات ومدى تأثير الثقافة في انضاجها والمشكلات التي يواجهها الشباب في التغلب عليها أو الاذعان لها على قاعدة الجديد يطرد القديم وأن لكل عصر حضارته وثقافته وتوجهاته ورؤاه وأوجه الصراع الحضاري ومدياته وتأثيراته على بناء الأجيال وهو من المباحث المهمة التي تناولها الكاتب وفق رؤية حداثوية تعبر عن وجهة نظره بوصفه متخصصا في الفلسفة ودارسا لها، وهي رؤية اتسمت بفهم كبير لمديات التطور الحضاري وضرورته لتقدم الانسانية، وبين بشكل جلي رؤية المثقفون العرب ومواقفهم في هذا الصراع.
والمبحث المهم الآخر هو ما تناوله في دراسته القيمة عن طه حسين ودوره الحضاري في العصر الحديث مشيرا الى أهم المحطات التي تناولها طه حسين في رؤاه الفكرية ومدى تأثيرها في جيله والجيل الذي تلاه، فقد كان لقلمه الحر أثره في بعث النهضة الكرية واخراجها من قوقعتها لتلمس آفاق جديدة في التفكير والتوجه الحضاري مستعينا بالأفكار والمبادئ التي لمسها في دراسته في فرنسا، وكيفية خروجه من قوقعته الأزهرية والانطلاق في عالمه الفكري الفسيح ليهدم كثيرا من المتبنيات التي كان عليها جيله والاجيال السابقة وفق رؤية فكرية واجهها ذووا التفكير السلفي بقوة مستعملين اسلحتهم التقليدية البالية المتمثلة بتكفير الآخر ومحاولة التوهين من فكره الجديد الذي يوائم توجهات العصر ومتطلباته، مشيرا الى المعارك الفكرية التي خاضها مع معاصريه وما أحدثت من ثورة فكرية لا تزال أصدائها حتى الآن، ففي المجال النقدي الذي تبناه طه حسين آثار موجة من السخط باعتماده مذهب الشك الذي دعاه لإنكار الشعر الجاهلي والتوهين من الآثار النثرية التي نسبت للجاهليين مؤكدا على أن هذا الشعر أو النثر يحمل في طياته فكرا اسلاميا لم يك مألوفا في ذلك العصر ما يعني أنه من موضوعات الرواة الذين أرخوا الشعر والنثر الجاهلي، وبالتالي لا يمكن اعتباره دليلا على ما وصل اليه الشعر العربي في تلك الازمان، والثورة التي احدثها الكتاب فتحت الطريق لنقاد الأدب لتلمس الطرق النقدية الحديثة وفتح آفاق واسعة لدراساتهم وأبحاثهم في تناول الموضوعات بعيدا عن المسلمات التي فرضها النقاد الأقدمين.
وطه حسين لم يتناول الأدب العربي فقط، بل تناول كثيرا من الجوانب الاسلامية والتاريخية والاجتماعية في رؤية انمازت بالجرأة وحررت الفكر العربي من قيود أثقلته عبر العصور، وحاولت الارتقاء به ليوائم العصر الحديث.
وبرؤية واعية تناول حاجة الشباب العربي الى التنوير، وضرورة السعي لإخراجه من لجة الفكر الظلامي الذي هيمن على واقعنا الحديث بفعل الهجمة السلفية التي وجدت ارضية مناسبة للنمو والانتشار بالاستفادة من التطور الهائل في الثورة المعلوماتية التي جعلت العالم قرية واحدة، وأفسحت في المجال للترويج الفكري في اتجاهاته المختلفة، والتي تتطلب من العالم المتمدن أن يضع ضوابط وأصول تمهد لإحداث التغيير من خلال هذه الثورة المعلوماتية، فليس من المعقول افساح المجال لتمرير الأفكار الداعية للعنف في الوقت الذي يتطلب الواقع مواجهة الفكر المنحرف الرامي لعودة الحضارة الانسانية الى الوراء، وهو ما يدعوا المثقفون الى أخذ دورهم في المواجهة ومنع انجرار الشباب الى المستنقعات الآسنة التي يحاول المتخلفون جر الشباب اليها.
وتفعيل دور الشباب في التحول الثقافي يحتاج الى حركة دائبة يمكنها أحداث التغيير المطلوب في مجتمعاتنا لإخراجهم من هذه الهوة السحيقة، وأن يلحقوا بركب التطور الحضاري للشعوب الحية الناهضة بدلا من الوقوع في أحابيل القوى المتخلفة وذلك من خلال بث الوعي ونشر الثقافة الحديثة والفكر التنويري الرافض لكل ما هو قديم وبالي، والخروج من قمقم التخلف الذي انساق اليه كثيرون بسبب الجهل المركب والفكر المجتمعي المتخلف .
ومن أهم المباحث التي تناولها المؤلف هي دراسته المعمقة للفكر الاسلامي في ضوء المادية التاريخية، متخذا من المفكر اللبناني حسين مروة مثالا، وهذا المبحث يكتسب أهميته من خلال الأفكار المحدثة التي تناولها المفكر الكبير، وهذا المفكر انماز عن غيره من المفكرين لأنه استوعب الفكر الاسلامي من خلال دراسته الدينية في النجف التي دخلها معمما ليخرج منها مفكرا ماركسيا من الطراز الأول، وهو يعد في طليعة المفكرين الماركسيين في العالم العربي واستطاع توظيف رصيده الفكري في دراسته للتراث من خلال رؤية ماركسية، وقد اكتسبت دراساته هذه اهتمام المثقفين العرب بما حملت من رؤى وأفكار تمثل بحق الفكر التنويري الهادف لإخراج الانسان من قوقعته الفكرية المغلقة والارتقاء به نحو الفكر السليم، وكتابه النزعات المادية في الفلسفة الاسلامية بجزأيه يمثل مرحلة من التطور الفكري والثقافي، اضافة لمؤلفاته الأخرى التي تناولت مختلف القضايا وفق رؤية فكرية ناضجة جعلته في مقدمة المفكرين العرب، ووضعته محلا لدراسات كثيرة تناولت أفكاره بالبحث والتحليل ودفعت القوى الظلامية لاغتياله.
وفي دراسة عن المثقف وقدرته على إحداث الوعي ساح المؤلف في تعريف هذا المفهوم واشكالاته وما أثير حوله من اشكاليات كمفهوم شامل، مبينا أن اشكالية علاقة المثقف بالجماهير لا يستقيم أمرها من دون المرور بإشكالية علاقة الأول بالسلطة، مشيرا لبدايات النهضة وأهم المشاركين فيها ومدى تأثيرهم في احداث التغيير الفكري في المجتمعات العربية، فالثقافة هي انعكاس لحركة المجتمع في وعي تراكمات الماضي وتفاعلات الحاضر وتوقعات المستقبل، وهي ليست سلطة سياسية تسن القوانين وتطالب الناس بالإذعان اليها ، وبالتالي فهي انتماء اخلاقي للإنسان والمجتمع على حد سواء، فهي "استثارة للذهن وتهذيب للذوق وتنمية لملكة النقد والحكم لدى الفرد أو المجتمع" ومفهوم المثقف في الفكر اللبرالي ينطلق من خلال تحديد السمات العامة للمثقفين وتأكيد النزعة الفردية التي تؤهل المثقف للقدرة على اكتساب المعرفة، اما في المفهوم الماركسي فلا يختلف مفهوم المثقف عن مفهوم الثقافة ، فاذا كانت البنى المادية هي الفاعل في خلق الثقافة، فالمثقفون هم نتاج الطبقات السائدة في المجتمع.
وبحكم عمله الاكاديمي فقد تلمس الطريق لدور اقتصاديات المعرفة في تنمية مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، فالتربية والتنمية صنوان في مجتمع المعرفة، واقتصاد قائم على المعرفة يعني اقتصادا قائما على لتعليم، لأن العنصر البشري من أهم مقوماته، والتعليم من أهم عوامل التغيير، وهو مصدر الرفاه والتقدم الاقتصادي والرقي الاجتماعي، وله دوره في رقي المجتمع وتقدمه وفي تنمية مجالات الحياة المختلفة، وتخلف التعليم سيؤدي بلا أدنى شك الى تخلف المجتمعات ، وهو ما يتطلب تجديد المؤسسات التعليمية وبرامجها بغية الوصول للهدف المنشود منها.
وآخر المباحث هو لغة الاعلام وتواصل الشباب العربي ، فاللغة هي عنوان الثقافة والحضارة، والأمم تعنى بلغتها وتعمل على ترقيتها، وهذا ما يدعونا للعمل الجاد في سبيل رقي لغتنا والاهتمام بها، فقد وجدت العربية منذ آلاف السنين ولها مقوماتها وعناصرها وقواعدها واسسها ومزاياها وخصائصها ، اما في المجال الاعلامي فللإعلام لغته الخاصة للتواصل مع الجماهير، وهذه اللغة تعتمد المفردة الواضحة وأن نكيفها تكييفا نفسيا واجتماعيا لأنها تستهدف المستمعين بمختلف مستوياتهم الثقافية ، وعلينا التعامل مع المصطلحات الشائعة بالاعتماد على المتخصصين باللغة ولا ضير باستعمال ما شاع في وسائل الاعلام اذا لم يكن بعيدا عن أصول اللغة وقواعدها، وتدعونا الحاجة لإحداث تغييرات نوعية في وسائل الاعلام وتطويرها بما يخدم اللغة العربية لما للإعلام من تأثير على تكوين البنى الثقافية للمستمعين.
ولاد من الاشارة هنا الى أن الباحث المحترم قد استعان بعشرات المراجع في كل مبحث واستطاع توظيفها بشكل فاعل في ايصال الفكرة وتدعيم آرائه بأقوال المختصين من قدماء ومحدثين، وناقش تلك الآراء وطرح رؤاه وتصوراته فيها دون الأخذ بكل ما قيل ويقال ، بل كان ينزع في كثير من الاحيان لإبداء رأيه الخاص الذي قد يتفق أو يختلف مع الآخرين وفق رؤيته والنتيجة التي خلص اليها من خلال البحث، ولا يعتبرها من المسلمات التي لا يمكن المساس بها أو مناقشتها، فهو ينطلق من فلسفته التي ترى في تلاقح الأفكار وسيلة للارتقاء بالبحث الى مدياته المطلوبة بما لا يخرجه عن طبيعة البحث العلمي وثوابته المعروفة.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبيل الربيعي باحثا ومقاليا
- دار الظالم خراب
- سجلت ضد مجهول
- كلاوات حجي علي
- كلها سوده مصخمة
- ينرادلها هلهولة
- سالفة الاخرس
- لمن تقرع الأجراس
- وزير بالمزاد
- خَل يموت الحصان من أكل الشعير
- عازف الناي سفاح عبد الكريم
- سيد ويهودي راضعين من ديس
- قراءة في سونيتة الغجر
- بدون تربية
- رفقا بالقوارير
- -رد لا تتهده بحلك آفه-
- چمل الغرگان غطه
- راح أجيب شهود
- من تاريخ النقابات والجمعيات الفاعلة في العراق
- السياسي الثرثار


المزيد.....




- بلينكن يعلق على احتمالية إبرام اتفاق الرهائن قريبًا.. ويرفض ...
- 8 قتلى جراء حريق داخل مطعم في بيروت
- دبابة إسرائيلية تثير الجدل في جولة للسيسي في الأكاديمية العس ...
- مقتل أم فهد يشعل التحريض على المشهورات في العراق
- سيول جارفة تجتاح بالسعودية وإشادة واسعة بسائق جرافة أنقذ 4 أ ...
- تقارير: 30 أوكرانيًا لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من الب ...
- مقتل ستة في هجوم على مسجد في أفغانستان
- -أصابتها بشكل مباشر-..-القسام- تعرض مشاهد من استهدافها لجراف ...
- آيزنكوت: سموتريتش وبن غفير خطر يمس أمن إسرائيل القومي
- ستولتنبرغ: الناتو أخفق في تقديم المساعدة إلى كييف ويجب عليه ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد علي محيي الدين - قطف الثمر في التاريخ والتراث والفكر