شخصيات وقادة من وطني

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7780 - 2023 / 10 / 30 - 13:54
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

رغم حصوله على وسام اميه ذي الوشاح، نتيجه خدماته في الميدان العسكري كارفع وسام في سوريا .وعلى الرغم من كونه اول عربي يحصل على رتبه ركن وقائد جيوش من الاتحاد السوفيتي السابق .لواء سوري تعرض لاقذر انواع الاهانه والاذلال في سجون صلاح جديد وحافظ الاسد الطائفيه فمن هو . إنه اللواء فهد الشاعر من ابناء محافظه السويداء في الجنوب السوري وينتمي لطائفه الموحدين الدروز ,ولد في قريه بوسان ذات الطبيعه الجبليه القاسيه عام 25 من القرن الماضي ,فقد والده وهو رضيع في قصف للطائرات الفرنسيه على ريف السويداء ,ليقوم جده بتربيته, التحق بمدارس السويداء الابتدائيةوالاعدادية .والتحق بالكليه الحربيه في حمص في الاربعينيات على الرغم من كونه وحيدا لوالدته. في الخمسينيات اتبع دوره اركان حرب في الاتحاد السوفيتي، ليتخرج بعد سنوات كاول عربي يحصل على رتبة ركن وقائد الجيوش. حيث كان الاول على الدوره, ووصف حينها بانه من طينة العلماء العسكريين المحترفين القلائل . في عام 58 كان من المتحمسين لاتمام الوحده بين سوريا ومصر، وهو برتبه مقدم .وفي اذار من عام 63 وعلى الرغم من مضي عامين على الانفصال بين سوريا ومصر ،كان من ضمن الوفد السوري الذي توجه لمصر لمحاوله اعاده الوحده. رفع لرتبه عقيد في نفس العام ,تم تكريم الشاعر من قبل الرئيس امين الحافظ وتم منحه وسام اميه ذي الوشاح كارفع وسام سوري يمنح للخدمات العسكريه العظمى بعدها رفع الى رتبه عميد ركن. وتم تعيينه في عام 64 قائدا عاما للجبهه السوريه مع اسرائيل. في 23 من شباط عام 66 وبعد انقلاب صلاح جديد وحافظ الاسد. قام منيف الرزاز الامين العام للقياده القوميه المخلوعه والذي استطاع النجاه من الاعتقال ،لتشكيل تنظيم مدني جديد وهو متخفي . اعتمد الرزاز حينها على اللواء فهد الشاعر لتشكيل المكتب العسكري وتزعم تنظيم الحزب العسكري السري وضم المكتب كلا من فهد الشاعر امينا. صالح نمور. علي سلطان. شريف السعود. وعلي الضماد وجرت بعض التغييرات على تلك الاسماء قام سليم حاطوم بعد ان شعر بالتهميش من قبل قاده انقلاب 23 من شباط صلاح جديد ومن خلفه الاسد بالتقارب مع اللواء فهد الشاعر القائد العسكري وتنظيم منيف الرزاز السري حيث جمعتهما المصلحه لاسقاط ذلك الانقلاب. تم التخطيط من قبل فهم الشاعر للانقلاب على جديد والاسد .واختار يوم الثالث من ايلول عام 66 كموعد للقيام بالانقلاب وبحسب منيف الرزاز فلم يتم اطلاع حاطوم على ساعه الصفر الا قبل ايام, حتى لا يتسنى له معرفه وحدات الجيش التي تضم اعضاء من التنظيم العسكري السري لفهد الشاعر. اكتشف مخطط الانقلاب بالصدفه. وتخلى اللواء فهد الشاعر بتعليمات من الرزاز عن اي خطط مشتركه مع سليم حاطوم. وقام بالتخفي ولكن اكتشاف اسماء اغلب الضباط المشاركين بالتخطيط للانقلاب وقبض عليهم, ومن ضمنهم اللواء فهد الشاعر. وضع الشاعر في المعتقل, وتم ممارسه ابشع انواع التعذيب عليه واصدر حكم الاعدام بحقه. ولكن واسطه الرئيس جمال عبد الناصر حالت دون تنفيذها. في عام 67 واثناء نكسه حزيران طلب فهد الشاعر اخراجه من المعتقل ليكون جنديا عاديا في صفوف الجيش. فكان رد القياده حينها مذلا" ومخزيا" ومهينا" بحقه شخصيا" وبحق الرتبة العسكرية العالية التي كان يحملها .واعتبروه غير كفئ لذلك. واستغلت جماعه جديد والاسد عوده سليم حاطوم الى سوريا من الاردن بعد ان تم خداعه. فقاموا بتعميم اخبار وشائعات ,مفادها بان الدروز هم وراء تحديد الاهداف للعدو الاسرائيلي. حتى يسقطوا بذلك مسؤوليه هزيمتهم على الدروز, وحتى لا يتم التضامن مع حاطوم ,او من تم اعتقالهم من الضباط الدور .وحينها تعرضت الكثير من العائلات الدرزيه المقيمه في دمشق لمضايقات عناصر الامن العلوية بشكل خاص .وغادر قسم كبير منها عائدا الى السويداء .. وأيضا" وجهت اتهامات اخرى للضباط الدروز وعلى راسهم سليم حاطوم ورفيق حلاوة منها. ما ورد حرفيا في اذاعه دمشق عام 67 باتهام هؤلاء الضاط الاشراف بتهمة التامر مع الدوائر الامبرياليه الانجلو الامريكيه والالمانيه الغربيه. للاطاحه بالقياده السوريه ضمن مخطط امبريالي شامل. وهي تهم باطلة وملفقة طبعا"
بعد تصفيه سليم حاطوم جسديا" وبشكل بشع تماما" .تم الافراج عن اللواء فهد الشاعر. وذلك بعد عامين من الاذلال والاهانه الجسديه والنفسيه ليعود لقريته بوسان في السويداء، ويبقى هناك يعاني من اثار التعذيب حتى وفاته عام 94 ..لم يسمح لاقاربه بلف جثمانه بالعلم السوري، بحجه انه ضابط متقاعد. ولم يحضر عزاءه سوى وزير الاداره المحليه حينها يحيى ابو عسلي وبصفته الشخصيه. اما النصب التذكاري لفهد الشاعر في قريته بوسان فقد بقي غير مكتمل ليتم اضافته لقائمه الاعلام الدروز المهمشين والمنكل بهم في ظل حكم حافظ الاسد وابنه

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل