أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد عيسى طه - خطورة استخدام المرتزقة في قوة الجيش الامريكي















المزيد.....

خطورة استخدام المرتزقة في قوة الجيش الامريكي


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1735 - 2006 / 11 / 15 - 11:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الجيوش عادة تخضع الى ضبط وانضباط وفق قانون وتعليمات الجيش الذى
تنتمي اليه خاصة اذا كان الجيش غازيا محتلا لبلد اخر ، اذ ان اتفاقيات جنيف
تلزم الجيوش اثناء الحروب بالتمسك بأتفاقيات جنيف التي ولدت بعد الحرب
العالمية الاولى ، وقسرت هذه الاتفاقيات التي وصلت اليها بعد صراعات طويلة
مروعة حد ثت اثناء الحرب وقسى البشر على البشر ومثل به خاصة في حالات
الاسر . ولولا هذه الاتفاقيات التي هي مظهرا من مظاهر التقدم الحضارى بفرض
الرحمة والقانون بين الجيوش المتحاربة مع شدة وضراوة الحرب في معارك
طاحنة قدم العالم الملايين من افراده وقودا للصراعات الاقتصادية والتوسعات
الاقليمية .

من الضرورى ان نشير كيف ومتى نشأت اتفاقيات جنيف الاولى . وجد
المتحاربين اثناء الحرب العالمية الاولى انه ليس هناك اقسى من البشر على
البشر . فالحيوانات لاتضاهي الانسان في القسوة ، فالاسد مثلا يتعفف عن
افتراس ضحيته وهو ليس بحاجة الى طعام ، ولايمثل بالجثة التي يريد ان
يفترسها الا بالقدر الذى يشجعه. اما البشر فقد وجد نفسه اثناء الحروب
انه يتلذذ في قتل الاسرى الذين لاحول لهم ولا قوة وهم عزل ، في حين من
المفروض ان يكون تحت حماية الجيش الذى يأسره ، بل وجد علماء النفس
في الحروب تتغلب روح القطيع على مجموعات واسعة في معركة واحدة
فيبداون بقتل جماعي ولا يكتفون بالقتل بل يمثلون بجثث القتلى ،والتاريخ
مليء بالشواهد التي تدل على قسوة الانسان ، ويحكى في هذا التاريخ من
احداث ، ان الشعب النورماندى وهو يمثل الدول الاسكندنافية وهولندا
وبلجيكا وكان يطلق عليهم( الفايكنك) الذين يملكون شعرا كثا طويلا
يهاجمون الجزر البريطانية وكان يطلق على الانكليز (الفايكنك ) .
بعد الانتصار على الجيش يأخذون بسبي النساء وقتل الاطفال كما انهم
يبدأون بشرب ( الواين الاحمر ) بقحف الجمجمة يستعملونه كقدح
يتلذذون السكر خلاله ممجدين انتصارهم العسكرى .
مثل هذه القسوة جعلت المنظمات الانسانية تنشط للتخفيف من
من ويلات الحرب وفي خلال القرن الثامن عشر بدات جمعية الصليب
الاحمر تلطف من اجواء الحرب وتقوم بتخفيف الويلات وتحافظ على
على الاسرى وتعمل على تبادلهم البعض مع البعض ، وتمركزت هذه
الجمعية وانتشرت بسرعة لحاجة البشرية لها ولوجود وعي ان
الافراط في القسوة سيف ذو حدين تنوش طرفي القتال ، وهكذا بدات
اجتماعات جنيف وحصل نتيجة هذه الاجتماعات اتفاقيات مهمة ومنها
اتفاقية عام 1946 وتعديلاتها عام 1977 . ومن اهم ما اتفق عليه التي
هي ملزمة لكل فريق حضر الاجتماع ووافق على البنود ووقع عليها
وحصلت الموافقات الدستورية من تلك الدول التي وقعت الاتفاق ، فتصبح
ملزمة للدول التي اعتبرت نفسها عضوا في الاتفاقيات ، والعراق من
الدول المهمة التي ارتضت لنفسها الموافقة والتوقيع عليها بشكل شرعي
وقانوني بعد توثيقها والمصادقة عليها من مصادر التشريع في دولتها.
ومن اهم المبادىء التي جاءت بها باختصار هي الاتي :

ا- على الدولة الغازية المحتلة ان تضمن مقومات الحياة للشعب الذى
تحتله :

أ- توفير الحماية للشعب بصورة مطلقة .

ب- توفير مقومات الحياة من ماء وكهرباء ومستشقيات وغيرها .

ج- توفير كل مستلزمات عدم انتشار الافات الاجتماعية والكوارث الطبيعية
منها الامراض الوبائية .

2- العمل على حصر التشريعات بالحد الادنى مما يؤمن الحفاظ على افراد
الجيش ، والجيش المحتل لايملك صلاحية التشريع وانما عليه العمل
بالقوانين القديمة المعمول بها ويترك امر تعديلها الى حكومة مستقلة
لها سلطة التشريع .

3- على الجيش المحتل ان يفرق بين اسير الحرب ومجرم الحرب فعليه ان
يعامل اسير الحرب وفق نصوص اتفاقيات جنيف ويتدرج بها الامور التالية:
أ- معاملة الاسير بكل احترام ولا يجوز تعذيبه وانتزاع الاعتراف منه بالاكراه
المادى او المعنوى ( الملجأ وغير الملجأ ) ونعني بالاكراه المادى استعمال
القسوة البدنية من ضرب وتعذيب . اما الاكراه المعنوى هو منعه من النوم
فترات طويلة او ربطه من الخلف بحبل معلق بالسقف وغيرها . هذا الاكراه
يحاسب عليه القانون وتمنع الجيوش من الاتيان به ، وللاسف الشديد
القوات الامريكية لم تراعي هذا البند من الاتفاقية .

ب- لايجوز للجيش المحتل ان يعرض صور الاسير وبأى وضعية كانت تقلل
من قيمته وشخصيته وتقلل من شأن البلد الذى ينتمي اليه ، وللاسف ان
الجيش الامريكي ضرب كل هذه القوانين عرض الجدار .

ج- يجب اجراء محاكمة الاسرى وفق قوانين البلد المحتل وفي محاكم ذلك
البلد ، ولا يجوز غير ذلك الا بقرار من مجلس الامن كما حدث في
محاكمات دولية مثل ( نورنبرغ ) و (ميلوسوفيج ) التي حصلت بارادة
قانونية دولية .

د- يجب ان يحصل من يحال للمحاكمة على محام يدافع عنه الا اذا رفض
ذلك تحريريا ، وهي تطابق ( ميلوسوفيج ) الذى فضل ان يدافع عن نفسه
بنفسه .

ه- ان يسمح للاسير بالاتصال باهله ومراسلتهم خلال سبعة ايام من اسره .

وهناك جوانب كثيرة على جيش التحالف مراعاتها وهي ارادة دولية نظمت
باتفاقيات دولية لها نفاذ القانون وقوته . والواقع نحن كمحامين بلا حدود
في حيرة في تفسير ما يأتي به الجيش الامريكي من اساليب وبأى باب
قانوني يمكن وضعها واول هذه الحالات التي تقلقنا هي وجود عشرات
الالاف من العراقيين خلف اسوار السجون فهل هؤلاء اسرى حرب واذا
كانوا كذلك فأين التحالف من اتفاقيات جنيف وما هي حقوقهم المنصوص
عليها قانونا خاصة ويقال ان المئات منهم قد ماتوا تحت التعذيب . وماهو
التكييف القانوني للنساء العراقيات الكثير عددهن القابعات في السجون
ونقول بعض الهمسات ان بعض الجنود يعتدون على بكارتهن ، فما هو
المسوغ القانوني وما هي الحالة القانونية وبأى تهمة يساق هؤلاء
الجنود مع قياداتهم لو تهيأ للعراق ان يحرك الدعوى الجزائية ضدهم .
ثم ماهو مصير القوانين التي قام بتشريعها الحاكم بريمر التي زاد عددها
على (65 ) قانونا والتي منعت تشريعها اتفاقيات جنيف وليس كل هذه
القوانين جاءت لمصلحة الشعب العراقي وخاصة قانون الاستثمار الذى
باع العراق بالمزاد العلني الدولي للكارتلات الرأسمالية .
ثم حالة اخرى هي ماحق ذوى المدمرة بيوتهم وقتل ابنائهم نتيجة القصف
والعراق لم يعلن الحرب على امريكا .
وهناك عشرات الحالات القانونية والاسئلة تتراقص امام ذهنية القانوني
المتابع لايجاد حلول عادلة قانونية للتخبط الذى اجراه الاحتلال .

ولكن المهم في هذا المقال ان هذا الجيش الذى كان وجوده في العراق دون
شرعية ، وكان تصرفه مخالفا للمشروعية من ابتداء القصف حتى اعلان
بوش انتهاء العمليات العسكرية في العراق ، وهناك تصرفات فردية يقوم
بها افراد الجيش الامريكي خاصة في الوسط والشمال من مداهمات
واعتداءات والقتل العشوائي والقتل بعتاد ذكي والقتل بقذيفة صديقه
وغيرها .كل هؤلاء الضحايا يجب ان ندرس كيفية تعويض مافقدوه .
ولكن الاخطر من كل هذا وذاك ان امريكا اعلنت على لسان البنتاغون
بأنها تحتاج الى مئات الالاف من المترجمين وافراد الحراسة وذوى
الاختصاصات في التعقيب والتفتيش عن صدام وزمرته ودخولهم للعراق
وفق عقود مع الشركات العالمية وهي عقود قانونية موثقة مكنتهم
دخول العراق ، ولكن ليس هناك اى ضابط لتصرفاتهم في العراق سواء
كانت مصدرها اتفاقيات جنيف او اى قانون اخر ، اذ لايخضعون لاى
مسؤولية قانونية او ارتباط مع جهة عسكرية ، اذ ان الجيش الامريكي
لايملك اى سلطة على هؤلاء المرتزقة فهي تستخدمهم لاغراضها فقط
ولا تتحمل مسؤولية تصرفاتهم وهكذا وجدنا في العراق النسبة العالية
من تصرفات غير قانونية حتى حدا باللجنة التحقيقية في الكونغرس
الامريكي ان تستجوب المسؤولين عن هذه التصرفات ، انها برأى اخطر
على العراق من جيش الاحتلال ، فاذا كان هناك املا بالرجوع على
الجيش المحتل ومطالبته بالاضرار فعلى من ترجع على اعمال لفيف
من المرتزقة الذين اغراهم ارتفاع الراتب والكسب السريع في جسم
فريسة اسمها دولة العراق .

علينا مناشدة المنظمات الانسانية منها منظمة حقوق الانسان
ومنظمة العفو الدولية وكافة المنظمات التي تعود لهيئة الامم المتحدة
ان تقف بصلابة وعلانية لسحب هؤلاء من ساحات القتال العراقية ..
انها كارثة لم يشهد التاريخ لها من قبل . فالشعب العراقي يحارب
بثلاث جبهات شرسة الجيش المحتل ، العراقيون الاتون على ظهور
الدبابات الامريكية وهم مرتزقة والثالث جيش المرتزقة الواسع وهم
كثيرون ومتعددوا المهام منهم القناصة ومنهم المترجمين ومنهم الجواسيس
ومنهم سرقة المتاحف .

على كل عراقي يملك هاجسا وطنيا ان يقف معنا ويصطف ليعلن
صوته عاليا انه ضد الاحتلال ويطالب بخروج الاحتلال وطرد من دخل
معهم ضد ارادة الشعب العراقي . وسيكون صوت العراق في المحافل الدولية
يوم تنقشع هذه الضمة عن هذه الامة .





#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بألوعي وحده نوقف الفتنة الطائفية
- الخيانة القانونية قد تكون مقبولة ..ولكن فلسفتها.. مستحيلة..
- عندما يكون القضاء في العراق مسيسا: محاكمة صدام حسين ورفاقه ن ...
- فُرض التخطيط السياسي والاقتصادي الامريكي على الشعب العراقي
- الدستور العراقي : العيوب القاتلة !!
- المظاهرات الاحتجاجية هي الوسيلة الناجعة لطرد الاحتلال
- تيسير علوني : استقاء الخبر وحرية الصحافة !!
- احتمالات نفوذ الغير في الاعلام العربي
- لماذا...... وما سبب الزيارة المفاجئة لوزيرة الخارجية الامريك ...
- المغزى الحقيقي لجعل صدام حسين أسير حرب
- الديمقراطية سلعة نسوقها لمصلحتنا .. فقط
- الارهاب : بين قوة التحدي وقوة الاحتجاج
- الفوضى الامريكية الخلاقة
- العراق يواجه سياسة الارض المحروقة
- الشعب العراقي تحت مطرقة القوات الامريكية والمليشيات
- غرقنا جميعاً في داء الطائفية !!
- المغتربون لماذا يترددون في الرجوع ؟
- يومنا مثل أمسنا...والعراق واحد
- ابطال العراق بين الوهم والحقيقة
- عراق بدون بعث .... أو بعث بدون دولة العراق


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد عيسى طه - خطورة استخدام المرتزقة في قوة الجيش الامريكي