أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - الشعب العراقي تحت مطرقة القوات الامريكية والمليشيات















المزيد.....

الشعب العراقي تحت مطرقة القوات الامريكية والمليشيات


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 08:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


■ الخطة الامريكية في احتلال العراق ليس وليد الساعة ولكن القيادة الامريكية وبمساندة القيادات العراقية المعارضة المغتربة استطاعت ان تتعاون في دراسة وتحليل وضع العراق السياسي والاقتصادي والاجتماعي والذي عانى الكثير من نظام سياسي أتسم بثقافة العنف والتعسف وانتهاك حقوق الانسان الا وهو نظام صدام البائد.
استطاعت القيادة الامريكية ان تضع خطة جعلت ظاهرها "تحرير العراق" من نظام صدام وباطنها "احتلال العراق" والسيطرة على موارده النفطية والبشرية.
بدأ زحف القوات الامريكية على العراق وقصفت الطائرات الامريكية عشوائياً المدن والقرى ودمرت معالم المدن الحضارية واستطاعت وبفترة أقل من ثلاثة اسابيع من الاطاحة بنظام صدام والسيطرة على العراق وشعبه باسم قوات التحرير التي تدعي انها تحمل شعارات الديمقراطية والحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية في ظل وعود الامن والاستقرار ولكن هذا لم يدوم طويلاً فسرعان ما انكشفت حقيقة الهدف الامريكي وطموحه بالسيطرة على موارد العراق النفطية ولم يلاقي الشعب العراقي سوى الفلتان الامني وعدم الاستقرار والدمار الذي حل بمؤسسات المجتمع المدني وانتشار البطالة بعد حل المؤسسات العسكرية والامنية .
المصاعب والاشكاليات والظروف القاسية تولدت روح المقاومة عند الشعب العراقي لمقاومة الاحتلال وكبح مخططاته وافشال مشاريعه ، اذا المقاومة الفكرية والمقاومة السياسية حق مشروع للشعب ضد الاحتلال وهذا ما أكدته الاتفاقيات والاعراف الدولية التي ميزت بين الموافقة على المقاومة الوطنية ورفض الارهاب الداعي الى نشر ثقافة العنف والرعب ضد الشعب من أجل تحقيق هدف سياسي أو ديني أو أثني وهذا ما أكدته الاتفاقيات الدولية حيث جاءت :
الاتفاقية الدولية حول الحد من الارهاب لعام 1999.
الاتفاقية الدولية للحد من الارهاب لعام 1977.
وهذه الاتفاقيات أكدت بان الارهاب لا يمكن قبوله باي شكل من الاشكال لانه يستهدف حقوق الانسان التي جوهرها الحق في الحياة كما جاء في الاعلان العالمي لحقوق الانسان :
المادة3 لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه.
ليس جديداً على شعب العراق ان يخرج من ابنائه رجالاً يقاومون ويرفضون الاحتلال والتاريخ يشهد لهم بذلك فهم من قاد ثورة العشرين وقاوم وطرد الاحتلال البريطاني من العراق ، اذ ان هناك قوة وقدرة للشعب العراقي لمقارعة الاحتلال ، وهناك خلايا ثورية تتكاثر كلما أمعن الاحتلال في فرض وجوده سواء فكرياً وسياسياً وايديولوجياً وبتحرك مادي عسكري ، وهذه القوة تستعين بقوى الشعب الثورية وكراهيتهم للوجود الاجنبي ، وأضرب حالة لنا هي ثورة الشعب الجزائري ، الكل يعرف ان فرنسا أتبعت سياسة فرنسة الجزائر ويعني ان الاحتلال كان له هدف ضم التراب الجزائري الى الامة الفرنسية باللغة والعادات والثقافة وقد أمعنت في هذا الاتجاه وقامت في انشاء المستوطنات الفرنسية الواسعة على أرض الجزائر الخصبة المترامية الاطراف وقد نجح الفرنسيون مؤقتاً اذ تثبت لغة الفرنكوية وأصبحت هي لغة الاساس ودفع بلغة القران جانباً وأصبح الضاد في خبر كان وأصبح ما يميز المثقف الجزائري مدى اتقانه للفرنسية وكيف يكتب بها ويعبر عن الرأي وهذا كان هو مقاييس الفكر الجزائري في تلك الحقبة التعيسة.
مثل هذا الغزو الحضاري برائي هو بمثابة عملة رديئة في اسواق الحضارة والمدنية الاصلية وتلاقح الحضارات لذا أخفقت العروبة والامازكية الرأس وذهب بريق تاريخ العرب وتوسعه وفتوحاته الى ذاكرة الظلام والنسيان فلا طارق بن زياد ولا خالد بن وليد ولا غيرهم ، بل نمت طحالب الفرنكوية الفرنساوية على أرض الجزائر صافية العروبة عميقة التاريخ.
نقولها بملئ الفم :
الشعوب لا تستكين للاحتلال.
الشعوب لا يموت نضالها.
الشعوب تمشي وراء وهج الحرية والاستقلال.
هكذا أتخذت الجزائر طريقها النضالي وكانت ثورة عظيمة كسبها الشعب بتضحيات كثيرة وصلت الى المليون شهيد . ان الحرية تريد ناراً والنار تريد حطباً وحطب ثورات الشعوب هي دم الشهداء وقد كانت ثورة الجزائر ثورة عظيمة ولا بد لها ان تنتصر وبلا للحرية ان تطرق بايادي ثوارها بدماء شهدائها.
هذا الامس واليوم الشعب العراقي يقدم مثالاً آخر للمقاومة الوطنية وشكلاً ثورياً متميزاً أذهل الاحتلال وأخرس دعاة الاستعداء من خونة الشعب حتى ان القوى الامريكية العسكرية الضاربة البالغة بضع مئات الالاف بين جندي ومرتزق ومتحالف عجزوا عن تثبيت الاحتلال ، الاحتلال ولاي سبب يحتاج الى تخطيط ويحتاج الى خونة وعملاء من البلد المطلوب احتلاله ويحتاج الى جيش يحمل مخطط الاحتلال ويسبقه العملاء الرغاليون مواكبين دباباته وآلياته العسكرية وهم الذين كانوا يرشدون الطائرات عن ما يجب ان يقصف من نقاط حساسة في وطن المفروض ان يدافع عنه هؤلاء الناس.
هناك صورة تنام معي كل مساء وأرى صورة اشخاص كانوا معنا في المعاؤضة في لندن يدافعون عن الشعب العراقي وينددون بالارهاب الصدامي ويعلنون عن وطنيتهم الملونة للولاء الى أمريكا.
ان الولايات الامريكية لها ملف لكيفية احتلال العراق ولهذه الزمرة ملفها الخاص وتعلمها طريقة تطبيق مفردات هذا الملف وكان ان أتى من يخطط خارطة تفصيلية لوضع العراق على مفترق حرب أهلية أو قبول التقسيم بعد طرح شعارات الطائفية والعنصرية والمحاصصة بكل قوة وقسوة ، كانت ملفات اجتماعاتنا نحن ممن لم نكن نؤمن بالاحتلال وسيلة للخلاص من صدام وللطائفية المؤدية الى المحاصصة طريقاً للتلاحم الوطني واستمرار قوة النسيج الاجتماعي ، وبأي طرح فيدرالي قومي شوفيني رغم ما عمله من انصاف لمطالب الشعب الكردي..! ، كنا وفي هذه الجلسات ونحن نبتعد عن جو فيه الولاء لامريكا وايران صفة مميزة ، ولكن بعض المجتمعين سادهم جو ومناخ تفوح منه رائحة الطمع وجنون الحكم والتسلط وقد يذهب بنا الخيال لترى وجوه فلان وفلان المعروف بالاسم والعائلة يتقدمها اسنان طمع طويلة كانياب الفيل ، كانوا كذلك وأثبتت الشهور هذا التصور يوم ساهموا بكل ما يكسبهم المال ويعطيهم السلطة والجاه ، هؤلاء استعانوا بالاحتلال وقوة السلاح وهذه المجموعة التي لا تخضع لاي ضوابط اسماها التأريخ مليشيات ، أصبحت هذه المليشيات الظهير القوي للساسة الذين أعتلوا كرسي السلطة والذين جاءوا على متن الدبابات الامريكية مما جعل بول بريمر يتفنن بتشريعاته وادارته لتكريس هذا التنافر في طريقة التسلط..!! ، اذا كان الانسان يشعر بان لا حدود للخوف وهذا ما كان قبل حفلة التعذيب في سراديب المخابرات العراقية.
فانا وبذاتي أشعر ان لا حدود لحب المال والجاه والسلطة ، وأصبحت سماء العراق السياسية مليئة بالمتناقضات وتدفع مالاً يتوقع ولا يكون في الحسبان وهدر مال الشعب وانتهكت حقوقه الاقتصادية والسياسية باسم التحرير والاحتلال.
دهش الديمقراطيون انصار الفيدرالية بتوسيع زعماء الاكراد بمطالبهم الجغرافية والانفصالية ، وذلك رفض الاكراد رفع علم العراق على جبالهم.
دهش الشيعة العرب من تفرد الشيعة الصفوين بالسلطة والقرار وكيف ان مليشيات بدر أخذت تمارس سلطة القمع والتسلط.
دهش السنة لنجاح تهميشهم على نظرية قسمة السنة الى عرب وكرد الغير منصفة او ما يجوز قبول العقل فيها.
دهش انصار صدام الذين كانوا على مائدة هذا الحزب لمدة 35 عاماً كيف ان نعمتهم ذهبت بهذه السرعة .
واستطاع المنتفعون من السلطة نشر ثقافة التفرقة والطائفية والتقسيم المذهبي لتحقيق آلة الوصول وسحر القوة وهو الصلة بالاحتلال .. وكيف بول بريمر زار الطائفي فلان والعنصري فلان حتى غرقت الصورة بالوان العنصرية والنعرات الطائفية ، لذا نجد ان الرأس والعقل المدبر والمنفذ الحاكم بول بريمر ، ولكنه وقف ضد تيار الرجعية والطائفية وبعضاً العنصرية مع كونه أمريكي ممثل له باع طويل في ادارة الاحتلال كمتهم لتخطيطات البانتوكون ، وقف الحاكم بول بريمر وبكل شفافية وقفة المعتدل تجاه هجمة قوية مدروسة من حزب الدعوة ورجل الدين عبد العزيز الحكيم من تمرير قانون الاحوال الشخصية ليحل محل قانون تشريعي صدر في زمن عبد الكريم قاسم وأضوى نقاط ايجابية لصالح الزوجة والاولاد ولا يخالف نصوص الشريعة الاسلامية.
القوات الامريكية وبمساندة المليشيات ضربت البنية التحتية للعراق وهدمت مؤسسات المجتمع المدني وانتهكت حقوق الانسان وكانت ردت فعل الشعب هي مقاومة الظلم والاحتلال.
وليبقى العراق حراً مستقلاً





#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرقنا جميعاً في داء الطائفية !!
- المغتربون لماذا يترددون في الرجوع ؟
- يومنا مثل أمسنا...والعراق واحد
- ابطال العراق بين الوهم والحقيقة
- عراق بدون بعث .... أو بعث بدون دولة العراق
- هل وضع العراق ... الامني .. والاجتماعي يتحمل المزيد من اللعب ...
- حان الوقت على التعريف المحدد للإرهاب
- هربت بجلدي.. من العراق الوطن الغالي لان أسمي عمر...!!
- الشعوب لا تؤخذ بالتضليل الشعب العراقي... والفرنسي ..نموذجاً. ...
- خطر وجود مليشيات الاحزاب ..!!!
- أمريكا أرحم بالشعب العراقي من طالبي تشكيل الميليشيات
- دور المرأة العراقية في بناء الديمقراطية
- اعلى مراحل القسوة والقمع الان تقع على العراق تمارسها الحكومة ...
- الجدوى من المقاومة المسلحة
- الاستقرار يستلزم وضع لعراق تحت مظلة الامم المتحدة
- إلا ينتهي مسلسل تفجيرات الموت والدمار
- يلزمنا الحذر من الوصوليين
- واقعنا المؤلم يفرض علينا الحوار لا مناص منه !!
- العشائر العراقية دورها التاريخي والسياسي
- لماذا لم تلبي نقابة المحامين الهدف من استمرارها


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - الشعب العراقي تحت مطرقة القوات الامريكية والمليشيات