أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - عراق بدون بعث .... أو بعث بدون دولة العراق














المزيد.....

عراق بدون بعث .... أو بعث بدون دولة العراق


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1685 - 2006 / 9 / 26 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا زالت الصراعات الفكرية محتدمة بين جهات متعددة تمسك بالقرار ومصير الشعب العراقي. وبدأت هذه الصراعات من تاريخ سقوط نظام صدام على يد قوات التحالف، مما يدل ان آلية الحرب الأمريكية لم تكن لمواجهة وضع العراق بعد انتهاء النظام بل ركزوا على التغلب على القوى الضاربة العراقية وأحسنوا في انهائها بسرعة مذهلة قياسا بما كان للعراق من جيش وعدة وعتاد.
ان عدم وضوح الرؤيا بالنسبة للجيش الأمريكي وحلفائه في كيفية معالجة الوضع السياسي لما بعد سقوط صدام، اوجدت ارباكا سياسيا واضحا لما يجب ان يشرع من قوانين في منهج البعث ايدولوجيا في ممارسة نشاطه الذي استمر أكثر من 30 سنة.
ورغم ان بعض فئات المعارضة العراقية كان لها تصور خاص لهذه النقطة وقد شاهدت قاعة محاضرات كربلاء في لندن العديد من الآراء، وكان قسم منها هيئ وقدم من رآسة محامون بلا حدود، وكانت الجلسات التداولية في هذا الشأن تتسم بالمغالات والتعصب وعدم تقييم وزن، وأهمية الذين كانوا يشكلون قاعدة عريضة لحكم البعث وهم قواعد الحزب وكوادره، والملاحظ في هذه المحاضرات والأجتماعات ان هناك انقسامات جذرية بين الذين لهم نصيب في بلورة الأقتراحات بالنسبة لحزب البعث وأفراده، ومنهم من كان يرفع شعار بحل الحزب ومنع ممارسة النشاط السياسي له مع اتخاذ اجراءات قانونية صارمة بحق الذين أساؤوا الى الشعب العراقي ومن ذوي الأيادي الملطخة بدمائه، أما القسم الآخر فكانوا أكثر اعتدالا، اذ أنهم قسموا أفراد الحزب على أقسام حسب التدرج الحزبي والى تاريخ انتهاء النظام، فيجب اصدار قانون بفصل كافة الكوادر المتقدمة من الحزب سيما المسيئين في تصرفاتهم العابثين بحقوق أفراد الشعب سواء كان هذا حزبيا أو على نطاق شخصي.
جرى في البنتاكون نقاش هذه الحالة التي أوجدتها الظروف للوضع السياسي بعد سقوط بغداد، حتى تجد ان في احدى المحاضرات كنت انا المسؤول عنها ويصل النقاش الفكري والصراع بين التيارات الواجب الأخذ بها لحل أكبر مشكلة سياسية (برأيي) وهي كيفية القضاء على آثار حزب البعث. ومع ذلك فقد وجدنا ان أصحاب القرار في البنتاكون كانوا يميلون الى الرأي القائل بأن ليس كل بعثيا رديئ وليس كل من انتمى الى حزب البعث كان دافعه الأيمان بالشعارات التي رفعها أو روج لها حزب البعث، بل ان هناك دوافع وحوافز متعددة جعلت الكثير من العراقيين ينضمون الى هذا الحزب ومن هذه العوامل هي :
أولا- من يوم تمكن حزب البعث في التأثير على القرار في العراق بدأ يختار المتقدمين في كل المؤسسات الثقافية (مدارس ، جامعات) وعلى جميع الفئات والأنواع ويجري معهم عقودا يتعهد بصرف رواتب لهم ويتحمل نفقات دراستهم ويبعثهم الى دورات دراسية تدريبية خارج أرض العراق، وقد تمكن من ربط الآلاف من شباب العراق بمصلحة حزب البعث وجعل هؤلاء لهم مصيرا واحدا وهو نجاح حزب البعث وبقائه. وبما معناه ان حزب البعث اشتغل مع الأفراد بطريقة تعني ان نجاح الفرد البعثي هو جزء من نجاح حزب البعث الكلي وخاصة قياداته.
ثانيا- خطط بكل خبث ودقة بأن يضع الفرد العراقي أمام خيارين لا ثالث لهم، أما الأنتماء الى حزب البعث والحصول على كل مفردات الحياة ومقوماتها وسبل تقدم الفرد، اذ انه حدد شرط الأنتماء لحزب البعث في القبول في الجامعات وفي الحصول على مكان في صفوف البعثات، او الحصول على أي شيئ يطور حياته مثل السيارة والأثاث وحتى بطاقات التمويل، حتى ان بعد ان نجح صدام حسين في هذا أطلق مقولته المشهورة ان العراقيين بعثيين وان لم ينتموا.
ثالثا- وصل بهذا التخطيط الموجه لصياغة المجتمع العراقي والعمل على ولادة جديدة لعلاقاته وترابطه الأجتماعي فأصدر حزب البعث قانون للعقوبات برقم 11 سنة 1976 جعل من مواده العقابية التي تؤدي الى عقوبة الأعدام أكثر من أي قانون بالعالم يملك قسوة البطش والأرهاب على شعبه، وأخذ يصدر قرارات مجلس قيادة الثورة ومراسيم خاصة برآسة الجمهورية أسوارا من القوانين العقابية حتى وكأنك تشعر ان الشعب العراقي بكامله في سجن كبير بأستثناء الذين يملكون هوية الحزب وشهادة الأنتماء الحزبي.
رابعا- من أجل اكمال واحكام الحلقة الأخيرة في سلسلة قيود الحرية للذين يرفضون الأنتماء الى حزب البعث، شكلت محاكم استثنائية عسكرية منها محكمة الثورة، بل توسع بأنشاء هذه المحاكم الغير قانونية ووزعها على مختلف الوزارات، وهناك محكمة خاصة لوزراء الداخلية ومحكمة خاصة للجمارك وأخرى تقوي الأمن الداخلي وأخرى لقضايا الخيانة ... وأخرى وأخرى ... حتى أصبح العراق أول بلد في العالم يخرق القواعد القانونية في هيكله المحاكم ووجوب انضوائها في مفاهيم الدستور والقواعد.
أمام هذه الحالة يجد المدقق ان أعداد المنتمين الى حزب البعث تضخم بشكل وكأنه ورم سرطاني.
اذا ما العمل وما هي الطريقة العادلة في معالجة تواجد هذا العدد الكبير من العراقيين المنتمين لحزب البعث الذين أجهزت عليه قوات الحلفاء ؟؟
برأيي وبكل صراحة نحن اذا أردنا أن نكون شديدي البأس على البعثيين القدامى فسيكون هذا الأجراء مخلا في التوازن الأجتماعي العراقي.



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل وضع العراق ... الامني .. والاجتماعي يتحمل المزيد من اللعب ...
- حان الوقت على التعريف المحدد للإرهاب
- هربت بجلدي.. من العراق الوطن الغالي لان أسمي عمر...!!
- الشعوب لا تؤخذ بالتضليل الشعب العراقي... والفرنسي ..نموذجاً. ...
- خطر وجود مليشيات الاحزاب ..!!!
- أمريكا أرحم بالشعب العراقي من طالبي تشكيل الميليشيات
- دور المرأة العراقية في بناء الديمقراطية
- اعلى مراحل القسوة والقمع الان تقع على العراق تمارسها الحكومة ...
- الجدوى من المقاومة المسلحة
- الاستقرار يستلزم وضع لعراق تحت مظلة الامم المتحدة
- إلا ينتهي مسلسل تفجيرات الموت والدمار
- يلزمنا الحذر من الوصوليين
- واقعنا المؤلم يفرض علينا الحوار لا مناص منه !!
- العشائر العراقية دورها التاريخي والسياسي
- لماذا لم تلبي نقابة المحامين الهدف من استمرارها
- دون قضاء عادل متسم بقوة القلم والضمير.. ستبقى حالة ضياع الحق ...
- قراراً مصيرياً... بأعلان فيدرالية الجنوب ... تسع محافظات تحت ...
- حكم العصا الغليظة يؤدي الى المزيد من الغليان الشعبي
- حرية الرأى والصحافة ظاهرة السب والقذف وخدش الشعور التداعيات ...
- حان الوقت على التعريف المحدد للارهاب


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - عراق بدون بعث .... أو بعث بدون دولة العراق