أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - المغزى الحقيقي لجعل صدام حسين أسير حرب














المزيد.....

المغزى الحقيقي لجعل صدام حسين أسير حرب


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1718 - 2006 / 10 / 29 - 11:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اختلفت آراء فقهاء القانون بكيفية اجراء محاكمة صدام حسين المخلوع، فمنهم من ذهب الى القول أن صدام لابد وأن تكون محاكمته في العراق لأن غير ذلك انتقاصا للسيادة الوطنية ومنهم من قال ان محكمة العدل الدولية هي المكان الوحيد لمقاضاته لأعتباره مجرم حرب، وآخرون ذهبوا الى الرأي القائل أن تجري محاكمته في بغداد ويكون بين أعضاء القضاة أشخاص غير عراقيين، أي ان تكون محكمة مختلطة، وفي هذه الأجواء من التفسيرات القانونية وأثنائها سقط صدام في قبضة قوى الأحتلال. وقد تعمد الأمريكان بنشر صور مؤلمة ومهينة لرئيس دولة و لأي انسان يتمسك بكرامة الأنسان الآخر.
وهكذا كانت مسيرة التساؤلات القانونية بالنسبة الى مصير صدام. واليوم قد فاجئ بول بريمر العراقيون بأن الحكومة الأمريكية قد أعتبار صدام حسين أسير حرب وهذا جعل أميركا تستدير في التعامل مع صدام على درجة تزيد على 180 ، اذ ان أصبح صدام بأعتباره أسير حرب سوف يتمتع بكافة امتيازات أتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 الصادرة في 7 آب من نفس السنة حيث تنص هذه الأتفاقية على مايلي من الضمانات التي تحفظ أسير الحرب وما جاءت هذه الأتفاقية الا بعد ما كان الأعداء في اوربا يقتلون أسرى بعضهم بدون رحمة ولاقيم اخلاقية حتى وعلى المسؤولين في الدول المتحاربة وخاصة في حربي العالم الأولى والثانية ولذا اتجهوا الى تشريع اتفاقيات ما بين الدول المتحاربة في تلك الحروب وأصبحت نافذة المفعول، ثم ضمت اليها دول أخرى فأصبحت اتفاقيات جنيف المشهورة ومنها ما نحن في صدده.
1- تضمن هذه الأتفاقية أنسانية الأسير
2- تنص على السماح للأسير بأستلام البريد وارسال الرسائل خلال اسبوع من أسره، ومعنى
3- تضمنت هذه الأتفاقية نقل هذا الأسير خارج بلاده مهما كانت الظروف، ولايجوز التجاوز على حريته الأنسانية وما يجب أن يملك من حد أدنى للعيشة الطبيعية، ولايجوز احاله هذا الأسير الى أي محكمة الا بشروط يجب توفرها وهي:
أ‌- أن تكون المحكمة محكمة كفوئة عادلة نزيهة ولها ضمانات استقلالية القرار في قرار ادانتا وتجريما في القضية التي تحال عليها، ويوجب على المحكمة أن تتحقق من اجراءات التحقيق وان لايكون المتهم قد جرى تعذيبه أوانتزع الأعتراف منه قسرا ولاتأخذ بأي اعترافات كانت نتيجة الأكراه سواء كان اكراه ماجن او غير ماجن.
ب‌- على المحكمة أن توفر له الفرصة في توكيل محامي، ولها أن تنيب محاميا ليتولى الدفاع عنه، الا اذا رفض توكيل محامي وفضل الدفاع عن نفسه بنفسه كما حدث في مرافعات متسوفيتج الرئيس اليوغسلافي في محاكمته الدولية.
واستطرادا
نحن نسأل لماذا غير الحاكم المدني الأمريكي التعامل مع صدام، ولماذا جعله أسيرا، وما هو معنى هذا التحول القانوني ؟؟ بأعتقادنا ان السياسيين الأمريكيين اتجاه حزب البعث أخذت في التغيير وانها تسير لليونة بعد الشدة، اذ انها بدأت بفصل البعثيين من وظائفهم ثم اعتقال من يشتبه فيهم أنهم من أعوان الرئيس السابق ووضعهم في سجون أبو غريب ويزيد عددهم حسب المصادر الرسمية والأعلامية على 15 ألف شخص، وأخذت في شن مداهمات ليلية على البيوت وهي الواقعة في مناطق حزب البعث والرئيس المخلوع في تكريت والعوجة والمثلث بكل قسوة وخلاف لأي قانون معاصر يتسم بالحضارة مما جعل مجموع العراقيين يستنكر هذه الحالات، وزادت نسبة المقاومة للعنف المسلح مما دفع الأمريكان الى اعادة النظر في اجراءاتهم بعد ان تأكدوا ان حزب البعث لم يكن يمثل طائفة معينة سواء أكانت سنية أو شيعية، فقد يمكن ان يستقر العراق دون الأخذ برأي الخبراء الذين أخطأ بنقل واقع المجتمع العراقي أيام صدام ودور الطائفية في تكوين حزب البعث ونشوء طبقة برجوازية متميزة داخل الحزب وهي خليطا من كافة الفئات والطوائف منها السنية والشيعية والكردية والتركمانية. ولايجوز ان نعتبر حزب البعث ممثلا بفئة او طائفة معينة ، اذ ان صدام استفاد من كل المذاهب لبقاء سلطته، ولم يكن الأنتماء الى الحزب بدافع طائفي بل بدوافع متعددة منها الخوف والأنتهازية والكسب المادي لغرض الرفاهية والتنعم في نفوذ الحزب وتسلطه، وهنا بدأت يد سلطة الأحتلال تتراخى اتجاه عهد الرئيس المخلوع فقررت اطلاق سراح الكثير من سجن أبو غريب وأصدرت قرارا آخر استعدادها لأرجاع البعثيين المفصولين الى وظائفهم اذا سلموا اسلحتهم الى السلطة ثم اصدرت قرارا بأعتبار ان الرئيس صدام حسين أسير حرب، هنا لا بد وان نقول على الأمريكان ان يتفهموا ان شعب العراق شعبا واعيا في مستوى ذكاء يستطيع ان يقرأ ما بين السطور.
وكان على الأمريكان ان لايتعجلوا بسجن عشرات الألوف من العراقيين دون تحقيق قضائي، وهم يطلق سراحهم دون مبررات قانونية دفاعية، وهذا التخطيط في القرارات لايصب في مصلحة الجيش المحتل ولا في مصلحة الحاكم بريمر الذي يملك هالة من الدهاء والخبرة الطويلة في معالجة شعوب تكون تحت الأحتلال الأمريكي أفغانستان، وان استمرارهم في التخبط الأداري وأوامر قانونية متناقضة واستمرار تقديم التصريحات السياسية ثم التراجع عنها مع تناقص وجهة نظر سلطة الأحتلال مع طموحات مجلس الحكم العراقي ليس من مصلحة أي جهة، فالعراقيون تراكم عندهم سخط الغضب والرفض لوجود الأحتلال وحين الأحتلال سيقدم الأكثر من ضحايا جيشهم القتلى وهم الآن أكثر من خمسمائة قتيل من يوم تصريح بوش بأنتهاء الحرب على الساحة العراقية.
تن مسيرة جميع الأطراف بدون الأستفادة من الخبرة المتراكمة والعقلانية المفروض استعمالها، وبهذه الفوضى وعلى كافة ابعاد القضية العراقية سيؤدي لاسامح الله الى
كارثة تزيل العراق من خارطة العالم.



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية سلعة نسوقها لمصلحتنا .. فقط
- الارهاب : بين قوة التحدي وقوة الاحتجاج
- الفوضى الامريكية الخلاقة
- العراق يواجه سياسة الارض المحروقة
- الشعب العراقي تحت مطرقة القوات الامريكية والمليشيات
- غرقنا جميعاً في داء الطائفية !!
- المغتربون لماذا يترددون في الرجوع ؟
- يومنا مثل أمسنا...والعراق واحد
- ابطال العراق بين الوهم والحقيقة
- عراق بدون بعث .... أو بعث بدون دولة العراق
- هل وضع العراق ... الامني .. والاجتماعي يتحمل المزيد من اللعب ...
- حان الوقت على التعريف المحدد للإرهاب
- هربت بجلدي.. من العراق الوطن الغالي لان أسمي عمر...!!
- الشعوب لا تؤخذ بالتضليل الشعب العراقي... والفرنسي ..نموذجاً. ...
- خطر وجود مليشيات الاحزاب ..!!!
- أمريكا أرحم بالشعب العراقي من طالبي تشكيل الميليشيات
- دور المرأة العراقية في بناء الديمقراطية
- اعلى مراحل القسوة والقمع الان تقع على العراق تمارسها الحكومة ...
- الجدوى من المقاومة المسلحة
- الاستقرار يستلزم وضع لعراق تحت مظلة الامم المتحدة


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - المغزى الحقيقي لجعل صدام حسين أسير حرب