أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - الفوضى الامريكية الخلاقة















المزيد.....

الفوضى الامريكية الخلاقة


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


امريكا لها القدرة المميزة ان تخلق اصطلاحات سياسية جديدة لم يألفها أي مفكر سياسي أو يتقبلها مجتمع يعيش في صحوة فكرية !!
صحيح أن أمريكا ليست الا خليطاً من الشعوب هاجروا اليها وتعاونوا على إبادة السكان الأصليين (الهنود الحمر) ثم دخلوا في حرب فيما بينهم ، شمالهم يريد احتلال جنوبهم باسم التحرير ، وجنوبهم يمعن في ذبح كل من يؤيد الشمال حتى وصل ابراهام لنكولن وجيفرسون واستطاعوا توحيد البلاد وأعلنت المباديء الأربعة عشر وصيغ الدستور , إن باني الجمهورية الامريكية لم يضع في مباديء ثورته أو في مواد دستوره مثل هذه الصياغات الجديدة المضحكة التي نحن بصددها والتي تنسجم مع طبيعة وخلق الانسان الحضاري والذي يملك القدرة على تطوير مجتمعه نحو الأحسن والأفضل في ظل الاستقرار والامان لا بالقوة والاحتراب تحت مسميات غربية مثل الفوضى الخلاقة التي اذا طبقت على مجتمع تكون حصيلتها افكار جديدة خلاقة تجعل هذا المجتمع والذي يدخل في صراع فكري وجسدي وباليد والسلاح والتهميش والقمع ووضع خصومه في سجون أرضية عميقة الغور وهو يمارس هذا النوع من القمع والغدر بلباس رسمي باسم الشرطة أو المغاوير أو بقوات بدر كما يقولون أو بأي اسم كان ليدفعوا بهذه الحالة الى زاوية لا منفذ لها لتشتعل الحرب الأهلية ، وهذا ما خطط له الأمريكان في منتهى الخبث وبدعوى النظرية الجديدة أن المزيد من الدم المسفوح على أرض الوطن هو المزيج الذي يخلق الطاقات الخلاقة لأفكار تؤدي بهذا المجتمع الى حالة أفضل وأحسن. أفكار ومستجدات يفرضها هذا الواقع الفوضوي ، ما أتعس هذه النظرية وما أكثر ضررها على المجتمع وخاصة العراقي الذي يمر بفوضى سياسية تجعله ينزف أنهاراً من الدم لا طاقة لأي شعب في العالم تحملها.. لماذا .. وما هو الدافع .. حتى يقال ان نظرية جديدة امريكية طبقت ونجحت وجعلت من الشرق الأوسط شيئاً جديداً. أيكون أبعد من هذه المهزلة على ناس عقلاء وطنيين لهم الهاجس الصحيح متمثلة في النخبة الكبيرة من الفئة الصامتة الديمقراطية، هذه الصامتة واسعة في العراق وسع صدر الأم المرضع الحنون وصبرها على تبولات رضيعها.
خبثاء الفكر ومعدومي الضمير (يا ساتر) اذا تولوا أمر شعب أرادوا به سحقاً وتدميراً فتظهر (كلاواتهم) تملأ أوراق كتب عليها مناهج غريبة مثل هذه النظرية ، وباعتقادي ان أجندة دعاة الاحتلال لبلادنا أدخلوا مثل هذه النظريات الشاذة واختها النظرية الاستباقية التي تؤمن بأن الحرب والاحتلال الاستباقي يؤمن السلام للولايات المتحدة والتي سنفرد لها مقالاً آخراً .
هل من الممكن تبرير مثل هذا الفكر وهل تنجح مثل هذه النظربة لدرجة ان تتقبلها الشعوب ويستطيع بعض سياسييها المرتبطين بأصحاب هذه النظرية الخاطئة ايتم تطبيقها أو تطبيق بعضها على البلد الذي يشاء قدره في دخوله وضع احتلالٍ قاسٍ مثلما يمر به العراق اليوم.
أعتقد أن أي سياسي أمريكي عاقل وسوي ، سواء أكان عضواً في الحزب الجمهوري أو الديمقراطي يرضى في قرارة نفسه بمثل هذا الطرح السياسي الا الذين يحملون وجه الضفدع ذلك الوجه الذي يشع ببرود ويتلامع دونما خجل ، ومع كل القفزات المشهورة عن الضفدع والمعروف أنه لا يعرف الخجل بل يبلل وجهه بمادة الصفاقة ليستمر بجنونه يتقافز هنا وهناك كما يفعل الجنود الأمريكان في شوارع بغداد من المقاومة ، بالضبط هؤلاء هم أصحاب هذه النظرية ، انهم يصدرون هذه الأفكار الى الشعوب المغلوب على أمرها بدعم من الجيش والدبابات وعلى ايقاع نغمات الترويج وبرجال عملاء جاءوا بهم ومعهم على اسطول نقلهم العسكري ، كما حدث بالضبط للعراقيين القادمين أصحاب الجنسية المزدوجة .
برأيي ان الأمريكي المحتل سيبقى يتخبط في مثل هذه النظريات ويبقى يشعر بعظم خسارته المادية ويدفع ثمناً مكلفاً لاحتلاله لبلد مثل العراق مقدماً قتلاه الذين زادوا عن عشرين ألفاً كما تحصيه الدوائر المحايدة ، كل هذا يؤدي الى المعطيات التالية:
1- يهبط نسبة الدعم الأمريكي للرئيس بوش . إذ إن الشعب الأمريكي قد أدار ظهره لبوش وسياسته ، فأصبحت نسبة التأييد خمسة وثلاثون بالمائة وهي أقل لنسبة يصل اليها أي رئيس جمهورية في سابق ، حتى انها أقل من النسبة التي وصل اليها الرئيس نيكسون بعد فضائحه وهي فضائح لا تقاس بالأعمال التي قام بها الرئيس بوش .
2- إن تصرفات بوش قسمت الشعب الأمريكي عمودياً بين مؤيدٍ للحرب على العراق ورافضٍ لها ، حتى أخذ في الآونة الأخيرة أعضاء الكونغرس الديمقراطيين باستجواب رموز الحزب الجمهوري الحاكم أمام الكونغرس بل وطلبوا تقديم تقريرٍ اسبوعي عن كل ما يقوم به في العراق ، وتراخم (هذه الرموز) تقف في قفص الاستجواب كمتهم في قاعة محكمة كما حدث للوزيرة كونداليزا رايس ورامسفيلد وديكشيني . برأينا لم يسبق لحزب امريكي أن (تمرمط) كما يحصل لحزب الرئيس بوش حالياً اعلامياً وسياسياً واقعاً على الأرض الأمريكية .
3- أدت الى سياسة تخبطية في العراق متناقضة مع كل القيم والأخلاق وهي بالأساس متناقضة مع نفسها بين الطرح والتطبيق حتى أن أزلامها والقائمين على مصالحها في الوجود الاحتلالي فقدوا كل رصيد وفقدوا كل تأييد الا من فئة صغيرة مصلحية ، فأصبحوا يشكلون جوقة أوركسترائية تحت مظلة نعم سيدي..
نعم سيدي .. لا خروج لقوات الاحتلال حتى يستطيع العراق بناء جيشه القادر على بسط الواقع الاحتلالي.
نعم سيدي .. تأجيج الفوضى السياسية وزيادة الغدر والاغتيالات وتعميق الطائفية والتمسك بالمحاصصة من أجل اشعال الفتنة والحرب الأهلية.
نعم سيدي .. هدر المال العام لا على مستوى السرقات لمالٍ القليل بل أقل قليله دفع مئات الملايين وبعض الوزراء كانت سرقاتهم بالمليارات وهم معروفين بالاسم والعائلة .
نعم سيدي .. لا إلغاء الميليشيات المسلحة بل إبقائها وإعطائها الصلاحيات العميقة المتسلطة على من يعارضها أو يعارض الوجود الأمريكي وأحسن مثال المغاوير ومقر سجن الجادرية .
نعم سيدي .. الترويج لانهاء دور القضاء والمحاكم .
نعم سيدي .. لترويج ما في الامكان أحسن من الموجود ، من طاقة كهربائية وتوفير المياه والخدمات الطبية ، هذا الواقع ويجب على الشعب القبول لأن صدام حسين هو المجرم وهو السبب في كل ما يجري واذا استمر هذا الطرح فأرى ان الحالة العراقية من حيث المعيشة ومستواها ستستمر سنين أخرى والشعب يعاني ، والزمرة المتنفذة تستفيد ، والاحتلال في ظنه بأنه يقترب من أهدافه في تقسيم العراق بعد اشعال حرب أهلية قاسية.
كل يوم سياسي وكل فترة تجد أن نعم سيدي تتكرر وتبقى هذه النقمة طالما أن هناك مصالح للإحتلال ومصالح لمن يريد بقاء الاحتلال ومصالح لمن يريد أن يغتني بأسرع ما يمكن.
اليوم نعم سيدي لبقاء الاحتلال وان جندي التحالف باقي ولا قبول حتى لتحديد فترة بقائه ، والاحتلال بنى قواعد عسكرية لا مثيل لها في الشرق الأوسط وخاصة في النجف وفي الشمال والوسط ، والاحتلال له سفارة باعترافه هي أكبر سفارة في العالم، نرى هذه الطروحات تبدأ في واشنطن ويأتي صداها على لسان رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ثم بعدها يأتي تصريح خجول أن جيش التحالف يفكر بالرحيل في نهاية 2006 ، تبدأ هذه المعلومة في البنتاغون وتنتهي على الساحة العراقية دون خجل أو حياء.
نعم سيدي .. هذا دستورنا علينا أن نقبل به وإن حرمنا فئة معينة من المشاركة.
نعم سيدي .. كل تعديل أو تغيير في الدستور يؤجل الى ما بعد الانتخابات ، أصوات وصدى لأصوات واشنطن كلها بعيدة عن مصلحة العراق ، ويصب فقط لمصلحة الوجود العسكري ولمصلحة حاملي الجنسيات المزدوجة والولاء المزدوج وكل شيء مزدوج الا مصلحة هذه الرموز المادية وتسلطهم على شعبنا المغدور.
أخيراً برأينا ان الامريكان قبل غيرهم يعلمون أن مثل هذه (الخزعبلات) لا تدخل عقول العراقيين وستبقى المقاومة الوطنية على نطاق واسع تقوم بضربات موجعة مستقيدة من هذا الهراء السياسي وأخيراً أريد أن أهمس لمثل عقول هؤلاء الناس أصحاب نظرية الفوضى الخلاقة أن يصحو ويفهموا أن من المستحيل بقائهم وعليهم الانسحاب ، والانسحاب ليس غريباً على الجيش الأمريكي ، في الفيتنام انسجبوا ولبنان والصومال ، واليوم عليهم أن ينسحبوا وبأسرع مما يتوقعون والنصر لمن ..؟ للشعوب .




#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق يواجه سياسة الارض المحروقة
- الشعب العراقي تحت مطرقة القوات الامريكية والمليشيات
- غرقنا جميعاً في داء الطائفية !!
- المغتربون لماذا يترددون في الرجوع ؟
- يومنا مثل أمسنا...والعراق واحد
- ابطال العراق بين الوهم والحقيقة
- عراق بدون بعث .... أو بعث بدون دولة العراق
- هل وضع العراق ... الامني .. والاجتماعي يتحمل المزيد من اللعب ...
- حان الوقت على التعريف المحدد للإرهاب
- هربت بجلدي.. من العراق الوطن الغالي لان أسمي عمر...!!
- الشعوب لا تؤخذ بالتضليل الشعب العراقي... والفرنسي ..نموذجاً. ...
- خطر وجود مليشيات الاحزاب ..!!!
- أمريكا أرحم بالشعب العراقي من طالبي تشكيل الميليشيات
- دور المرأة العراقية في بناء الديمقراطية
- اعلى مراحل القسوة والقمع الان تقع على العراق تمارسها الحكومة ...
- الجدوى من المقاومة المسلحة
- الاستقرار يستلزم وضع لعراق تحت مظلة الامم المتحدة
- إلا ينتهي مسلسل تفجيرات الموت والدمار
- يلزمنا الحذر من الوصوليين
- واقعنا المؤلم يفرض علينا الحوار لا مناص منه !!


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - الفوضى الامريكية الخلاقة