أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طلعت خيري - الإبراهيميون في القرن السادس الميلادي















المزيد.....

الإبراهيميون في القرن السادس الميلادي


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 7775 - 2023 / 10 / 25 - 00:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ما نقلته الشعوب المتدينة عن إبراهيم الى القرن السادس الميلادي ،عبارة عن أنباء وأخبار مختلفة ومتباينة في الآراء والاعتقاد ، لان دعوته لم تكرس بكتاب منزل من عند لله ، يحفظ نمطية الدعوة في قومه والتعاليم الدينية التي أوصى بها ، في قوم لوط ، وفي مكة بعد بناء البيت ، الأمر الذي جعل الأنباء تتخذ منعطفات كثيرة رافقت تطور المجتمعات الدينية ، فكل طائفة أو ديانة اهتمت بجانب معين من تلك الأنباء ، حسب ما نظَّر لها ، طائفيا وقوميا وعقائديا ، يمكننا الاطلاع على تلك الفترة

وثنية إبراهيم من وجهة نظر الفكر الوثني الشركي لأهل مكة

نقل التنزيل الفكر الوثني الشركي لأهل مكة الى الماضي الغيبي ، للاطلاع على وقائع الحج على أصوله من بداية بناء البيت الى أخر منسك ، البعد العقائدي من ذلك للإطاحة بوثنية الحج التي نقلها التراث المكي عن إبراهيم ، قال الله ، وإذ بوأنا ، بوأنا حددنا لإبراهيم مكان البيت ، وصايا الله لإبراهيم بعد بناء البيت ، أولا ، ان لا تشرك بي شيئا ، ثانيا ، وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ،ثالثا ، وإذن بالناس يأتوك رجالا وعلى كل ضامر، ضامر تعني الدواب والأنعام التي ضمر جسدها من طول السفر ، يأتين من كل فج عميق مكان بعيد ، ليشهدوا منافع لهم ، منافع اقتصادية وتجارية ، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الإنعام فكلوا منها وطعموا البائس والفقير ، ثم ليقضوا تفثهم ، التفث هو هم الفرض الذي يسعى المؤمن لإسقاطه ، وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ، ذلك من يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه

تحطيم إبراهيم لأصنام قومه من وجهة نظر الطوائف المتشددة

لكل نص ديني تأثير عقائدي على الفكر ينعكس على السلوك والتربية الدينية ، ذلك مما يبني في فكر القاعدة الجماهيرية أيدلوجية تصاحب الأجيال حتى تصبح أرثا تاريخيا لا يمكن تفكيكه إلا عن طريق نصوص جديدة محايدة تصحح الاعتقاد ، فالأديان كانت ولا زالت تعتقد ان الله أمر إبراهيم بتحطيم أصنام قومه ، علما انه تصرف تصرفا شخصيا من تلقاء نفسه ، ولم يذكر القران أي أمر من الله لإبراهيم إزاء ذلك التصرف ، فمن الطوائف الدينية التي تمسكت بعقيدة تحطيم الأصنام هي الطائفة التوراتية والذين هادوا معتبرين تحطيم أوثان والهة الشعوب الأخرى من أولويات العقيدة الدينية ، طوائف إسلامية لها رأي مشابه اتبعت نفس المنهاج المتشدد كالوهابية والسلفية الجهادية

إبراهيم من وجهة نظر القوميين

الإصحاح السابع عشر: "ظهر الرب لإبراهيم وقال: أنا الله القدير سر أمامي، وكن كاملًا فاجعـل عهدي بيني وبينـك، وأكثرك كثيرًا جدًّا، فخـر إبراهيم ساجدًا وتكلَّـم الله معـه قائلًا: أما أنا فهو ذا عهـدي معك، وتكون أبـًا لجمهور من الأمم، وأثمرك كثيرًا جـدًّا، وأجعلك أممًا ومنك ملوك يخرجون، وأقيم عهدي بيني وبينـك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم هكـذا أبديًّا لأكون إلهًا لك ولنسلك من بعدك، وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك، كل أرض كنعان ملكًا أبديًّا، وأكون إلههم" إلى أن يقول: وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ها أنا أباركه وأثمره، وأكثره كثيرًا جدًّا اثنى عشر رئيسًا يلد وأجعله أمة كبيرة

لاحظنا أعلاه التباين الفكري والعقائدي بين الديانات والطوائف ، بخصوص أنباء إبراهيم ، ولكي يوحد التنزيل تلك الأفكار فيه ، نقل لهم أقواله من الماضي الغيبي الى حاضر الدعوة القرآنية في القرن السادس الميلادي ، فكل قول ، قاله إبراهيم لأبيه ، أو لقومه ، أو عن نفسه في تلك الفترة ، سيتم ذكره ، للاطلاع على حقيقة أنبائه الى هنا انتهت الأنباء المتضاربة فكريا وعقائديا وقوميا حول إبراهيم لأنها دونت على حقيقتها في كتاب منزل من عند الله

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ{69} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ{70} قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ{71} قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ{72} أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ{73} قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ{74} قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ{75} أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ{76} فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ{77} الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ{78} وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ{79} وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ{80} وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ{81}

ما لا يقبل الشك ، ان الطوائف والديانات التي بلورت أنباء إبراهيم لصالح الوثنية والعقائدية والقومية ، لها أهداف سياسية ومنافع واقتصادية لا يمكن التخلي عنها مهما كلف الأمر، لان القاعدة الجماهيرية ، وجدت في تلك الأفكار، ما يلبي رغباتها الدنيوية والدينية ، دنيويا ، حرية مطلقة في ممارسة الخطيئة ، ودينيا ، لا خطيئة لطالما هنالك مقدسات جغرافية تكفر عنها ، ولكي يفكك التنزيل عقائديا القاعدة الإبراهيمية ذات الطابع الاقتصادي والسياسي ، نقل لهم ما قاله إبراهيم في قومه كجزء من دعوته الاخروية

وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ{82} رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ{83} وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ{84} وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ{85} وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ{86}وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ{87} يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ{88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ{89} وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ{90} وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ{91} وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ{92} مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ{93} فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ{94} وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ{95}

نجد في المجتمعات الوثنية والقومية والعقائدية ، ذات الطابع الديني فقط ، لحمة مجتمعية بين القاعدة الجماهيرية ومنظري الأفكار، من زعماء ورجال دين وسياسيين ، فكل ما يحتاجه الفرد من متطلبات رغبوية على المستوى الشخصي أو الاقتصادي أو السلطوي يجده عندهم وبدون قيود ، ولكي يفكك التنزيل تلك اللحمة عقائديا ، نقل لهم حالة الفصل الأخروي ، الذي سوف يمر به الإبراهيميين يوم القيامة ، عندما يتخلى بعضهم عن بعض

قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ{96} تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ{97} إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ{98} وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ{99} فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ{100} وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ{101} فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{102} إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ{103} وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{104}



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البراغماتية بين موسى وفرعون
- طوفان الأقصى تحالف الرومان والنصارى العرب
- طوفان الأقصى لا قيمة للبشر قدسيته الحجر
- الانتهازية الرأسمالية في الفكر الميثولوجي
- الدوغمائية في الفكر الميثولوجي
- ميثولوجيا الملائكة أولياء الله
- ميثولوجيا الملائكة بنات الله
- أهواء عاشق
- الاحتباس الحراري والأمن المائي
- طِباع الكذاب
- أوجاع العشق
- طيف من كان مني
- شيء ضاع مني
- الوجودية المكية وزمن البرزخ
- تاريخ الأمم
- طور سيناء
- ملك إحساسي
- وطني دجلة والنوارس
- أنا – وقلبي
- التراث المكي وثنية الحج


المزيد.....




- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة
- وسائل إعلام: خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات تتعلق بانعقاد ...
- بنما: إغلاق صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة والرئيس السا ...
- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مصارعة الثيران: إسبانيا تطوي صفحة تقليد عمره مئات السنين
- مجازر جديدة للاحتلال باستهدافه 11 منزلا برفح ومدرسة للأونروا ...
- الجراح البريطاني غسان أبو ستة يتحدث عن المفاجأة الألمانية في ...
- العثور على جثث يُشتبه أنها لأستراليَين وأميركي فقِدوا بالمكس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طلعت خيري - الإبراهيميون في القرن السادس الميلادي