أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طلعت خيري - الدوغمائية في الفكر الميثولوجي















المزيد.....

الدوغمائية في الفكر الميثولوجي


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 7755 - 2023 / 10 / 5 - 09:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قلنا في المقالة السابقة ، ضربة قاصمة لأصحاب المصالح ، من رأسماليين وكهنه وأسياد بطريقة غير مباشرة ، انطلقت من القاعدة الجماهيرية المكية ليكونوا هم الطرف الفاعل والمساهم في انهيار المصالح الاقتصادية للمنتفعين ، مفادها يا أهل مكة ، أن ما تقدمونه من نذور وطقوس وأموال وأنصبة محاصيل للملائكة أولياء الله ، لا تجدون منه شيء يوم القيامة ، وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعناه هباء منثورا ، أصحاب الجنة يومئذ خير مستقر وأحسن مقيلا ، وبهذا الفرق العقائدي ، توقف المجتمع المكي عن الإنفاق المالي على الإلهة بكل أشكاله ، مما انعكس ذلك على النشاط الاقتصادي ، للمضارين في أسواق الملائكة أولياء الله ، انهيارات أخرى تاريخية مدمره بالكوارث الطبيعية ، طالت ميثولوجيا الأمم السابقة ، مشابهة للانهيار الاقتصادي المكي

ميثولوجيا إلوهية فرعون

ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا اذهبا الى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدمير

ميثولوجيا آلهة قوم نوح

وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس أية واعتدنا للظالمين عذابا أليما

ميثولوجيا أمم أخرى

وعاد وثمود وأصحاب الرس وقرون بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا

ميثولوجيا قوم لوط

ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكنوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً{35} فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً{36} وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً{37} وَعَاداً وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً{38} وَكُلّاً ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلّاً تَبَّرْنَا تَتْبِيراً{39} وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُوراً{40}

لم يؤدي الفرق العقائدي دورا فاعلا وشاملا على عموم القاعدة الجماهيرية المكية ، وهذا أمر طبيعي ، بسبب التأثير التاريخي لميثولوجيا الملائكة أولياء الله على الأفكار بشكل عام ، فما زالت الأفكار تتصدى للدعوة في كثير من الميادين الفكرية ، شريحة اجتماعية أكثر تشددا وتمسكا بالأساطير والخرافات ، جاءت من خارج مكة لربما من إحدى القرى ، لتدخل هي الأخرى على خط الصراع الفكري ، طارحة رأيا استهزائيا بمحمد ، وإذا رأوك ان يتخذوك إلا هزوا ، أبعاد الطرح للانتقاص منه ، فإشارتهم الى محمد دليل على أنهم لا يعرفونه وتم التعرف عليه عن طريق أشخاص آخرين ، أهذا الذي بعث الله رسولا ، ان كاد ان يضلنا عن آلهتنا لولا ان صبرنا عليها ، رد الله على المستهزئين ، وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا

وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً{41} إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً{42}

قلنا في موضوع سابق ان الملائكة بنات الله من معتقدات الفكر الوثني الشركي لأهل مكة ،على اعتقاد ان الله صاهر الجن فأنجبوا له البنات ، فالإلهة مجموعة من الإناث إما من البنات وإما من الزوجات ولكل واحدة منهن دورا في الحياة ، كآلهة الزواج والرزق والنصيب والعشق ، أما الذكور من الإلهة فلكل واحد منهم أيضا دور في الحياة ، كآلهة التجارة والمصالح والحروب والنصر وردع الأخطار ، تتكون الميثولوجيا من عدد من الآلهة ، فاختيارية الفرد للإلهة أو الإله ، تعتمد على النشاط الذي يزاوله في حياته ، فلكل آلهة أو اله تخصص في نشاط معين ، كآلهة الزراعة والرعي والتجارة والاقتصاد والزواج ، فالاختيارية هنا ستكون أهوائية ، حسب رغبة الفرد ومصلحته الاقتصادية أو المهنية أو الدينية ، فالشريحة التي استهزأت بمحمد لم تقبل بالله إلها ولا بمحمد نبيا ، لأنها تبحث عن إلها يلبي أهوائها ورغباتها ومصالحها ، أرأيت يا محمد من اتخذ إلهه هواه ، أفأنت تكون عليه وكيلا ، يا محمد أنت غير وكيل عنهم ، كما أنت غير مسئول عن هدايتهم ، هل تعتقد يا محمد ان جميع الذين يسمعون هم يعقلون ، ان هم إلا كالإنعام بل هم أضل سبيلا ، فالتشبه هنا ليس بالإنعام ، إنما على حاله عدم العقلانية

أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً{43} أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً{44}

ضرب الله مثلا على الدوغمائية والجمود الفكري وللاعقلانية للشريحة المتشددة ، التي اعتقدت بان الظواهر الطبيعة من صنع اله آخر غير الله ، الم ترى يا محمد ، الى ربك كيف مد الظل لو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ، ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا ، فعقلية المتشدد كالظل الساكن لا تتأثر بالأفكار العقلانية ، أما عقلية الإنسان المنفتح ، كالظل الذي يتأثر بأشعة الشمس يمتد وينقبض معها ، والمقصود هنا مدى تفاعل الفكر الناضج مع الأفكار العقلانية ، أمثلة أخرى مختلفة فيها فرق عقائدي ، ضربها الله لمحمد كدليل على عظمته في التحكم بالظواهر الطبيعة ، من خلال التغيرات التي تطرأ على الأرض والتي يتفاعل معها الإنسان طوعا ، أثناء أداء دورها الوظيفي الذي خلقت من اجله ، وهو الذي جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا ، وهو الذي أرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا ، لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا ، ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا ، ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا ، فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا ، وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا ، وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا

أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً{45} ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً{46} وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً{47} وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً{48} لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً{49} وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً{50} وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً{51} فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً{52} وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً{53} وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً{54}



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميثولوجيا الملائكة أولياء الله
- ميثولوجيا الملائكة بنات الله
- أهواء عاشق
- الاحتباس الحراري والأمن المائي
- طِباع الكذاب
- أوجاع العشق
- طيف من كان مني
- شيء ضاع مني
- الوجودية المكية وزمن البرزخ
- تاريخ الأمم
- طور سيناء
- ملك إحساسي
- وطني دجلة والنوارس
- أنا – وقلبي
- التراث المكي وثنية الحج
- جدال الخصوم
- الرجال قوامون على النساء بين الإسلام السياسي والتنزيل
- ولقد كتبنا في ألزبور
- أنا - وروحي - والقدر
- خصوصية الأنبياء بين التراث الديني والتنزيل


المزيد.....




- ألمانيا تعلن عزمها تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية بعيدة المدى ...
- سويسرا.. ابتكار روبوت بـ4 أرجل يقفز كالغزال
- 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح
- شويغو: التشكيلات المشاركة في المنطقة العسكرية الشمالية تتقدم ...
- لافروف يوضح سبب مبالغة ماكرون في الترويج لـ-رهاب روسيا- ويذك ...
- البابا فرنسيس يضع شرطا واحدا لحضور مؤتمر سويسرا حول أوكراني ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- استخدمها ترامب لوصف إدارة بايدن.. ما هي -الغيستابو-؟
- مقابلة مع محافظ نينوى عبد القادر الدخيل
- باريس تستقبل- دكتاتورا-.. احتجاجات في فرنسا على زيارة الرئيس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طلعت خيري - الدوغمائية في الفكر الميثولوجي