|
طوفان الأقصى لا قيمة للبشر قدسيته الحجر
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 12:26
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
نعلن تضامنا مع الشعب الفلسطيني عموما ، وشعب غزة خصوصا في محنته ، ونرجو من الله ان يطفئ نار الفتنة ، كي يعيش الجميع بسلام ، أيهم أهم الحجر أم البشر ، حرب تستنزف البشرية بسبب اعتقادات حجرية ، ما انزل الله بها من سلطان ، كما لم يدعوهم الى الاقتتال من اجلها ، ومن هنا أقول ، لا قيمة للبشر ، قدسيته الحجر ، ولانتقاد موجه الى للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي
المسجد الأقصى ثاني مسجد على الأرض ، يعود تاريخ بنائه الى القرن الثاني الميلادي ، بني على يد الرسول الياس أخر رسل وأنبياء الدعوة الإنجيلية ، وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ ، وساهم في بناءه الحواريين أتباع عيسى ابن مريم ، أرسل الله الياس الى قومه وكانوا يعبدون بعلا ، والبعل هو زوج ذكر من ذكور الإلهة ربما هو رجل صالح له تعاليم مقدسة ، مشابه لتعاليم بوذا ، من الصعب تحديد جغرافية المكان الذي أرسل إليه ، ولكن لدينا وقائع دينية تاريخية تحدد فترة بناء المسجد ، أرسل الله الياس الى قومه ، اذ قال لهم إلا تتقون ، إلا تبعدون أنفسكم عن عذاب الله ، أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين ، والله ربكم ورب أبائكم الأولين ، فكذبوه فأنهم لمحضرون ، لجاهزون للعذاب الدنيوي ، مستثنيا منهم إلا عباد الله المخلصين ، انفصل الياس والذين امنوا معه عن قومهم ، متوجهين الى الأرض التي بارك الله فيها ، الى ارض الحواريين أتباع عيسى ابن مريم ، ومن هناك بدا بناء المسجد ، المسجد لم يكن اسمه الأقصى في تلك الفترة ، ربما له اسم ثاني ، لكن القران هو أطلق عليه الأقصى ، في سورة الإسراء في القران السادس الميلادي، فكلمة أقصى ليس للقدسية إنما للمسافة الجغرافية بينه وبين المسجد الحرام ، فالأقصى تعني الأبعد ، فتسميتة لم تأتي اعتباطا ربما هنالك طائفة دينية لها ارتباط عقائدي وتاريخي بين المسجد الحرام في مكة والمسجد الأقصى ، لهذا السبب أشار الله إليه في مطلع سورة الإسراء
وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ{123} إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ{124} أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ{125} اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ{126} فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ{127} إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ{128}
في القرن الثالث الميلادي ، تعرض الحواريون أتباع عيسى ابن مريم الى انشقاق عقائدي ، داخل المسجد الأقصى ، بسبب الاختلاف على نصوص الإنجيل ، التي تتكون من كتابي التوراة والإنجيل ، المدموجتان في كتاب واحد، الحواريون جماعة مؤمنه بالله واليوم الأخر تتكون من مؤمني كتاب التوراة ، الذي انزل على يحيى ابن زكريا ، والذي يقص تاريخ بني إسرائيل ، منذ ولادة موسى والخروج من مصر ، وأحداث الواد المقدس والجبل ، أما الإنجيل ، انزل على عيسى ابن مريم ويقص حياة آل عمران ، والتي تبدأ من أم مريم ومريم وزكريا ويحيى وولادة عيسى ودعوته في بني إسرائيل ، وهنا يجب الانتباه الى ان آل عمران لا علاقة لهم ببني إسرائيل لا تاريخيا ولا عقائديا ، آل عمران عائلة دينية تنحدر من آل يعقوب ابن إبراهيم ، وبني إسرائيل عائلة دينية تنحدر من ذرية ممن حملنا مع نوح ، ونتيجة لتداخل آل عمران في الدعوة الإنجيلية اعتقد المؤرخين ان بني إسرائيل هم من آل يعقوب ابن إبراهيم ومنها أطلق اسم إسرائيل على يعقوب،انشق الحواريون الى طائفتين طائفة توراتية وتضم الذين هادوا والقوميون الأسباط وطائفة إنجيلية تضم النصارى نسبة الى أنصار عيسى ابن مريم ، تطور الصراع العقائدي على كتاب الإنجيل الى اقتتال طائفي على المسجد الأقصى
الحروب الطائفية بين أهل الكتاب
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ{84} ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
شكل التوراتيون من الذين هادوا والقوميون الأسباط اكبر طائفة دينية في تلك الفترة والسبب العمق التاريخي لبني إسرائيل في المنطقة سواء ان كان في مصر أو في سيناء أو في الأردن مدعين ان المسجد الأقصى وارض فلسطين هي الأرض المقدسة التي وعد الله موسى بالدخول إليها ، لإخضاع عائديه المسجد الأقصى عقائديا تاريخيا لطوائف بني إسرائيل ، فسيطر التوراتيون على المسجد الأقصى بالكامل ، وما أشبه اليوم بالأمس ، لقد دارت معارك طائفية طاحنة بين النصارى وبين التوراتيين على المسجد الأقصى فنكل بعضهم ببعض اشد التنكيل ونتيجة لجرائمهم سلط الله عليهم الإمبراطورية الرومانية غزتهم وطردت التوراتيون والقوميون والنصارى وحرقت المسجد الأقصى فما عاد يذكر فيه اسم الله ، إنما بات سوق لبيع الطيور والحمير والخيول وموائد لصرف العملات
خراب المسجد الأقصى على يد الرومان
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }البقرة114
لا قيمة للبشر قدسيته الحجر
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانتهازية الرأسمالية في الفكر الميثولوجي
-
الدوغمائية في الفكر الميثولوجي
-
ميثولوجيا الملائكة أولياء الله
-
ميثولوجيا الملائكة بنات الله
-
أهواء عاشق
-
الاحتباس الحراري والأمن المائي
-
طِباع الكذاب
-
أوجاع العشق
-
طيف من كان مني
-
شيء ضاع مني
-
الوجودية المكية وزمن البرزخ
-
تاريخ الأمم
-
طور سيناء
-
ملك إحساسي
-
وطني دجلة والنوارس
-
أنا – وقلبي
-
التراث المكي وثنية الحج
-
جدال الخصوم
-
الرجال قوامون على النساء بين الإسلام السياسي والتنزيل
-
ولقد كتبنا في ألزبور
المزيد.....
-
أسرة عبد الحليم حافظ تقاضي مهرجان موازين المغربي بعد ظهوره ب
...
-
شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنش
...
-
مسلم، تقدّمي، وابن مهاجرين... زهران ممداني يقترب من منصب عمد
...
-
كنيسة مار إلياس.. بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي
...
-
كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
-
السيارات الكهربائية في إسرائيل: قنبلة موقوتة أكثر فتكًا من ا
...
-
إلزام الطلاب الأجانب بالعمل في الريف.. حل لأزمة نقص الأطباء؟
...
-
عاجل| أردوغان: التوتر العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل عرض
...
-
ترامب يعلن موعد استئناف المحادثات النووية مع إيران
-
ميزر صوان.. السلطات السورية تلقي القبض على -عدو الغوطتين-
المزيد.....
-
السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية)
/ رحيم فرحان صدام
-
كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون
/ زهير الخويلدي
-
كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية
/ رحيم فرحان صدام
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
المزيد.....
|