أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طلعت خيري - طوفان الأقصى تحالف الرومان والنصارى العرب














المزيد.....

طوفان الأقصى تحالف الرومان والنصارى العرب


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 7763 - 2023 / 10 / 13 - 10:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في القرن الرابع الميلادي ، ونظرا للتشابه العقائدي بين ميثولوجيا الرومان ، ميثولوجيا عيسى ابن الله ، تمكن النصارى العرب من استقطاب الرومان الى الطائفة النصرانية ، ذلك مما ساهم في عودة النصارى الى المسجد الأقصى مرة أخرى بعد طردهم منه ، في تحالف سياسي جديد بدا به مرقس عندما ألف للرومان إنجيلا ليطلعهم على أهم المعجزات التي تحققت على يد عيسى ابن الله في بني إسرائيل ، كما ألف لهم نصوص روحية ميثولوجية إلهية وصفتهم بالمخلصين ، وان الرب قد نبئه بمجيئهم ، ولكي يستقطب مرقس أيضا ، التوراتيون من الذين هادوا وبني إسرائيل الى التحالف الجديد ، مرر تعاليم عيسى ابن الله على قراهم ومدنهم في كل من فلسطين ونهر الأردن والناصرة ، فتأثر الكثير منهم بدعوته ، ذلك مما زاد في نفوذ النصارى ليفوق على التوراتيين والذين هادوا من بني إسرائيل ، الأمر الذي جعلهم بحاجة الى مركز قياده ديني تنطلق منه الأوامر الإدارية والعسكرية لإدارة التحالف الجديد ، فاختاروا المسجد الأقصى ، كمركز تمويل مالي وعسكري للجيش الروماني ، يدار من قبل الأحبار والرهبان ، ماليا تم فرض الضرائب والجزية على كل من لم يدخل بالتحالف الجديد من بني إسرائيل ، كما استغل الأحبار والرهبان النصارى وحلفائهم في جمع الأموال باسم الله ، تحت ذريعة إنفاقها في سبيله ، ولكن بالحقيقة تم إنفاقها على الجيش الروماني ، أما عسكريا لقد انظم عدد كبير من النصارى والمتنصرين من بني إسرائيل الى الجيش الروماني ، فحمل الرومان الصليب في حملات تبشير عسكرية ، أخضعت كل من بلاد الشام وفلسطين والأردن للتحالف الجديد ، أشير الى نقطه تاريخية مهمة إلا وهي ، ان التحالف الروماني النصراني في القرن الرابع الميلادي ، لا علاقة له بالحملات الأوربية الصليبية التي تعرضت لها المنطقة ، في القرن الحادي عشر والثاني عشر ، تحت راية المسيح هو الله

في القرن الخامس الميلادي ، أكمل ملوك فارس استعدادهم لإعادة سبي بابل الى فلسطين ، بعد تغير عقيدتهم من القومية الى طائفة دينية يهودية عزراوية تؤمن بان عزير ابن الله ، نسبة الى عزرا مؤلف التلمود اليهودي ، وباتفاق سياسي ما بين ملوك فارس والتحالف الروماني النصراني ، تم إعادة الطائفة اليهودية الى فلسطين ، على ان تبقى إدارة المسجد الأقصى تحت الإدارة النصرانية ، مع الحفاظ على حقوق اليهود الدينية والعقائدية المتعلقة بالمسجد الأقصى ، وهنا نقطة اختلاف تاريخي قومي وعقائدي بين الصهيونية واليهودية على عودة سبي بابل من بلاد فارس ، والذي يمثل اليوم جزء من الصراع في المنطقة ما بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودولة إسرائيل ، ان عودة اليهود الى فلسطين والمسجد الأقصى زاد من نفوذ الجيش الروماني في المنطقة ، فأخذ بالتوسع غربا الى شمال أفريقيا ، مشكلا طائفة نصرانية قبطية في مصر ، وطائفة أخرى في الحبشة ، ان هيمنة النصارى والرومان لأكثر من قرنيين على المسجد الأقصى لم يروق للتوراتيين والذين هادو لا سيما ان المسجد الأقصى في يوما ما كان تحت سيطرتهم ، وجزء من أمجادهم طيلة القرن الثالث الميلادي

نظرا للثقل الإقليمي الذي تحضا به الطائفة اليهودية العزراوية في بلاد فارس ، قامت بتحريض ملوكها على التحالف الروماني النصراني ، كجزء من أطماعها بالسيطرة على المسجد الأقصى ، وضم كل من الذين هادوا والتوراتيين وبني إسرائيل تحت إدارتها ، فنشبت حرب إقليمية بين الإمبراطورية الفارسة والإمبراطورية الرومانية في القرن السادس الميلادي ، آيات سورة الروم تعكس مجريات أحداث تغيرت بشكل سريع على الأرض ، خلال تلك الفترة مقسمةَ إياها إلى فترتين تاريخيتين ، الأولى قبل هزيمة الروم أمام الإمبراطورية الفارسية ، والثانية بعد انتصارها، ولقد لعبت الفترة الثانية (انتصار الروم ) دورا كبيرا في تغير مجريات التاريخ العقائدي للشرق الأوسط على الصعيد التاريخي ، بعدما سجلت تلك الفترة باسم الإمبراطورية الرومانية الصليبية، مما جعل المنطقة محل صراع وتكالب تاريخي وعقائدي مستمر ، لهذا السبب توالت عليها حملات صليبية أوربية واسعة وشامله على مدى القرون السابقة ، أخرها الغزو الأمريكي للعراق وسوريا


الم{1} غُلِبَتِ الرُّومُ{2} فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ{3} فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ{4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{5} وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{6}



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى لا قيمة للبشر قدسيته الحجر
- الانتهازية الرأسمالية في الفكر الميثولوجي
- الدوغمائية في الفكر الميثولوجي
- ميثولوجيا الملائكة أولياء الله
- ميثولوجيا الملائكة بنات الله
- أهواء عاشق
- الاحتباس الحراري والأمن المائي
- طِباع الكذاب
- أوجاع العشق
- طيف من كان مني
- شيء ضاع مني
- الوجودية المكية وزمن البرزخ
- تاريخ الأمم
- طور سيناء
- ملك إحساسي
- وطني دجلة والنوارس
- أنا – وقلبي
- التراث المكي وثنية الحج
- جدال الخصوم
- الرجال قوامون على النساء بين الإسلام السياسي والتنزيل


المزيد.....




- ألمانيا تعلن عزمها تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية بعيدة المدى ...
- سويسرا.. ابتكار روبوت بـ4 أرجل يقفز كالغزال
- 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح
- شويغو: التشكيلات المشاركة في المنطقة العسكرية الشمالية تتقدم ...
- لافروف يوضح سبب مبالغة ماكرون في الترويج لـ-رهاب روسيا- ويذك ...
- البابا فرنسيس يضع شرطا واحدا لحضور مؤتمر سويسرا حول أوكراني ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- استخدمها ترامب لوصف إدارة بايدن.. ما هي -الغيستابو-؟
- مقابلة مع محافظ نينوى عبد القادر الدخيل
- باريس تستقبل- دكتاتورا-.. احتجاجات في فرنسا على زيارة الرئيس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طلعت خيري - طوفان الأقصى تحالف الرومان والنصارى العرب