أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثامر عباس - القبيلة والقبلية .. في التخادم البنيوي والمؤسسي














المزيد.....

القبيلة والقبلية .. في التخادم البنيوي والمؤسسي


ثامر عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7768 - 2023 / 10 / 18 - 10:14
المحور: المجتمع المدني
    


القبيلة والقبلية : في التخادم البنيوي والمؤسسي


غالبا"ما تختلط في الحوارات واللقاءات التلفزيونية الشكلية ، لا بل حتى في البحوث والدراسات الأكاديمية – الجامعية ، معاني ودلالات تعابير من مثل ؛ (القبيلة) و(القبلية) حيث تحيل كل منهما الى الأخرى ، دون أي اعتبار لما تشتملان عليه من اختلاف في الخصائص وتباين في الأدوار . وهو الأمر الذي كان – ولا يزال - يتسبب بالكثير من المشاكل والعديد من الإشكاليات التي كان من الممكن تحاشي الوقوع في محاذيرها الاجتماعية ، وتلافي الانزلاق نحو صراعاتها السياسية .
وكما هو معروف ، فقد اعتبرت (القبيلة) من المؤسسات الاجتماعية الأولية التي كانت مسئولة عن حياة الجماعات البدائية ، لجهة تنظيم علاقاتها الاجتماعية ، والذود عن حياض مجالها الجغرافي ، والدفاع عن مصادر أمنها الغذائي ، لاسيما في الحقب التاريخية التي لم تكن (الدولة) قد تحولت من الفكرة المجردة الى الواقع الملموس . هذا في حين اعتبرت (القبلية) بمثابة نزعة تعصبية تسعى للوثوب خارج إطارها السوسيو –انثروبولوجي الضيق ، والعمل من ثم على اختراق المؤسسات السيادية للمجتمع بما فيها (الدولة) ، وذلك عبر تضمين مصالحها الاقتصادية والاجتماعية والقيمية حقوقا"(سياسية) مفتعلة ، على غرار حقوق الكيانات المدنية الأخرى مثل الأحزاب والمنظمات التي وان يكفل حقوقها الدستور ويصون كيانها التشريع ، إلاّ أنها تبقى خاضعة لاملاءات سلطة (الدولة) وتحت إشراف قوانينها المركزية . ولمن أراد التوسع والاستزادة حول هذا الموضوع ، نحيلة الى دراسة المفكر السعودي (عبد الله الغذّامي) حول الفوارق بين مفهومي (القبيلة) و(القبائلية) .
ولكن الإقرار بهذه الحقيقة السوسيو- سياسية والاحتجاج بمنطقها ، لا يعدم حصول ظاهرة ما يسمى ب (التخادم) البنيوي و(التناغم) المؤسسي ، بين (القبيلة) كمؤسسة اجتماعية ذات خاصية أولية تسعى لحماية أعضائها وتأمين أقواتهم ودرء المخاطر عنهم ، إزاء بيئة (صحراوية) قاسية تمتاز بشحة مواردها ونزق ظواهرها من جهة . وبين (القبلية) كنزعة عصبية بدائية تسعى لفرض إرادتها وتسييد ثقافتها وتأبيد قيمها وتعميم علاقاتها على بقية شركاء الجغرافيا والتاريخ والهوية ، خصوصا"بعد إلباسها لبوس (الأحقية) السياسية و(الأفضلية) الاقتصادية و(الاقدمية) الحضارية من جهة أخرى . إذ ليس من المستبعد – تحت طائلة المصالح – أن تستعين (القبيلة) كجماعة اجتماعية بنوازع (القبلية) كعصبية سيكولوجية ، لتعزيز كيانها البنيوي وتكوينها المؤسسي لتستحيل الى ما يسميه المفكر الكويتي (خلدون حسن النقيب) ب (القبلية السياسية) ، حيث (( تنزع في استمرار الى تعديل نفسها تبعا"للظروف المتغيرة )) . مثلما بالمقابل ، يستفحل شأن النزعة (القبلية) وتقوى شوكتها ليس فقط على صعيد شحن العلاقات الاجتماعية وتعبأة التصورات الثقافية فحسب ، وإنما على مستوى تعصب الذهنيات وتطرف السيكولوجيات
ولعل من أخطر عواقب هذه الحالة / الإشكالية (التخادم والتناغم) ، ليس فقط على سرعة حراك المجتمعات المبتلاة بها وإيقاع تحولها من الطابع التقليدي الى الطابع الحديث فحسب ، وإنما على ديمومة حرمانها من التمتع بمظاهر الاستقرار السياسي والتطور الاقتصادي والتقدم الاجتماعي والرقي الحضاري كذلك . حيث لا تلبث البنى المؤسسة (للقبيلة) من الانتحاء صوب نوازع (القبلية) والانتخاء بعصبيتها ، كلما استشعرت ان حظوظها في تحقيق مصالحها وبلوغ مآربها باتت قليلة أو غير مجدية ، إزاء بقية أقرانها / خصومها من القبائل الأخرى التي تنافسها على ذات المصالح والمآرب .
وفي المقابل لن يطول الأمر حتى تشرأب عناصر النزعة (القبلية) المتعصبة وتتحفز طاقاتها التخريبية والتدميرية ، ليس فقط من باب الحفاظ على كيان (القبيلة) التضامني على الصعيد الداخلي وضمان وجودها الاجتماعي على الصعيد الخارجي ضد خصومها ومنافسيها من القبائل الأخرى فحسب ، وإنما لتأكيد ذاتها المخفي والمستتر ، وشرعنة وجودها الممنوع والمقموع ، والإفصاح عن هويتها المسكوت عنها والمطعون فيها ، وذلك عبر الاستعانة بقدرات المؤسسة (القبلية) التي تمتلك من التأثيرات المادية والإجرائية ، ما يجعل من أمر هذا (التخادم) البنيوي و(التناغم) المؤسسي بين (القبيلة) ككيان و(القبلية) كنزعة ، واقعة مسموحة أخلاقيا"ومقبولة اجتماعيا" ! .



#ثامر_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفتيت الذاكرة العراقية .. من وعي الذات الى غربتها !
- الحسّ المشترك .. ادراك ما قبل الوعي
- الديموقراطية وشرط الوعي السياسي
- الانثروبولوجيا والخاصية الفسيفسائية للمجتمع العراقي
- خطاب المثقف واستقطاب المجتمع
- انتعاش السرد التاريخي في المجتمعات المتصدعة : دليل أزمة أم م ...
- مصائر بلاد الرافدين : ماذا لو جفّت أنهار العراق ؟!
- الاستحالة الحضارية : من الكنية الى الكينونة
- كبوة الوعي بين النسقية الثقافية والنسقية الايديولوجية
- ظاهرة الأريفة وتآكل المدماك الحضري
- حيرة الدراما العراقية في مسلسل حيرة !
- مشاكسات المطمور في اللاوعي الجماعاتي
- حصاد القارئ من بيدر القراءة
- هل للدين علاقة بالاغتراب ؟!
- الدولة العراقية وتعسّر كينونتها الحضارية
- الماضي وعلاقته بالدين
- الماضي وعلاقته بالاسطورة
- الوظيفة النقدية للخطاب الاعلامي
- انكفاء صيرورة (المواطنة) في وعي المواطن
- تفسير الأنماط الثقافية للشخصية العراقية


المزيد.....




- بعثة ايران بالامم المتحدة تؤكد اجراء مفاوضات غير مباشرة بين ...
- رئيسي يؤكد على خلق الحوافز اللازمة وإزالة المعوقات امام النا ...
- الأونروا: 800 ألف شخص -أجبروا على الفرار- من رفح
- عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تتهم نتنياهو بالتخلي عن أر ...
- النمسا تستأنف تمويل الأونروا بعد اطلاعها على خطة عمل الوكالة ...
- بعثة الأمم المتحدة في ليبيا: نتابع الاشتباكات في الزاوية وعل ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تتهم ننتياهو بالتخلي عن أر ...
- الأونروا: عدم فتح المعابر ينذر باستمرار الظروف الكارثية في غ ...
- الأونروا: 800 ألف فلسطيني أجبروا على النزوح قسرا من رفح منذ ...
- شنق امرأتين في إيران مع تزايد عمليات الإعدام في البلاد


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثامر عباس - القبيلة والقبلية .. في التخادم البنيوي والمؤسسي