أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - شهد أحمد الرفاعى - الطيور المهاجرة............وهمومنا المهاجرة














المزيد.....

الطيور المهاجرة............وهمومنا المهاجرة


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 12:09
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الهجرة إما أن تكون فى عالم الحيوان بأقسامه المختلفة وإما أن تكون فى عالم الانسان..ولكن هناك تباين بين الهجرتين..فى عالم الحيوان الهجرة مؤقتة وله حق العودة لأرض الوطن والعيش والتعايش مع مفردات هذا المجتمع بملامحه الحيوانية .. هجرة الحيوان قد تكون للحفاظ على النوع أو لعدم تكيفه مع المناخ أو الطفس الجوى فى موطنه الأصلى ولكن بزوال السبب يعود المهاجر للديار..

لكن هجرة الإنسان تختلف كثيراً عن هجرة الحيوان ..

طيورنا المهاجرة ..شبابنا..
و لأسباب عديدة.. تتعلق بإيجاد لقمة العيش لأسرته أو لنفسه أو لمنحة دراسية قد تمتد وقد تكون بلا عودة ..

هجرة طيورنا التى أصبحت ظاهرة سائدة فى وطننا العربى ومنذ سنوات من المحيط إلى الخليج.. وهى تستشرى فى جسد الأمة بصورة خطيرة.. أحياناً تكون بسبب عدم الإستقرار الإقتصادى و فى الغالب تكون هجرة إجبارية نتيجة لظلم اولقهر من النظام القائم فى البلاد ..أى أنها بمثابة منفى إختيارى..وهذا يتضح جداً فى البلاد الراضخة تحت أنظمة اليوبيل الذهبى

وفى مصر بدأت الطيور المهاجرة من خيرة شبابها فى التحليق خارج سرب الوطن فى بدايات القرن 20 وخصوصاً فى أعقاب حرب 1967 وكانت الطيور ملاذها الأقفاص الأمريكية والكندية والأسترالية..

ثم تلتها هجرة فى أعقاب حرب1973 وصلت ذروتها فى الثمانينات.. وفى التسعينات كانت وجهة الطيور متغيرة بعض الشىء إلى الدول النفطية..

ولكن إلى متى تكون الغربة؟؟

الغربة ليست غربة فرد بل غربة جيل بعد ذلك..

غربة جيل أصبح إنتماؤه للبلد المقيم فيه والذى كان له الملاذ بعد أن فقد السلف للأسف الملاذ فى أوطانهم..

فهناك خيط يربط بين المواطن والوطن ..فعندما يغيب الوطن يغيب المواطن..ومن هنا أيضاً نجد العلاقة بين المواطنة والمواطن..ووجودهم فى سلة واحدة مع الوطن والوطنية..

فالوطن والوطنية فى علاقة تبادلية..إن غاب أحدهما غابت الآخرى والعكس صحيح.

وإفتقاد المهاجر لحقه فى المواطنة يعنى إفتقاده للوطن..إفتقاده الإنتماء للوطن. إفتقاده للمشاركة فى هموم الوطن وطرق حلها إفتقاره إلى غياب دوره فى صنع القرار ..وإفتقاده لمبدأ المساواة فى الحقوق والواجبات مع مثيله الموجود على ارض الوطن.. مع أن هذا المثيل هو أيضاً فى حالة هجرة ولكنها من نوع آخر هى هجرة لداخل الوطن..

فكونه يفتقد حقه القانونى فى التعبير عن وجوده السياسى وغيره.. فى وطنه كمواطن حر يقوده للحالة المقابلة وهى إفتقاد الوطن.. بكافة مدلولاته وليس المدلول المادى فقط.

هنا يفرز جيل له سمات خاصة به ...

فهل لنا أن نحكم على هذا الجيل إفراز الهجرة بنوعیها الخارجية والداخلية بعدم الإنتماء ونحاسبه على شىء لم يكن له يد فيه؟؟

هل لنا أن نلومه إذا ما وقع فى براثن التطرف بشتى أنواعه؟؟

هو فاقد لأبسط مفردات الأمان.. والإنتماء والحس الوطنى ..هو أحياناً يكون طوال مراحل حياته الغربة فى مراحل إنتقالية مع الأهل..لا مكان محدد ولا معالم ثابتة لحياة آمنة ..

وايضا ً إحتمال تعرضه لإنتهاكات الغربة وارد بنسبة كبيرة وذلك مع غياب دور السفارات المصرية فى الخارج فى معظم دول العالم ..

أيضاً وهذا الأهم ..فاقد لهويته .فجذوره رملية ..فكيف يكون له أن يقف وينتصب وتعلو هامته..؟؟

وهناك فى أغلب الأحيان شىء ما يكون قد نما وترعرع بعد ذلك فى داخل ذرية الغربة ..شاب قد خرج للحياة وقد وجد الأب مطرود ومنبوذ من الوطن الأم ..فهو هنا يكون فاقد لعنصر الآمان والإستقرار وحميمية الأهل والتواصل والتراحم ..

هذا ما يدفعه فى أغلب الأحيان لتقديم نفسه على طبق من فضة لدعاة الأفكار المسمومة فى الشتات بمختلف إتجاهاتهم..

هو إنتقام غير مباشر من مجتمع نبذه من قبل فى صورة الأب ..لأسباب إقتصادية أو سياسية أو خلافه ..تولدت لديه مشاعر لا شعورية برد الصاع صاعين كما يقال..

وهناك إنتهاكات رصدها التقرير السنوي السادس عشر للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان لعام 2005

هناك إحصائية تقول أن هناك أكثر من 10 مليون مصرى خارج حدود الوطن..منهم 5 مليون يعيشون بطرق غير شرعية خارج البلاد..سواء كان فى الغرب أو فى البلاد العربية..

وهناك العديد من الشكاوى تقدم من المواطنين فى الخارج من فصل تعسفى أو تعذيب أو حرمان من صرف حقوق ورواتب وأيضاً حق الكفيل فى البلاد العربية فى مصادرة حرية التنقل للعامل وإجباره على العيش تحت سيطرته الكاملة ..وكأن بالطير المهاجر الظلم يلاحقه كظله أينما حل وأرتحل..

السؤال هنا ..هل قدمت الدولة الرعاية الكاملة لهؤلاء ؟؟

هل حاولت الإصغاء لمشاكل تلك الطيور المهاجرة فى الغربة.؟؟؟

أين دور وزارة الخارجية من طيورنا المهاجرة ومن مشاكلهم فى الغربة ؟؟؟

أبسط حقوق طيورنا المهاجرة أن يكون لهم حصانة دبلوماسية مثلهم فى ذلك مثل باقى الجنسيات الآخرى..

وكلمة أخيرة ..شبابنا ..عدة المستقبل لهذه الأمة..هم من سينسجون الامل لهذا الوطن.. وعندما يتسرب الأمل من بين أيدينا فهذا يعنى أن مستقبلنا يتسرب أيضاً..هجرة طيورنا تعنى هجرة التنمية و هجرة عنصرها الأول الأيدى العاملة من أطباء وعلماء وعمال وخلافه..

إن هاجر الأمل فلا رهان على مستقبل هذه الأمة..

جرس إنذار للأنظمة ..
الشباب وهجرتهم وهجرة ثرواتهم العلمية والفكرية للخارج للمجهول ..موضوع لا يؤجل.. شبابنا هم ثرواتنا القومية.. هجرة الشباب موضوع يدق أجراس الخطر.. أعمدة هذه الأمة تتآكل وأنهيارها أصبح وشيكاً..الغربة وطيور الغربة بكل مشاكلها وتداعياتها يجب وضعها تحت الميكرسكوب ..ورصدها كظاهرة تستحق الدراسة والعلاج أيضاً..وتمنياتى لكل الطيور المهاجرة بالعودة للأوكار .. ولكم تحيتى



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همس (27) ات ليلية/ سجين لم يُدان .. و.. فى القلب مُدان
- صباح جديد
- همسات ليلية (26) حديث الصباح والمساء
- الخطر الأكبر
- همس (25) ات ليلية/ الحنين
- همس (24) ات ليلية/ لقاء الأمس
- همس (23) ات ليلية/ حديث القمر
- همس (22) ات ليلية/ حامل الياسمين
- همس (21) ات ليلية/ فى غيابك
- من.. يشترى الوهم منى..؟؟؟
- كلام/ ودماء /وقضبان/ وشعب مهان
- زمن النفاق..و..أرض النفاق
- و.. أوطانى منورة بحكامها
- حمام النار..و..ساحة الدم
- العذاب..إمرأة مطلقة
- فلتقربوها ..إنها حلال
- الذااابح..و المذبوح
- الخرس العاطفى
- كل..على..ليلاه..يرقص
- حاجز الموت والحياة ( 11 )


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - شهد أحمد الرفاعى - الطيور المهاجرة............وهمومنا المهاجرة