أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - هل تنجح إيران في تغيير قواعد اللعبة العربية؟














المزيد.....

هل تنجح إيران في تغيير قواعد اللعبة العربية؟


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يميل البعض إلى تشبيه طوفان الأقصى الحمساوي في 7 أكتوبر الفائت بحرب 6 أكتوبر 1973 بقيادة مصرية وسورية. مما لا شك فيه أن هناك بعض الشبه بين الحدثين في وقعهما المفاجئ والصادم للإسرائيليين والعالم أجمع، ومن ضمنه شعوب المنطقة العربية ذاتها. لكن من حيث المضمون، يلاحظ أن الطوفان الحمساوي يقترب أكثر من الحملة الناصرية في 1967 لإلقاء إسرائيل في البحر المالح وانتهت بالنكسة. في الحالتين، الحمساوية والناصرية، كانت العواطف الثأرية المتأججة هي الدافع والموجه، وغاب عنهما أي أفق سياسي لما يتلو الحرب. في الواقع، طوفان الأقصى يمثل ضربة موجعة لمخطط المنطقة العربية بعد أكتوبر 1973 كما رسمته مصر السادات وإسرائيل برعاية أمريكية، وارتضت به أو سكتت عليه بقية دول المنطقة.

كذراع إيراني لا غبار عليه، كانت حماس اللاعب غير الدولة الأول الذي أحرج الدولة اليهودية إلى هذا الحد. ولا نبالغ إذا قلنا إن وجيعة إسرائيل وخزيها الآن مما أوقعه بها مقاتلو حماس قد يفوق ما لحق بها على يد أكبر جيشين عربيين في 1973. كان دافع حماس هو الثأر من إسرائيل. وهي تعرف أن إسرائيل سوف ترد حتماً بثأر أكبر. في قول آخر، هي عودة ثانية إلى نفس الدائرة الثأرية السابقة على 1973. فما هي الأطراف التي تريد العودة إلى هذا الماضي، ولماذا؟ من أين أتت حماس- الحركة- بهذه القوة والخبرة والتدريبات والترسانة العسكرية التي أحرجت وجرحت بها الجيش الأقوى والأحدث تسليحاً في المنطقة؟! من إيران. وماذا تريد إيران من وراء ذلك؟

إن ما صنع من 6 أكتوبر 1973 نصراً مجيداً، في البداية للمصريين على الأقل، هو أنه وضع نهاية لا تزال صامدة حتى الساعة لدائرة المواجهة الثأرية المغلقة والمستنزفة والهدامة بين الجيوش العربية من جهة وإسرائيل في المقابل، وفتح أفقاً للتعايش السلمي والتعاون الاقتصادي بين العرب واليهود كان آخر المنضمين إليه الموقعون على اتفاقات إبراهيم، في انتظار أن تلحق بهم قريباً السعودية- الدولة العربية الأكبر والأهم حالياً. في النهاية، ارتضى العرب تدريجياً وببطء بمحصلة عملية السلام التي تمخضت عن حرب أكتوبر 1973، رغم معارضتهم الشديدة والقاسية لرسولها الأول المصري محمد أنور السادات. وكان من تبعات أكتوبر 1973، وما قد عمد إليه السادات، أنها أتت بالأمريكيين وسطاء عسكريين واقتصاديين ومانحين دائمين إلى المنطقة. وهذا التطور أيضاً قد سلمت وقبلت به معظم الدول العربية تدريجياً وببطء بعد معارضته في البداية.

لكن ظلت هناك دولة إلى الشرق تكره وتعارض هذا الوجود الأمريكي عبر المنطقة العربية بكل الوسائل غير المباشرة الممكنة. ومن هذه الوسائل تأتي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وذراعها المسلح، كتائب القسام التي نفذت طوفان الأقصى. ولماذا تعارض إيران الوجود الأمريكي وسط العرب؟

عكس السعودية وجميع دول الخليج التي تحتمي بالمظلة العسكرية الأمريكية، ترى إيران في الأخيرة قيداً لها ولطموحاتها المشروعة. إيران ترى في نفسها قوة إقليمية كبرى جديرة بمجال نفوذ إقليمي كافٍ لتمددها مثل مجال النفوذ الروسي والصيني وحتى الأمريكي. لكن القوة العسكرية الأمريكية المتمركزة حولها بمنطقة الخليج تمنعها، تقيد حركتها، تخنقها وتحرمها من النفس النفوذي الصحي. وهي، في الوقت نفسه، لا طاقة لها بمواجهة مباشرة ضد الترسانة الأمريكية. ولهذا، لم تجد أمامها سوى الاستعانة بالأذرع المسلحة التي ربتها ودربتها وسلحتها عبر المنطقة، ومن ضمنها حماس في فلسطين.

عبر هذه الأذرع المسلحة لحماس وشقيقاتها عبر المنطقة العربية، تريد إيران قلب المعادلة التي أرستها وارتضتها ثم قبلت بها الدول العربية الواحدة تلو الأخرى، بداية من مصر في الماضي حتى السعودية في المستقبل القريب. لأن هذه المعادلة أتت بأمريكا إلى بابها وتحرمها من أن تفتحه لتخرج من حدودها وتتنسم هواء وثراء المنطقة العربية الرحبة من حولها.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 25 يناير، رد الاعتبار
- انتخابات مصر
- حين لا يكون للكلام معنى: مراكز الكلام
- ضبط مفهوم الإمبريالية في الإدراك العربي
- اتفاقات أوسلو، موت بطيء ومأساوي
- وحوش اللفياثان في حياة البشر
- هل تترك السعودية صلاح للمصريين؟
- لماذا خَلاَ سكان السماء من الشياطين؟
- بين تعاليم السماء وقوانين الأرض، بحثاً عن العدالة
- هل من حق روسيا أن تغزو أوكرانيا؟
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (4)
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (3)
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (2)
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (1)
- نيمار في السعودية: ثورة ملك شاب
- في رحلة البحث عن النظام بعد رحيل الاستعمار
- بحثاً عن عدالة غائبة عن عالمنا
- هل خَلَق العرب حضارة؟
- هل العرب متخلفون؟
- الإعلان العالمي لحقوق الآلهة!


المزيد.....




- أداء القيادة السورية وبلبنان بتصريح باراك يثير تفاعلا والأخي ...
- ترامب يفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، ...
- هل حقًا الانتخابات القادمة نقطة تحول في سوريا؟
- ما الذي عطّل الإعلان عن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- الاتحاد الأوروبي: لا نزال نريد اتفاقا مع أمريكا وسندافع عن م ...
- مغامر يحطم الرقم القياسي للمشي على أطول حبل معلق في النمسا
- الجيش السوداني يصد هجوما لقوات الدعم السريع في الفاشر
- 141 قتيلا في غزة خلال 24 ساعة في هجمات إسرائيلية
- هروب سجين فرنسي من محبسه بحيلة لا تخطر على البال
- تحذير طبي من تأثير جانبي -غير متوقع- لحقن التخسيس


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - هل تنجح إيران في تغيير قواعد اللعبة العربية؟