أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الإعلان العالمي لحقوق الآلهة!














المزيد.....

الإعلان العالمي لحقوق الآلهة!


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7671 - 2023 / 7 / 13 - 14:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل للآلهة حقوق؟ وماذا لو تعارضت مع حقوق الإنسان؟
قد أنفق البشر آلاف السنين الطويلة من عمرهم في البحث عن ماهية إلههم ولم يتوصلوا إلى الاتفاق على شيء. خاضت الشعوب الحروب ضد آلهة شعوب أخرى ولم يفلحوا في القضاء على هذه الآلهة أو التوحد تحت قبة إله واحد. حتى وسط الشعب الواحد ذاته، لم يكن هناك يوماً طوال هذه الآلاف من السنين أن اتفق أبناء الشعب الواحد على ماهية وعبادة إله واحد أحد. دائماً التصورات البشرية حول الماهية الإلهية متضاربة ومختلفة، وفي أفضل الأحوال متباينة ومتفاوتة لدرجة تستبيح سفك دماء الآخر المهرطق والضال عن الصراط المستقيم. لم، ولن، يحدث قط أن اتفق البشر على تعريف، لو في الحد الأدنى، لما هو الله. كيف، إذن، نُعَّرف الحقوق الواجبة لشيء غير معلومة ماهيته، أو على الأقل غير متفق عليها؟!

الإنسان في كل الدنيا واحد، مهما اختلف لون بشرته أو عرقه أو دينه أو جنسه أو أي صفة من صفاته الأخرى. كل إنسان يحتاج أن يأكل ويشرب ويسكن ويتزوج ويأمن على حياته وحياة أطفاله ويتعلم ويأويهم ويأوي نفسه في مسكن هادئ ويفرح ويحزن ويعبد ربه ويصادق الآخرين ويتعامل معهم ويتدبر معيشته ومستقبل عائلته... وغير ذلك مما لا يحصى من الاحتياجات الأساسية المتغيرة والمتطورة باطراد. وحتى يستطيع تلبية احتياجاته تلك وغيرها لابد أن يكون قادراً في الأول وقبل كل شيء على الحركة والنطق. من دون الحركة والنطق قد يتحول الإنسان إلى عبء وعالة على الآخرين من حوله. هذا النطق هو نفسه ما يسمى حالياً "حرية التعبير". من دون هذه الحرية يفقد الإنسان حقوقه الأخرى، ببساطة لأنه لا يُتصور أن يحصل الشخص على شيء وهو لا يملك أصلاً القدرة على أن يُصرح بحاجته إليه. ولهذا، كان قمع الأصوات وإسكاتها هو دائماً أول ما تنجزه الحكومات الفاشلة والمستبدة لتأمين بقائها في السلطة.

لكن بصرف النظر عن الله واختلافنا أو اتفاقنا حوله، أليس لي الحق- أنا كإنسان- في احترام مشاعري ومعتقداتي حتى لو كانت تافهة من وجهة نظرك؟!

الكرامة والمعاملة باحترام وإنسانية بصرف النظر عن الاختلاف حق أصيل من حقوق الإنسان. في حالتنا، هناك شخص ما ينتهك مقدساتك ورموزك الدينية ومن ثم تتصور أنه بتصرفه ذلك يجرح مشاعرك الشخصية، وتطالب في المقابل بمنعه من هذا الاعتداء عبر حرمانه من الحرية التي في الأساس مكنته من ذلك في المقام الأول. لكنه، من جهة
أخرى، حين اعتدى على مقدساتك ورموزك الدينية، اعتدى على "آلهتك" ولم يعتدي عليك "أنت" شخصياً. لكنك، في المقابل، حين تطالب بحرمانه من حق حرية التعبير الذي مكنه في المقام الأول من الاعتداء على مقدساتك الدينية والتسبب في جرح لمشاعرك، تطالب بحرمانه من حرية إنسانية شخصية. هل ربك له حقوق؟ وإذا كان، من يحميها، وما هو وجه الارتباط بين تلك الحقوق الربانية وبين الحقوق الإنسانية؟!

الإنسان من دون مَلَكة النُطق هو مجرد كائن أحمق ونكرة مثله مثل أي كلب أو حيوان من المخالطين لنا ليل نهار والمسخرين لمنافعنا وأهوائنا الإنسانية الشخصية، إلى حد العلف والتسمين والذبح قرابين وأضاحي. حرية التعبير ليست رفاهية أو زينة أو كمالة عدد؛ بل هي المأكل والمشرب والمسكن والابن والبنت والمستقبل...الخ، وحتى الإله ذاته. من دون القدرة على الكلام بحرية يخسر الإنسان كل شيء- حتى نفسه ودينه- ويتحول إلى مجرد حيوان قطيعي. ربما هذا بالتحديد هو ما لا تزال تُريده وتُصِّر عليه بعض النخب الحاكمة، لكي تستمر في تسخير شعوبها وتقاسم مغانم مجهوداتها الحيوانية فوق موائدهم الفسيحة وراء أسوار قصورهم الفارهة.

كيف، بالله عليك، تطالب بالتضحية بنفسك أنت ذاتك- الإنسان- لمجرد أن تتقي الجُرح الذي قد يوجع مشاعرك المرهفة بين الحين والآخر من كلمة هنا وكلمة هناك، أو حرق حزمة من الورق هنا أو هناك؟! وماذا يتبقى منك إذا ما حُرمت من حق حرية التعبير عن احتياجاتك ومشاعرك ومطالبك وأحلامك وطموحاتك الإنسانية الشخصية- حتى لو كانت تافهة وخاطئة- عدا الحيوان الأبكم الذي تتسلى به وتذبحه؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف انْهَزَمت الجمهورية للمملكة (2)
- كيف انْهَزَمت الجمهورية للمملكة (1)
- النُخَبْ العربية يساراً ويميناً
- عُقْدة روسيا والعرب مع الحداثة الغربية
- بين بوتين وبريغوجين، الديكتاتورية نظام فاشل
- من شيطان الرأسمالية وملائكة الشيوعية- صناعة التطرف
- الكوميديان أند العسكري
- ثغرة الوعي والخطة الكونية
- اللهُ الذي لا نُريده
- الله الذي لا نراه
- بوتين في المصيدة- كش مات
- حتى لا ننهش جُثَة الوطن
- حين تُفسد الحكومة مواطنيها
- مصاحفُ فوق الأسنة وأمةُ بلا نبي
- أليست الجمهورية الإيرانية -إسلامية-؟
- ماذا لو حكم الإخوان المسلمون؟
- في الإسلام، الديمقراطية حلال أم حرام؟
- نظرة على مستقبل الجيوش في الجمهوريات العربية
- ميلشياوية من أزمة شرعية
- كيف حُشِّرت مصرَ في العُنُق


المزيد.....




- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الإعلان العالمي لحقوق الآلهة!