أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - حين لا يكون للكلام معنى: مراكز الكلام














المزيد.....

حين لا يكون للكلام معنى: مراكز الكلام


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7745 - 2023 / 9 / 25 - 15:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى يكون للكلام معنى، يجب أن يكون مؤهلاً للخوض في الحدث أو القضية أو المسألة موضوع الكلام بهدف الإلمام بها توطئة لطرح رؤى معالجتها بقدر ما تسمح الظروف. لا معالجة ممكنة لأي أمر من دون رؤية ما تنشأ من معرفة ودراسة مسبقة. لكن لكي تتبلور هذه الرؤية، يجب أن يستوفي المشاركون في الكلام شرطاً ضرورياً حتى يستطيعون اكتساب المعرفة حول المشكلة، تمهيداً لتكوين الرؤية الموصلة للحل. لابد أن يكون المتبادلون لأطراف الحديث والرأي متساوون في مراكز الكلام.

كلام المصاطب:
في هذه النوعية من الكلام يتوفر الشرط الأساسي لصحة الكلام واكتسابه للمضمون والقيمة وابتعاده عن قطب الكلام الفارغ. لماذا؟ لكون المشاركون فيه متساوون بدرجة كبيرة في مراكزهم الكلامية، بمعنى أن أي منهم لا يملك المقدرة أو الصلاحية لإسكات أي واحد آخر يجلس بجانبه على المصطبة. وبالتالي، تصبح المصطبة منبر مساواة لا يميز مداخلة أي أحد على الآخر، بصرف النظر عن وجاهة أو تفاهة القضايا المطروحة للنقاش، أو صواب أو خطأ الحلول المقترحة. ويندرج ضمن هذه النوعية من الكلام في الوقت الحاضر معظم الكلام المتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتنقسم هذه الأخيرة إلى فئتين: جماهيرية ومتخصصة. غير أنها في الحالتين تستوفي الشرط الضروري واللازم لصحة الكلام ووجاهته، لكونها مثل المصاطب توفر إلى حد بعيد المساواة في مراكز الكلام بين المشاركين فيه، بصرف النظر عما إذا كانت المسألة المطروحة تتعلق بذيل فستان ممثلة مشهورة أو بحث عن كوكب المريخ.

كلام المنابر:
هو كلام فوقي، ذو اتجاه واحد من أعلى لأسفل من دون قناة ارتجاع. ويقدم الزعماء الدينيين والسياسيين المثال الأبرز على هذه النوعية من الكلام غير الصحيح- لأنه لا يستوفي شرط تساوي المراكز الكلامية- رغم ما قد يحمله أحياناً من مضمون وقيمة عظيمة الأثر في حياة الناس والشعوب. في الواقع، مثل هذا الكلام من طرف واحد لا يهدف إلى الإلمام بظاهرة ما ودراسة أبعادها وبلورة رؤية ما للتعامل معها؛ بل هو ذو جوهر إملائي وفرضي لوجهة نظر واحدة ومقررة سلفاً على العامة، عبر وسائل الإقناع والاستمالة، التخويف والترهيب، أو حتى ممارسة العنف المباشر.

كلام القاعات:
حتى يكون الكلام تحت القبة صحيحاً (قانونيا)، لابد أن تتوفر للمشاركين فيه المساواة في مراكزهم الكلامية (القانونية). وبالتالي، لا يتمتع رئيس المجلس أو نوابه أو أي أحد آخر تحت قبته بصلاحية كلامية (قانونية) أكبر من الآخر. لابد أن يكون صوت كل واحد منهم مساوي بالكامل لصوت الآخر. ويندرج تحت هذه النوعية من الكلام المجالس النيابية المحلية والوطنية والبرلمانات المنتخبة، ومجالس الإدارات لمعظم منشآت ومنظمات المجتمع المدني غير الربحية، ومعظم ورش العمل وجلسات النقاش والبحث العلمية...الخ.

كلام الغرف المغلقة
في هذا الكلام، تقتصر المصلحة وبالتالي حق المشاركة على المجتمعين أو المتآمرين خلف الأبواب المغلقة. وفيه ينتفي شرط تساوي المراكز الكلامية، التي تحل محلها المراكز المصلحية- بمعنى أن المراكز الكلامية تتقرر على أساس نسب أو حصص المصلحة أو المجازفة في القضية موضوع الكلام. وتتوفر أوضح الأمثلة على هذه النوعية من الكلام في مجالس إدارات الشركات الهادفة للربح وجماعات المصلحة الخاصة والمغلقة مثل منظمي الانقلابات ومدبري الجرائم والعمليات الإرهابية...الخ.

لكن الملاحظ والمؤكد لا شُبهة فيه، أن أنظمة الحكم الشمولية والاستبدادية تعمل دائماً على اختراق كل ساحة للكلام الصحيح وتفريعها من مضمونها عبر وسائل متعددة مثل الذباب الإلكتروني أو الحجب أو استعمال النفوذ. وبالتالي، تُجَيِّر لمصلحتها حتى كلام المصاطب والدردشة الاجتماعية، وتفرغ المجالس النيابية والبرلمانات من أي مضمون كلامي صحيح عبر استعمال النفوذ أثناء وبعد عملية الانتخابات. وفي النهاية، لا يتبقى في مثل هذه الدول صدى سوى لكلام المنابر يتردد كنعيق الغربان من فوق أطلالها، أو مؤامرات تُحاك في عتمة الليل طمعاً في سلطة أو ثروة شخصية أو لتنفيذ مخطط إجرامي.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضبط مفهوم الإمبريالية في الإدراك العربي
- اتفاقات أوسلو، موت بطيء ومأساوي
- وحوش اللفياثان في حياة البشر
- هل تترك السعودية صلاح للمصريين؟
- لماذا خَلاَ سكان السماء من الشياطين؟
- بين تعاليم السماء وقوانين الأرض، بحثاً عن العدالة
- هل من حق روسيا أن تغزو أوكرانيا؟
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (4)
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (3)
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (2)
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (1)
- نيمار في السعودية: ثورة ملك شاب
- في رحلة البحث عن النظام بعد رحيل الاستعمار
- بحثاً عن عدالة غائبة عن عالمنا
- هل خَلَق العرب حضارة؟
- هل العرب متخلفون؟
- الإعلان العالمي لحقوق الآلهة!
- كيف انْهَزَمت الجمهورية للمملكة (2)
- كيف انْهَزَمت الجمهورية للمملكة (1)
- النُخَبْ العربية يساراً ويميناً


المزيد.....




- بلومبرغ: دول مجموعة السبع تبحث تخصيص 50 مليار دولار لأوكراني ...
- كيف تساعد الصين إيران في الالتفاف على العقوبات الدولية؟
- مطالبات في لبنان بحجب تطبيق تيك توك إثر استخدامه من عصابة مت ...
- بعد أن ألمح إلى استعداد فرنسا إرسال قوات إلى كييف.. روسيا تع ...
- وول ستريت جورنال: إسرائيل أمهلت حماس أسبوعاً للموافقة على ات ...
- ماكرون وشولتس -ينسقان مواقفهما- بشأن الصين قبل زيارة شي إلى ...
- بوريل: نهاية الحرب واستسلام أوكرانيا -خلال أسبوعين- حال وقف ...
- زاخاروفا تعلق على تصريح بوريل حول وقف إمدادات الأسلحة إلى كي ...
- مصرع 37 شخصا في أسوأ فيضانات يشهدها جنوب البرازيل منذ 80 عام ...
- قناة -12- العبرية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين: وفقا للتقديرات ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - حين لا يكون للكلام معنى: مراكز الكلام