أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - نيمار في السعودية: ثورة ملك شاب














المزيد.....

نيمار في السعودية: ثورة ملك شاب


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7706 - 2023 / 8 / 17 - 15:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن ما نشاهده نحن جميعاً، والعالم كله معنا، يجري حالياً في السعودية، وعلى وجه التحديد منذ صعود الملك الشاب محمد بن سلمان إلى سدة السلطة، لا يقل إطلاقاً عن أن نسميه "ثورة". لكنها، مع ذلك، تبقى ثورة فوقية، مفروضة من أعلى وفي أحسن الأحوال يمكن بسهولة التشكيك في شعبيتها، ومن ثم شرعيتها، وسط القاعدة العريضة من مواطنين البلد المعني بها. وعلى مثل هذا المسار الثوري الفوقي، ما كان بن سلمان فلتة زمانه أو بدعة من نوعه أو سابقاً لعصره. لقد سبقه إلى هذا المآل، قبل نحو 70 عاماً مضت وفي مثل سنه تقريباً، البكباشي المصري الشاب جمال عبد الناصر.

كانت الدولتان المتناهيتان الصغر، نقطتين في بحر، إلى جواره الشرقي- الإمارات وقطر- قد سلكتا قبل عقود من الزمن طريقاً مغايراً لما قد اختارته الشقيقة الكبرى لنفسها بنفسها. وكانت الثمار جلية تماماً لكل من يريد أن يرى. بصورة أو بأخرى، أغلب ما كانت تجمعه المملكة من ثروات هائلة من مورديها الوحيدين للدخل- النفط والحج- كان السعوديون، وبخاصة الشباب، ينفقونه على ملذاتهم وترفيههم في دبي أو الدوحة أو المنامة أو القاهرة أو بيروت أو تونس أو غيرها من العواصم العربية والغربية. لابد أن الملك الشاب قد رأى أيضاً ما كان مرئياً بوضوح للعالم أجمع. لكنه، بخلاف الآخرين، يملك بين يديه سلطة، وهي سلطة مطلقة.

في الشباب طاقة. وحين تجتمع هذه الطاقة بالسلطة المطلقة قد تتحول من قدرة الشباب إلى ما يشبه القدرة النووية، التي لا شك إطلاقاً في جدواها ومنافعها العملية لكن كوارثها تكون محققة إذا ما غابت قواعد العناية والمحاذير الواجبة مرة واحدة في التعامل معها. عبد الناصر، مدفوعاً بحماس شبابه الثوري، جرَّ وراءه مصر إلى مستنقع اليمن، ثم إلى مثواه الأخير فوق تراب شبه جزيرة سيناء. ومن اللافت أن تكون اليمن حاضرة هذه المرة أيضاً منذ بداية العهد السعودي الثوري الجديد. لماذا اليمن؟ أهي صمام تنفيس منظومة الثورات العربية الفوقية؟! أو حقل تجارب للتحولات السياسية الثورية في العالم العربي، شبيه بحقول التجارب النووية في مناطق أخرى من العالم؟

من ناحية أخرى، ما يفعله بن سلمان في السعودية لا يشبه إطلاقاً ما قد سبقه إليه آل زايد وآل نهيان وآل خليفة وآل الصباح وأبناء حمد وغيرهم. لقد ظل هؤلاء يفرضون التغيير الفوقي من أعلى تدريجياً وبمرور الزمن- رويداً رويداً- ما جنبهم وجنب بلدانهم أي تحولات فجائية صادمة قدر تتراكم تداعياتها بمضي الزمن لتنفجر مع أي شرارة مواتية. ما يفعله بن سلمان ليس هذا التغيير، بل هو ثورة شبيهة بدرجة كبيرة بالتي فرضها عنوة عبد الناصر على مصر بعد عام 1952 وانتشرت منها إلى سوريا والعراق وليبيا والجزائر واليمن وغيرها. وهي، في الحالتين، ليست ثورة بمفهوم تيارات تحتية جماهيرية تظل تنمو بشكل طبيعي وتختمر حتى تنفجر فيما هو قائم فوقها مانع لحركتها بالأعلى وتزيحه من طريقها. بل العكس، هما عقلية بالأعلى مغايرة لما سبقها وتسعى لترويج وفرض هذه المغايرة الجديدة بكل الوسائل، ومن ضمنها القوة، على القاعدة بالأسفل حتى لو لم تقبل بها الأخيرة.

في أوج ثورتها الناصرية الفوقية في الخمسينات، كانت مصر تسبق شقيقتها الرجعية المحافظة إلى الشرق بمسافة أميال مضاعفة على جميع المسارات، من الثروة المادية والبشرية والثقافية إلى المكانة الإقليمية والدولية. لكن بعد مرور 70 سنة من هذه الاندفاعة الثورية الشبابية، أصبحت مملكة العواجيز الرجعيين من قبل هي نفسها، بفضل مسيرتها هويناً هويناً حين اندفع آخرون، هي من تعول- وتقود- ليس مصر وحدها بل كل الدول العربية التي سارت على خطاها الثورية. ولا أظن أن هناك عاقل عربي واحد يتمنى، بعد 70 سنة من الآن، أن يرى في السعودية ما يراه بوضوح الآن في مصر- أو في سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رحلة البحث عن النظام بعد رحيل الاستعمار
- بحثاً عن عدالة غائبة عن عالمنا
- هل خَلَق العرب حضارة؟
- هل العرب متخلفون؟
- الإعلان العالمي لحقوق الآلهة!
- كيف انْهَزَمت الجمهورية للمملكة (2)
- كيف انْهَزَمت الجمهورية للمملكة (1)
- النُخَبْ العربية يساراً ويميناً
- عُقْدة روسيا والعرب مع الحداثة الغربية
- بين بوتين وبريغوجين، الديكتاتورية نظام فاشل
- من شيطان الرأسمالية وملائكة الشيوعية- صناعة التطرف
- الكوميديان أند العسكري
- ثغرة الوعي والخطة الكونية
- اللهُ الذي لا نُريده
- الله الذي لا نراه
- بوتين في المصيدة- كش مات
- حتى لا ننهش جُثَة الوطن
- حين تُفسد الحكومة مواطنيها
- مصاحفُ فوق الأسنة وأمةُ بلا نبي
- أليست الجمهورية الإيرانية -إسلامية-؟


المزيد.....




- جامعات بتونس تشهد احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.. وصحفي يعلق لـ ...
- روجوف: ماكرون مصاب بـ -فيروس زيلينسكي-
- شاهد: حلقت لمدة 11 ساعة برفقة سوخوي سو-30.. روسيا ترسل قاذفا ...
- أردوغان يعلن إغلاق باب التجارة مع إسرائيل وتل أبيب تبحث فرض ...
- الصين ترسل مسبارا للبحث عن أسرار الجانب المظلم من القمر
- صحيفة: إسرائيل أمهلت حماس أسبوعا للموافقة على اتفاق لوقف إطل ...
- استخباراتي أمريكي سابق يحدد كم ستصمد ألوية -الناتو- في حالة ...
- بالفيديو.. مئات أسود البحر تجتاح منطقة فيشرمان وارف الشهيرة ...
- في يوم حرية الصحافة.. غزة وأوكرانيا تفضحان ازدواجية المعايير ...
- مصر.. أستاذ فقه بجامعة الأزهر يتحدث عن حكم -شم النسيم- والجد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - نيمار في السعودية: ثورة ملك شاب