أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - هل تترك السعودية صلاح للمصريين؟














المزيد.....

هل تترك السعودية صلاح للمصريين؟


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7730 - 2023 / 9 / 10 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لا شك فيه أن مصر قد فرطت خلال العقود الأخيرة في كثير مما ظلت تتفاخر به على العرب لأكثر من قرن من الزمان. ثم حلت صفقة بيع الرياضي العربي الأشهر، محمد صلاح، لنادي سعودي مؤخراً لتجدد لدى المصريين شجن التحسر على ما فات: حتى فخرنا الوحيد الباقي يريدون أن يحرمونا منه؟!

في الحقيقة، محمد صلاح لا هو فخر المصريين ولا حتى "فخر العرب". بل هو منتج أجنبي بامتياز، حتى لو كانت مادته الخام مصرية ويتحدث العربية. إذا كنا نتحدث عن لاعب كرة قدم بمواصفات عالمية، لا شك أن المنظومة الرياضية المصرية، أو السعودية، أو أي منظومة محلية عربية أخرى، لا تزال لا تستطيع أن تنتج لاعباً بهذه المواصفات. هذا اللاعب العالمي هو منتج أوروبي، بإمكانيات ناديه الإنجليزي ليفربول وعبقرية مدربه الألماني يورجين كلوب. وذلك، من جهة أخرى، لا يقلل إطلاقاً من أهمية عوامل شخصية مثل الجهد والمثابرة والانفتاح على التعلم وإتقان العمل وحب المنافسة والتفوق من جانب اللاعب المصري والعربي. وهي صفات ما كانت لتجد الفرصة لتنمو وتنضج بالشكل الذي أدركته بالفعل في ظل الظروف والتربة المحلية الغالبة حالياً في مصر والمنطقة العربية.

لماذا يتفاخر المصريون بشيء لم تنتجه أيديهم؟! في الواقع، لو كان صلاح لم يلوذ بالفرار ويكتب له النجاة من هذه الأيادي، لكان مثله مثل أي لاعب آخر محلي وما تغنى باسمه "Mo Salah" محبوه من كل جنسيات وشعوب العالم. من ناحية أخرى، لماذا لا يرضى أغلب المصريين ببيع سلعة لم ينتجوها لصالح دولة عربية شقيقة، بينما يتفاخرون بنفس السلعة بعدما باعوها منذ البداية خاماً لصالح دولة كانت تحتل مصر وتحكمها حتى منتصف القرن الفائت؟! أكثر من ذلك، لماذا يُصر السعوديون بهذا الشكل والسعر الجنوني غير المسبوق في اللعبة من أجل إتمام الصفقة؟! لماذا مو صلاح بالتحديد؟!

مؤخراً، كانت الدنيا على وسائل التواصل الاجتماعي المصرية تقوم ولا تقعد كلما تفوه مغني أو مغنية مصري/ة بكلمة أو اثنتين من الإطراء والمجاملة- المتوقعة والمستحبة في استجابة عفوية لمشاعر الحظة والمناسبة- بحق المملكة الشقيقة والشعب السعودي على الهواء خلال حفلات الغناء والترفيه التي تنظمها الرياض. ما سر هذه الحساسية المصرية غير المبررة؟ كأن ثمة جُرح قديم غائر في لاوعي الجسد المجتمعي المصري وكلما هبت نسمة ريح عابرة تجعله ينزف ويتوجع؛ وكل حديث عن احتمال أن تستحوذ السعودية على محمد صلاح ينبش في نفس الجرح ويدميه أكثر!

في مضمار التنافس على الزعامة العربية بين مصر والسعودية، قد بدأت القصة بمجرد خدش سطحي مطلع السبعينات بعد وفاة عبد الناصر وعودة العلاقات بين مصر والسعودية، خاصة عقب حرب أكتوبر 1973 في عهد الرئيس المصري محمد أنور السادات. ثم أخذ الجرح يتسع ويتعمق أكثر خلال زهاء ثلاثة عقود من عهدة نائب السادات وخليفته، محمد حسني مبارك. ومع انتهاء الألفية الثانية وبداية الثالثة، بالتحديد خلال العقد الثاني حين تطوعت السعودية بوظيفة الإطفائي لنيران حمم الربيع العربي منذ عام 2011، كان الجُرح قد تفاقم إلى حد مرض مزمن لا يوجد له علاج ولا يُرجى منه شفاء: أصبحت مصر مجرد تابع للسعودية ولم تعد صاحبة المبادرة والريادة على الساحة العربية كما اعتادت من قبل. السعودية أزاحت مصر (أو سبقتها وتفوقت عليها) من موقع الصدارة والقيادة العربية؛ أكثر من ذلك، حتى في شؤونها الوطنية الداخلية، ما عادت مصر تستطيع حتى أن تُدبر حالها بقدرتها الذاتية من دون دعم سعودي لا ينقطع.

كما الأفراد، من حق الشعوب أن تتباهى وتتفاخر بمنجزاتها. ومن معاني الإنجاز أن ثمة قيمة مضافة يجب أن يساهم بها هذا الشخص أو الشعب على مادة خام متاحة في الطبيعة للكافة دون عناء كبير. بهذا المعنى، كما لا يحق للسعودية أن تتفاخر على أحد بثراء فاحش ناتج عن استخراج مادة خام طبيعية مثل النفط ومشتقاته، كذلك لا يحق لمصر أن تتفاخر بموهبة عالمية لم تساهم فيها بأكثر من الإنجاب التكاثري الطبيعي. وحين تشتري السعودية صلاح فعلاً، فهي في الحقيقة لا تشتري من مصر شيئاً ولن تدفع في مقابله لمصر أي ثمن. بل هي، كما تفعل مع كافة أجهزتها ووسائل رفاهيتها وأسلحتها المتقدمة التي تشتريها بأثمان باهظة من الغرب والولايات المتحدة وسائر أنحاء العالم، ستشتري اللاعب العربي العالمي من الإنجليز وستدفع لهم- وليس للمصريين- ثمنه. في الواقع، لم يعد لدى مصر حالياً ما يُسيل لعاب السعوديين لشرائه، حتى رغم الإغراءات والمناشدات المستميتة من جانب المصريين.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا خَلاَ سكان السماء من الشياطين؟
- بين تعاليم السماء وقوانين الأرض، بحثاً عن العدالة
- هل من حق روسيا أن تغزو أوكرانيا؟
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (4)
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (3)
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (2)
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (1)
- نيمار في السعودية: ثورة ملك شاب
- في رحلة البحث عن النظام بعد رحيل الاستعمار
- بحثاً عن عدالة غائبة عن عالمنا
- هل خَلَق العرب حضارة؟
- هل العرب متخلفون؟
- الإعلان العالمي لحقوق الآلهة!
- كيف انْهَزَمت الجمهورية للمملكة (2)
- كيف انْهَزَمت الجمهورية للمملكة (1)
- النُخَبْ العربية يساراً ويميناً
- عُقْدة روسيا والعرب مع الحداثة الغربية
- بين بوتين وبريغوجين، الديكتاتورية نظام فاشل
- من شيطان الرأسمالية وملائكة الشيوعية- صناعة التطرف
- الكوميديان أند العسكري


المزيد.....




- بلومبرغ: دول مجموعة السبع تبحث تخصيص 50 مليار دولار لأوكراني ...
- كيف تساعد الصين إيران في الالتفاف على العقوبات الدولية؟
- مطالبات في لبنان بحجب تطبيق تيك توك إثر استخدامه من عصابة مت ...
- بعد أن ألمح إلى استعداد فرنسا إرسال قوات إلى كييف.. روسيا تع ...
- وول ستريت جورنال: إسرائيل أمهلت حماس أسبوعاً للموافقة على ات ...
- ماكرون وشولتس -ينسقان مواقفهما- بشأن الصين قبل زيارة شي إلى ...
- بوريل: نهاية الحرب واستسلام أوكرانيا -خلال أسبوعين- حال وقف ...
- زاخاروفا تعلق على تصريح بوريل حول وقف إمدادات الأسلحة إلى كي ...
- مصرع 37 شخصا في أسوأ فيضانات يشهدها جنوب البرازيل منذ 80 عام ...
- قناة -12- العبرية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين: وفقا للتقديرات ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - هل تترك السعودية صلاح للمصريين؟