أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - ثائر الناشف - الغرب وحواره المشروط














المزيد.....

الغرب وحواره المشروط


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1759 - 2006 / 12 / 9 - 07:44
المحور: ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
    


يصر بعض المثقفين الغربيين على إدخال الحوار بين الحضارات إلى صومعة الصدام , نظراً لافتقاده إلى جملة الشروط التي يضعونها أمامه , ولعل أهمها في هذا الصدد , قضية الديمقراطية التي من خلالها تتحدد شروطهم التعجيزية , سواء في استئناف الحوار أو السير قدماً في طريق الصدام الحضاري .
الملاحظ أن الحوار المطلوب تطبيقه جرت قولبته وفقاً لرؤى الغرب بما يحقق مصالحه السياسية أولاً, أضف إلى ذلك أن الحوار لا يتم بدون لغة حاضنة وراعية
له , وهذا شرط آخر يحتم استخدام لغة الغرب سبيلاً للحوار وليس لغة الشرق.
إنّ ما يتعرض له الغرب من عمليات تفجيرية طائشة بين فترة وأخرى , لا يقتصر اتهامه فيها لجماعات إسلامية بعينها , بل يسعى إلى تعميم اتهاماته , ليؤمن على مصالحه وليحقق غرضين جوهريين في أن واحد ,
الأول: للثأر من بعض الدول والجماعات وتصفية ما تبقى معها من حسابات قديمة طويت بفعل ظروف قاهرة .
الثاني: لتنميط التفكير الإسلامي وإخضاعه للثقافة الغربية قسراً , والوصول به إلى الكونية أو العالمية التي يريد.
ويزداد الحوار صداماً بين الشرق والغرب نتيجة الخلط المتعمد بين أطراف الحوار , كل طرف أضحى مخول بالحديث نيابة عن الآخر, بمعنى أن السياسي انتهك حرمة الديني , والديني تطفل على الإيديولوجي , بذلك تعمقت رؤية الغرب سوداويةً في حواره مع الشرق الإسلامي واعتباره بؤرةً من بؤر التطرف الخطيرة.
بالعودة إلى إحدى أهم شروط الحوار المطلوب غربياً , ألا وهي قضية الديمقراطية, الواضح أن الغربيين استغلوا هذه القضية ليملوا ما لديهم من شروط أساسية للحوار بدلاً من أن تكون موضوعاً له , فشرط الديمقراطية يكاد يكون مفجراً لصدامات هوجاء بين الشرق والغرب , المعروف أن فكرة الديمقراطية صناعة غربية صرفة , وهو ما أعطى الغربيين الشرط الأكبر والسبب الكافي للاستعلاء في حوارهم مع الشرق , بالزعم أنّ الإسلام لم يعرف الديمقراطية قط , كما أنه لا يشجع عليها , إضافةً إلى ظاهرة تفرد الأنظمة العربية بالحكم , يزيد من شروطهم ويصعد من تأجيجهم للصدام مع الشرق.
القول بأنّ الإسلام يخلو من الديمقراطية يقابله في الجهة الأخرى خلو المسيحية واليهودية من الديمقراطية أيضاً , باعتراف الغربيين أنفسهم, لم تبشر المسيحية بالديمقراطية يوماً , وبالتالي إن ما يسمى بحوار الحضارات أو صدامها , ما هو إلا حوار بين سياسات ومصالح دولية تتصارع على بسط نفوذها في مناطق واسعة من العالم , فتغدو عندها الحضارات مرهونة بحوار السياسات قبل كل شيء , فإمّا أن تتصادم في حال تصادمت المصالح , أو أن تتلاقى حين يتم الاتفاق .
طبيعة الحوار التي يهدف من ورائها الغرب مع الإسلام , أن يتم إفساح المجال أمام القيم الغربية التي لم تجد لها منفذاً للسريان في عروق الشرق , وهذه القيم تتمثل بالديمقراطية الغربية المتعارضة مع عقائد وتراث الشرق , وعليه , فإن الحوار يستهدف تغيير ونسف العقائد الدينية وفرض عقائد سياسية تتجاوب مع شروط الغرب ومتطلباته.
كاتب سوري



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية أغبياء قصيرة النظر عظيمة الخطر
- سأترقرق إلى أبد الآبدين
- بالمختصر.. حياتنا كلها مقلوبة
- لبنان بين التابع الوطني والطائفي
- الدولة الإسلامية وحسابات المنطقة
- السوريون وثورة الشك
- في أن يكون الوطن خدعة
- على ذكرى حرب أكتوبر .. من سيدافع عن سورية؟
- أوطان مصلوبة بأيدٍ مسلوبة
- الوكلاء الأقليميون لحروب المنقطة
- الحرية التي سيكتبها التاريخ
- جدوى الانتخابات العربية
- الإعلام البوليسي وأجهزته المخابراتية
- نقراً وكفراً بالحياة .. سورية تغرق في دوامة الفقر
- هلوكوست سبتمبر .. ولادة يوم جديد
- نهايات وخيمة
- إسلام (فوبيا) والغموض الخطر
- التفكير العقلي في الإسلام
- الإرادة الإنسانية .. مخيّرة أم مسيّرة ؟
- نسبية الحرية في المنظور الإسلامي


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - ثائر الناشف - الغرب وحواره المشروط