أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - لبنان بين التابع الوطني والطائفي














المزيد.....

لبنان بين التابع الوطني والطائفي


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1713 - 2006 / 10 / 24 - 06:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا يكاد يهدأ لبنان من معاركه الطويلة , دون التطرق لمسألتي الانتماء الوطني والطائفي , كونهما الشغل الشاغل لسياسيّه ومثقفيه , المحاولات المتكررة للفصل بين المسألتين باءت بالفشل , لبنان لا يمكن أن يكون إلاّ طائفياً سنوات الحرب الأهلية المميتة أظهرت هذه الطائفية , وزاد عليها اتفاق الطائف الذي حدد ملامح الدولة اللبنانية وطائفيتها السياسية التي لا يمكن إلغاءها بجرة قلم .
إنّ خيار الانتماء دائماً يأتي لحساب الوطن أولاً والطائفة والمذهب آخراً , هذا ما قاله زعماء الطوائف والساسة اللبنانيون مؤكدين عليه مراراً, لكن الواقع يشير أحياناً عكس ذلك , لأنّ الاستقواء بالطائفة يبقى الباب الوحيد الذي يسمح للساسة بالدخول إلى اللعبة السياسية بسندٍ قوي وللخروج منها بأقل التكاليف في حال تغلب فريق على فريق , الجميع يتحرك انطلاقاً من الطائفة باتجاه الوطن وليس العكس.
وقد يصح هذا الطرح ويبدو مرضياً لدى البعض بأن الطائفة لولاها لما استطاع أحد الوصول إلى ما هو أبعد ( الوطن) وطبعاً هذا الأحد لا بد أنه يحظى بقبول ورضا هذه الطائفة التي خولته تمثيلاها أحسن تمثيل , وعليه, يستحق لبنان أن يوصف بدولة الطوائف.
أمّا الصواب هو أن يقال دولة لبنان وليس لبنان الدولة ؟؟ لأن في الثاني إشارة استفهام تدفعنا للتساؤل عن أي دولة .. دولة الطوائف أم دولة الكل الوطني؟.
الأحداث الجسام التي تعرض لها لبنان خلال هذين العامين من لحظة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى الحرب العدوانية الظالمة التي شنتها إسرائيل عليه , حددت تحركات كل فريق من الفرقاء اللبنانيين وتطلعاته نحو الدولة , دون أن تعفيه من تشكيك الآخرين بصدق تحركاته تجاه الوطن وبدون استثناء الجميع رفع شعار الوطن أولاً, وهو ما لا يستطيع أحد التهرب منه , كما أنه أبسط شيء يمكن أن يقال بحق لبنان.
التشكيك في الانتماء الوطني يبدأ عندما يضعف موقف طائفة ما تجاه حدث زلزالي معين , ودائما يربط هذا الضعف بالانتماء الطائفي عبر التحالف مع قوى خارج أسوار الدولة , فالطوائف اللبنانية تتواصل مع جوارها بحكم عامل الجغرافيا السياسية.
وللتدليل على ما ذكر يمكن الاستشهاد بالمرحلة التي أعقبت اغتيال الحريري, المعروف أن هذه المرحلة شهدت إقصاءً لعدد كبير من اللبنانيين من مختلف الطوائف , بحكم الانتخابات النيابية التي جاءت بفريق جديد على ساحة الدولة وهو فريق 14 آذار, الذي رفع شعار الوحدة الوطنية ولبنان أولاً وطالب بالسيادة والاستقلال اللتان كانتا ممنوعتان بالأمس القريب , لتأتي مرحلة الحرب وتقلب طاولة الحوار الوطني التي عقدت للتوافق على حلول لمشاكل الدولة والخروج بصيغة نهائية ترضي الجميع , وبنفس الوقت أعادت الكرة إلى ملعب حزب الله الذي أعلن انتصاره على إسرائيل , فطلية أيام الحرب جرى حديث متبادل بين الفريقين المذكورين حول تفرد الحزب باتخاذ قرار الحرب دون الرجوع إلى الحكومة , وكلام من تحت الطاولة عن حلف سوري إيراني بحكم الانتماء الطائفي للحزب , الحديث الآخر, تقصير الحكومة عن أداء واجباتها الوطنية تجاه أسر الشهداء والأسرى مع الدعوة الجادة إلى استبدالها بحكومة اتحاد أكثر وطنيةً منها وتمتاز بالقوة والعدالة , وكلام أيضاً عن ارتباطات خارجية بأميركا والغرب وبعض الدول العربية بحكم التابعين الطائفي والمصلحي.
إنّ الانطلاق من الوطن هو الطريق الصحيح والوحيد أمام الطوائف اللبنانية , فمن شأنه أن يوقف هذا التأرجح القائم بين التابع الوطني والطائفي وأن يضع حداً للتشكيك بولاء وانتماء كل فريق له , وإلاَّ سيبقى لبنان تائهاً في سيره وأبناءه يغادرونه وقت الشدة والنتيجة لا غالب ولا مغلوب سوى لبنان.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الإسلامية وحسابات المنطقة
- السوريون وثورة الشك
- في أن يكون الوطن خدعة
- على ذكرى حرب أكتوبر .. من سيدافع عن سورية؟
- أوطان مصلوبة بأيدٍ مسلوبة
- الوكلاء الأقليميون لحروب المنقطة
- الحرية التي سيكتبها التاريخ
- جدوى الانتخابات العربية
- الإعلام البوليسي وأجهزته المخابراتية
- نقراً وكفراً بالحياة .. سورية تغرق في دوامة الفقر
- هلوكوست سبتمبر .. ولادة يوم جديد
- نهايات وخيمة
- إسلام (فوبيا) والغموض الخطر
- التفكير العقلي في الإسلام
- الإرادة الإنسانية .. مخيّرة أم مسيّرة ؟
- نسبية الحرية في المنظور الإسلامي
- حقوق الإنسان دينياً ودنيوياً
- صمت الآباء .. يقطعه .. الأبناء
- نصر الله وحديث الأمهات
- المحاور المتصادمة مصلحياً


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - لبنان بين التابع الوطني والطائفي