أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - قنديل الليل














المزيد.....

قنديل الليل


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 7756 - 2023 / 10 / 6 - 13:55
المحور: الادب والفن
    


بقلم: آدم دانيال هومه.
يشع ألقاً بين جدران المفازات
يضيء الطريق إلى مسالك الوصول
إلى ممالك المعجزات.
******
سلام عليك يا أرض الفراتين
أرض الطهارة
والقداسة
والعنفوان
كلكامش
يلقي نظرة خاطفة
من كوّة مفتوحة في الآفاق
إلى العراق
فيتوسل بأتونابشتيم
أن يرسل الطوفان
لتبتهج قلوب آنو
وأنليل
وإيّا
لتسطع شمس عشتار
أم الكون
على البشرية جمعاء
لتعيد صياغة العالم
من جديد.
******
وداعاً يا تل نصري
أيتها القرية العابقة بالذكريات
الغافية على كتف النهر الحزين
المطرّزة بالنفسج والياسمين
المكللة بالغار والأقحوان
كل الدروب إليك موصدة
حراسها شذاذ آفاق
قدموا من غابات التيه
إلى مملكة الله
فعاثوا فيها فساداً
وإفسادا
وحولوها إلى بركة دم
يسبح فيها الشيطان.
******
ذات يوم
سنترك آثار أقدامنا الجريحة
على صفحات المياه المقدسة
التي يتعمد فيها أطفال الغد
فينجبون آلهة
تطرد الدخلاء من بيت أبيها
وتحيي الأموات
وهي رميم.
******
رغم كل المآسي والويلات
لا زلنا نتقدم إلى الأمام
مرفوعي الهامات
على أضواء شموع الأمل
نحو واحات المستقبل
لذلك
كان تهجيرنا من وطننا الأزلي
أشبه بتهجير السنونوات من أعشاشها التليدة
لتعود
وتبني أوكنها
من جديد
في أوطانها الأصلية
يقوم بتدشينها
ملاك الرب
على مرأى
ومسمع العالم كله
العالم كله
العالم كله
بدون استثناء.
******
يوماً ما
سيصهل جواد الشعر
في مضارب اللغة المقدسة
لكي
تجعل مقلتيها
تغرورق بكل ألق الدهور
وهي ترهف السمع
إلى تنهدات الآلهة
فتفوح من أردانها
رائحة المطر
ويزهو على شفتيها
رنين القمر.
******
يقف على رأس المصلين
بكامل قيافته الشيطانية المزوّقة
ليقول لهم:
طوبى لفقراء الروح
فإنّ لهم ملكوت السموات
وهو على يقين
بأن له ملكوت الأرض
والسماء.
******
الشاعر المبجّل
يتردّد صدى وقع أفكاره
على أرصفة الأمكنة
والأزمان
ليتقيل في آخر المطاف
في أرجوحة الضوء الأزلي
ليلملم الصغار رحيق أزاهير قصائده
من حقول القرى المهجورة
على ضفاف الأنهر العطشى.
******
هي أشبه
بوردة تستحم بالندى
وتتنشف بنسائم الفجر
وتنام تحت ظلال القلب
أعشق الجلنار المتجمد على شفتيها
أصلي عشر ركعات
في محراب عينيها
قبل أن أتوشح برداء الملائكة.
*******
أنا... لا أنوح
بل أعزف... وأغني
ثم أستقر على محور ذاتي المجنّحة.
******
كلما أنظر في عينيها
أسمع خرير دمي
وإذا أماطت اللثام عن ملكوت الثلج
تجمّدتُ في معراج النار.
*****
معلقٌ في الريح
أتأرجح بين مشارق الأرض
ومغاربها
فوق مقابر أجدادي المبعثرة
في كل مكان
منذ ألفي عام
وأرى الدموع السخينة
تنهل من عيني أمي
كرذاذ الضوء
يعبق بالطيب
في جنبات السموات.
*******
نهر الخابور
كانت تجري بين ضفتيه
المياه الإلهية
التي تبخرث
إثر الحريق الذي اندلع
في هبوب الرياح
واجتاح الوادي المقدس.
******
إن الشعاع الذي ينبثق من قلب الشمس
يرى ظله في ندى الفجر.
******
أمخر عباب الأبدية
كحفيف الضوء
أحمل في طيات روحي
غبار الطلع
المتناثر من أقدام الآلهة.
******
يعبد الشيطان
والأحجار السوداء
ويمنّي النفس
بامتطاء صهوة الريح
إلى الفراديس
التي تثمر كواعباً أترابا.
******
(يا أمة ضحكت من جهلها الأمم)
أما آن الأوان
لتستيقظي من هذا الحلم النرجسي؟
******



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتلهى بذفائر الشمس
- صهيل التراب
- في قريتي تراءى وجه الله
- اللغة الآشورية
- بين خمائل الآلهة
- نبضات الضوء
- النسور المهجّّرة
- الأول من نيسان
- بولص بيداري
- الشهيد والأمة والتاريخ
- أكيتو
- أزاهير الملكوت، قصيدة شعر
- رجل الأعمال الآشوري الياس حنا
- الباحث عن أسرار آشور وبابل
- استراليا
- رأس السنة الآشورية
- ليس للحما أنياب ومخالب
- صوت من الغيب 1
- وادي الخابور وسهل نينوى
- شعب الطبل والمزمار


المزيد.....




- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - قنديل الليل