أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد الجعفر - مقامة الترجمة واستقالة المسؤولية لدى المترجمين














المزيد.....

مقامة الترجمة واستقالة المسؤولية لدى المترجمين


سعيد الجعفر

الحوار المتمدن-العدد: 7751 - 2023 / 10 / 1 - 16:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مقامة الترجمة واستقالة المسؤولية لدى المترجمين: التصدي للترجمة هو أمر فيه من الرهبة الكثير. فالشروط، التي يجب أن تتوفر في المترجم عدة، أولها اتقان اللغة الأم واللغة التي نجري الترجمة منها، وثانيها أن تجري الترجمة في موضوع يتخصص فيه الكترجم أو على الاقل في موضوع قريب من اختصاصه، وثالثها إنه لا يكفي أن يكون المترجم تخرج في اللغة الانجلبزية ليقوم بالترجمة ، بل يجب أن يعيش في سياق اللغة والثقافة التي يترجم منها ، ورابعها وهو الاخطر أن تكون هنالك علاقة تماه بين المترجم ولغته الأم بالذات، وبشكل ما باللغة التي يترجم منها. وفيما يتعلق بالشعر فالمهمة تغدو أكثر تعقيدا، فترجمة الشعر يجب، كما أظن، أن يقوم بها شاعر، حيث إن العلاقة السرية بالمفردات والصور الواردة في النص الأصل لا يعرف كنهها إلا شاعر، فالشعر أمر غامض سماوي يجتاحه الجنون، ولا يمكن لكائن أرضي عاقل أن يسبر أغواره. وحين يتعلق الأمر بالترجمات الى العربية فإننا نجد إن الترجمة لدينا غدت مهنة من لا مهنة له، يرافق ذلك أمية دور النشر وعدم تحليها بالمسؤولية ، فهي تفكر بالربح قبل كل شئ. ولذا أصبحت كوارث الترجمة لدينا أمرا مألوفا. وسأورد هنا أمثلة، من بين آلاف أو لربما عشرات الآلاف من كوارث الترجمة. فقد تصدت مترجمة لنقل مؤلف سارتر
Critique of Dialectical Reason فكانت ترجمتها للعنوان بالشكل التالي " النقد الجدلي للسبب" وهنا ارتكبت المترجمة كوارث عدة. فقد ترجمت مفردة reason الى سبب ، في حين إنها تعني في هذا السياق "عقل" ، فضلا عن كونها جعلت الصفة " الجدلي" تابعة للموصوف "النقد" في حين إنها صفة لمفردة "العقل"، ثم إنها كما يبدو لم تسمع حتى بعنوان كتاب كانت ، وهو الاهم في الفلسفة الحديثة، أعني "نقد العقل المحض" وصنوه "نقد العقل العملي" حيث إن سارتر أراد محاكاة عنوان مؤلف كانت. الأمثلة كثيرة وسأمر سريعا على بعضها: قام احدهم بترجمة كتاب عن الانجليزية يخص تأريخ العراق الحديث، وكان يتردد في النص المترجم اسم "طالب السيد" ، حيث عرفت بعد قراءة بضع صفحات إنه يقصد "طالب النقيب"، كما قامت مترجمة بنقل كتاب عن القضية الفلسطينية وكان يتردد مصطلح " جبهة التحرير الشعبي الفلسطينية" ، ويبدو إن المترجمة لم تسمع باسم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" . والأمثلة كثيرة لا يكفيها هذا المقال الموجز. أما كوارث الترجمات الغربية ، حيث جرت ترجمة "ثمرة الإثم" الى "ثمرة التفاح" وترجمة "الساحة الجميلة" الى "الساحة الحمراء" والترجمة الكارثية التي قام بها عالم اللسانيات الامريكي بنجامين لي وورف فاختار "فيلت آنشوونج" بدلا من " فيلت آنزشت" وتعني "رؤية العالم، فقد تكون موضوع لمنشور آخر. المترجم صاحب مهمة شاقة ، فهود يعيد خلق النص بلغته الأم، وهو خلق لغوي اولا وثقافي ثانيا.



#سعيد_الجعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الجواليقي وجفري، بين الميثوس واللوغوس
- الايتمولوجيا بين العلم والعلم المزيف
- حول مفهوم -آخر الاديان-
- الهوية الوطنية والرؤية اللغوية للعالم ...الحلقة الاولى
- قصة -خطار عدنه الفرح- مقاربة في ضوء تحليل الخطاب..
- قصة التفاحة والاثم وعسف المركزية الغربية
- تأريخنا حكايات ليس إلا
- جلال الدين الرومي في الثقافة السويدية
- عن التاجر والراعي كصفات مقدسة والانزياحات المجازية
- شذرات عن الجندر في اللغة
- عن المركزيات وتلفيق التأريخ
- عن الاناقة والجمال ومقولات هيدغر وفلهلم هومبلت
- الاحتفاء بجورج طرابيشي في اليوم العالمي للترجمة
- ملاحظات حول العمل المعجمي في المعجم الوسيط
- الأمثال: مقاربة لسانية
- الأمثال: مقاربة لسانية 2
- تلفيق التأريخ من الشنفرى الى عاشق بني عذرة
- في نظرية التسمية والاعتباطية والتعليلية
- قصة كربلاء: مقاربة مختصرة في ضوء تحليل الخطاب
- مناكدات الريف والمدينة


المزيد.....




- علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه ...
- خريطة توضح ماذا فعلت روسيا بـ5 أشهر من -الجفاف المدفعي- لأوك ...
- الإمارات.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يعلق على لقائه الشيخ عب ...
- السلطات السعودية والإماراتية تتخذ إجراءات عاجلة بسبب الأمطار ...
- هيئة حماية المستهلك: روسيا شهدت انخفاضا بمعدلات الإصابة بفير ...
- زهور برية شائعة لتر ميم الأعصاب التالفة
- صدامات وتفكيك مخيمات محتجين ضد حرب غزة في جامعات أمريكية
- خيام الاحتجاجات بين العراق وأمريكا
- الأردن.. الأميرة رجوة الحسين تتسوق في أحد محال مستلزمات الأط ...
- عرض الغنائم العسكرية الغربية في موسكو يثير ردود أفعال صاخبة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد الجعفر - مقامة الترجمة واستقالة المسؤولية لدى المترجمين