أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد الجعفر - في نظرية التسمية والاعتباطية والتعليلية














المزيد.....

في نظرية التسمية والاعتباطية والتعليلية


سعيد الجعفر

الحوار المتمدن-العدد: 6668 - 2020 / 9 / 5 - 12:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في نظرية التسمية nomination theory ، لا تسمي الناس (الشعب، الاثنوس، الجماعة البشرية) الاشياء اعتباطا بل هنالك ابداع انساني في تسميتها ينطلق من الصفة البارزة في الشئ، ولذا فمعظم التسميات تبدأ تعليلية ثم تغدو بمرور الزمن اعتباطية ( هنا نستثني التسميات المجازية). وقد افرد لهذا الموضوع مصطلحا في اللسانيات سمي بالشكل الداخلي للكلمة وارتبط وبشكل عميق بنظرية الرؤية اللغوية للعالم . الذي تحدث عنه دي سوسير في نظريته هو اعتباطية العلاقة بين الدال والمدلول في اللحظة الحالية، حيث انه ليس معنيا بالتعاقبية او الديكرونية . لنلاحظ مثلا نبتة " المستحية" فأوراقها تنكمش عندما نلمسها، اي انها تخجل او تستحي، وهنا تعليلية الاسم وهو الأمر البارز الذي شد انتباه الناس فأطلقوا التسمية وفيها تعليلية واضحة . مثال آخر نقول computer من الفعل يحسب فالسمة الجوهرية اي الدينوتاتية له هي انه يحسب، والطائرة لأنها تطير. لكن التساؤل لماذا نرى اليوم إن العلاقة اليوم بين الدال والمدلول ذات طبيعة اعتباطية ؟ والجواب هو أن هذه العلاقة كانت تعليلية وسقطت تعليليتها بمرور الحقب. فمن يعرف لماذا سمي الورد وردا والحمامة حمامة . فهذه التسميات لها تعليلية اصلا جاءت من سمة رئيسة ظاهرة على اساسها اطلق الناس التسمية. مفردة ادب اصلها سومري ثم انتقلت الى الاكدية ولاحقا الارامية ثم العربية، حيث فقدت تعليليتها، وهي كانت تملك تعليلية في السومرية وتعني الطين ادابو، حيث كانت الكتابة تجري على الواح الطين، لكنها كانت قبل ذلك تعني الداكن ومنها اخذ اسماء جنة عدن والدم والادهم والدهماء والادمة وآدم. فيما يخص العربية فهي في عرف اللسانيات لغة حديثة جاءت على اعتاب منجز لغات سامية أخرى اقدم منها ، ولذا نجد أن معظم الكلمات اقترضت من لغات مجاورة لديها منجز ثقافي ديني وانثروبولوجي، ولذا نجد أن معظم التسميات في العربية اعتباطية، حيث أن تعليلية المفردات المستعارة من لغات اخرى اختفت بعد نقلها الى العربية، فمن يعرف لماذا سمي النهر نهرا في الاكدية أو لماذا سميت النخلة بهذا الاسم في الارامية أو ما هي تعليلية مفردة كرسي. بيد أننا نعرف من خلال المنجز اللساني الخاص بالعربية إن الجناية كمفهوم مجازي تجريدي يملك تعليلية، فهو من الفعل جنى ويعني أن تقطف الثمار بدون إذن صاحب البستان وبدون علمه، كما نعرف أن الكتابة اخذت من الفعل كتب وكتيبة وتعني مجموعة الخيول ولذا فكانت التسمية المجازية كتابة بمعنى مجموعة الاحرف . وقد حاول ابن فارس في مقاييس اللغة منطلقا من مركزية عربية متشنجة أن يجد جذرا لكل الكلمات لكننا نعرف اليوم أن العربي الاصيل في النصاب المعجمي للغتنا لا يتجاوز ١٥%. تصورنا أن تسمية الاشياء كانت خبط عشواء ينطلق من مركزية الانسان المعاصر الذي يتصور إن الانسان القديم كان ذا عقل معطل فاكتشاف النار كان بالصدفة واكتشاف الزراعة والشواء ايضا. أما الكلام فقد ادخلوه في ابعاد ميتافيزيقية بحيث إن آدم هبط من الفردوس وهو يتقن العبرية كما في العهد القديم ، او يتقن العربية كما هو لدينا، في حين إن الانتقال من الاشارة الى الكتابة هي الثورة التكنولوجية الأولى في تأريخ الانسانية. فالانثروبولوجيا المعاصرة تنظر الى تلك اللحظات كونها ثورات تكنولوجية كالثورات التكنولوجية لدينا مثل ختراع الكومبيوتر وقبله المحرك البخاري والطائرة. يقول فيورباخ : التعليلية هي رسم الفكرة بالكلمات...



#سعيد_الجعفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة كربلاء: مقاربة مختصرة في ضوء تحليل الخطاب
- مناكدات الريف والمدينة
- الانزياح المجازي في اللغة بين ارض الكنانة وأرض السواد
- انجريد أرفيدسون شاعرة سويدية منسية
- الجحود والنكران للمعرفة والعرفان
- عن المركزية اللغوية العربية وأول الرطب
- علم الاشارة بين بيرس ودي سوسير
- مركزية القرود وغطرسة السرطان النهري
- الهجمة الثالثة على التنوير
- عن كارل بوبر ونيرودا ودرويش والتم الذي استحال بجعة
- حملة تضامن مع ناشط حقوق الإنسان البحريني علي عبد الإمام المع ...
- دون كيخوت العربي
- نحن شعب 1/7 .... كلنا مشاريع للخصب
- حول قوانين الصراع اللغوي
- اللغات السامية في العراق..مقاربة لسانية معاصرة
- سيدة نوبل
- الرؤية اللغوية للعالم
- موت الرأسمالية
- هل اختلطت الأوراق حقاً على المثقف العراقي
- موتيفات اسلامية لدى ستريندبيرغ


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. رئيس إيران يوجه -طلبا- إلى محمد بن زاي ...
- نظريات المؤامرة: كيف أصبح مروجوها خطراً على من حولهم؟
- حلم -تغيير النظام- الإيراني - تجارب الشرق الأوسط الفاشلة نذي ...
- إنقاذ الحياة والثروة السمكية في المتوسط.. مهمة تنتظر تعاون ا ...
- النجم الهندي سلمان خان يفاجئ الجمهور بحقيقة وضعه الصحي الخطي ...
- خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفل ...
- نواف سلام يؤكد من الدوحة على الدور المحوري لقطر في استقرار ل ...
- الترجي.. هل تواصل تونس صناعة التاريخ للكرة العربية بالفوز عل ...
- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد الجعفر - في نظرية التسمية والاعتباطية والتعليلية