أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد الجعفر - عن كارل بوبر ونيرودا ودرويش والتم الذي استحال بجعة














المزيد.....

عن كارل بوبر ونيرودا ودرويش والتم الذي استحال بجعة


سعيد الجعفر

الحوار المتمدن-العدد: 6523 - 2020 / 3 / 26 - 12:39
المحور: الادب والفن
    


عن كارل بوبر ونيرودا ودرويش والتم الذي استحال بجعة: قام مترجم عربي يوما بترجمة عنوان أوبر تشايكوفسكي الى " بحيرة البجع" وهي ترجمة خاطئة حيث إن اسم البجع في الانحليزية هو pelicane وهنالك اسم مشابه في لفظه في لغات اوربية كثيرة مشتق من اللاتينية ، في حين ان الطائر المقصود في تلك الاوبرا هو التم واسمه swan , فقد كان عنوان الاوبرا بالروسية هو lebedenie ozera حيث lebed هو التم لأن البجعة في الروسية تسمى pelikan . وفي المعجمات الايتمولوجية يرد إن التم سمي كذلك بسبب لونه الابيض، حيث إنه مشتق من المفردة اليونانية ألبا التي تعني الابيض وهي مأخوذة من السامية الام عبر الفينيقية من كلمة لبن اي الحليب، وذلك يذكر بجبال الألب التي اخذ اسمها من المفردة اليونانية نفسها كناية عن الثلوج التي تغطيها. بينما البجع سمي كذلك بسبب منقاره المشابه للفأس ، حيث يرد اسمه في اليونانية مرتبط بالمفردة المتعلقة في جناسها بالفأس . يسمى البجع لدينا في الجنوب، حيث ينتشر قرب قريتي في الاهوار، نعيج الماي اي نعجة الماء ، وهو طائر قمئ كنا نحن الاطفال نكرهه بل نرتعب منه حيث نراه في لقطة مخيفة يزدرد اسماكا يصل طولها الى القدم احيانا ، وهو معروف باستخدام جلد رقبته لصناعة جلد الطبلة المسماة بالخشبة التي يشتهر بها جنوب العراق. بيد أن طائر البجع هو رمز للمسيح في الادب الكنسي وجاء ذلك الرمز من كون هذا الطائر يجرح نفسه ليغذي صغاره، ولذا تجد رسوما لطائر البجع في داخل الكنائس وفي واجهاتها . بعد إن تمت ترجمة التم الى بجع سار الكتاب جميعا والشعراء على درب هذه الترجمة الخاطئة فرأينا ترجمة للرواية الصينية wild swans ،التي كتبتها يونغ تشانغ، الى بجعات برية وتمت ترجمة قصيدة لنيرودا في مجموعته الشعرية " سيف اللهب" بعنوان بحيرة التم الى "بحيرة البجع" ولم يسلم اي مقال صحفي عربي من الخطأ حيث يرد اسم البجع ويقصد به التم ، بل أن هنالك فلم سعودي للمخرجة هناء العمير بعنوان " اغنية البجعة" ، كما أن مسرحية لتشيخوف لم تسلم من الترجمة الخاطئة فأسموها " اغنية البجعة" . واختم بمثالين : فقد ذكر كارل بوبر مثالا عن black swan اي التم الاسود الذي يوجد في استراليا فقام المترجم العربي بترجمته الى البجعة السوداء وليظل العرب جميعا فلاسفة وادباء كتابا وشعراء يلهجون بهذا المثال مرددين اسم البجعة السوداء في كل مناسبة . واخيرا وليس آخرا نختم بقصيدة لمحمود درويش عن نيرودا بعنوان " ذاهبون الى القصيدة" حيث يقول في احد مقاطعها: مدنٌ تنام على السلالم في انتظاركَ. آه نيرودا. شواطئ هذه
الأرض الصغيرة ـ عبر صوتك ـ قبلةٌ مفتوحةٌ للنورس الباكي وللبجع
الذي يتعلّم الرقص المميتَ، حيث أنه يحيل بالتأكيد الى الاوبرا المشهورة و التم الذي يقوم قبل موته بالتغريد بكثرة وذلك ما عناه ايضا تشيخوف في عنوان مسرحيته " أغنية التم" . يرد لدى منير بعلبكي مكافئان لمفردة swan وهما التم أو الاوز العراقي ، وهل هنالك من ينوح مرددا اغنيته الحزينة إبان الاحتضار سوى العراقي.......سعيد الجعفر



#سعيد_الجعفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة تضامن مع ناشط حقوق الإنسان البحريني علي عبد الإمام المع ...
- دون كيخوت العربي
- نحن شعب 1/7 .... كلنا مشاريع للخصب
- حول قوانين الصراع اللغوي
- اللغات السامية في العراق..مقاربة لسانية معاصرة
- سيدة نوبل
- الرؤية اللغوية للعالم
- موت الرأسمالية
- هل اختلطت الأوراق حقاً على المثقف العراقي
- موتيفات اسلامية لدى ستريندبيرغ
- الهجمة الثالثة على التحديث
- الاستشراق الإيتيمولوجي


المزيد.....




- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب
- بصمة الأدب العربيّ: الدّكتورة سناء الشّعلان (بنت النعيمة)
- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد الجعفر - عن كارل بوبر ونيرودا ودرويش والتم الذي استحال بجعة