أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الجعفر - قصة كربلاء: مقاربة مختصرة في ضوء تحليل الخطاب














المزيد.....

قصة كربلاء: مقاربة مختصرة في ضوء تحليل الخطاب


سعيد الجعفر

الحوار المتمدن-العدد: 6661 - 2020 / 8 / 29 - 14:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين نخضع مقتل الحسين الى منهج تحليل الخطاب وأداته الأهم علم النفس الاجتماعي نجد أن الموضوع تتقاسمه بؤرتان الأولى بدوية جزرية والثانية مدنية آرامية عراقية. فمواضيع القوة الجسدية والشجاعة كما في شخصية العباس هي ثيمات بدوية كما أن موضوع الماء والعطش هو ليس سوى هاجس البدوي، حيث تتجاذبه نفسيا الصحراء من جهة والبحث عن الماء من جهة اخرى، حتى أن البدوي يعرف كل أماكن الآبار في الجزيرة، والبعير ككائن مركزي في الانثروبولوجيا الجزرية واللغة العربية ارتبط بتحمله للعطش. فعلم الآثار يقول مثلا إن تدجين الجمل جرى منذ الالف الأول قبل الميلاد، وقبله لم تتحرك أية قبيلة الا مسافة مئة كم من موضعها. وهذا السبب هو الذي دفع الاثاريون للتشكيك في رحلات ابراهيم سواء كان الى مصر أو مكة، ورحلات يوسف وموسى ويعقوب من فلسطين الى مصر، خصوصا إن الاثاريين لم يجدوا دليلا واحدا على وجود الانبياء، رغم كثرة الرقم الطينية والبرديات والمرويات الموثقة. وهكذا نجد ثيمة العطش مركزية في قصة الحسين ، تبدأ مع الحر الرياحي وتمتد الى صراع الجيشين على اختيار جانب الفرات ثم بناء على ذلك قصة العباس مع الماء وقصة عبد الله الرضيع. الثيمة العراقية الآرامية لها شقان، الأول هو المظلومية والولولة ، وهو ارث عراقي استمر على اكثر من ثلاثة آلاف عام حيث يولول العراقيون على تموز الذي يقتله الخنزير البري في أيلول، حيث اسم ايلول مشتق من الولولة في الاكدية والارامية، وحيث إن رقم عشرة وعاشوراء متعلق بتقاليد الولولة على تموز لمدة عشرة أيام، حتى إن صيغة عاشوراء هي ليست من صيغ الصرف العربي حالها حال ملكوت وكهنوت وجبروت وسبحان وطوفان وصيغ اخرى كثيرة . الثيمة الاخرى هي التدين والايمان الذي لا يحتل لدى البدو أية اهمية ، فهم اقوام حسيون لا يستوعبون الافكار المجردة ، فهذه الافكار ترتبط بالمدينة وطريقة تفكيرها ، وعمليا تطورت معظم الاديان من تعدد الآلهة الى الاله الواحد ثم التجريد الاعلى اي الرب أو الله، في بيئات مدنية تستوعب التجريد . ولذا يمكننا القول إن ثيمة التقوى والايمان في شخصية الحسين وحبيب بن مظاهر هي ثيمة عراقية آرامية. تبقى كل شخصية وحدث يضاف لها بمرور الزمن من خلال الذاكرة الشعبية ووعاظ السلاطين من المؤرخين وكاتبي السير ، الكثير من الاحداث. وقد فكك مطهري في الملحمة الحسينية الكثير من القصص وتتبع أزمان اضافتها واهمها قصة عرس القاسم التي وضعت في زمن العليخانيين في القرن الرابع عشر وظهرت لأول مرة في كتاب الملا حسين الكاشف " روضة الشهداء" وهو كتاب متأخر . الموضوع الاهم هو زيارة الاربعين التي ، وكما يورد مطهري، ذكرها ابن طاووس في روايته لكنه تجاوزها في كتبه الاخر، والتي ينفي هو حدوثها، اعني رجوع السبايا الى كربلاء. يبقى الاهم في الموضوع كله إن مقتل الحسين يختطفه التدين الشعبي فتغدو المواضيع المتعلقة بالتفكير القبلي هي المسيطرة ، فلا نجد ثيمات سوى حرق الخيام والسبايا وقتل الرضيع والاخوة والحصان يندب فارسه. وهذا ينطبق على قصة المقتل وما تفرع منها من انشاد وقصائد سواء بسواء. نجد ذلك واضحا لدى حمزة الزغير وعبد الامير الفتلاوي والرميثي وباسم الكربلائي، كما نجده في الفصيح من ادب الطف لدى السيد حيدر الحلي والكواز ورضا الهندي وغيرهم . أما جوهر الثورة فلا يمثل حتى واحد في المئة من مجموع النصوص. لقد تطور المفهوم المسيحي للقصة المشابهة لمقتل الحسين، اي صلب المسيح، من معناها السلبي الشعبي المتجهم الى معنى رمزي عميق جعل من المسيح بذرة سقطت لتنمو منها شجرة انتشرت في ارجاء الارض. وهكذا هم الابطال دوما ، احياء بما تركوه من مثال عميق نتقتدي به ونهتف هيهات منا الذلة...



#سعيد_الجعفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناكدات الريف والمدينة
- الانزياح المجازي في اللغة بين ارض الكنانة وأرض السواد
- انجريد أرفيدسون شاعرة سويدية منسية
- الجحود والنكران للمعرفة والعرفان
- عن المركزية اللغوية العربية وأول الرطب
- علم الاشارة بين بيرس ودي سوسير
- مركزية القرود وغطرسة السرطان النهري
- الهجمة الثالثة على التنوير
- عن كارل بوبر ونيرودا ودرويش والتم الذي استحال بجعة
- حملة تضامن مع ناشط حقوق الإنسان البحريني علي عبد الإمام المع ...
- دون كيخوت العربي
- نحن شعب 1/7 .... كلنا مشاريع للخصب
- حول قوانين الصراع اللغوي
- اللغات السامية في العراق..مقاربة لسانية معاصرة
- سيدة نوبل
- الرؤية اللغوية للعالم
- موت الرأسمالية
- هل اختلطت الأوراق حقاً على المثقف العراقي
- موتيفات اسلامية لدى ستريندبيرغ
- الهجمة الثالثة على التحديث


المزيد.....




- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
- وزير خارجية إيران يدعو الدول الإسلامية للتحرك ضد إسرائيل
- هل عارض ترامب خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الايراني؟
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على جميع ا ...
- إعلامي مصري شهير يتهم الإخوان المسلمين بالتعاون مع إسرائيل
- إيران تفتح المساجد والمدارس للاحتماء من ضربات إسرائيل
- وزير الخارجية الإيراني يدعو الدول الإسلامية إلى التحرك ضد إس ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الجعفر - قصة كربلاء: مقاربة مختصرة في ضوء تحليل الخطاب