أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - الإنتخابات المصرية والديكتاتور المجنون















المزيد.....

الإنتخابات المصرية والديكتاتور المجنون


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7751 - 2023 / 10 / 1 - 04:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقول الأساطير القديمة ، أن الآلهة تعاقب الشعوب على خطاياها، كما تعاقب الأفراد على خطاياهم ، وأن هذا ليس بالضرورة أن يحدث فى الحياة الآخرة ، فإنه غالباً مايحدث فى الحياة الدنيا ، سواء لفرد أو أمة ، سوف يدفع ثمن الخطية قبل أن يغادر هذه الدنيا ،،،
لاشك أن عبدالفتاح السيسى هو علامة من علامات غضب الله على المصريين يعذبهم بها تعذيباً شديداً ، على خطية كبرى ، لعلها الإنقلاب على الملك الدستورى فاروق وتسليم بلادهم لجمال عبدالناصر الحاكم المطلق الديكتاتور بحكم ميراثهم الأسطورى فى عبادة الحكام ، لعله حساب على أرواح كل هؤلاء الذين تركوهم يموتون فى سجون ناصر ومن خلفه دون إعتراض ، لعلها تلك الخطية أو خطايا أخرى، ولكن وفى كل الأحوال ، فلاشك أن عبدالفتاح السيسى هو علامة من علامات غضب الله على المصريين ،،،
قبل أشهر قليلة فقط تابع العالم بكثير من الشغف والإنبهار إنتخابات الديكتاتور أردوغان فى تركيا الذى فاجأ العالم بتغيير نهجه الإستبدادى والرهان الأخير على الديموقراطية ليعيد إلى بلده المأزوم الأمل فى النهوض مرة أخرى، وليحاول تطهير صفحته الشخصية أيضاً ، لقد أدرك الديكتاتور العجوز فى سنواته الأخيرة أن الديموقراطية تغفر الخطايا ،،،
اليوم فى الإنتخابات السيساوية المقابلة ، والتى بدأ التسجيل لها منذ أيام ، نجد العكس تماماً ، حيث بدأت إجراءات الترشح المعقدة والتى تقضى بحصول المرشح على تزكية عشرين عضو من أعضاء مجلس النواب بحد أدنى أو جمع التوكيلات اللازمة لقبول الترشح لمنصب الرئاسة خمسة وعشرين ألف توكيل ، من خمسة عشر محافظة على الأقل ، ألف من كل محافظة بحد أدنى ، خلال فترة حوالى عشرين يوم من يوم دعوة الناخبين فى 25 سبتمبر إلى يوم 14 من أكتوبر هذا ، مثل مسابقة جرى للمسافات الطويلة لانعرف من سيتمكن من قطعها ولانعرف حتى من هم المتسابقين ، ولانعرف ماذا سيحدث بعد ذلك ومن سيقبل ومن سيرفض أو من سيعلن عنه كمقبول مثل فيلم إسماعيل ياسين فى الجيش ، بإستثناء أن عبدالفتاح السيسى الذى لايحبه أحد قد جمع حوالى ربع مليون توكيل فى اللحظات الأولى من المسرحية التى لانعرف حتى الآن أبطالها جميعاً ومن منهم سيخرج ومن سيكمل، وهل سيتاح لهم فرصة عرض برامجهم بعد ذلك أو هل سيكون هناك مناظرات إنتخابية مثل الحالة التركية الأخيرة ومثل كل الإنتخابات الديموقراطية ، وهل سيكون هناك إشراف دولى على الإنتخابات المزمع أن تجرى فى ديسمبر إستجابة لمؤسسات المجتمع المدنى والرأى العام المصرى والمهتمين بالشأن المصرى المتدهور يوم بعد يوم ، الحقيقة لا أحد يعرف ذلك تفصيلا ، الخطوط العريضة فقط واضحة ،،،
فشلت فكرة الإتفاق على مرشح واحد وتباينت المواقف ، سواء فى تكتل التيار الحر الذى أعلن عن تعليق نشاطه أو سواء فى تكتل الحركة المدنية الذى إختلف أعضائه حول كل شىء بل وتسبب فى ضرب التيار الحر الوليد فى مقتل أيضاً ، الأسماء الليبرالية الكبيرة إختفت من المشهد الإنتخابى فجأة ، هشام قاسم ، جمال مبارك ، أكمل قرطام ، هشام فى السجن ، جمال إمتنع عن المشاركة ، أكمل إمتنع عن المشاركة ، الأسماء الأقل حجماً هى التى سيطرت على المشهد ، بصفة خاصة أحمد طنطاوى الناصرى المدعوم إخوانياً ، والإشتراكى فريد زهران ، و الليبرالية جميلة إسماعيل مع مرشح كوميدى كالعادة ، رئيس حزب الوفد الميت عبدالسند يمامة ، بالنسبة لفصول المسرحية ، التوكيلات فى أكتوبر ، إعلان أسماء المرشحين فى نوفمبر ثم الإنتخابات فى ديسمبر ثم فوز الديكتاتور المجنون عبدالفتاح السيسى المحسوم سلفاً ، والذى قد يعمد فوراً بعد إنتخابه الثالث وليس الأخير، إلى الإجهازعلى ماتبقى من المصريين ، إلاإذا حدثت مفاجأة غير متوقعة وقام الجيش بإستبداله فى اللحظات الأخيرة ،،،
تعلق كثير من المصريين بأحمد طنطاوى فى هذه الإنتخابات ، الذى تزداد أسهمه إرتفاعاً يوم بعد يوم ، خاصة بعد مبايعة أحزاب اليسار الإسلامى له ، التحالف الشعبى رسمياً ، والكرامة الناصرى ضمنياً ، وكذلك صفحات الإخوان الفردية والعامة ، وبصرف النظر عن كيف ستجرى الإنتخابات وهل ستخضع لإشراف دولى أم لا ؟ وفى حالة شبه ثورية ، أصبح طنطاوى الشاب الأمل فى التغيير، وبدأوا فى تصويره بالنبى وببلال وبالحسين وبالبطل المغوار وإلى آخره ، ورفعوا شعار عيش حرية عدالة إجتماعية نفس الشعارات المصرية الإسلامية اليسارية ، فى نفس الوقت وفيما يشبه السحر غاب التيار الليبرالى تماماً الذى أطلق مشروعه الكبير فى التحالف فقط الشهر الماضى وحرك المياه الراكدة ، وسيطرت على الشارع المصرى نفس الخلطة الإسلامية اليسارية المسيطرة منذ ثورة مماليك يوليو ، وإنتصب مثلث الدولة الفاشلة والمجتمع التعيس فوراً ، العسكر على قمة المثلث والتيار الإسلامى اليسارى فى القاعدة ، حالة غريبة تشبه المرض المزمن ، كأن الإنسان المصرى ليس قادراً أبداً على السعى من أجل الديموقراطية حاجته الأساسية ، هو فقط قادر على الدوران فى دوائر الإستبداد الثلاث ، الدينى والعسكرى والمدنى والتى ينتج كل منها الآخر فى حالة دوران لانهائى ،،،
فى هذا المولد الإنتخابى المثلث الأضلاع يعيث إعلام عبدالفتاح الديكتاتور المجنون فساداً ، من خلال برنامج إعلامى ضخم إسمه حكاية وطن يبث من العاصمة الإدارية الجديدة يذكر المواطنين بإنجازات النظام فى الطرق والكبارى ومشروعات البنية التحتية ويبرر من خلال حشد كبير من الموظفين والمنافقين ، أخطائه فى هدر المال وماترتب على ذلك من جوع والذى يرى فيه تضحية بسيطة من أجل الوطن ، كما يمكن لأى حاكم مجنون أن يقول ،،،
الخلاصة الحاكم ديكتاتور مجنون متغلب بالقوة ، والشعب أسير رؤاه التقليدية المحافظة ومثله العليا القروأوسطية ، وميوله العنصرية ، بعيداً تماماً عن التجربة التركية المنفتحة على كل التوجهات والأجيال ، والأمل فى التغيير مازال بعيداً ، ستظل دائرة العسكر ناصر حسن البنا تدور حول نفسها وينتج كل منها الآخر يكاد ينعدم فيها الفارق بين الحاكم والمحكوم وكأنها تحتاج لتدخل طرف ثالث لإنقاذ هذا المجتمع التائه ، ومع ذلك لا يمكننا فى النهاية إلا أن نقول ، إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ، يسقط عبدالفتاح المجنون ،،،



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هشام قاسم والبحث عن الحزب المفقود
- رسالة إلى الفريق عسكر
- ثورة يوليو وعودة عصر المماليك
- تمرد فاجنر والوعى الجمعى المقلوب للشرق الأوسط
- تحية إلى التحالف الأتاتوركى الكردى وإلى الأمام تركيا الحديثة
- لماذا نجحت تركيا وفشلت مصر؟
- فاجنر والجاسوس والزحف على ليبيا والسودان
- سره الباتع وتزوير التاريخ
- يسوع الناصرى بين المسيح العبرى واللوجوس الإغريقى
- رمضان كريم
- مابعد الجاسوس
- الجاسوسان
- الشرق الأوسط مابعد محمد والمحرمات الثلاث
- العصر الرومانى والثورة المسيحية - مقتطفات من الطبعة الثانية ...
- كأس العالم الإخوانجى ومصافحة الديكتاتور والجاسوس
- حراك نوفمبر بين مبارك والإخوان
- الجاسوس
- أركان الليبرالية الأربعة - ديموقراطية علمانية سلام حقوق إنسا ...
- إتحاد المتوسط- نحو تحالف دفاعى وعصر جديد
- أهمية تعزيز الديموقراطية فى المتوسط الجنوبى - المعهد الأوربى ...


المزيد.....




- هجوم دموي صورته كاميرا مراقبة في فرنسا.. لحظة وقوع حراس سجن ...
- ما هي أهم التجارب السياحية التي تقدمها أذربيجان في عام 2024؟ ...
- خصلات شعر تكشف سر إصابة بيتهوفن بالصمم
- -كاتيوشا الصغيرة-.. تشارك في العملية العسكرية الخاصة في أوكر ...
-  اندلاع حريق بمحطة وقود أثناء الدفع الإلكتروني.. ما حقيقة ال ...
- أشجار عتيقة تكشف السر الذي جعل العام الماضي هو الأشد حرارة م ...
- اتفاق الهجرة ـ ما الجديد في سياسة اللجوء الأوروبية؟
- حذارِ من استخدام عبوات الآيس كريم في تجميد أطعمة أخرى!
- محكمة العدل الدولية تبحث طلب جنوب إفريقيا إصدار أمر بوقف اله ...
- مقتل شاب فلسطيني بزعم محاولة تنفيذ عملية طعن في القدس (فيديو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - الإنتخابات المصرية والديكتاتور المجنون