أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالجواد سيد - العصر الرومانى والثورة المسيحية - مقتطفات من الطبعة الثانية لأساطير الدين والسياسة - عبدالجواد سيد















المزيد.....

العصر الرومانى والثورة المسيحية - مقتطفات من الطبعة الثانية لأساطير الدين والسياسة - عبدالجواد سيد


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7473 - 2022 / 12 / 25 - 02:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العصر الرومانى والثورة المسيحية - مقتطفات من الطبعة الثانية لأساطير الدين والسياسة-عبدالجواد سيد
نجح الرومان فى السيطرة على البحر المتوسط ، بعد أن هزموا قرطاج الفينيقية فى شمال إفريقية ، فى سلسلة الحروب الشهيرة التى عرفت بالحروب البونية( 264-146 ق م ) ثم بإسقاطهم الممالك الهيلينستية فى شرق المتوسط ، واحدة فى أثر أخرى ، الأتيجونية فىى مقدونيا سنة 164 ق م ، ثم السلوقية فى سوريا الكبرى سنة 63 ق م ، ثم البطلمية فى مصر بعد معركة أكتيوم البحرية سنة 31 قم ، كما كانوا قد نجحوا فى القضاء على حكم المكابيين سنة 37 ق م بتعيين الملك الأدومى هيرود ملكاً تابعاً لهم على إسرائيل ، والذى إستطاع بدوره القضاء على ثورات اليهود التى عرفت بحركة العصابات ، والتى قادها رجل يدعى حزقيا ، وقيامه بكثير من المنشآت العامة وتجديد معبد أورشليم ، مما مكنه من أن يظل ملكاً منفرداً على اليهودية حتى وفاته سنة 4م سنة ، وتقسيم الرومان ممتلكاته بعد وفاته بين أولاده الثلاثة ، أرخيلاوس ، وهيرود أنتيباس ، وفيليب ، بوصفهم ولاة وليسوا ملوكاً ، حتى قرر الرومان حكم اليهودية مباشرة سنة 6 م ، فى حدود نفس السنة ، التى ولد فيها المسيح ملك إسرائيل ، يسوع الناصرى،،،
إن البحث عن يسوع التاريخ مقابل يسوع الدين هو أمر صعب فعلاً ، ولكنه ليس مستحيلاً ، كان يسوع من أسرة فلاحية فقيرة من الناصرة فى الجليل وإن نسبه إلى بيت لحم هو فى أغلب الظن نسب منتحل ذكره لوقا ومتى حتى ينسباه إلى موطن داوود كأحد شروط المسيح المنتظر ، حيث ذكر لوقا رحيل يوسف وعائلته إلى موطنه الأصلى فى بيت لحم فى عهد الوالى السورى كورنيوس للخضوع لتعداد السكان الذى أمر به القيصر، وهو حادث غير منطقى وغير مؤكد ، كما ذكر متى هرب يوسف وعائلته من بيت لحم إلى مصر نجاة من مذبحة الأطفال التى أمر بها الملك هيرود فى يهودا سنة ميلاد يسوع ،على غرار قصة موسى وفرعون ، هى أيضاَ حادثة غير منطقية وغير مؤكدة فى أى من المصادر التاريخية ، وأنها فقط روايات وضعت لتبرير نسب يسوع إلى بيت لحم موطن داوود ، لقد ظل يسوع يحمل لقب الناصرى منذ ظهوره فى الجليل ، وحتى وفاته فى أورشليم،،،
إن نفس الشىء يمكن أن يقال عما ذكره لوقا عن جدل يسوع ذو الإثنى عشر عاماً فى معبد أورشليم مع الكتبة والحاخامات ، أو قصته عن قراءة يسوع فى كنيس الناصرة من سفر أشعيا لدهشة الفريسيين ، كلها خيالات وضعت لتبرير قدرات يسوع المعجزة منذ صباه ، لقد كان يسوع فلاحاً فقيراً من الناصرة، لم ينل أى حظ من التعليم ، حيث لم يكن هناك أى مدارس لتعليم أبناء الفلاحين فى الناصرة ، وكذلك الحال بالنسبة لإخوته الأربعة ، جيمس ، المعروف بيعقوب الصغير، ويوسف وسمعان ويهوذا، وأخته التى لم تذكر إسمها الأناجيل ، تلك العائلة الكبيرة التى مات أبوهم يوسف فى طفولتهم ،،،
والواقع أنه رغم الإجماع على وفاة يوسف فى طفولة إبنه يسوع ، فهناك من يقول إن متى ولوقا قد إخترعا شخص يوسف فقط ليبررا المولد الإلهى ليسوع وأن أبيه الحقيقى ، وكما ذكر سيلسيوس كاتب القرن الثانى ، أنه سمع أحد يهود فلسطين يقول أن أم يسوع قد حملت به من جندى رومانى إسمه بانثيرا ، لكن هذه القصة لم تصدق ولم تؤخذ أبداً على محمل الجد ، إلا أنها تدلنا فى نفس الوقت ، على أنه حتى بعد نحو قرن من وفاة يسوع ، كان الجدل حول مولده مازال مستمراً فى فلسطين،،،
إن نفس الجدل يثور حول عدم زواج يسوع وقد بلغ سن الثلاثين ، وهو أمر نادر بين اليهود، بإستثناء الجماعات الدينية المتصوفة ، كالإسنيين مثلاً ، والواقع أننا لانملك ماينفى أو يؤكد إنتمائه لتلك الجماعات ، فسيرة حياة مسيح التاريخ ربما قد تكون قد أخفيت أو طمست عمداً، وأنه قد إحتفظ منها بتلك الشذرات لإنها فقط التى تخدم دعواه كمسيح وملك ، وأن الماضى قد دفن عمداً ، وترك للتاريخ وللمؤرخ مهمة الكشف عنه،،،
كان يسوع من أسرة كبيرة العدد من فقراء الناصرة ، تعمل فى النجارة والبناء ، و يرجح أنهم كانوا يعتمدون فى معيشتهم على العمل فى مدينة صفورية اليهودية ، القريبة ، الغنية ، التى إتخذها هيرود أنتيباس إبن هيرود الكبير مقراً له بعد وفاة أبيه ، كما يرجح أنه بعد وفاة هيرود الكبير سنة 4 ق م ، وبعد الإنتهاء من أعماله العمرانية الكثيرة ومن المعبد الجديد ، أن إنتشرت حالة من البطالة فى أنحاء اليهودية مهدت لظهور الحركة الثورية التى عرفت بإسم حركة الغيورين ، بزعامة يهودا الجاليلى ، إبن حزقيا المتمرد الذى قضى عليه هيرود ، وبشراكة أحد الفريسيين المسمى صادوق ، وهى الحركة الرابعة أو المذهب الرابع فى تاريخ اليهود ، بعد الصدوقيين(المحافظين) والفريسيين(الليبراليين) والمتصوفة(الإسنيين). إالتزم الزيلوت أو الغيورين بالتوراة وبالشريعة إالتزاماً شديداً وكرهوا عبادة الأوثان والحكم الأجنبى ، وكانت تلك أفكار قديمة متجذرة فى نفس اليهود ولقد سمعنا عنها فى العصر المكابى، لكن يهودا الجاليلى قد جعل منها واجباً دينيا تحتم على المنضمين إليها العمل على طرد الرومان من فلسطين، حركة تحرر وطنى كما نقول اليوم ، ولذا ففى أعقاب وفاة هيرود الكبير مباشرة قام الزيلوتس بقيادة يهوذا الجاليلى بهجوم كبير على مدينة صفورية وإقتحموا مخازن السلاح وشنوا حرب عصابات فى الجليل قتلوا خلالها كثير من أغنياء اليهود المتحالفين مع الرومان ، وقد رفضوا الخضوع للتعداد الذى أمر به الوالى السورى كورنيوس سنة 6 م ، لإنه كان يتم بهدف تنظيم دفع الجزية والتى رفضوا دفعها للرومان المستعمرين الكفرة ، ويعتقد يوسيفيوس أن يهوذا كان ذا طموح ملكى مثل أبيه حزقيا ، وأن تعصبه الدينى كان مجرد ستار يخفى ورائه طموحاته السياسية ، وأنه قد دفع الثمن مثل أبيه أيضاً ، فقد قبض عليه الرومان وأعدموه بعد ذلك ، كما أحرقوا صفورية ودمروها عن آخرها وقتلوا الرجال وسبوا النساء والأطفال ، ثم إتخذها هيرود أنتيباس بعد ذلك مقراً له فى الجليل وأعاد تعميرها،،،
ويرجح أن يسوع الناصرى قد ولد فى نفس السنة التى قام خلالها يهودا الجاليلى إبن حزقيا بثورته ، وربما كان قد بلغ العاشرة من العمر عندما قبض الرومان على يهودا وأعدموه وصلبوا أتباعه ودمروا صفورية ، وعندما بدأ أنتباس فى إعادة إعمارها كان يسوع قد أصبح شاباً ومثله مثل كل أصحاب الحرف لابد أنه قد هبط إالى صفورية يبحث عن عمل فى أكبر مشروع إعادة إعمار فى ذلك الزمن، ولابد أن صفورية هى المكان الذى قضى فيه شبابه كواعظ متجول ، وليس الناصرة ، حيث تعرف على المجتمع اليونانى الرومانى الغنى وعلى الأرستقراطية اليهودية ، وسمع عن بطولات يهوذا الجاليلى ونهايته المأساوية ، وعن هيرود أنتيباس ، قاتل أستاذه يوحنا المعمدان أيضاً ،،،
يتبع ،،،



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأس العالم الإخوانجى ومصافحة الديكتاتور والجاسوس
- حراك نوفمبر بين مبارك والإخوان
- الجاسوس
- أركان الليبرالية الأربعة - ديموقراطية علمانية سلام حقوق إنسا ...
- إتحاد المتوسط- نحو تحالف دفاعى وعصر جديد
- أهمية تعزيز الديموقراطية فى المتوسط الجنوبى - المعهد الأوربى ...
- أهمية دعم وسائل الإعلام المستقلة فى الجوار الجنوبى-المعهدالأ ...
- إلى عبدالفتاح السيسى- مقتطفات من كتابى قصة مصر فى العصرالإسل ...
- نعم لترشيح الجيش لجمال مبارك، نبارك ونؤيد
- ترجمة تقرير موقع جافاج الإستخباراتى الإسرائيلى عن ضجر الجيش ...
- ترجمة تقرير موقع جافاج الإستخباراتى الإسرائيلى عن محاولة إغت ...
- تأملات فى فوز ماكرون
- الفاءات الثلاثة والدين والسياسة
- شركات الجيش ومقبرة فرعون
- معركة أوكرانيا بين الدولة الحديثة وحروب القياصرة وأمجاد الكن ...
- المصادر الأصلية للقرآن- وليم سان كلير تيسدال - الترجمة الكام ...
- من يكون السيسى وماذا يريد؟
- رسائل العام الجديد 2022 - إلى السيد مقتدى الصدر - هيا بنا نر ...
- هل تصلح الفرعونية بديلاً عن الديموقراطية؟
- إيران وقرداحى والسلام المستحيل


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالجواد سيد - العصر الرومانى والثورة المسيحية - مقتطفات من الطبعة الثانية لأساطير الدين والسياسة - عبدالجواد سيد