أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - إيران وقرداحى والسلام المستحيل













المزيد.....

إيران وقرداحى والسلام المستحيل


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7064 - 2021 / 11 / 1 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى روح إسحاق رابين فى ذكرى إستشهاده فى نوفمبر 1995
ليس حصار وتدمير مأرب الذى يقوم به الحوثيون اليوم ، سوى صورة مكررة من حصار تعز الذى بدأ قبل ست سنوات والمستمر حتى اليوم ، فقط بمزيد من القتل والتدمير ، ليس سوى صورة من إحتلال صنعاء والهجوم على الجنوب ، ليس سوى صورة من تصفية شريك المؤامرة على عبدالله صالح أمام عدسات التليفزيون ، ليس سوى صورة مكررة من حروب إيران الدموية فى سبيل الحسن والحسين . يعانى الشرق الأوسط المكلوم من صراع السنة والشيعة الذى بدأته الثورة الإسلامية الإيرانية منذ أول يوم ، ومن تحالف الأقليات الذى دعت إليه ، يعانى أيضاً ، وبلا حاجة للتذكير ، من صراع العرب واليهود.
كانت الثورة الإيرانية ، ومازلت ، عبأ على حركة التاريخ فى الشرق الأوسط ، فقد جذبت أنظاره بعيداً عن مقاومة التيارات الأصولية الصاعدة داخله ، المعادية لمشروع الدولة الوطنية الحديثة الوليد ، إلى مقاومة إنتفاضات الأقليات الشيعية التى أثارتها إيران، وكانت القصة الدامية الطويلة منذ إستفزاز عراق صدام حسين سنة 1985، حتى إنقلاب الحوثى فى اليمن ضد الدستور الفيدرالى سنة 2014 .
لم تكن الدعوة الإيرانية موجهة فى الواقع إلى الأقليات الشيعية فقط ، ولكن إلى جميع الأقليات فى الشرق الأوسط، لتنهض وتحمل السلاح وتصفى حسابات التاريخ ، ولم يكن موقف الإعلامى اللبنانى الشهير جورج قرداحى الأخير، المؤيد لإيران ضد السعودية ودول الخليج ، سوى تعبيراً واضحاً عن تلك الثارات الكامنة فى النفوس ، فرغم الشهرة والنجاح وحسن المعاملة التى تمتع بها فى ضيافة تلك البلاد ، المعروفة بقوانين الكفيل الذى لايكرم حتى المسلمين، رغم ذلك ففى لحظة الحسم فى حياته المهنية وطموحه الإنتهازى الذى لايعرف الحدود ، إنحاز إالى تيار المردة الموالى لسوريا ، وميشيل عون وحزب الله الإيرانيين ، ليجدد بذلك الدماء فى تحالف الإقليات ضد التيار السنىى فى لبنان ، بعد أن فشلت تجربة ميشيل عون الإيرانية ، وأوشكت على الرحيل، لقد كان قرداحى حقاً صيداً ثميناً ، مقابل مجرد وزارة ، وليس بالضرورة رئيس؟
وهكذا وفى ظل لعبة الأقليات التى تشبه اللعب بالنار ، يزداد التجبر الإيرانى فى المنطقة يوم بعد يوم ، ويزداد أكثر بذلك الصديق الغبى الأخير ، اليمين الإسرائيلى المتطرف ، الذى ليس له هدف فى الحياة سوى هدم المزيد والمزيد من بيوت الفلسطينين ، ليقدم لإيران ، ولكل تيار الإسلام السياسى ، كل مايحتاجونه من وقود الكراهية المطلوب ، للهجوم على الشرق الأوسط المكلوم ، وحمل السلاح وإبتزاز الجميع بإسم المقاومة ، لقد أصبح المسلم العادى ، ولانقول الساذج ، يتطلع إلى اليوم الذى تفجر فيه إيران قنبلتها النووية ، بحماس الدراويش فى القرون الوسطى ، ظروف فى ظلها ، وفى ظل حياد الدول الكبرى ، يصبح من المستحيل إجبار إيران على السلام أو حتى مجرد التفكير فيه.
مع ذلك ففى ثنايا مشهد الظلام تلوح من بعيد بعض الأضواء ، نتائج الإنتخابات العراقية الأخيرة وإنتصار شيعة العراق على شيعة إيران، والجنوح نحو مبدأ الدولة الوطنية مع الشريك السنى ، ضد مبدأ الدولة الطائفية مع الشقيق الشيعى ، نفس الحال فى لبنان ، تكتل اللبنانيين ضد حزب الله وميشيل عون ، مسيحيين قبل المسلمين والتفكير (الحذر) فى مناشدة الجيش التدخل لنزع سلاح حزب الله ، على أمل إسترجاع الدولة الوطنية ، مقابل دولة حزب الله الطائفية. ،
لكن الحال يختلف بالنسبة للعامل الإسرائيلى ، حيث يسيطر اليمين المتطرف على الحكم منذ فشل كامب ديفيد الثانية قبل أكثر من عشرين عام ، وبمزيد من تجبر اليهودى اليمينى على المسلم الفلسطينى ، يسكب مزيد من الزيت على نيران الحروب الدينية فى الشرق الأوسط ، فليس أبناء الخمينى ، ولا أبناء حسن البناء من يقتلون وحدهم بإسم الدين ، الجزء الآخر من أبناء إبراهيم أيضاً يقتلون بإسم الدين ، فيعطى الشرعية لحزب المقاومة الوهمية هدية ، تعيث بها فساداً فى الشرق الأوسط ، ورغم أننا هنا أيضاً نلمح بعض الضوء فى ثنايا الظلام ، حيث كان التخلص من نتنياهو دليلاً على الرغبة فى التغيير ، وإسترجاع روح إسحاق رابين مقابل روح نتنياهو وشارون ، كما كانت زيارة بينى غيتس السريعة إلى محمود عباس دليلاً على أن السلام لايموت مهما ساءت الظروف ، فمازال الطريق طويلاً من أجل أن يدور التاريخ دورة أخرى، تتأهل فيها الظروف لسلام إسحاق رابين مرة ثانية ، يتصالح فيها الشرق الأوسط ، ويقضى على دورة الإسلام السياسى فى تاريخه هذه المرة ، وحتى ذلك الحين ، ستظل إيران تبتز الجميع ، بإسم المقاومة ، تهدم الأوطان من داخلها بحسن نصرالله ، وتشق صفوف الدولة الوطنية بميشيل عون وجبران باسيل و قرداحى وأمثالهم !!!



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو الإسلام - زيد بن عمرو - مقتطفات من المصادر الأصلية للقرآ ...
- معراج محمد وخرافات زرادشت - مقتطفات من المصادر الأصلية للقرآ ...
- الترجمة الكاملة لمقال مجلة النيوزويك عن توسط محمد دحلان فى إ ...
- هل تخلى عنا الغرب وإختار جمهورية المماليك الجديدة نموذج؟
- ملامح تاريخ إثيوبيا وصراع الدين والقومية - الدراسة الكاملة
- 4-ملامح تاريخ إثيوبيا وصراع الدين والقومية
- 3-ملامح تاريخ إثيوبيا وصراع الدين والقومية
- 2-ملامح تاريخ إثيوبيا وصراع الدين والقومية
- ملامح تاريخ إثيوبيا وصراع الدين والقومية
- إقتراح بحزمة من الحوافز الدولية لدفع عملية السلام الإسرائيلى ...
- الثورة المصرية والبحث عن الحزب المفقود
- رسائل العام الجديد 2021- إلى الأجيال الجديدة - تحرروا من تار ...
- كوفيد وإبراهيم والطواغيت، والشرق الأوسط الجديد
- ماذا فعل لنا ترامب؟
- نهاية عصر الكفيل ، وتآكل موروث العبودية
- مصر السيسى ورياح الإقليم
- رؤية نقدية للقرآن
- قصة أهل الكهف والوحى الغشاش
- الخلط بين مريام أخت موسى وهارون، ومريم أم المسيح أفدح أخطاء ...
- تطبيع الإمارات بين السلام والعدوان


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - إيران وقرداحى والسلام المستحيل