أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - تأملات فى فوز ماكرون














المزيد.....

تأملات فى فوز ماكرون


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7236 - 2022 / 5 / 2 - 03:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإنتخابات الفرنسية وفوز ماكرون للمرة الثانية حدث يستحق التأمل ، لما إنطوى عليه من دلالات وإشارات نحو الحاضر والمستقبل ، فرغم تميز المشهد السياسى الفرنسى بالحيرة والتشرزم ، فقد أفرز فى النهاية ثلاثة مواقف رئيسية ، أقصى اليمين الذى مثلته لوبان ، وأقصى اليسار الذى مثله ميلانشون ، والوسط الذى مثله ماكرون ، أقصى اليمين بشعبويته وعدائه للأجانب ورغبته فى الخروج من الإتحاد الأوربى ، أقصى اليسار بالتركيز على التوزيع العادل للثروة بلا عداء للأجانب ولا شعبوية ولكن مع رغبة فى الخروج من الإتحاد الأوربى أيضاً ، وماكرون بسياسات نيوليبرالية إقتصادية أثبتت فشلها وعدم رضى القطاع لأكبر من المجتمع الفرنسى عنها ، لكن بتمسك شديد بالإتحاد الأوربى ووحدة أوربا وإتجاه العولمة ، وهوالموقف الذى كسب به الإنتخابات فى الواقع ، ضد اليمين وضد اليسار، برغم قوتهما، والذى يضعنا أمام خيارات الإنسان الجديدة فى العصور الحديثة ، العولمة ضد الشعبوية
تختلف مسارات التاريخ بين الأمم ، فبعضها مازال يعيش فى العصور القديمة يقاتل القبيلة المجاورة فى إفريقية ، والبعض الآخر فى العصور الوسطى يقاتل حروب الدين والقومية فى الشرق الأوسط ، والبعض الآخر فى العصور الحديثة يصارع من أجل تكسير أغلال الماضى والولوج إلى مستقبل واحد بلا قبيلة ولا دين ولاقومية فى أوربا وفى قلبها الفرنسى ، فى فرنسا التى أنجبت فولتير وروسو وديدرو والثورة الفرنسية ، ومازلت تتقدم مسارات التاريخ وتنتصر على الماضى العنيف القوى، كما تجلى فى فوز ماكرون نصير العولمة والوحدة الأوربية ، حيث لم تعد معارك التاريخ الكبرى إسلام ضد مسيحية ، ولا إشتراكية ضد رأسمالية ، بل عولمة ضد شعبوية ، فقد حسمت المعارك السابقة بظهور مبادىء حرية العقيدة وبالتيارات السياسية الوسطية ، الإشتراكية الديموقراطية والليبرالية الإجتماعية وغيرها ، ولكن بقيت معركة الغابة الإنسانية الكبرى لم تحسم ، العولمة ضد الشعبوية المفترسة
وفى الإحتفال بفوز ماكرون ، ظهر البعد الثانى فى الروح الفرنسى ، فبجانب أعلام الإتحاد الأوربى ، والبعد الأوربى ، ظهر بعد المتوسط ممثلاً فى مغنية الأوبرا المصرية فرح الديبانى ، التى قبل ماكرون يدها ، فى صورة شديدة التعبير عن عمق بعد المتوسط فى الروح الفرنسى ، غنت فرح المارسييز الفرنسى ، كأنها فرنسية ، وإستمع إليها الفرنسيون كأنهم يشاركونها المواطنة ، ولم يكن مصادفة أن تكون فرح مصرية ، فمصر كانت الشريك الأساسى فى مشروع إتحاد المتوسط ، الذى بدأ مع مشروع منتدى المتوسط فى عهد فرانسوا ميتران سنة 1989، ووصل منتهاه المؤقت فى عهد ساركوزى سنة 2007 ، ولم يكن مصادفة أيضا أن يكون فرانسوا ميتران ، السياسى الفرنسى الكبير ، الذى قاد أوربا للتوقيع على معاهدة الإتحاد الأوربى فى ماسترخت سنة 1992، بعد حوالىى عشرين عام من محاولات التقارب الأوربى ، هو نفسه الذى بدأ رحلة إتحاد المتوسط .
فرنسا أمة عظيمة ذات رسالة خالدة ، أنجبت لنا أنبياء العصر الحديث فولتير وروسو وديدرو ، ورعت قيام الإتحاد الأوربى وإتحاد المتوسط ، وصارعت ومازلت تصارع اليمين المتطرف من أجل الحفاظ على أمل البشر فى الوحدة والسلام والتعايش المشترك ، وقد آن الأوان لإن نقوم بواجبنا أيضا نحن شعوب جنوب المتوسط ، حتى تلتقى الأهداف وتتلامس الأيادى الممدودة يوما ،،، مبروك لماكرون



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاءات الثلاثة والدين والسياسة
- شركات الجيش ومقبرة فرعون
- معركة أوكرانيا بين الدولة الحديثة وحروب القياصرة وأمجاد الكن ...
- المصادر الأصلية للقرآن- وليم سان كلير تيسدال - الترجمة الكام ...
- من يكون السيسى وماذا يريد؟
- رسائل العام الجديد 2022 - إلى السيد مقتدى الصدر - هيا بنا نر ...
- هل تصلح الفرعونية بديلاً عن الديموقراطية؟
- إيران وقرداحى والسلام المستحيل
- أبو الإسلام - زيد بن عمرو - مقتطفات من المصادر الأصلية للقرآ ...
- معراج محمد وخرافات زرادشت - مقتطفات من المصادر الأصلية للقرآ ...
- الترجمة الكاملة لمقال مجلة النيوزويك عن توسط محمد دحلان فى إ ...
- هل تخلى عنا الغرب وإختار جمهورية المماليك الجديدة نموذج؟
- ملامح تاريخ إثيوبيا وصراع الدين والقومية - الدراسة الكاملة
- 4-ملامح تاريخ إثيوبيا وصراع الدين والقومية
- 3-ملامح تاريخ إثيوبيا وصراع الدين والقومية
- 2-ملامح تاريخ إثيوبيا وصراع الدين والقومية
- ملامح تاريخ إثيوبيا وصراع الدين والقومية
- إقتراح بحزمة من الحوافز الدولية لدفع عملية السلام الإسرائيلى ...
- الثورة المصرية والبحث عن الحزب المفقود
- رسائل العام الجديد 2021- إلى الأجيال الجديدة - تحرروا من تار ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - تأملات فى فوز ماكرون