أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - تمرد فاجنر والوعى الجمعى المقلوب للشرق الأوسط















المزيد.....

تمرد فاجنر والوعى الجمعى المقلوب للشرق الأوسط


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7659 - 2023 / 7 / 1 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشف تمرد ميليشيا فاجنر الروسية وقائدها يفغينى بريغوجين خلال الأيام القليلة الماضية على الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مهندسها وصانعها الرئيسى ، عن مدى هشاشة النظام فى روسيا وصراعاته الداخلية الكامنة ، لكنه قد كشف أيضاً ، عن مدى عشق شباب الشرق الأوسط لهذا الديكتاتور الفاسد ، قاهر الغرب ، مما يثير العجب فى إقليم تكاد تكون الديكتاتورية هى المسؤول الأول عن كل تاريخه وحاضره التعس ، لكنه مازال عاشقاً لنموذج الديكتاتور البطل ؟ نحن إذن أمام معادلة غير مفهومة تحتاج لكثير من المحاولات لحلها وإعادة صياغتها صياغة صحيحة ،،،
ربما يكون الإرث الإستعمارى للغرب فى العصر الحديث أول مفاتيح الحل ، فالوعى الجمعى الشرق أوسطى يعمل بمبدأ عدو عدوى صديقى وبالتالى فكل من يعادى الغرب عدوه الأول هو صديقه خاصة فى العصور الحديثة ، والمفتاح الثانى قد يكون تاريخ الصراع الدينى الإسلامى المسيحى مع الغرب فى العصور الوسطى ، والمفتاح الثالث قديكون الإرث الحضارى المشترك فى عبادة الأبطال وأنصاف الآلهة من البشر الذى جمع الحضارات الشرق اوسطية المتعاقبة بالحضارات الآسيوية الكبرى عبر العصور،
إنه ليس من المستحيل أن نجدد تلك المفاتيح حتى تصبح صالحة للإستعمال وتجديد الوعى الجمعى الشرق أوسطى المقلوب ، فتاريخ الشرق الأوسط كله حقب إستعمارية وليس غربية فقط ، حيث عرف سيادة حضارات كبرى متعاقبة من فارسية إلى يونانية إلى رومانية إلى عربية إلى تركية إلى غربية فى العصر الحديث ، إذن الغرب الإستعمارى الحديث ليس بدعة إنه يكاد يكون دورة طبيعية فى تاريخ الشرق الأوسط حيث تسيطر القوة الأكبر على القوى الأصغر تلقائياً وتفرض ثقافتها كراهية أو طوعاً ، ومالحقبة العربية الإسلامية التى يعيشها الشرق الأوسط اليوم سوى حقبة إستعمارية هى الأخرى ، بل وأكثر من ذلك إذا ماقارناها بحقب أخرى منذ بدايتها حتى اليوم ربما نجد أنها كانت ومازالت الأسوء ، وبالمقابل إذا كان لدينا الشجاعة الكافية لتقييم الحقبة الإستعمارية الحديثة والتى إنتهت بعد الحرب العالمية الثانية ، سنجد وبكل شجاعة أن مميزاتها كانت أكثر من عيوبها ولاداعى لتأكيد ذلك فتاريخ المدن الكبرى التى أصبحت فقيرة اليوم فى مصر والعراق وسوريا ولبنان وبلاد المغرب ، سوف تشهد بأنها كانت أفضل حالاً فى الحقبة الإستعمارية الغربية الحديثة ، ومع ذلك فلكى تكتمل الصورة التاريخية علينا أن نطرح سؤالاً أخيراً ، هل مازال الغرب إستعمارياً ، الغرب لم يعد إستعمارياُ ، الغرب الأوربى تحول إلى إتحاد أوربى كيان غير مسلح يعمل على تحقيق السلم والرفاهية لشعوبه والشعوب المجاورة ، الغرب الإستعمارى تحول إلى شواطىء النجاة للغارقين من بلاد الفقراء فى المتوسط ، فلماذا الكراهية إذن ولماذا تؤيد بوتين الديكتاتور فى هدم هذا الكيان الطيب ، وحتى الغرب الإستعمارى الأمريكى أيضاً فقد تراجع مع عقيدة أوباما وترك الشرق الأوسط لأهله وذهب يبحث عن تحديه الكبير فى الصين وآسيا ، وقد يكون هذا هو الفراغ الذى إستغله بوتين للعدوان والزحف لإبتلاع إفريقيا والشرق الأوسط،
أما تاريخ الصراع الدينى مع الغرب المسيحى فمردود عليه أيضاً ، الإسلام هو الذى بدأ هذا الصراع الدينى وليس الغرب المسيحى فى العصور الوسطى ، الإسلام هو الذى إتخذ من الجهاد ضد الغرب الكافر شريعة وركناً من أركانه ، الإسلام الذى حدد إنتصاره بصراع هوية دامى مع الحضارة الرومانية المسيحية إمتد إلى العصور الحديثة ، الإسلام هو الذى فصل جنوب المتوسط عن شماله بعد أن كان عالماً رومانياً مسيحياً واحداً ، الإسلام فى موجته التركية بعد ذلك هو الذى أصل لهذا العداء القومى والدينى مع الشمال الذى كان موحداً فى ظل حضارة مسيحية كبرى ، حيث إنتزعت غزواته أجزاء كبرى من هذا العالم الكبير وجعلت منه كيانات عدوانية ضد تاريخه السابق نفسه، وما البلقان ومأساته سوى نموذج حى على ذلك ، بإختصار الإسلام مسؤول عن ظاهرة الصراع الدينى فى العصور الوسطى وليس الغرب ، والإسلام هو الذى مازال يحاول مواصلة هذه الحروب بينما تحول الغرب إلى العلمانية ، الغرب لم يعد مسيحياً ، لكن الإسلام مازال يحارب الغرب المسيحى الوهمى ، قد يبرر له ذلك الشعور بإستمرار إنحياز العالم الغربى لإسرائيل ضد الفلسطينين العزل ، وهذا واقع مفهوم ومبرر، ولكن هل هو حقيقى أم وهمى أيضاً ، ألم يخلق العالم الغربى إسرائيل ومعها قرار التقسيم سنة 1947م ، أليس الإتحاد الأوربى محايداً ومنصف الرؤية فى القضية الفلسطينية ، اليس الديموقراطيين فى أمريكا محاييدين ومنصفين أيضا بعكس الجمهوريين ، الم تسخر الولايات المتحدة جهدها الديبلوماسى عبر نحو عشرين عام خلال عهدى الديموقراطيين كارتر وكلينتون فى إتفاقيتى كامب ديفيد الأولى والثانية من 1978 حتى 2000 حققت خلالها السلام مع مصر والأردن وأقامت السلطة الفلسطينية فى أوسلو 1993 ووصلت إالى صيغة مناسبة للحل النهائى فى كامب ديفيد الثانية سنة 2000 رفضها عرفات ليعيد الصراع إلى نقطة الصفر مرة أخرى ، الا يعنى هذا أن فكرة الإنحياز المطلق لإسرائيل فكرة باطلة ، وأن التشدد الإسلامى هو المسؤول عن ترويجها ، وأن بوتين مناصر القضية الفلسطينية المزعوم لم يشغل باله يوماً بمبادرة واحدة لحلها ؟ فلماذا إذن الإنحياز لبوتين على حساب الغرب المشغول بحلها ؟
أما البعد الثالث والخاص بالميراث الحضارى المشترك بين حضارات الشرق الأوسط ، وبين الإمبراطوريات الآسيوية الكبرى ، صينية هندية روسية فارسية عثمانية ، فى عبادة الأبطال وأنصاف الآلهة من البشر ، فرعون وموسى والمسيح ومحمد ، والخان والشاه والإمبراطور والقيصر ، فلاشك أن له تأثير فى غلبة نموذج القوة على نموذج الديموقراطيات الغربية الدلوعة كثيرة الجدل ، وما المدينة اليونانية الحرة فى نظر الشرقى إلا مدينة تافهة يبتلعها قمبيز أوقيصر أو جيوش محمد فى مجرد غزوة ، وماإصلاحات سولون ومجالس العامة والبرلمانات الحديثة إلا ترهات بالنسبة لقوانين الملوك والأباطرة المنزلة من السماء ، إن الحاكم القوى هو الذى يعدل ويظلم أيضاً ، سليمان وداود ، أبو بكر وعمر ، ناصر وصدام ، كل هذا الميراث الحضارى فى عبادة الأبطال وعشق القوة يشارك فى صنع الوعى الجمعى المقلوب للشرق الأوسط ويجعله يهتف لبوتين اليوم ، إلى الأمام على جثة الغرب الإستعمارى الكافر ، بدلاً من أن يستفيق ويتحرر ويهتف يسقط كل ديكتاتور، و كل الديكتاتوريات ، لا لزحف المغول ، وعاشت الديموقراطية وحقوق الإنسان ، شريعة العصور الحديثة ،،،



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى التحالف الأتاتوركى الكردى وإلى الأمام تركيا الحديثة
- لماذا نجحت تركيا وفشلت مصر؟
- فاجنر والجاسوس والزحف على ليبيا والسودان
- سره الباتع وتزوير التاريخ
- يسوع الناصرى بين المسيح العبرى واللوجوس الإغريقى
- رمضان كريم
- مابعد الجاسوس
- الجاسوسان
- الشرق الأوسط مابعد محمد والمحرمات الثلاث
- العصر الرومانى والثورة المسيحية - مقتطفات من الطبعة الثانية ...
- كأس العالم الإخوانجى ومصافحة الديكتاتور والجاسوس
- حراك نوفمبر بين مبارك والإخوان
- الجاسوس
- أركان الليبرالية الأربعة - ديموقراطية علمانية سلام حقوق إنسا ...
- إتحاد المتوسط- نحو تحالف دفاعى وعصر جديد
- أهمية تعزيز الديموقراطية فى المتوسط الجنوبى - المعهد الأوربى ...
- أهمية دعم وسائل الإعلام المستقلة فى الجوار الجنوبى-المعهدالأ ...
- إلى عبدالفتاح السيسى- مقتطفات من كتابى قصة مصر فى العصرالإسل ...
- نعم لترشيح الجيش لجمال مبارك، نبارك ونؤيد
- ترجمة تقرير موقع جافاج الإستخباراتى الإسرائيلى عن ضجر الجيش ...


المزيد.....




- مصر.. أغنية جزائرية يستشهد بها علاء مبارك ويعلق مثيرا تفاعلا ...
- كوخ إسكتلندي -سرّي- من الحرب العالمية الثانية يُعرض للبيع.. ...
- شاهد لحظة سقوط صاروخ قرب منشأة عسكرية إسرائيلية رئيسية في تل ...
- تقرير: فكرة ترامب حول فتح حسابات مصرفية استثمارية للأطفال لي ...
- مراسلتنا: موجة جديدة من الهجمات الآن تنطلق من إسرائيل باتجاه ...
- هل تغيّر الضربة الإسرائيلية لإيران معادلة الحرب في غزة؟
- ما هي الصواريخ البالستية وفرط الصوتية؟
- إسرائيل تحشد قواتها في الشمال على الحدود مع سوريا ولبنان
- الجيش الإيراني: إطلاقنا الصاروخي القادم سيكون بنحو ألفي صارو ...
- طيران -الشرق الأوسط- اللبنانية تعلق الرحلات من وإلى بيروت


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - تمرد فاجنر والوعى الجمعى المقلوب للشرق الأوسط