أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - لا دروس نتعلمها على طاولة الديمقراطية














المزيد.....

لا دروس نتعلمها على طاولة الديمقراطية


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7746 - 2023 / 9 / 26 - 15:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


“السياسيون الأمريكيون حمقى، عندما يتعلق الأمر بالديمقراطية على الضفة الأخرى من العالم” قالها صديقي لووي المتعاطف مع محنة العراق، وهو ضابط بريطاني متقاعد قضى سنوات من عمره في مالطا، ويقضى وقته حاليا في النقد المسرحي.
وأضاف عندما بدأ الحديث معي في مقهى مسرح ضاحيتنا اللندنية عن “الديمقراطية في العراق” الحماقة الديمقراطية تجسدت عند إعلان جورج بوش الأب بأنه سيجعل من الصومال دولة ديمقراطية ثم تكررت المزاعم مع أفغانستان، وأنت يمكن أن تحدثنا بعدها عن الديمقراطية البلهاء في بلدك العراق.
ذلك يعني أن الولايات المتحدة لا يمكن لها أن تصنع دولا على شاكلتها، بينما الديمقراطية الأمريكية مريضة بالأساس، وهو ما يعترف به الأمريكيون أنفسهم، فعن أي ديمقراطية تنشدها واشنطن في دول العالم الأخرى.
قبل أيام أقر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن الأوروبيين فشلوا في تعزيز الديموقراطية في منطقة الساحل الإفريقية التي شهدت عددا من الانقلابات، على الرغم من إنفاق مئات الملايين من اليورو.
وقال بوريل أمام البرلمان الأوروبي الذي يتخذ من مدينة ستراسبورغ الفرنسية مقرا، إن “الاتحاد أنفق خلال السنوات العشر الماضية 600 مليون يورو على البعثات المدنية والعسكرية في منطقة الساحل، وقام بتدريب حوالي 30 ألف عنصر من قوات الأمن في مالي والنيجر، و18 ألف عسكري. إن ذلك لم يساعد على تعزيز القوات المسلحة التي تدعم الحكومة الديموقراطية.”
خذ ما يفعله بنيامين نتنياهو الذي يدهس “الديمقراطية” بشكل مذل وبدعم من اليمين اليهودي المتطرف، من دون أن يتأثر، بينما الغرب الذي يصف “إسرائيل” بواحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، يضحك في سره. ويتناسى المزاعم التي لم يتردد بإعلانها بأنه لو كان هناك حل على الطاولة يحمي الديمقراطية، فسيكون حاضرا.
هناك اعترافات مثيرة عن الوضع المذل الذي تعيشه الديمقراطية في العالم الديمقراطي قبل العالم الثالث، فكيف والحال بالدول التي أرادت أن تصنعها الولايات المتحدة على شاكلتها؟
فلم يحدث أن مرت الديمقراطية بأزمة كما تعيشها اليوم، والمعضلة تكمن أن الأسباب مشخصة وبدأت من غطرسة الرئيس جورج بوش الابن، وتحويل الوعود الديمقراطية إلى مجرد حثالة وأكاذيب صلفه، حتى وصلنا إلى عصر دونالد ترامب الذي شكك بالديمقراطية الأمريكية، واليوم يتحدث عن عمليات اغتيال سياسي متعمد له وللديمقراطية نفسها.
بالتوازي مما يعيشه ترامب من أزمة ديمقراطية رضخ زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن ماكارثي لضغوط الجناح اليميني في الحزب بإعلانه موافقته على بدء إجراءات ترمي إلى عزل الرئيس جو بايدن، وطلب من لجنة في مجلس النواب بدء تحقيقات رسمية في وجود أسباب موجبة لعزل بايدن، مشيرا إلى أن الرئيس الديموقراطي “كذب” على الشعب الأمريكي بشأن أعمال ابنه المثيرة للجدل في الخارج.
كل ذلك وضع التصريحات الأمريكية المتعالية عن الديمقراطية في دول العالم الأخرى، في طريق سلال النفايات السياسية، ووجدت من يرد عليها بسهولة بتساؤل ماذا عن “ديمقراطيتكم أيها الأمريكان، ألا تعاني من الحمى”؟
بل أن السويدي ستافان ليندبرغ رئيس معهد الديمقراطية وصف مقولة “أمريكا أقدم ديمقراطية في العالم” بالسخيفة.
بينما قال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو إن بودابست لن تتسامح بعد اليوم مع انتقادات واشنطن فيما يتعلق بحالة الديمقراطية في البلاد، في ضوء الأحداث السياسية الأمريكية الأخيرة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن ما يحدث لترامب أمر جيد من وجهة نظر روسيا. فهذا يظهر كل فساد النظام السياسي الأمريكي، الذي لا يمكنه التظاهر بتعليم الآخرين الديمقراطية.
تتساءل الكاتبة شيريل جاكوبس عن مدى إمكانية اعتماد الغرب على الولايات المتحدة لقيادة العالم الحر عندما يستنزفها الشك الذاتي؟
وتجيب شيريل بأن الرئيس جو بايدن، المريض، يبدو أنه تجسيد للارتباك والانحدار الأمريكي. بينما أصبح اليمين الأمريكي منهكا بسبب نوع جديد من السخرية التآمرية.
وترى أن “الأمر الأكثر رعبا على الإطلاق هو المعركة الفكرية المحتدمة في أمريكا حول المعنى الحقيقي للحرية نفسها. إن تسمية هذا بالحرب الثقافية لا يعبر عن عمق الخلاف الفلسفي في البلاد”.
بينما رد بايدن، بالقول إنه يتفهم التركيز على سنّه لكنه سيخوض السباق إلى البيت الأبيض لأن دونالد ترامب يريد “تدمير” الديموقراطية الأمريكية.
ألا ترون بعد ذلك أن العالم برمته لا يرى أي دروس ديمقراطية أمريكية على الطاولة تستحق أن يتعلمها بعد الذي حصل في أفغانستان والعراق؟



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغناء الليبي كان وظل مشرقيًّا
- تعريف عراقي للذيول
- المعضلة الوجودية في العراق المزيف
- كيف مرَّ آب اللهاب؟
- الجانب الأروع من كريم العراقي
- نسختان من إيران ومن خامنئي
- المعضلة المعرفية أكبر من شارع المتنبي
- رسالة فاروق هلال بأصابع مرتعشة
- كن قذرا!
- صورة عتيقة لكنها معبرة عن السياسة البريطانية
- الحقيقة القبيحة تنمو وتتصاعد
- أطباء فائضون عن الحاجة
- أسهل وصفة لتدمير بلد
- الموت يفقد مواصفاته العراقية!
- هل حقا الديمقراطية تحقق النجاح؟
- بورخس قارئ رقمي!
- العنصري في غربته يبيع الماضي
- إيلون ومارك كالحلوى بمذاق مر
- يكذبون علينا ونكذب عليهم!
- يا لوجع مي من دون رافع


المزيد.....




- -حبت تكون زي أي صبية تنتظر مولودها-.. الأميرة رجوة تثير تفاع ...
- النيران تلتهم شاحنة على طريق سريع والسائقة عالقة فيها.. كامي ...
- مسؤول: روسيا تستهدف البنية التحتية للطاقة في لفيف غرب أوكران ...
- أفضل مدن العالم لتناول الطعام في عام 2024.. بحسب مجلة تايم آ ...
- ردا على مقترح بايدن.. نتنياهو يؤكد: شروط إنهاء حرب غزة -لم ت ...
- تعرف على المرأتين اللتين تتنافسان على منصب الرئاسة في الانتخ ...
- مجلس الدوما ينظر في منع نشاط مؤسسة كلوني في روسيا
- بوتين يهنئ باشينيان بعيد ميلاده
- الخارجية اللبنانية ترحب بخطاب بايدن عن غزة: حان الوقت لانسحا ...
- تونس.. الحكم على قيادي في حركة النهضة متهم بـ-مقتل رجل أعمال ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - لا دروس نتعلمها على طاولة الديمقراطية