أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة حبرشيد - جاذبية الهم اقوى














المزيد.....

جاذبية الهم اقوى


مالكة حبرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 7743 - 2023 / 9 / 23 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


جاذبية الهم

 
تتساقط الأوراق واحدة تلو الأخرى..تنظر إلى الريح وهي تطّاير ما تبقى منهاعلى الملامح حرقة...حزن ودمع سيال لا يغسل دواخلها من وساخة عالم بئيس اغتصب براءتها...واغتال اجمل ما فيها...
غير بعيد من نواحها المرير... موسيقى ....تدحرج النهارات على بساط القهقهة...النكات السمجة...الكؤوس والحبوب التي تحلق بالمرء بعيدا عن الواقع ...فيرى نفسه سيد الكون وكل ما ومن حوله ملك يمينه وطاعته ...
تقدمت بخطا مترددة....واحدة إلى الأمام...عشرة إلى
الخلف...والعيون دائما مسمرة على الريح قالت والكلمات تختنق بين شفتيها خوفا من لكمات ستنزل على وجهها وقفاها : يا ابن ام ....اشفق علي واعدني الى الحياة ...ركلة منه اوقعتها في هوة سحيقة ...حيث وجدت نفسها مردومة تحت سنوات من الصمت والسوط ...من انسان لا تعرف من هو ...أهو  شقيق او كائن من كوكب اخر...اغتصب طفولتها....افتض عفويتها وبراءتها... ما عادت تعرف نوع الصلة الرابطة بينهما ...بعدما حبسها بين اربعة جدران  -والخامس جرح عميق خلفه اليتم والزمان- ....في منطقة نائية لا احد يسمع فيها النداء...ولا النواح و البكاء ..وحده كان يعودها حين تلح عليه رغبته الوحشية ...ناسيا انه جزء منها وهي بعض منه ...في الأعلى ...عند فوهة الجب...حيث القاها ...تتراءى لها ...أو يخيل اليها...أن عيونا ترمقها تارة مشفقة...وأخرى ...شامتة مقهقهة... اعتبارا انها الزوجة المتمردة التي لا تطيع الاوامر مهما أغدق عليها من حب وهدايا...هكذا كان دائما يردد كلما نهاه احد عن تعنيفها...مذ انفرد بها في هذا الربع الخالي من الاحساس والمشاعر الانسانية...مارس عليها كل انواع الشذوذ ...وانواع العنف ...دون ان يرف له نبض ...او تتحرك فيه اخوة او ينتفض في عروقه  دم  ...
تذكرت أخوة يوسف حين ألقوه في اليم. .كانت الذئاب أرحم ...وعواؤها أقرب إلى النفس
من تلك الموسيقى المنبعثة من كوة الخوف...
مازالت تحاول تسلق التربة الهشة لتخرج من هوة الاستسلام... بين أصابعها تتفتت...تجد نفسها بعد كل محاولة عند نفس النقطة....هي وحزمة الخسائر وبعض الحجارة الصغيرة….لتقتل الرهبة ودقات الزمن التي تنقرها... تلعب بالحصوات وهي تدندن =امي يا أمي...لو تعلمين ما حل بي.. .اخبري الله اني اذنبت رغما عني...اخبريه اني لم اجد من يدافع عني...من يذوذ على براءتي وانوثتي ...بلغيه ان الذئب اكلني ...واستطعم لحمي ...لا يعنيه انه لحمه...وان ما يسكر به كل ليلة هو دمه...تدندن ...تدندن ...فجأة وجدت نفسها تصرخ
بأعلى وجعها ....=أين أنتم يا أحباب الله ... ....؟
هل خلا العالم منكم ....؟
من منح هذا الوحش الكاسر حق اعتقالي....واغتيالي ؟
لحظتها استفاقت ...وجدت نفسها تمسك حبلا ...
على الخد دمعة ...في العيون حرقة...وفي الصدر غصة
هل كانت تحلم ؟
يأتيها الجواب صعقة ...صفعة تعيدهاالى الواقع المر الذي تخجل من التفكير فيه حتى مع نفسها ...وهي تمسد بطنها التي بدات تعلو ...اقتربت من النافذة تتحسس قضبانها الحديدية ...تلاحق خيوط الشمس بعيون تعج فيها العتمة  ...تحاول الامساك بها لترتقيها نحو السماء ...جاذبية الأرض أقوى ...جاذبية الهم أقوى…زحمة الظلام أبقى ...لن تستأنف مشوار الصبر ورحلة الصمت والخوف ....ولن تترقب الفجر كل ليلة كما تعودت دائما أن تفعل...لعل يدا تمتد لانتشالها من جب الظلم....برق الوعي يمزق كل لحظات الحلكة المهيمنة...وقد أنهكها الوقوف بين النور والظلمة...بين الحياة والموت ...تمالكت نفسها ...فتحت عينيهاعزمت طرد الكابوس  لتهتدي نحو الطريق بعد طول تيه بين الحيرة والخوف...بحبل الدم الذي يربطهما معا والذي اجادت فتله طوال سنوات طفولتها... صمتها ويتمها ...شنقت نفسها عند قضبان النافذة التي كانت تمنحها بعض الهواء ...لترتاح من وحش اغتصب انسانيتها دون  اهتمام بروابطهما الانسانية...وفصيلة الدم التي وحدتهما ذات فرحة مبتورة في رحم واحد



#مالكة_حبرشيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم مجهول الملامح
- احلام آيلة للافول
- تنهيدة ارتياح
- رغيف الشوق
- قصيدة نثر : في شارع التوهان
- حليب الحزر...زلال النأي
- للرماد لهيب جديد
- صفصافة الخلود
- مالكة ...وأراجيح الفضاء
- شهقة مكان
- غروب
- يحدث ....أن
- في قبضة القصيد
- سفر بين الكلمات
- في المزاد العلني
- قراءة نقدية في قصيدة مقدمة حائرة
- قراءة نقدية لقصيدة نثر=مقدمة حائرة
- رحلة انطفاء
- على بلل المحو ...وصهد النسيان
- لوحة فسيفسائية المعنى


المزيد.....




- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة حبرشيد - جاذبية الهم اقوى