أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة حبرشيد - على بلل المحو ...وصهد النسيان














المزيد.....

على بلل المحو ...وصهد النسيان


مالكة حبرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6380 - 2019 / 10 / 15 - 19:03
المحور: الادب والفن
    


لا أريد هاتفا
لا انترنيت
ينقل أخبار الحروب
يوزع صور القتلى
على العقول المصابة بالعقم
والوعي القاصر
الـ يمتشق ولادة قصته الأولى
منتشيا _بلايكات _تصنع فخاخا
لأقدام الموتى
ودموع الأمهات

لا أريد كتابا
لا مجلة
لا جريدة
لا رغبة لي بالقراءة
ولا الكتابة
لا أريد تلفازا
يفتح خزائن الموتى
بينها فواصل تلميع البشرة
تقوية الشٌعر ...والشهوة
والجلود ما عادت تزمجر
في وجه الحرائق
الغضب معبأ في علب سوداء
الاصوات دخلت غمد الصمت
والخوف لا يمنح اكثر من فرار
على بلل المحو...وصهد النسيان

الملاحم انتهت
والأقلام الملونة
قدمت اعتذارها للأطفال
انصرفت مدركة أن موتهم
سيكون عرسا سماويا
وحيا لقصائد احتفال
بمطر سخي
هد البيوت .....والجسور
لعله يكون آخر المطاف
وآخر الأعوام في زمن الهباب
هي عدالة الانزواء
تحصي القروح
وتعد التوابيت

خذوا قصصي الخيالية
قصائدي الحزينة
كنت كاذبة
وأنا أختمها بومضة أمل
مطلة على غابة سرو
وساحة وعي خاوية
إلا من أعجاز حلم
كنت كاذبة جدا
وأنا أؤكد
أن ثمة سرا بين الأرض
وأحضان السماء
وأن الفصل الأخير من الخيانة
كان نهاية الحرائق
وبداية الأزمنة
المستحمة بالضياء

من يدل هذا الانهيار
على غرفة مناسبة
لرثاء أحلام اغتيلت
في قفص الصدر
لحظة الولادة
وأخرى تعفنت
في جوف الكلمات
حين انتعش التمرد
في بوصلة الرأس
وقال الحرف=
قد أعود من رحلات الشعر
بابتسامات تنير درب الغد
لتمر الأحلام دون وصاية أو وساطة
كما صدى المايات في الهواء الطلق
لكن اللعنات غابات كثيفة
ابتلعت النيازك والأسماء والحب
وتركتني هذيانا
يتصبب عرقا
في شق جدار

خذوا كل شيء
كل انفتاحكم
وثقافتكم
لا أريد أكاذيبكم المحبوكة
ولا حكاياتكم المنسوجة
لا أكلاتكم الجاهزة
خذوا رفاهيتكم
واتركوني وحدي
في المسافات الخجلى
بعدما أتحتم للموت
حرية التنزه
على أنقاض الحلم
ورفات الأماني
أريدني إنسانا بدائيا
يعتاش على الثمار البرية
يصطاد الأسماك بالعظام الحادة
ويجلس على صخرة صماء ...يشويها
بعيدا عن الأقمار الاصطناعية
وعن عيون مخبرين
تثقب الجدران
تفتك بالمقاهي
وتبعثر الأسرة عند منتصف الليل

أريدني كائنا غريبا عاريا
من كل الحكايات والأساطير
من المعاهدات
والبيانات
والمؤتمرات
لا أرغب الانتماء إلى حزب
أو نقابة
ولا الانتساب إلى
جماعة
أو جمعية
لا أرغب بسروال جينز
ولا جلباب
أو لحية
كي أخلصني من قمامة الحياة
أغسل دماغي من أزبال
المعارف المزورة
التاريخ المفبرك
والجغرافيا الوهمية

أريدني حرا طليقا
أتمدد كظل شجرة
أدحرج المساءات
على بساط الغروب
أفند كل الأفكار المتسللة
إلى أحشائي
عصفورا لا يؤرقه
طاعون البقاء
لا يبحث عن الاسمنت
كي يتكاثر ....ويتناسل
ثم ينهد الاسمنت
ويموت الصغار
لتنتعش القنوات
وتجتهد صفحات الفايسبوك
في انتقاء عبارات التعازي
و الورود الطالعة من الزر السحري

أريدني عصفورا
يعبر البلاد ملتحفا
نزاهة الريح
بعيدا عن مستنقع
يسخر جهرا من الأعمار الطويلة
يبني عشه فوق شجرة
ولا يعاتب الرياح إن هدته
فتلك سنة الله في الكون
لا سنة أبالسة
يصادرون الحيوات
يقصفون الأعمار
يختلسون السنين جشعا
ثم يوزعون الأكفان رأفة

خذوا أبجدياتكم
عقائدكم
دياناتكم المتلاحمة
المتناحرة
واتركوا لي الريح تحملني
أنا تشاء
ومتى تشاء
خذوا عوالمكم الخفية
إيحاءاتكم
وإيماءاتكم
خذوا ما ابتدعتم
من خطب وفتاوى
خذوا نكتكم السمجة
ضحكاتكم الباهتة
أعراسكم الكاذبة
خذوا وجوهكم
أسماءكم
ولا تنسوا المستعارة منها والملفقة
ودعوني وحدي أعد النجوم
أناجي القمر
فقد اشتقت كثيرا للحب
أمارسه بعفوية
دون اجتهادات
تبثها قنوات راسخة في العهر
متمرسة في تخدير العقول
وقتل الأفئدة

خذوا عظام الحيوانات المنقرضة
ضعوها في متاحف مسورة
بحراسات مشددة
ودعوا الاجساد تتفسخ على
الشطآن والارصفة
خذوا الليل والنهار
واتركوا الخيط الأبيض الفاصل بينهما
على آثاره
أتلمس درب الطمأنينة
عالما خاليا من الكراهية المجانية
من الشعوذة الشعبية
والشعوذة الممنهجة المنظمة
المفصلة على مقاس عقول
مثخنة بالأوجاع
قلوب أفقدتها المشارط
دقة أمل
ونبضة حلم
على القنوات ننتظرها
انتظار الأطفال
لهدايا بابا نويل

أعيدوني إلى سفر التكوين
أعيش مع الحيوانات المحترمة
مازالت تعرف معنى الإنسانية
مازالت تذود عن بعضها
تتكاثف كيما يتم اجتثاثها
وطمس معالمها تارة
باسم الانفتاح
واخرى باسم الله والدين
خذوا آلهتكم المتعددة
اعبدوها كما تشاؤون
صلوا إلى جهة أوثانكم المتلونة
لا تنسوا أكلها حين تجوعون
فهي معجونة من عسل حر
مسروق من حدائق الزمن المغبون

أشم الآن رائحة غيابي
العالقة بالرصيف
لن أستدير
قد ابتلعت الأمس مرغما
لكني سأبصق الغد كاملا
أتنزه كما الموتى
في روح شاعر !



#مالكة_حبرشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوحة فسيفسائية المعنى
- لسارة الحرف عنقودا في كرمة القصيد
- غضافرة الزمن المغدور
- قبائل واراها النسيان
- قراءة في قصيدة مالكة ...واراجيح الفضاء.................لمالك ...
- قراءة في ديوان زهرة النار للشاعرة مالكة حبرشيد
- حين يضيق الحال بالقصائد
- في الربع المكتظ من الهزيمة
- جوكاندا....ازمان خلت
- على شط بحر الجوع
- عند اقواس الخسران
- تحت جسر الصمت
- رسائل هذيان
- على عتبة الردى
- نخب الضجر
- جرح الذاكرة
- في كنف الذل
- وشم الهزيمة
- نشوة الارق
- على رفوف الغبار


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة حبرشيد - على بلل المحو ...وصهد النسيان