أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة حبرشيد - عالم مجهول الملامح














المزيد.....

عالم مجهول الملامح


مالكة حبرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 7720 - 2023 / 8 / 31 - 16:17
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة : عالم مجهول الملامح
 

كيف حدث واختلطت معالم الوهم.. بالتوهم؟غابت حدود الحق في رمال الحقيقة؟
كيف تاهت بين أقدام وأحجام
بين معادلة الحارق والمحترق؟
هل كانت ذلك الجناح الذي تراقص حول النار فاحترق دون سابق إنذار؟
هكذا يبدو.. فالنور ساحر...وبعض الجنون جذاب
والفراش مسحور.. منجذب دائما إلى النور والنار
في البداية.. كان مجرد انعطاف.. أو ربما ميل نحو السقوط.....مجرد ارتياح.. أو استشعار طمأنينة وأمان.
كبر الارتياح ليتحول الى صوت.. ونغم يلازم الخاطر.. حروف متناسفة على وجه الزجاج اللامع.. وكان الحديث كل ليلة يطول أكثر.. يحلو أكثرلتحترق الأيام أكثر.. وأكثر…يطول ما كان يجب أن يختصر.. يبقى موصولا ما كان يجب أن يقطع…لتحملها أنغام الأثير نحو عالم مجهول الملامح.. غريب الأطوار.. يشكلها كل لحظة وفق هواه لتصبح كائنا مزاجيا…يلتقط الأنفاس والخواطر عن بعد.....يكبر السؤال.. ينجب علامات تعجب واستفهام.. على عاتقها تحمل ألف ابتسامة.. ودمعات.. تتحول كل ليلة الى سبحة عليها تقرأ تراتيل الغفران.. عل العمر يطول حتى تتساقط علامات الترقيم.. ويصبح المحال فردوسا بعدما كان جحيما.
عيون حادقة تشيع كل فجر بريق التوجس والمغامرة المكبلة الى كرسي بارد.. يسقيها الموت ببطء شديد.. فتخاله ماء الحب والحياة.. قذفة الحرف من جوف الاحتراق ، تجعل الانهزام يبتسم في الأغوار.. يتكشف الشوق. دون سابق إعلام : يلقي التحية.. يضرب موعدا لاحتراق قادم..
هاهي في الليل البهيم.. تردد خواطر النهار.. تحاول ترتيب ارتباكها.. تصحيح ما أخطاته في الليلة الماضية من حركات وهمهمات.. ووضع نقاط على حروف كانت قد اسقطتها بالامس سهوا.. أوربما عمدا.. استدراجا لغيرته على اللغة والادب ، كناقد مغوار.. هو ليس بعيدا يلملم ما سقط منها.. بعدما ركل النقاط.. ومسح بعض الاضطراب.. لحظة كانت تتدرب على رسم الابتسامة الذباحة.. وقراءة قصيدة حب قضت أياما وليال في نظمها.. مراجعتها.. واختلاس ما ينقصها من صفحات الاصدقاء.. وكتب الغابرين.
هو لا يختلف عنها كثيرا.. يرتب الكلمات وفق هواها.. كي تظل سجينة الزجاجة والهمهمات الطالعة من الازرار السحرية..
في غفلة منها.. طلب موعدا آخر.. لارتباكة جديدة…لم تمانع.. فقد اصبح الارتباك يستهويها.. واحمرار الوجنتين يغويها.. لا يمكنها أن تنكر ذلك.. وقد ضبطها اكثر من مرة تسترق النظرإلى أجندة حياته.. بعدما تسللت برفق الى عالم احلامه.
يتحرك خاطر ملحاح بينهما.. كأنه مغناطيس.. يختزل المسافات.. يشرق بطعم الكبريت الصاعد.. في دخان الابجدية يلتقيان.. ثم يرتقيان التواءاته نحو عنان السماء.. يسبحان في الأعالي على سجادة وهم جامح.. وهما ينظران إلى ما حولهما من عالم ما دون الاحتراق والدخان.
أي مدى يمكنه احتواء هذا التشظي.. من يلملمه..؟
أين يجد له مستقرا؟
انها في حاجة إلى التغيير.. إلى التحليق….الى حديث رومانسي شفاف يحيي مواتها بعيدا عن الوحدة …دقات الزمن المخنوق.. رقابة الساعة.. وتدفق العيون ….انها منتهى أمنية لديها.. وفريسة جديدة لديه يمسك مليا بخيوطها.. على اسلاك اللهفة يرقصها كما ومتى يشاء.. الحوارات تجوب الساحات كظلال تائهة.. تحاول أن تعبر الممرات قبل جفاف الرمق الاخير ويباس الصبيب.


مازالا يسترقان الحياة في زمن مفلس عند منعطف مجرة.. تذوب فيها الأماني في عمق الوسادة.. عندما تحتدم الانفاس في خصام الافق.. رنة تعيدها الى المكان و ما كان وما سيكون.. تستفيق.. تنتفض.. من يخلصها من الأفكار المبهمة ساعة اغماءة.. لتستريح من هذا الطواف القار..؟تجوب اطراف الزمن.. وهي تغني بلسان الكآبة موالها الحزين.. رنة اخرى.. لا تعيرها اهتماما وتظل ملتصقة بالكرسي.. كيف الابتعاد وقد وصلتها رسالة جديدة تحملها بعيدا عن الانفاس التي تهتز في الغرفة المجاورة.. والصراخ الذي يقطع حبل امتدادها.. وحده يطرب لغنائها.. ووحده يقاسمها المرآة.. والأماني التي تهاوت دون ضجيج.. لتستقر في حنجرة الصمت.. وتدخل طبيعة الاشياء.. هكذا يتهيا لها.. وهكذا يبرمجها على ايقاع خداعه الذي جعلها تنتشي باحتراقها..
ويبقى الوقت شاغرا في انتظار روح تحتويها بكل معاطبها.. .وطريقا لا ينتهي ابدا ليبدأ.. بالمحال تتشبث.. على سقف الغرفة تنقش المواعيد.. الملامح والحوارات.. كل ليلة تعاود قراءة ما كان.. ليتعمق الوجود الوهمي في خاطرها اكثر.. ليهتزالجسد في رغبة جامحة لا شيء ولا احد يلجمها.. حمل كاذب ايقض رغبة الحياة في اعماقها.. اوقد فتيل العشق في اجزائها التي اثقلها صدأ الصمت والغياب.. ليلتغى الواقع من حولها.. حتى صوت الصراخ الذي يرتفع في الغرفة المجاورة كل ليلة.. لا تسمعه حين تغرق في بحر الزجاجة.. توطدت العلاقة.. تعمقت المشاعر.. زاد احتضان الازرار.. والشغف بما تحمل العلبة الجهنمية من اخبار.. من حب متدفق على الجوانب.. من ورود حمراء.. وقلوب بكل الالوان.. وفي ليلة ليلاء والوهم يحاورها من الضفة الاخرى للهاوية.. وقد خلعت عنها كل وقار و احتشام.. وهما يتبادلان التهدج والشهوة والضياع.. ارتفعت الصرخات في الشارع.. لم تأبه في البداية.. واذ بالطرقات تتوالى وتتعالى على الباب.. فتحت شبه عارية.. واذا بالجمع يصرخ في وجهها بصوت واحد لم تميز منه شيئا سوى عبارة—الولد وقع من الشرفة.. الولد سقط من الشرفة ---اندفعت راكضة الى الخارج.. لتجد كبدها قد انخلع منها.. وارتطم على الارض جثة هامدة.
***
مالكة حبرشيد - المغرب



#مالكة_حبرشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احلام آيلة للافول
- تنهيدة ارتياح
- رغيف الشوق
- قصيدة نثر : في شارع التوهان
- حليب الحزر...زلال النأي
- للرماد لهيب جديد
- صفصافة الخلود
- مالكة ...وأراجيح الفضاء
- شهقة مكان
- غروب
- يحدث ....أن
- في قبضة القصيد
- سفر بين الكلمات
- في المزاد العلني
- قراءة نقدية في قصيدة مقدمة حائرة
- قراءة نقدية لقصيدة نثر=مقدمة حائرة
- رحلة انطفاء
- على بلل المحو ...وصهد النسيان
- لوحة فسيفسائية المعنى
- لسارة الحرف عنقودا في كرمة القصيد


المزيد.....




- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة حبرشيد - عالم مجهول الملامح