أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - أرمينيا - فخ لروسيا وقنبلة موقوتة للقوقاز















المزيد.....

أرمينيا - فخ لروسيا وقنبلة موقوتة للقوقاز


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7743 - 2023 / 9 / 23 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



رومان سكوموروخوف
كاتب صحفي ومعلق سياسي روسي


19 سبتمبر 2023

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

بالفعل، فإن الرقصة الغريبة التي يؤديها نيكول باشينيان اليوم مذهلة بتهورها الاستفزازي، والتي يحاول فيها، في الوقت نفسه، جر الولايات المتحدة إلى ال"بيست" ودفع روسيا خارج الحلبة!

اليوم نحن في روسيا نركز على شيء آخر، لدينا حرب في أوكرانيا، والتي تشغل 70% من مساحة المعلومات المستقلة، ولكن في الواقع، من اجل القوقاز، يمكن أن يبدأ شيء ما من شأنه أن يشعل النار في الكثيرين في روسيا. وعلى ما يبدو، لا يفهم الجميع هذا بوضوح.

ومع ذلك، اليوم، هناك، وراء سلسلة جبال القوقاز، تتكشف الأحداث التي قد لا تؤدي إلى "بادابوم" آخر على نطاق إقليمي فحسب، بل إنها تعيد رسم الخريطة السياسية للمنطقة بالكامل.
( "بادا بوم!" - لعبة لوحية شيقة ومثيرة وممتعة لعدة لاعبين، واذا شاركت في اللعبة سوف تنسى كل شيء. سيكون لديك هدف واحد فقط – الفوز بالبطولة! -المترجم).
إن حقيقة أن "باشينيان" كان ينوي تسليم "كاراباخ" لأذربيجان هي مجرد البداية. وهذه هي مشكلة باشينيان والشعب الأرمني بشكل عام. كيف سيتصور الأرمن ذلك، بعد حربين ومئات المناوشات، لا أعرف، لكن هذا لا يهم حقًا. من المهم أن يدعو باشينيان الولايات المتحدة بشدة إلى المنطقة ويريد حقًا الانضمام إلى الناتو. في الواقع، يبدو أن هذا هو السبيل الوحيد، لأنه بعد الكثير من "البصق" في اتجاه روسيا، إذا انخفضت الرغبة في الدفاع عن أرمينيا بين حكامنا إلى الصفر، فسيكون ذلك مفهومًا ومنطقيًا تمامًا. ونعم، لم يتبق سوى أمل واحد: حلف الناتو.

وهنا يبدأ الفيلم البوليسي...

دعونا نعود إلى التاريخ (الحديث) لهذه المنطقة القابلة للاشتعال

في الخمسينيات من القرن الماضي، قامت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA بتزويد العراق بالأسلحة والمال، وحاولت في المقابل إنشاء جبهة مناهضة للشيوعية في البلاد (الإشارة إلى حلف بغداد في العهد الملكي 1955 وكان يضم: بريطانيا والعراق وتركيا وإيران وباكستان-المترجم).
ومع ذلك، في ليلة 14 يوليو 1958، تمت الإطاحة بالإدارة الموالية لأمريكا في العراق نتيجة انقلاب مسلح، وأصبح الجنرال(عبد الكريم) قاسم رئيسًا للدولة وفتح الأبواب للصداقة السوفياتية العراقية.

وبالنظر إلى العلاقات الجيدة للغاية بين الاتحاد السوفياتي وإيران، فإن الأميركيين ببساطة لا يستطيعون تحمل ذلك. بدأت وكالة المخابرات المركزية CIA على الفور في اختراق حزب "البعث" المعارض. بالمناسبة جرت محاولتان لاغتيال الجنرال قاسم لكنهما لم تنجحا. وبعد خمس سنوات، حدث انقلاب آخر نظمته وكالة المخابرات المركزية، وازداد النفوذ الأمريكي في العراق مرة أخرى.

وقال علي صالح السعدي، الذي شغل منصب وزير الداخلية العراقي في الستينيات: "لقد وصلنا إلى السلطة على متن قطار وكالة المخابرات المركزية CIA". وكان على متن هذا القطار أيضًا سياسي شاب يتمتع بمستقبل مشرق.

وكان المقصود هو صدام حسين، عضو حزب البعث، الذي حقق مسيرة مهنية مذهلة في الحزب، (الحزب) الذي عمل بأموال وكالة المخابرات المركزية CIA. وبشهادة يفغيني بريماكوف، راهن كل من الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة على صدام حسين كزعيم واعد.
وتمكن صدام من تكوين صداقات مع القوتين العظميين، وهو ما ساعده كثيرا بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية 1980، حيث وقفت وكالة المخابرات المركزية إلى جانب صدام وقدمت له كل الدعم الممكن. لقد كان الغرب يخشى حقاً من نمو الإسلام المتطرف لآية الله الخميني، زعيم إيران، وبذل كل ما في وسعه لمنع تنفيذ الخطط الإيرانية لنشر أفكار الثورة الإسلامية. وفي عام 1982، قامت الولايات المتحدة بإزالة العراق من قائمتها للدول الراعية للإرهاب. وبعد ذلك بعامين، تم استعادة العلاقات الدبلوماسية الثنائية، التي انقطعت خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967. وفي الوقت نفسه، استمر العراق في البقاء حليفاً للاتحاد السوفياتي وتلقي الأسلحة منه. على الرغم من أن صدام أخذ أسلحة من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية دون متعة أقل.

أثناء الحرب العراقية الإيرانية في الفترة 1980-1988، زودت الولايات المتحدة إيران، بهدوء، بالأسلحة لاستخدامها ضد العراق عبر إسرائيل.

مهدي هاشمي، أحد مؤسسي جيش الحرس الثوري الإسلامي وشخصية مهمة في المخابرات الإيرانية، أدين وأُعدم بسبب جريمة ارتكبها في الماضي لأنه كشف عن تبادل أسلحة بين إيران والولايات المتحدة (عبر إسرائيل).

آية الله العظمى حسين علي منتظري، الذي كان من المفترض أن يصبح حاكما للبلاد بعد الخميني، تم فصله من منصبه كنائب في البرلمان لأنه عارض شراء الأسلحة من إسرائيل. وظل قيد الإقامة الجبرية منذ عام 1997 حتى وفاته عام 2009.

ويصف منتظري مبيعات الأسلحة من إسرائيل إلى إيران على النحو التالي:
جاء ممثلو رونالد ريغان سرا إلى طهران وتفاوضوا مع إيران بشأن إمدادات الأسلحة.
فاعترضت على ذلك وقلت: هل سنحارب العراق بالسلاح الذي اشتريناه من إسرائيل؟ قلت: "هذا خطأ". لأن الولايات المتحدة باعت أسلحة لإيران عبر إسرائيل. فقلت: من الخطأ شراء الأسلحة من إسرائيل عدوة المسلمين وقتال المسلمين في العراق.

ذات مساء، عندما كنا في منزل الخميني، قلت إن شراء الأسلحة من إسرائيل أمر خاطئ. ظهر هذا الخبر في إحدى الصحف اللبنانية وأثار قلق قادتنا بشدة. ولهذا السبب حاكموا وأعدموا مهدي هاشمي".

لقد دمرت الولايات المتحدة دولتين مسلمتين كانتا تشكلان خطراً عليها بالتعاون مع قادة كلا البلدين. لقد مات مليون شخص في الحرب العراقية الإيرانية.

وتسببت الحرب في خسائر اقتصادية بقيمة 150 مليار دولار. إن الحرب، التي لم يكن هناك منتصر فيها، قوضت على مدى ثماني سنوات الموارد العسكرية والاقتصادية لكلا البلدين، تماما كما أرادت الولايات المتحدة.

وفي عام 2003، ومن أجل الاجهاز على العراق وتدمير صدام، قامت نفس الولايات المتحدة بغزو العراق بحجة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل. وبعد مرور عام على الغزو، قال رئيس وكالة المخابرات المركزية جيم بافيت:

"لم يكن لدينا الكثير من مصادر المعلومات داخل العراق. لقد تم وضع الكثير من الافتراضات بناءً على غرام واحد من الذكاء"،- اعترف المسؤول ونفى التقارير السابقة. وكشف التحقيق أن ادعاءات وكالة المخابرات المركزية بشأن الأسلحة العراقية كانت مجرد خيال.

كما اعترف رئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير، الذي كان أحد الشخصيات الرئيسية في الحرب من خلال دعم غزو العراق عام 2003، بأن سبب غزو العراق كان كذبا.

"أعتذر عن حقيقة أن المعلومات الاستخبارية التي تلقيناها كانت غير صحيحة"، - قال بلير.

وأضاف: "أعتذر أيضًا عن بعض الأخطاء التي ارتكبت خلال مرحلة التخطيط (للحرب) وعن عدم فهمنا لما سيحدث بإسقاط النظام"، - أضاف بلير.

ونتيجة لذلك، تمزق العراق، وقتل مليون ونصف مليون شخص، وغرقت البلاد في فوضى ستستمر لسنوات عديدة. وأصبحت المنطقة مرتعا للتنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش.

كان عام 2011 هو ما يسمى "الربيع العربي"، بل "الخريف الدموي". لقد دخلت ليبيا وسوريا في حالة من الفوضى بعد العراق.

وصلنا عام 2022. وكانت عضوية أوكرانيا في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي بمثابة "الخط الأحمر" بالنسبة لروسيا. لقد كررت الولايات المتحدة باستمرار استفزازاتها فيما يتعلق بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وقدمت الوعود وتواترت التصريحات من قبل القادة السياسيين والعسكريين، مما حدا بروسيا لإطلاق عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا في 24 فبراير 2022.

السيناريو العراقي في الثمانينات - هو ما حدث لأوكرانيا. أصبحت أوكرانيا دولة ذات مدن مدمرة وبنية تحتية مدمرة. ونفذت الولايات المتحدة مرة أخرى سيناريو مماثلا، وكان الهدف منه تدمير روسيا عسكريا واقتصاديا من خلال أوكرانيا، وبالتالي القضاء على روسيا باعتبارها تهديدا للولايات المتحدة. لكن الولايات المتحدة لم تحصل على ما كانت تتوقعه. روسيا لم تنهار وصمدت.

عام 2023. لقد عاد السيناريو الأمريكي الذي لم يتغير إلى حيز التنفيذ مرة أخرى. هذه المرة استفزاز روسيا عبر أرمينيا. إن وجود حلف الناتو في جنوب القوقاز لا يشكل "خطاً أحمر" بالنسبة لروسيا؛ فحلف الناتو موجود هناك بالفعل في شكل تركيا وأذربيجان، والأخيرة، رغم أنها ليست عضواً في حلف الناتو، إلا أنها تشكل في الأساس الجزء الثاني من تركيا بكل ما تنطوي عليه من دلالات.

إذا أردت، يمكنك معرفة من هو أول من طرح فكرة انضمام أرمينيا إلى الناتو، ومن الذي بادر لذلك: "بروكسل أو يريفان"، لكن يريفان اليوم اغتنمت فرصة الانضمام إلى الناتو كطوق نجاة.

ومع ذلك، فإن أي شخص مطلع ولو قليلاً على مبادئ الناتو يدرك أن أرمينيا ببساطة ليس لديها فرصة للانضمام إلى الكتلة. لديها جيش لا يفي على الإطلاق بمعايير الناتو وهناك نزاع إقليمي مع أذربيجان. وهذان الأمران أكثر من كافيين لتأخير انضمام أرمينيا إلى الناتو.

ولكن هناك حجة أكثر إقناعا ضد ذلك. إنها تركيا

اليوم يمكننا أن نرى كيف أن تركيا لا تسمح للسويد بالانضمام إلى الناتو. ومن الواضح أن حرق القرآن بشكل استفزازي لا علاقة له بالأمر، على الرغم من أنه على الأقل غير سار بالنسبة للمسلمين. ولكن عندما يرتكب هذا الفعل مسيحي عراقي، فإن الأمر شيء، وأن يرتكبه سياسي سويدي شيء آخر. ولكن هذا ليس حجر الزاوية.

إذا نظرت إلى ما وراء الحظر وحق النقض التركي، يمكنك أن ترى سنوات عديدة من محاولات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. لقد استمرت هذه العملية الصعبة لأكثر من 20 عامًا، ومرة أخرى تلقى الزعيم التركي لكمة على أنفه (تحديدًا بعد انضمام فنلندا إلى الناتو)، وبدأت مرة أخرى الأغنية القديمة التي تقول: "ليس كل شيء بهذه البساطة في هذا العالم".

وكان رد فعل أردوغان على الفور، قائلاً إن البرلمان سيجتمع حول هذه القضية في أكتوبر – نوفمبر، وأي شيء يقرره البرلمانيون المستقلون والفخورون هناك، فليكن.

لسبب ما، لا يشك كثيرون في أن البرلمانيين الأتراك سوف يقررون أنه من السابق لأوانه أن تنضم السويد إلى حلف الناتو.

ولكن دعونا نعود إلى أرمينيا. وبنفس الطريقة يمكن لتركيا أن تمنع دخول هذه الدولة إلى الناتو، لأن هذا لا يبشر بالخير بالنسبة لتركيا.

وإذا تمكن محرضو يريفان وبروكسل من جر روسيا إلى أرمينيا على غرار نموذج أوكرانيا، فسيكون ذلك أمراً رائعاً بكل بساطة. ومن الواضح اليوم أن روسيا غير قادرة على شن حرب على جبهتين، رغم أن الجبهة الثانية في أرمينيا من المرجح أن تكون ظاهرة قصيرة الأمد. الجيش الأرمني هو جيش متواضع من جميع النواحي.

لكن جر روسيا إلى صراع آخر أمر خطير للغاية؛ إذ لا تستطيع البلاد التعامل مع جبهتين تحت أي ظرف من الظروف. لكن الأمر لا يتعلق فقط بروسيا في المنطقة، أليس كذلك؟

ولوضع روسيا في مواجهة أرمينيا، لحسن الحظ، يقدم باشينيان أكثر من أسباب كافية لذلك.
ولحسن الحظ، فإن وضع إيران في مواجهة أذربيجان ليس سلسا في العلاقات بين البلدين.
إن وضع تركيا في مواجهة إيران، هو بشكل عام أبسط شيء في هذا الثالوث.

والنتيجة هي إضعاف كبير لروسيا وإيران من جهة، وتركيا وأذربيجان من جهة أخرى.

من هو الفائز؟ الولايات المتحدة الأمريكية....هذا صحيح!

يمكن القول إن روسيا، التي تشن بالفعل حربًا ضد الناتو، ستتلقى جبهة أخرى وقد لا تكون قادرة على الصمود في وجه ذلك. وهذا أمر جيد بالنسبة للولايات المتحدة.

إن تركيا، التي تظهر سلوكاً مستقلاً بشكل مفرط، وتنجر إلى حرب مع منافس خطير مثل إيران، سوف تضعف بشكل كبير. وهذا أمر جيد بالنسبة للولايات المتحدة.

إن أذربيجان، التي مع روسيا ستقضي بالتأكيد على أرمينيا، حيث توجد أراضي أذربيجانية تاريخيًا هناك، لن تقف جانبًا أيضًا. وهذا مفيد أيضًا للولايات المتحدة.

ونتيجة لذلك، ينتهي بنا الأمر إلى أرمينيا، وهي لا يحسب لها حساب بالمعنىين (العسكري والسياسي)، وليس من الواضح ما هو وضع دولة روسيا، و تركيا وأذربيجان وإيران بعد اضعافها جميعاً.

انظر إلى الخريطة مرة أخرى. يا لها من منطقة ضخمة ستغرق ببساطة في الفوضى وليست بعيدة عن العراق وسوريا.
روسيا وتركيا وإيران – هذه هي النقاط الثلاث الرئيسية لتطبيق التاثير السياسي.

والمفارقة هي أن العلاقات بين تركيا وروسيا جيدة. وتتمتع روسيا وإيران بعلاقات أفضل من تركيا وروسيا. هناك فرصة جيدة جدًا أن يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق. خاصة إذا اتخذت تركيا موقفا واضحا ومحددا.

وعلى أية حال، فإن تركيا ليست قلقة للغاية بشأن نفوذ إيران في منطقة القوقاز. إيران في وضعها الحالي لا تشكل تهديدا سياسيا أو اقتصاديا خطيرا لتركيا. وحتى في المجال العسكري، لأنه على الرغم من حجم الجيش الإيراني والحرس الثوري الإيراني وتدريبهما، فإن القوات المسلحة التركية ليست أيضًا في المركز الأخير في الناتو. بعض الناس يعتقدون أنه الثاني.

أردوغان، إذا كنت تصدق تصريحاته، يرغب عمومًا في نوع من الاستقرار بشكل عام في العلاقات بين أذربيجان وإيران، لأن أي صدام حول موضوع أرمينيا بالذات قد يؤدي إلى خروج الوضع في المنطقة عن السيطرة وإلى تدفق اللاجئين إلى تركيا، وهو ما لا يحتاجه أردوغان بالتأكيد.

قال عالم السياسة التركي أورهان جعفارلي، ردًا على المزاعم القائلة بأن تركيا تسعى للهيمنة في القوقاز:

"تبيع تركيا أسلحة لجورجيا وأذربيجان، لكن ليس لديها خطط لفتح قاعدة عسكرية لها في المنطقة. كل الحديث عن نية تركيا اخضاع أذربيجان ليس أكثر من ديماغوجية”.

من الممكن ويجب أن نتفق مع هذا، لأن التركي والأذربيجاني – مثل الروسي والبيلاروسي. وبنفس الدرجة من المنطق يمكننا القول أن روسيا أخضعت بيلاروسيا.
واليوم تندفع أرمينيا، ممثلة بنفس نيكول باشينيان، إلى أحضان الولايات المتحدة. لكن لا ينبغي لنا أن ننسى أن أرمينيا عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وممثلها المفوض في هذه المنظمة، غريغوريان، هو أحد المستعدين للتصويت لصالح الخروج من تلك المنظمة والانضمام إلى الناتو.

في الواقع، هناك ما يكفي من اللحظات الزلقة والتوترات في العلاقات بين دول المنطقة. ومع ذلك، لا يجوز هنا الإساءة للجار، فمهمة الحفاظ على السلام والاستقرار مختلفة بعض الشيء.

وستكون الولايات المتحدة سعيدة للغاية اذا إصطدم حول أرمينيا الثنائيين تركيا-أذربيجان مع روسيا-إيران. وستكون هذه بالفعل خطوة ناجحة للغاية في لعبة الشطرنج. إن حقيقة أن السيد باشينيان، قصير النظر للغاية وغير المتعلم جيدًا في بعض الجوانب، يريد زعزعة استقرار الوضع في المنطقة، وتحويله لصالحه، وطلب المساعدة من امريكا، هو بسبب الجهل بالتاريخ.

يجب على السيد باشينيان أن يعرف كيف أنتهى الزعيم العراقي صدام حسين، الذي وصل إلى السلطة بمساعدة وكالة المخابرات المركزية CIA والمال الأمريكي.

ويوجد زوج ثالث في المنطقة، تركيا - روسيا. لسوء الحظ، فإن العلاقات بين أذربيجان وإيران بعيدة كل البعد عن المثالية، ولكن مع ذلك، كما يظهر التاريخ، يكون من المنطقي في بعض الأحيان حتى بالنسبة للأصدقاء غير المخلصين أن يتحدوا ضد عدو مشترك كبير واحد.

يمكن أن تكون أرمينيا فخًا للكثيرين. خاصة بالنسبة لأولئك الذين سوف يشاركون في الصراع حول القضايا المذكورة أعلاه. لكن روسيا يمكن أن تعاني أكثر من غيرها.

ولا يسع المرء إلا أن يضحك على أوهام الزعماء الأرمن الذين يعتقدون أن "الناتو سوف يأتي ويستعيد النظام". في مقاطع الفيديو التي صورها المحرضون الأرمن، سمعت صيحات موجهة إلى قوات حفظ السلام الروسية، والتي يتلخص جوهرها في حقيقة أنها، اي قوات حفظ السلام، يجب أن تقاتل من أجل المصالح الأرمنية، ما دامت موجودة هناك.

هذه السياسة موجودة ليس فقط في مقاطع الفيديو ذات المحتوى الاستفزازي، بل يمكن رؤيتها أيضًا في خطابات عدد من القادة الأرمن. ليس من الواضح لماذا يجب على الروس أن يموتوا من أجل مصالح أرمينيا، بينما الأرمن سيشاهدون ذلك من الهامش.

لكن من الواضح جدًا أنه لن يموت أي جندي من جنود الناتو بهدوء من أجل المصالح الأرمنية. وهذا وهم غبي أنه إذا "جاء الناتو..." فسوف يعود الأمن من تلقاء نفسه.
ماذا لو لم يأتي؟
لكن روسيا تعاني الآن من صداع مختلف. لدينا على أراضي أرمينيا قاعدة عسكرية وأنظمة مراقبة وتتبع للدفاع الصاروخي وما إلى ذلك. وسيقدم السيد غريغوريان كل هذا إلى السادة أعضاء حلف الناتو بكل سرور. إذا لم تكن قد قمت بذلك بالفعل، فيجب عليك الاستعداد بشكل عام للأسوأ.

لدى روسيا خطر معين بالوقوع في الفخ. ولكن هذا أمر خطير إذا استمرت السياسة الخارجية التي تنتهجها الدولة بلا أنياب، في حين تتلخص كل أنشطة وزارة الخارجية الروسية في التعبير عن المخاوف ورسم خطوط ذات ألوان غير واضحة.

وفي حالة قيام روسيا وإيران وتركيا بتنظيم جبهة سياسية ضد التدخل الأمريكي الصريح و(خاصة) الضمني (مرة أخرى) في شؤون المنطقة، فقد لا تسير الأمور على النحو الذي تريده واشنطن أو CIA.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا – دروس وعبر من الحرب في اوكرانيا
- ألكسندر دوغين - إبادة الأرمن وإبادة الأوكران - باشينيان وزيل ...
- هل نجح الغرب باشعال الجبهة الثانية في القوقاز؟
- ما سبب زيارة وزير الخارجية الصيني إلى موسكو؟
- ما أسباب الخسائر الفادحة في الجيش الأوكراني؟
- مناظرة افتراضية بين الهند والصين وروسيا حول الممر الاقتصادي ...
- حول عقيدة -نهاية التاريخ- لفوكوياما
- ألكسندر دوغين خواطر حول علاقات روسيا مع كوريا الشمالية
- لقاء بوتين مع كيم جونغ أون - اسرار وراء الأخبار
- المسألة الأرمنية 5 - إيران - أذربيجان - أرمينيا
- المسألة الأرمنية 4 - ألكسندر دوغين يدلي بدلوه
- المسألة الارمنية3 - باشينيان وعلييف – في فخ جيوسياسي معًا
- بدلاً من البكاء على الأطلال، من الأفضل أن نتقبل تاريخنا كما ...
- المسألة الأرمنية 2 - باشينيان يبحث عن حل!
- ألكسندر دوغين - نظام جديد متعدد الأقطاب
- المسألة الأرمنية 1 - هل تستطيع روسيا حماية أرمينيا التي تسعى ...
- المجتمع الروسي المعاصر والنخبة والغرب
- ألكسندر دوغين - يجب أن ندرك الجوهر الشيطاني للغرب الحديث، وع ...
- مقابلة فيكتور أوربان مع تاكر كارلسون
- قمة بوتين وأردوغان في سوتشي - ملف النتائج 2-2


المزيد.....




- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - أرمينيا - فخ لروسيا وقنبلة موقوتة للقوقاز