أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - روسيا – دروس وعبر من الحرب في اوكرانيا















المزيد.....



روسيا – دروس وعبر من الحرب في اوكرانيا


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7741 - 2023 / 9 / 21 - 00:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



أندريه من تشيليابينسك
خبير ومحلل عسكري روسي يكتب تحت إسم مستعار

15 سبتمبر 2023

*إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

مر على الحرب أكثر من عام ونصف. وليس من المستغرب على الإطلاق ظهور المزيد والمزيد من المقالات التحليلية المخصصة لدروسها . لكن قبل أن نبدأ...

فاصل هام

أود أن أشير بشكل خاص إلى أن كل ما أقوله أدناه لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على طيارينا الشجعان في قواتنا الجوية، الذين يقومون بمهام قتالية في الحرب بشرف ويخاطرون بحياتهم. وبالطبع الضباط الذين تتمثل مهمتهم في دعم الطلعات القتالية لنسورنا البواسل ودعمهم بشكل مباشر.
الأسئلة التي أطرحها في هذا المقال موجهة إلى سلطات وشخصيات عليا: أولئك الذين حددوا استراتيجية القوات الجوية للاتحاد الروسي وشكلوا برامج أسلحة الدولة وفقًا لذلك.

فهم واستيعاب الخبرة القتالية

من الواضح أن الخبرة القتالية لا تقدر بثمن. لكن أي معارف جديدة تكون مفيدة تمامًا فقط عندما يتم تعميمها وتفسيرها بشكل صحيح. وإلا فإن الدروس التي علمتنا إياها الحياة لن نستوعبها بالكامل، الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى ارتكاب أخطاء جديدة ومتكررة.
اليوم، سواء في مجلة Military review بالروسية أو في المنشورات الأخرى، من السهل العثور على الكثير من المواد التحليلية المخصصة لتجربة الحرب في اوكرانيا. يتم تقييم ومراجعة وجهات نظر ما قبل الحرب حول دور وتكتيكات استخدام كل من الأنواع القديمة نسبيًا من الأسلحة، مثل الدبابات والمدفعية، والأحدث، مثل الطائرات بدون طيار الهجومية "لانسيت". ومن المستحيل حساب عدد الآراء التي يتم التعبير عنها في التعليقات على مثل هذه المقالات.
لسوء الحظ، يرتكب العديد من المحللين والمعلقين خطأً كبيراً للغاية: فهم ينظرون إلى العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة الروسية ضد الجيش الأوكراني كنموذج للحرب الحديثة ونموذج أولي للصراعات العسكرية المستقبلية.
ولكن هل هذا صحيح؟

قليلا من التاريخ

منذ القدم، كانت المناورة إحدى أكثر الوسائل فعالية لتحقيق النصر في الحرب. وكان هذا هو الحال، على سبيل المثال، خلال الحروب النابليونية. هناك قصة معروفة عندما قام أحد رجال البلاط بالثناء على الإمبراطور الفرنسي في حضوره لقدرته على هزيمة عدو متفوق بعدة مرات عدة وعديدة.
عند ذلك، ذكر نابليون أنه لم يفعل شيئًا كهذا أبدًا، وأن انتصاراته كانت دائمًا مبنية على التفوق العددي: إذا كان جيش العدو متفوقًا على الفرنسيين في القوة، فإن نابليون إما انه عمل على هزيمة العدو على مراحل، أو عمل على تحقيق تفوق عددي موضعي في النقاط الرئيسية للجبهة، وفاز إعتمادا على هذا.
كما فاز سوفوروف بالمناورة (1730-1800). لقد ظهر حيث لم يكن متوقعًا، وكان بامكانه بسهولة مهاجمة قوات العدو المتفوقة، معتمداً على المفاجأة والضغط، مما لم يترك للعدو وقتا لتحقيق تفوقه العددي. الحرب العالمية الأولى تصورها المتحاربون وبدأوها كحرب مناورة، لكنها تحولت إلى جحيم موضعي - اي حرب خنادق. لكن ماذا حدث بعد ذلك؟
اعتمد الفرنسيون المنتصرون على تجربة الحرب المعهودة وأعدوا جيشهم خصيصًا للحرب الموضعية والدفاع. لقد استعدوا جيدًا وجديًا، واستثمروا في بناء خط "ماجينو". على العكس من ذلك، بحث الألمان الخاسرون عن طريقة للخروج من المأزق الموضعي – ووجدوه. إن نتيجة تصادم هذين المفهومين معروفة جيدا: فاز الرهان الألماني على المناورة، وهزم الجيش الأنجلو – فرنسي الموحد بالكامل وفقد فعاليته القتالية في غضون شهر.
كانت الحرب الخاطفة الألمانية مبنية على المناورة. خلق التفوق العددي في مناطق الاختراق (لم تكن هناك حاجة إلى ذلك على طول الجبهة بأكملها)، وإدخال تشكيلات ميكانيكية في الاختراق، وتطويق العدو، وعزله عن طرق الإمداد والتعزيز، ومن ثم إجباره على الاستسلام، أو تدميره في المحاولات غير المثمرة لكسر حلقات الحصار - هي "ألفا وأوميغا" فنون القتال في النصف الثاني من القرن العشرين.
لكن في حرب اوكرانيا لا نرى شيئاً من هذا القبيل. والعكس صحيح! لقد أفسحت حرب المناورة المجال لحرب الخنادق، وعمليتنا العسكرية الخاصة تذكرنا بشكل مؤلم بتاريخ الحرب العالمية الأولى. كانت المحاولة الأولية لشن حرب مناورة: هجوم للجيش الروسي، وقع أكثر من 20% من مساحة أوكرانيا تحت سيطرتنا، لكنها فشلت في هزيمة القوة الرئيسية للجيش الأوكراني. هنا كان الانتقال اللاحق إلى الدفاع الاستراتيجي. وهنا المحاولات اليائسة للقوات المسلحة الأوكرانية لاقتحام هذا الدفاع، مما أدى إلى خسائر فادحة بأقل قدر من التقدم.
هل هذا يعني أن حرب المناورة أصبحت قديمة وعفا عليها الزمن؟ أم أن الانتقال إلى الحرب الموضعية كان نتيجة أخطاء وحسابات خاطئة أثناء بناء القوات المسلحة للاتحاد الروسي؟ وإذا كان الأمر كذلك، أي منها بالضبط أقرب الى الواقع؟

عمليتنا العسكرية الخاصة في اوكرانيا مقارنة ب"عاصفة الصحراء"
إذا تذكرنا صراعا عسكريا هو الأحدث والمشابه، فإن "عاصفة الصحراء" تتبادر إلى ذهني حتماً، حيث تمكن تحالف من القوات المتعددة الجنسيات بقيادة الأمريكان من إلحاق الهزيمة بالجيش العراقي. هنا يمكن استخلاص العديد من أوجه التشابه.
أولاً – كانت قوات صدام حسين التي حاربت ضد قوات التحالف تتمتع بخبرة قتالية لا بأس بها اكتسبتها في الحرب الإيرانية العراقية، التي استمرت 8 سنوات، (1980-1988)وأصبحت في بعض الأحيان "ساخنة" للغاية ولكنها لم تتمكن من منح الأطراف مهارات الحرب الحديثة لقدم ونقص التسليح عدا عن التكتيكات البالية للقوات المسلحة، سواء في العراق، وكذلك إيران.
اكتسبت القوات المسلحة الأوكرانية تجربة مماثلة أثناء القتال في مناطق الدونباس لمدة 8 سنوات أيضآ (2014-2022).
ثانياً – حققت قوات التحالف الامريكي تفوقاً كمياً ونوعياً في الجو. وبطبيعة الحال، فإن القوات الجوية الروسية أكثر تواضعا من حيث العدد مقارنة مع طائرات التحالف التي شاركت في "عاصفة الصحراء" والتي بلغ عددها حوالي 2000 طائرة، ولكنها (القوات الجوية الروسية) بلا شك أكثر عددا وأحدث من سلاح الجو الأوكراني، علما بأن الطيارين الروس مدربون بشكل أفضل.
ثالثًا – كان لدى العراق نظام دفاع جوي متطور للغاية، ولكنه قديم إلى حد ما، يعتمد على أنظمة الدفاع الجوي S-75 وS-125، والتي من الواضح أنها لم تعد في عام 1990 في طليعة التقدم التكنولوجي. ويمكن قول الشيء نفسه عن أوكرانيا: بحلول عام 2022، حتى أحدث أنظمة الدفاع الجوي لديها كانت عبارة عن مجمعات تم إنتاجها في العهد السوفياتي. في حين تم تحديث نفس S-300 في الاتحاد الروسي باستمرار، بينما لم يكن هناك أموال لذلك في أوكرانيا.
وبطبيعة الحال، لا ينبغي لنا أن ننسى أن الجيش الروسي، ابتداء من عام 2010، تلقى تمويلا أكبر بكثير، وكان ينبغي (على الأقل من الناحية النظرية) أن يكون متفوقا بشكل كبير في المعدات على الجيش الأوكراني.
بشكل عام، يمكن رسم العديد من أوجه التشابه بين حرب أوكرانيا وعاصفة الصحراء. لكن "عاصفة الصحراء" انتهت بانتصار مقنع لقوات التحالف بعد أقل من شهر ونصف من بدايتها، وأصبحت القوات المسلحة الروسية، بعد عام ونصف من العمليات الحربية، في موقع الدفاع الاستراتيجي. لماذا؟

ضربة قاصمة

في 17 يناير 1991، شن طيران التحالف الامريكي ب 600 طائرة مقاتلة هجومًا واسع النطاق على أراضي الكويت والعراق.
قامت القوات الجوية الأمريكية وحلفاؤها باستغلال كامل قدراتهم دون أن يفوتهم أي شيء. وحيثما كان ذلك مبررا، تم استخدام المروحيات التي "تسللت" على ارتفاع منخفض لقمع الدفاع الجوي. كانت مواقع أنظمة الدفاع الجوي العراقية ومحطات الرادار عرضة استطلاع إضافي من قبل مجموعات الطيران المشكلة خصيصًا، والتي استخدمت أفخاخ TALD لمحاكاة إطلاق الصواريخ. وهذا، بطبيعة الحال، أجبر الطواقم العراقية على تشغيل الرادار والقتال، وبذلك كشفوا أنفسهم بالكامل.
لكن رادارات الدفاع الجوي العراقي تم قمعها بطائرات الحرب الإلكترونية مما تسبب في تشويش كبير واستخدمت الكثير من الصواريخ المضادة للرادار، كما تم تدمير منظومات الدفاع الجوي الصاروخية بأسلحة عالية الدقة. واستخدم الأمريكيون أيضًا صواريخ كروز توماهوك، ولكن بكميات صغيرة نسبيًا. المهم هو أن استخدامها تم بالتنسيق في الوقت المناسب مع تحركات الطائرات الهجومية التابعة لقوات التحالف.
والنتيجة – هي تدمير قوات الدفاع الجوي العراقية الرئيسية خلال الضربة الأولى، نعم الأولى!
مما لا شك فيه، كان لدى العراق عدد معين من أنظمة الدفاع الجوي العاملة حتى نهاية الحرب، فقد قاتلت وحتى أسقطت طائرات التحالف. لقد خسر الدفاع الجوي العراقي، بالطبع، ليس بالكامل، ولكن بشكل بائس: لم يتمكن العراقيون من حماية القوات المسلحة البرية والبنية التحتية من التدمير المنهجي من الجو.
بالمقارنة، للأسف، لم تكن القوات الجوية الروسية قادرة على تدمير، بل فشلت أيضًا في خدش الدفاع الجوي الأوكراني. وحتى يومنا هذا، فهم مجبرون على تجنب المجال الجوي فوق الأراضي التي تسيطر عليها القوات المسلحة الأوكرانية.

لماذا؟

السؤال الأول – الاستخبارات والدعم

كان انتصار القوات الجوية للتحالف على الدفاع الجوي العراقي محددًا مسبقًا قبل وقت طويل من بدء الحرب. مباشرة بعد استيلاء العراق على الكويت، نشر الأمريكيون مجموعة قوية من طائرات الاستطلاع على حدود العراق، والتي شملت TR-1، U-2، RC-135، وبالطبع رادارات الطيران E-3 المنتشرة في كل مكان. وعقبهم، طائرة استطلاع تكتيكية من طراز RF-4C إلى المملكة العربية السعودية.
وبعد ذلك تم تنظيم استطلاع على مدار الساعة لأراضي العراق والكويت باستخدام جميع أجهزة الراديو المتاحة للأمريكيين وبالطبع كوكبة الأقمار الصناعية للولايات المتحدة وحلف الناتو. خلال "البحث" الذي استمر قرابة ستة أشهر (أغسطس 1990 – يناير 1991)، تمكنت قوات التحالف من الحصول على صورة واضحة إلى حد ما عن انتشار القوات المسلحة العراقية في منطقة النزاع، والأهم من ذلك، كشفت عن مواقع الدفاع الجوي. .
وفي الوقت نفسه، يمكننا القول بثقة أنه في الواقع تم الكشف عن نشر القوات العراقية قبل ذلك بكثير، لأنه قبل ثلاثة أشهر من بدء الحرب، بدأت قوات التحالف مناورات منتظمة للقوات البرية والجوية، لوضع تفاصيل العملية القادمة. لم يكن الأمريكيون كسالى وقاموا في ساحات التدريب في قاعدة نيليس الجوية (نيفادا) ببناء يقلد تشكيلات الدفاع الجوي العراقية في الكويت وفي العراق نفسه. تم بعد ذلك "تدريب" معظم طياري القوات الأمريكية والتحالف في مناطق التدريب هذه خلال تمرين سمي"علم الصحراء".
أي أنه قبل بدء الحرب، كان طيارو التحالف يعرفون بالضبط من وأين وكيف سيضربون، بل ومارسوا ذلك في التدريبات.

ارجو الانتباه لسؤالي التالي -
ماذا فعلت القوات الجوية الروسية من كل هذا قبل بدء الحرب؟

في الواقع، كان هناك ما يكفي من الوقت للتحضير، مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن الجانب الروسي هو الذي حدد لحظة بدء الحرب. وكانت هناك أيضًا تجربة تشير إلى أهمية الاستطلاع – فقد تمت دراسة وتحليل نجاحات التحالف في عاصفة الصحراء من قبل جيشنا، وألمحت العملية الجوية في سوريا إلى الكثير.
للأسف، ليس لدي إجابة على سؤال حول كيفية استعداد القوات الجوية الروسية للحرب – لأسباب واضحة، لا يتم الكشف عن الأهداف والتوقيت والتفاصيل الأخرى لهذا التدريب لعامة الناس. لكن ليس من الصعب تخمينه – فقط نذكر التركيبة بشكل تقريبي (البيانات الدقيقة سرية) لقوات الجو الروسية من حيث طيران الاستطلاع.
بينما استخدم الأميركيون العشرات من طائرات الاستطلاع المتخصصة لاستطلاع العراق، يمكننا أن نستخدم ... ماذا؟ أربع طائرات An-30، آخرها تم إنتاجها عام 1980؟
ما الذي يمكن أن تكشفه هذه "النوادر" الطائرة من الحقبة الاشتراكية التي انتهت فعاليتها منذ فترة طويلة؟
حسنًا، بالطبع، لدينا أيضًا طائرات حديثة، مثل Tu-214R. هناك نسختان أو ربما ما يصل إلى أربع نسخ، والتي حتى من الناحية النظرية من المستحيل ان تقوم بتوفير استطلاع على مدار الساعة...
الأمور أفضل قليلاً مع التحكم في المجال الجوي. بعد كل شيء، منذ عام 2011، تم تسليم سبع طائرات من طراز A-50U إلى قواتنا، ولكن هل كانت جميعًا "جاهزة" بحلول فبراير 2022؟ إن عدد الطائرات لدى اي بلد لا يساوي أبداً عدد الطائرات الجاهزة للقيام بعمليات قتالية.
في ذلك الوقت، أحضر الأمريكيون لعاصفة الصحراء أربعين طائرة أواكس حديثة كانت تعمل بكامل طاقتها. بالمناسبة، تقوم الطائرات من هذه الفئة ذات الرادارات الحديثة بعمل جيد في الاستطلاع ليس فقط للأهداف الجوية، بما في ذلك الأهداف التي تحلق على ارتفاع منخفض، ولكن أيضًا للأهداف الأرضية.
من الواضح تمامًا أن دفاعاتنا الجوية ستدمر الدفاع الجوي الأوكراني إذا أتيحت لها هذه الفرصة. في الوقت نفسه، لدينا وسائل كافية لتدمير أنظمة الدفاع الجوي، ومواقعها معروفة. حتى دون الأخذ في الاعتبار الطائرات المأهولة بصواريخها المضادة للرادار، أشير إلى أنه بالنسبة لنفس S-300 من السلسلة الأولى، يعد كل من صاروخي "كاليبر" و"كينجال" أهدافًا صعبة للغاية.
ومرة أخرى، يمكننا القول أن نظام S-300 – هو مجمع متقدم للغاية في وقته. لكن عليك أن تفهم أنه من حيث المبدأ لا يوجد شيء اسمه سلاح مطلق، وكانت لدينا ميزة كبيرة هنا – تصميم S-300 معروف لنا جيدًا. وهذا يعني أنه يمكننا بسهولة تعديل المعدات وفقًا لذلك واختيار التكتيكات اللازمة لتدميرها.
يشير هذا إلى افتراض: أحد أسباب بقاء الدفاع الجوي الأوكراني على قيد الحياة وبصحة جيدة هو أن وسائل الاستطلاع الفضائية والجوية المتاحة للقوات الجوية الفضائية الروسية غير كافية على الإطلاق للكشف عن مواقع الدفاع الجوي للقوات المسلحة الأوكرانية.

السؤال الثاني – تغطية العمليات الجوية

يجب أن أقول إن خصومنا (الولايات المتحدة وحلف الناتو) لديهم تجربة غنية جدًا في الحرب الجوية في ظروف الدفاع الجوي للعدو المقموع بشكل غير كامل، او لم يكن مقموعا ابدا.
في هذه الحالة، شكل الأمريكيون مجموعات تغطية خاصة للطائرات الهجومية. وشملت مهام هذه المجموعات أعمالاً توضيحية من أجل تحديد مواقع أنظمة الدفاع الجوي للعدو والقمع الإلكتروني وتدمير هذه الأخيرة. وكان التركيز على أنظمة الحرب الإلكترونية وأجهزة محاكاة الأهداف الجوية والصواريخ المضادة للرادار.
وفي الوقت نفسه، أولت الولايات المتحدة دورًا خاصًا لطائرات الحرب الإلكترونية: حيث تم نشر أكثر من 60 طائرة من هذا النوع في العراق. نحن لدينا... عدد من "المروحيات".
ومرة أخرى، لا يعني ذلك أن الاتحاد الروسي لا يعمل على الحرب الإلكترونية. لكن تركيزنا كان على تعليق "الحاويات" للمقاتلات وقاذفات القنابل متعددة الوظائف. وهذا أمر مهم وضروري، ولكن من وجهة نظر الكفاءة، عادة ما يكون التخصص أفضل من العام.
ومن غير المرجح أن نتوقع فعالية متساوية من طيار مقاتلة ذات مقعد واحد، أو طاقم قاذفة مجهزة بحاويات الحرب الإلكترونية، وطائرة متخصصة مصممة لمهمات الحرب الإلكترونية مع طاقم مدرب على جميع التفاصيل الدقيقة.
وبطبيعة الحال، لم يتم الكشف عن قدرات الحرب الإلكترونية لدينا ولدى الأمريكان في الصحافة بشكل واسع، ويمكن للمرء أن يجادل حتى يصبح صوته أجشا حول أيهما أفضل، ولكن هناك حقيقة - قواتنا الجوية تتجنب بكل طريقة ممكنة الدخول إلى نطاق أنظمة الدفاع الجوي للعدو، بينما بالنسبة للقوات الجوية الأمريكية وحلف الناتو، فإن هذا على الرغم من أنه ليس هو القاعدة، إلا أنه وضع عملي تمامًا. وبناء على ذلك، يمكن الافتراض أن تكتيكات المجموعات الاستعراضية، عندما تقوم طائرات مخصصة لذلك باستفزاز العدو ليطلق النار عليها، مما يجبر رادار العدو على التشغيل - هذا التكتيك لا يمكن أن تستخدمه القوات الجوية الروسية بسبب عدم كفاية الدعم في الحرب الإلكترونية.

حول المزايا التي توفرها للقوات الجوية هزيمة الدفاعات الجوية للعدو

بمجرد أن استقر الأمريكيون على ارتفاعات متوسطة وعالية فوق العراق ( الارتفاعات المنخفضة كانت دائمًا وستكون خطيرة بسبب المدافع المضادة للطائرات ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة، والتي لا يمكن قمعها بالكامل)، حصلوا على الفرص والمزايا التالية:
أولا – القدرة على تدمير سلاح الجو للعدو بشكل فعال في المعارك الجوية. ويجب القول أنه من الصعب للغاية تدمير حتى قوة جوية أصغر بكثير على الأرض: وكما هو معروف، فإن القوة الهائلة للقوات الجوية للتحالف لا يمكن أن تشل عمل شبكة المطارات العراقية بشكل كامل.
ولكن ما مدى استفادة العراقيين من المطارات الباقية والمقاتلات المرابطة عليها؟ رصدت طائرات الأواكس الأمريكية الطائرات العراقية بعد وقت قصير من إقلاعها واعترضتها بالقوة الكافية لتدميرها. بينما أُجبر العراقيون (واليوغسلافيون لاحقًا) على القتال "بشكل أعمى"، معتمدين فقط على المعدات المتوفرة في طائراتهم.
بمعنى آخر، وبشكل واضح تحولت المواجهة الجوية إلى معارك فردية لا طائل منها ضد نظام محكم لطيران التحالف. وكثيرًا ما حدث أن طيارين منفردين أدركوا أنهم تعرضوا للهجوم فقط في اللحظة التي انفجر فيها الصاروخ بطائرتهم... نعم، حتى في مثل هذه الظروف، كان لدى العراقيين طلعات جوية فعالة ونجاح في القتال الجوي، لكننا لا نتحدث عن نوع من المقاومة طويلة الأمد والفعالة في مثل هذه الظروف.
لو كان لدى القوات الجوية الفضائية الروسية مستوى مماثل من السيطرة على المجال الجوي الأوكراني، فسوف تنخفض أنشطة سلاح الجو الأوكراني بسرعة إلى الصفر، وسيفقد نقل صواريخ Storm Shadow من لندن والصواريخ المماثلة طويلة المدى التي تطلق من الجو أي معنى.
ثانيا – عزل منطقة القتال، مما يعني انخفاضًا كبيرًا في الإمدادات وتجديد المجموعات العسكرية المعادية. من ناحية، يتم تحقيق ذلك من خلال تدمير البنية التحتية – تقاطعات السكك الحديدية والجسور وما إلى ذلك. من الناحية النظرية، يمكن تحقيق ذلك بمساعدة أسلحة عالية الدقة - صواريخ كروز طويلة المدى، ولكن لا يمكن استخدام أي صواريخ عمليًا لهذا الغرض: من الضروري استخدام ذخيرة أكثر قوة ولكن أقل تكلفة، مثل القنابل المنزلقة.
من ناحية أخرى ، يعطي التفوق الجوي زيادة هائلة في المعرفة بموقع وحركة قوات العدو. إن معدات الاستطلاع الجوية الحديثة ، مع أقوى البصريات ، والرؤية الليلية، والرادارات ذات الفتحة المركبة ، مما يتيح لك الحصول على "صورة" مشابهة للصور الجوية ، وما إلى ذلك ، مما يجعل من الصعب للغاية التمويه على حركة الوحدات العسكرية ونشرها. وبالطبع ، على المركبات التي تقوم بمهمة الدعم والتزويد.
وفقًا لذلك ، فإن أي مناورة ، وأي نقل لاحتياطيات العدو سوف يكون مصحوبًا بخسائر حساسة. لأن وقت رد الفعل قصير نسبياً على الطائرات الهجومية والمروحيات الموجودة في الهواء أو مستعدة للإقلاع فورا وتتيح لك القيام بضربات ساحقة على الوحدات العسكرية قبل وصولها. كل هذا تجلى بشكل مقنع من قبل سلاح الجو للتحالف الامريكي في "عاصفة الصحراء".
الآن في حقول الألغام لخطوطنا الدفاعية تحترق "ليوبارد" و "برادلي" وغيرها من معدات العدو. لكنهم يهاجمون ويهاجمون – يطلقون النار ويقتلون جنودنا قبل موتهم. في الوقت نفسه ، لو كان سلاحنا الجوي يسيطر على المجال الجوي لأوكرانيا ، فلن يصل جزء كبير من "حديقة الحيوان" الأجنبية ببساطة إلى خط المواجهة.
ثالثًا – تدمير أفراد ومعدات المجموعات العسكرية للعدو
مرة أخرى ، طبقت هذه الأطروحة تمامًا من قبل الأميركيين خلال "عاصفة الصحراء" ، "تبديد" بعض الفرق العراقية بنسبة تصل إلى 50-60 ٪ من المقاتلين (من الإنصاف بالنسبة للمؤلف ، الفول انه من غير المعروف عدد افراد الفرق في بداية الحرب). وحتى مع الأخذ في الاعتبار العد المكرر (يمكن قصف المركبات من الجو أكثر من مرة) ، يجب أن نتحدث عن مئات الدبابات المدمرة ، دون حساب الآليات الأخرى.
هذا ليس مفاجئًا – حيث سيطر الأمريكيون على الارتفاعات المتوسطة والعالية ، أنشأ الأمريكيون استطلاعًا جويًا فعالًا للغاية ودمروا العدو فور اكتشافه. كما أن القصف الشديد والمركز carpet bombing للقاذفات الإستراتيجية ، والذي ألقت منه على رؤوس العراقيين ما يقرب من 30 ٪ من إجمالي عدد الذخيرة الجوية المستعملة طوال الحرب، سببت أيضآ ضربة رهيبة للروح المعنوية للقوات العراقية. (أطلق المحللون الغربيون إسم " الصدمة والرعب" على القصف الامريكي الذي تكرر عام 2003 – المترجم).
نعم، الصحراء شيء، لكن أوكرانيا شيء مختلف تمامًا. نعم هناك خبرة ممتازة للجيش اليوغوسلافي الذي لم يتكبد خسائر كبيرة خلال عدوان الناتو وعمليته الجوية 24 مارس - 10 يونيو 1999. التمويه مهم للغاية وضروري للغاية. لكن علينا أن نفهم أن الجيش البري اليوغوسلافي كان متخفيًا ولم يقم بعمليات قتالية - فقد كان يستعد لصد غزو بري لم يحدث أبدًا. لكن القتال يتطلب المناورة والحركة، وهنا كان اليوغوسلافيون عرضة للخطر.
حتى في الدفاع. لذلك، لو سيطر طيراننا على الاجواء، فإن نفس معركة القصف المدفعي ، المرتبطة بالحاجة إلى تغيير مواقع المدفعية باستمرار، ستصبح صداعًا رهيبًا للجيش الأوكراني، وستكون خسائر المدفعية الأوكرانية أعلى بكثير مما هو عليه الحال.
وأخيرًا، رابعًا – التفوق الجوي يضمن قدرة الجيش على المناورة. على سبيل المثال، خذ بعين الاعتبار تصرفات فرقة الهجوم الجوي رقم 101 الأمريكية.
أراد الأمريكيون قطع طريق الاتصال الاستراتيجي رقم 8 السماوة – البصرة، الذي يتم من خلاله إمداد مجموعة القوات العراقية في الكويت، ولكن كانت هناك مشكلة صغيرة – حيث يقع الطريق السريع على بعد 200 كيلومتر من خط الجبهة.
وبما أن التفوق الجوي كان من نصيب قوات التحالف دون قيد أو شرط، فقد أنزل الأمريكيون، خلال اليوم الأول من العملية البرية، بهدوء تام قوة هجومية بطائرات الهليكوبتر على بعد 80 كيلومترًا خلف خط المواجهة : 2000 جندي مع 50 مركبة قتالية ومدفعية 105 ملم. وبحلول صباح اليوم الثاني وصلت إلى موقع الهبوط 700 (!) شاحنة محملة بالذخيرة والوقود و 2000 جندي إضافي و 30 مركبة مدرعة. بدا الأمر وكأنه عمل محفوف بالمخاطر للغاية، لكن الأميركيين كانوا يعرفون بوضوح أين تقع مراكز الدفاع للقوات العراقية. ومروا بجانبها.
نتيجة لمثل هذه الإجراءات، تمكنت الفرقة 101 المحمولة جواً من نشر قاعدة عمليات أمامية (تسمى "كوبرا") خلف خطوط العدو، والتي يمكن أن تتمركز عليها طائرات النقل والمروحيات القتالية. وبدأت هذه المروحيات على الفور بمهاجمة الطريق السريع رقم 8، حيث قامت مروحيات النقل بإنزال قوة هجومية صغيرة (ثلاث سرايا مضادة للدبابات) مباشرة على شريان النقل المهم استراتيجيًا.
علاوة على ذلك، تحت غطاء طائرات الهليكوبتر القتالية من كوبرا، تم تعزيز فريق الإنزال أولاً إلى كتيبة، ثم إلى لواء جوي كامل، والذي "سيطر" على الطريق السريع حتى نهاية العمليات الحربية.
من الواضح تمامًا أن قاعدة "كوبرا" لم تكن على الإطلاق معقلًا منيعًا، وكان من الممكن أن يتم تدميرها بهجوم شنه شيء مثل فرقة دبابات. كل ما في الأمر أن العراقيين لم يتمكنوا من التركيز ونقل فرقة الدبابات هذه إلى خطوط الهجوم في ظل ظروف هيمنة طيران التحالف حتى خلف خط الجبهة.
اليوم هناك الكثير من التكهنات حول الهبوط في غوستوميل، ولكن من غير المرجح أن يدحض أي شخص حقيقة أن قواتنا تمكنت من وضع قوة إنزال كبيرة خلف خطوط العدو من خلال "عين الإبرة" للدفاع الجوي غير المدمر، ثم قادت أيضًا رتل عسكري إلى هناك. (غوستوميل هي قاعدة جوية قرب كييف سيطر عليها الجيش الروسي في بداية الحرب عن طريق إنزال جوي ناجح ومفاجيء )
وما فعله الأميركيون في ظل التفوق الجوي الكامل، فعله جنودنا من دون هذه الهيمنة. هذه العملية وحدها تدحض تمامًا أسطورة "الطيارين الروس غير المدربين".
لكن الشجاعة والتحضير ليسا كل شيء، فأنت بحاجة إلى المعدات المناسبة. دون قمع الدفاع الجوي للعدو وعدم القدرة على العمل بحرية في منطقة غوستوميل، لم تتمكن القوات الجوية من دعم القوات المنتشرة هناك بشكل صحيح ولم تتمكن من قمع القوات الأوكرانية التي تتقدم إلى خطوط الهجوم بالنار.

الطيران – دبابة القرن الحادي والعشرين؟

في بداية القرن العشرين، خلال الحرب العالمية الأولى، نشأ وضع متناقض. أصبحت الجيوش ضخمة حقًا، وتم تجنيد الملايين فيها، ولهذا السبب امتدت التشكيلات القتالية للعدو "من البحر إلى البحر" – ولم تعد الأجنحة التي يمكن تجاوزها موجودة. وبناءً على ذلك، من أجل سحب قواتك خلف خطوط العدو، كان من الضروري اختراق تشكيلاته القتالية، وهو ما يمكن القيام به عن طريق الهجوم بالمشاة أو سلاح الفرسان.
لكن الأسلحة الرشاشة والمدفعية السريعة جعلت من هجمات المشاة شكلاً من أشكال الانتحار الجماعي. محاولات تحويل التشكيلات الدفاعية للمدافعين إلى شكل هلال من خلال التعرض لفترات طويلة للمدفعية كانت محكوم عليها بالفشل أيضًا - فقد أدرك العدو أن عدة أيام من القصف المدفعي كانت مقدمة للهجوم، فقام بسحب الاحتياطيات وبناء تشكيلات دفاعية خلف المواقع التي يتم إطلاق النار عليها.
بمعنى آخر، من الناحية الفنية، حقق الدفاع، كنوع من القتال، انتصارًا مقنعًا على الهجوم.
كان المخرج من المأزق انئذ عبارة عن "دبابة" كانت قادرة على اختراق أي دفاع للعدو تقريبًا عند استخدامها بشكل صحيح (أي مع المشاة والمدفعية وما إلى ذلك). ومع ذلك، بعد 100 عام، في بداية القرن 21، أدى تطوير الأسلحة المضادة للدبابات إلى حقيقة أن الدبابة فقدت هذه القدرة. هذا لا يعني أن الدبابة عفا عليها الزمن، ولكن، فقط، وظائفها في ساحة المعركة تحتاج إلى تصحيح.
في رأيي أن دور "المدمر للدفاعات" اليوم ينتمي إلى الطيران. وفي الوقت نفسه، يتمتع طيارونا بالمؤهلات والموارد المادية الكافية لحل هذه المشكلة. ولكن - فقط شرط توفير المعلومات الاستخباراتية والدعم اللازمين، والذي كانت تمتلكه كل طائرات F-15 وF-16 و F/A-18 أثناء "عاصفة الصحراء". ويبدو أن لدينا "حضور الغياب": لأننا، بعد أن أنشأنا طائرات مقاتلة من الدرجة الأولى، لم نكلف أنفسنا عناء إنشاء أدوات للحصول على هذه المعلومات وتقديم الدعم.
اليوم هناك الكثير من الحديث عن حقيقة أن القوات الجوية الروسية ليس لديها أعداد كافية، وأنه يتم إنتاج عدد قليل من المقاتلات متعددة الوظائف والطائرات الهجومية وما إلى ذلك، وأنا أتفق تماما مع هذا. ولكن، في رأيي، حتى لو كان لدينا ضعف عدد طائرات Su-35 وSu-30 وSu-34 وما إلى ذلك، فإن هذا لن يؤثر بشكل جذري على فعالية القوات الجوية الفضائية في حرب أوكرانيا. لأن العمل المنهجي يفوز في الحرب، والذي لا يمكن تعويض غيابه بخصائص الأداء المتميز للوحدات القتالية.
إذا شبهنا القوة الجوية بالرمح، فإن عمودها سيكون كل طائرات الاستطلاع والأواكس وطائرات الحرب الإلكترونية والناقلات وما إلى ذلك. القاذفات وحاملات الصواريخ والمقاتلات متعددة المهام – هي رأس الرمح. هو الذي سيضرب في النهاية، هو الذي سيضرب العدو، لكن بدون العمود، برأسه فقط، لن تذهب بعيداً.
للأسف، يتكون لدى المرء انطباع بأن القوات الجوية الفضائية الروسية يتم تزويدها بأفضل الطائرات المقاتلة والمروحيات، لكن لا يوجد من يضمن عملها، لأنه لا توجد عملياً أنظمة استطلاع/أواكس/ وحرب إلكترونية حديثة في الخدمة.

الاستنتاجات

إنها مخيفة.

ونتيجة لحقيقة أن القوات الجوية الفضائية الروسية لا تملك الموارد اللازمة لتدمير الدفاع الجوي لأوكرانيا، فإنها لا تستطيع السيطرة على الجو فوق الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الأوكراني، ولا تستطيع عزل مناطق القتال، لا تستطيع...
نعم، تقريبًا لا شيء مما ينبغي أن تكون الأسلحة الحديثة قادرة على تحقيقه.
ولو كان بوسعهم ذلك، فإن الجيش الأوكراني لم يكن لينجح ببساطة في "الهجوم المضاد" العام الماضي أو حتى "الهجوم المضاد" الحالي: وكانت القوات المتمركزة قد "دمرت" قبل وقت طويل من بدايته.
وبعد ذلك لن يكون هناك أي معنى لتنظيم "مفرمة لحم" في باخموت، لأنه يمكن إلحاق نفس الخسائر، وحتى أكبر بكثير، بالعدو من خلال عزل مواقع الجيش الأوكراني من الجو. ليس هناك شك في أن الإطار الزمني لتنفيذ عملية عسكرية خاصة سيكون أقصر بكثير في هذه الحالة، وكانت خسائر الجيش الروسي والشركات العسكرية الخاصة والمتطوعين أقل بكثير من الخسائر الحالية.
حسنًا، مع ما لدينا - فإن الجيش الروسي مجبر على القتال مع الجيش الأوكراني "من الجدار إلى الجدار"، قوة نظامية ضد أخرى. لقد حقق الأمريكيون نجاحا سريعا خلال المرحلة البرية من عملية عاصفة الصحراء على وجه التحديد لأنه بحلول الوقت الذي بدأت فيه، كانت جملة المركبات القتالية للقوات البرية العراقية قد تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها بسبب جهود القوات الجوية التابعة للتحالف. ولم تهزم القوات البرية الأمريكية الجيش العراقي - بل قضت عليه فحسب.
لذلك، في رأيي، فإن أهم دروس حرب اوكرانيا اليوم هي ضعف عنصر الاستطلاع في قواتنا الجوية - في الفضاء والجو، فضلاً عن عدم وجود طائرات حربية إلكترونية متخصصة. ونتيجة لهذا، تُظهر قوات الفضاء الروسية اليوم بالكاد 10-15% من إمكاناتها الحقيقية، مما أوصل العمليات القتالية إلى طريق مسدود كما حدث خلال الحرب العالمية الأولى.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - إبادة الأرمن وإبادة الأوكران - باشينيان وزيل ...
- هل نجح الغرب باشعال الجبهة الثانية في القوقاز؟
- ما سبب زيارة وزير الخارجية الصيني إلى موسكو؟
- ما أسباب الخسائر الفادحة في الجيش الأوكراني؟
- مناظرة افتراضية بين الهند والصين وروسيا حول الممر الاقتصادي ...
- حول عقيدة -نهاية التاريخ- لفوكوياما
- ألكسندر دوغين خواطر حول علاقات روسيا مع كوريا الشمالية
- لقاء بوتين مع كيم جونغ أون - اسرار وراء الأخبار
- المسألة الأرمنية 5 - إيران - أذربيجان - أرمينيا
- المسألة الأرمنية 4 - ألكسندر دوغين يدلي بدلوه
- المسألة الارمنية3 - باشينيان وعلييف – في فخ جيوسياسي معًا
- بدلاً من البكاء على الأطلال، من الأفضل أن نتقبل تاريخنا كما ...
- المسألة الأرمنية 2 - باشينيان يبحث عن حل!
- ألكسندر دوغين - نظام جديد متعدد الأقطاب
- المسألة الأرمنية 1 - هل تستطيع روسيا حماية أرمينيا التي تسعى ...
- المجتمع الروسي المعاصر والنخبة والغرب
- ألكسندر دوغين - يجب أن ندرك الجوهر الشيطاني للغرب الحديث، وع ...
- مقابلة فيكتور أوربان مع تاكر كارلسون
- قمة بوتين وأردوغان في سوتشي - ملف النتائج 2-2
- منطق الضربات الروسية الأخيرة ضد أوكرانيا


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - روسيا – دروس وعبر من الحرب في اوكرانيا