ما سبب زيارة وزير الخارجية الصيني إلى موسكو؟

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7739 - 2023 / 9 / 19 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع





بوابة قناة RTVI الإخبارية

18 سبتمبر 2023

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


في الثامن عشر من سبتمبر/أيلول، وصل وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" إلى موسكو. ومن المخطط أن يجتمع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وسكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف. وتأتي زيارة وانغ يي في أعقاب اجتماعه مع مستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان" وبعد يوم من انتهاء الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" من زيارة استمرت ستة أيام إلى روسيا. تتحدث قناة RTVI عن سبب قدوم رئيس الدبلوماسية الصينية إلى موسكو، وما الذي سيناقشه ممثلو البلدين وما الذي يقلقهم في المقام الأول.

ماذا سيفعل "وانغ يي" في موسكو؟

يزور وزير الخارجية الصيني وانغ يي روسيا بعدة أشكال. وفقًا للبيان الرسمي لوزارة الخارجية الصينية، فإنه يأتي إلى موسكو في المقام الأول كرئيس لمكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وعضوا في المكتب السياسي للحزب.

يشغل وانغ يي هذين المنصبين - رئيس مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وعضو المكتب السياسي للحزب – بعد نتائج المؤتمر 20 للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في أكتوبر 2022. المسؤول الصيني يشرف على السياسة الخارجية للصين، و هو المسؤول عن تنفيذها - كوزير خارجية الصين. الآن يشغل هذين المنصبين نفس الشخص – "وانغ يي". تمت إقالة وزير خارجية الصين السابق، "تشين جانج"، من منصبه دون تفسير في يوليو (ومنذ ذلك الحين لا أحد يعرف أين هو)، "وانغ يي"، الذي شغل المنصب، أعيد إلى ترؤس الوزارة.

بين روسيا والصين توجد آلية للمشاورات الاستراتيجية بين سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي ورئيس مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. المشاركة في الجولة الجديدة من المشاورات – هي الهدف الرئيسي لجولة "وانغ يي"، كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية. وهذا يعني أن "وانغ يي" سيجتمع مع سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف (لم يتم الإعلان عن الحدث بعد من الجانب الروسي). ويزور "وانغ يي" موسكو في الفترة من 18 إلى 21 سبتمبر.

وعقد الاجتماع السابق بين باتروشيف و"وانغ يي" على هامش قمة البريكس في جوهانسبرج يوم 24 يوليو المنصرم. وكلاهما شارك في اجتماع للممثلين المشرفين على القضايا الأمنية لدول البريكس.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "ماو نينغ" في 18 سبتمبر/أيلول: "لقد حافظ البلدان دائمًا على اتصالات وثيقة بشأن القضايا الاستراتيجية والمشتركة الكبرى ذات الاهتمام المشترك"، - وأضاف، "إن زيارة "وانغ يي" إلى روسيا هي حدث مبرمج في إطار الآلية الصينية الروسية للمشاورات حول الأمن الاستراتيجي".

وفي يوم الاثنين 18 سبتمبر، التقى "وانغ يي" بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وتجري المفاوضات بينهما في مقر الاستقبال التابع لوزارة الخارجية في سبيريدونوفكا. ولم يُخطط للدبلوماسيين التحدث إلى الصحفيين. وحتى تاريخ نشر المقال، لم تكن وزارتا خارجية البلدين قد نشرتا بعد بيانات حول نتائج المحادثات.

وربما يلتقي "وانغ يي" أيضًا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هناك عرف متبع بين موسكو وبكين يتمثل في لقاء كبار الزوار مع زعيم الدولة المضيفة. وهكذا، خلال رحلة سابقة إلى موسكو في فبراير من هذا العام، التقى "وانغ يي" بالرئيس الروسي، وفي ديسمبر 2019، أجرى باتروشيف، خلال رحلته إلى الصين، محادثات مع الرئيس الصيني "شي جين بينغ".

ولم يعلن الكرملين بعد ما إذا كان بوتين سيستقبل وانغ يي هذه المرة أيضًا.

ماذا ناقش لافروف ووانغ يي؟

ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في وقت سابق أن الدبلوماسيان يعتزمان خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر حول الأزمة الأوكرانية ومناقشة القضايا الأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
الموضوع الأخير يصبح أكثر أهمية كل يوم. وفقًا للخبراء الذين قابلتهم قناة RTVI ، فإن تعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وزيادة الوجود العسكري الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ربما أصبح أحد الموضوعات الرئيسية في المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الكوري الشمالي "كيم جونغ أون"، الذين اجتمعا في 13 سبتمبر في قاعدة فوستوتشني الفضائية.

وبحسب "فاسيلي كاشين"، مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية في المدرسة العليا للاقتصاد، سيتم إبلاغ الجانب الصيني، بدقة، بتفاصيل الاجتماع بين فلاديمير بوتين و"كيم جونغ أون". وقال كاشين في مقابلة مع قناة RTVI: "بشكل عام، تقوم روسيا والصين بالتنسيق الوثيق بشأن القضايا الكورية". ويعتقد الخبير أن هناك موضوعًا لا يقل أهمية للمناقشة بين "وانغ يي"، مع كل من لافروف وباتروشيف، وهو نمو نشاط الناتو في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ووفقا له ،"في الوضع الحالي للسياسة الخارجية، أصبح نمو نشاط الناتو في المنطقة موضوعا دائما للمناقشة في إطار المشاورات الروسية الصينية".

وقالت زاخاروفا إنه بالإضافة إلى القضايا الأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، يخطط الطرفان أيضًا لمناقشة تعزيز التعاون بين البلدين في منصات مثل الأمم المتحدة وبريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة العشرين.

وكما أشار فاسيلي كاشين، فإن التفاعل بين موسكو وبكين في المنظمات الدولية هو أحد مجالات التعاون الرئيسية بين البلدين، والذي يمكن إرجاعه إلى التسعينيات. وقال كاشين: "إن مواقف روسيا والصين يتم تنسيقها بشكل وثيق في الأمم المتحدة، وأيضا في مجموعة البريكس وغيرها من المنظمات وهما متقاربان للغاية بشأن جميع قضايا الحوكمة العالمية وتطوير هذه الهياكل نفسها".

هل يذهب بوتين إلى الصين؟

يقول "فاسيلي كاشين": من ضمن مواضيع النقاش بين لافروف و"وانغ يي" قد تكون الزيارة المحتملة لفلاديمير بوتين إلى الصين. ومن الواضح أنه في ظل الظروف الحالية، ستتم مناقشة زيارة بوتين المقبلة وقضايا أخرى. وأشار الخبير إلى أن الاجتماع مع لافروف ربما كان مخصصًا لهذا الغرض.

وكتبت "بلومبرغ" نقلا عن مصادر أن بوتين قد يأتي إلى بكين في أكتوبر المقبل للمشاركة في منتدى “حزام واحد، طريق واحد”. وفي وقت سابق، خلال رحلته إلى روسيا في مارس/آذار 2023، دعا "شي جين بينغ" بوتين لزيارة الصين.

في 29 أغسطس ، لم يحدد ديمتري بيسكوف ، الذي أجاب على سؤال RTVI حول الزيارة المحتملة للرئيس الروسي ، ما إذا كان بوتين يخطط للحضور إلى الحدث. وقال بيسكوف "جدول الاتصالات مع الجانب الصيني على مختلف المستويات ، بما في ذلك على أعلى مستوى ، يجري الاتفاق عليه الآن". في مايو ، ذكر سكرتير مجلس الأمن القومي في روسيا نيكولاي باترشيف أن بوتين دُعي إلى المنتدى باعتباره "الضيف الرئيسي".


في السياق

وصل "وانغ يي" إلى موسكو في اليوم التالي لمغادرة زعيم كوريا الديمقراطية "كيم جونغ أون" روسيا حيث استمرت الزيارة لمدة ستة أيام. خلال هذا الوقت ، التقى مع فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو ووزير الصناعة والتجارة دينيس مانتوروف ومسؤولين روس آخرين. وقام بزيارة قاعدة فوستوتشني والمصانع العسكرية في مدينة Komsomolsk-on-amur.

في الغرب ، يُعتقد أنه خلال الرحلة حاولت روسيا ضمان إمدادات الأسلحة من كوريا الديمقراطية.

وقال جون كيربي ، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في 13 سبتمبر / أيلول: "من الواضح أن لدينا مخاوف بشأن أي علاقات دفاعية متزايدة بين كوريا الشمالية وروسيا".

ومع ذلك، أشار الخبراء الذين قابلتهم قناة RTVI إلى أن إمدادات الأسلحة من كوريا الديمقراطية إلى روسيا تمثل مهمة محفوفة بالمخاطر.

وفي اليوم التالي لانتهاء الحدث الأكثر أهمية في العلاقات الروسية الكورية الشمالية في عام 2023 ، التقى "وانغ يي" 16 سبتمبر بمساعد الرئيس الأمريكي للأمن القومي ، "جيك سوليفان" حيث جرت المفاوضات في جزيرة مالطا.

وفقا لوزارة الخارحية الصينية ، كانت المحادثات صريحة وبناءة وغنية بالمعلومات. خلال الاجتماع ، ناقش الطرفان كيفية تدعيم العلاقات الصينية الأمريكية ، حسبما ذكرت الدبلوماسية الصينية. قرر "وانغ يي" وسوليفان مواصلة تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن مع "شي جين بينغ" ، الذي عقد في نوفمبر 2022 على هامش قمة مجموعة العشرين في جزيرة "بالي" الإندونيسية.

ومن بين أمور أخرى ، قررت الولايات المتحدة والصين "إجراء مشاورات صينية - أمريكية حول منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشؤون البحرية والسياسة الخارجية" ، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الصينية.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب الفلسطيني نهاد ابو غوش حول تداعايات العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة وموقف اليسار، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتب الفلسطيني ناجح شاهين حول ارهاب الدولة الاسرائيلية والاوضاع في غزة قبل وبعد 7 اكتوبر، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات