أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - بدلاً من البكاء على الأطلال، من الأفضل أن نتقبل تاريخنا كما هو














المزيد.....

بدلاً من البكاء على الأطلال، من الأفضل أن نتقبل تاريخنا كما هو


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7732 - 2023 / 9 / 12 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع




فلاديسلاف إيسايف
باحث سياسي روسي

19 أغسطس 2023

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

منذ 32 عامًا، كنت شابًا يبلغ من العمر 19 عامًا في رحلة استكشافية أثرية بدون راديو أو تلفزيون، وحينها فهمت جوهر أحداث 18-21 أغسطس 1991 بشكل غامض (الحديث عن تشكيل لجنة الطوارىء في موسكو لانقاذ الإتحاد السوفياتي، والتي اعتبرت إنقلابا على شرعية غورباتشوف ويلتسين-المترجم). على الرغم من أنني كنت مشحونا بدعاية البيريسترويكا، ولم اكن قد سمعت عن تلك الأحداث، فقد قمت بتعبئة أدوات التخييم البسيطة في حقيبة ظهر، وربطت سكين صيد على الحزام خلف ظهري ، وقمت بتغطيته بقميصي وفوقه حقيبة الظهر وذهبت إلى حيث الحضارة - إلى مدينة أستراخان.

الحمد لله، لم يكن علينا القتال من أجل الحرية. بحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى متحف "المجد العسكري"، حيث كان النشطاء السياسيون يتجمعون، كانوا يحتفلون بالفعل بالنصر على "انقلاب مؤيدي الحكم الشمولي"، وهو ما كنت سعيدًا به قليلاً. كان الجو هادئًا في باقي أحياء المدينة، ولم ينظر أحد على وجه الخصوص إلى ما حدث باعتباره حدثًا تاريخيًا. استمر الناس في عيش حياتهم، والتي، حتى بعد ست سنوات من البيريسترويكا، على الرغم من كل المضايقات التي نشأت، ظلت بشكل عام مريحة وآمنة تمامًا. لم يكن هناك حتى ذلك الوقت احتفالات قطاع الطرق، وإغلاق المصانع وعدم دفع الأجور لمدة نصف سنة، وصعود في إدمان المخدرات والدعارة، وحشود المشردين، وانهيار الخدمات في المباني والشقق، وخاصة التهديد بهجمات إرهابية.

واليوم، بعد مرور 32 عامًا، أرى أن أحداث تلك الأيام هي في المقام الأول لحظة وفاة الاتحاد السوفياتي. ليس اتفاقات بيلوفيجسكايا (5/12/1991 إتفاقية تفكيك الإتحاد السوفياتي وقعها يلتسين مع رؤساء أوكرانيا وبيلوروس-المترجم)، ولا اليوم الذي تم فيه إنزال العلم الأحمر فوق الكرملين (25/12/1991)، بل ذلك اليوم بالتحديد عندما حاول الأشخاص المهمون ورفيعو المستوى، الذين أثبتوا إخلاصهم للبلاد طوال حياتهم، وتصرفوا ضمن القانون، إنقاذ البلاد، لكن لم يدعمهم أحد تقريبًا.
بالطبع، لم يشكل المعارضون النشطون نسبة كبيرة من السكان، بالضبط مثلما حدث خلال ميدان كييف 2014، ولكن كان هناك عدد أقل من المؤيدين وحتى الضباط والمسؤولين المستعدين للقيام بواجبهم. وكل الإجراءات اللاحقة لتفكيك الدولة كانت شكلية بحتة.

تمكنت الدولة السوفياتية الوليدة في فجر وجودها (بعيد ثورة أكتوبر 1917-المترجم)، وهي في عزلة تامة وخراب اقتصادي، من التصدي لتدخل أكثر من 12 دولة، وقمع النزعات الانفصالية ومحاولات "الانتقام الأبيض" على معظم أراضيها (الحرب الأهلية والتدخل الاجنبي 1918-1922-المترجم)، وبنت الاقتصاد الثاني على مستوى العالم بسرعة البرق، وواجهت غزوًا جديدًا لأوروبا بأكملها(الحرب العالمية الثانية وغزو هتلر 1941-المترجم)، وأعيد بناؤها وتسليحها بالصواريخ الباليستية ذات الرؤوس الحربية النووية، وغزت الفضاء بعد 16 عامًا فقط من أسوأ حرب في التاريخ (رحلة غاغارين الى الفضاء 1961-المترجم)، وانهارت فجأة مثل بيت من ورق في بضع سنوات فقط. ! (إنهيار الإتحاد السوفياتي 1991- المترجم). ولم يكن هناك سوى عدد قليل من كبار السن الذين حاولوا إنقاذ الإتحاد السوفياتي بأفضل ما في وسعهم. لكن حتى هؤلاء لم يحظوا بدعم سوى عدد قليل من الضباط المتفانين، الذين شكلوا الأقلية. أليس هذا مذهلا؟

إن مناهضي الإتحاد السوفياتي المحبطين، الذين يتخيلون أنفسهم ورثة "الجيش الأبيض"، يحبون الاستهزاء بهذا الموضوع، ويحاولون السخرية من أولئك الذين يرون الكارثة والخيانة والغباء في إنهيار الإتحاد السوفياتي. يقولون هنا، إذا كانت "اتحادكم السوفياتي" جميل جدًا، فلماذا لم تخرجوا للدفاع عنه.

وهم بذلك، متناسين أنه لم يخرج أحد للدفاع عن القيصر أيضًا، وأن جميع الحركات المناهضة للسوفييت في الحرب الأهلية التي بدأت بعد فترة وجيزة كانت بعيدة عن المُثُل الملكية، باستثناء قلة من الأفراد .

ومع ذلك، فإن كلا الجانبين في هذا النقاش ينطلقان من أفكار حول بعض المجتمعات المثالية ، وحول نوع من الملكيات الوراثية والبلشفية الموجودة في الفراغ.
مع العلم أن كلا الشكلين من تنظيم السلطة (كناية عن روسيا القيصرية والاتحاد السوفياتي-المترجم) كانا موجودين لفترة طويلة في ظروف متغيرة وكان كلاهما عرضة للتحول. وهما لم يكونا موجودين بفضل بعض الافكار المجردة، بل من الظروف التي نشأتا فيها، وهذه الظروف هي التي شكلتهما كما أصبحتا وكما عرفناهما.
قام كل منهما بمهامه التاريخية، معتمدا على القوى الموجودة في المجتمع. وكلاهما إنهار في لحظة معينة، لأنه بعد الإنتهاء من المهام التاريخية، لم تعد تلك القوى نفسها بحاجة إليهما.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة الأرمنية 2 - باشينيان يبحث عن حل!
- ألكسندر دوغين - نظام جديد متعدد الأقطاب
- المسألة الأرمنية 1 - هل تستطيع روسيا حماية أرمينيا التي تسعى ...
- المجتمع الروسي المعاصر والنخبة والغرب
- ألكسندر دوغين - يجب أن ندرك الجوهر الشيطاني للغرب الحديث، وع ...
- مقابلة فيكتور أوربان مع تاكر كارلسون
- قمة بوتين وأردوغان في سوتشي - ملف النتائج 2-2
- منطق الضربات الروسية الأخيرة ضد أوكرانيا
- من يحكم أوكرانيا؟ - حقائق صادمة
- قمة بوتين وأردوغان في سوتشي - قبل ظهور النتائج 1-2
- ألكسندر دوغين - النصر هو عودة روسيا إلى جذورها - مقابلة صحفي ...
- ألكسندر دوغين - دموع قيامتنا - سنوية إغتيال إبنته
- ملف حول الغابون
- ألكسندر دوغين عن عامل -فاغنر- وأطروحة -العدالة-
- ألكسندر دوغين - الحرب مع الغرب على قدم وساق
- -الحرية او الموت-. 70 عاما على انطلاقة الثورة الكوبية
- بعد 50 عاما، من يمنع توحيد قبرص؟
- ملف حول قمة بريكس الأخيرة
- الطريق إلى الخلود - ندوة تلفزيونية حول مقتل قادة فاغنر
- من المستفيد – 5 روايات عن مقتل قادة فاغنر


المزيد.....




- تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال ...
- الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في ...
- اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م ...
- ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
- على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا ...
- بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
- حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن ...
- مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى ...
- نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
- مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - بدلاً من البكاء على الأطلال، من الأفضل أن نتقبل تاريخنا كما هو