قمة بوتين وأردوغان في سوتشي - قبل ظهور النتائج 1-2

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7724 - 2023 / 9 / 4 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع





*اعداد وتعريب د زياد الزبيدي بتصرف*


1) لا يمكن لأردوغان أن يعود من روسيا خالي الوفاض

كامران غاسانوف
كاتب صحفي روسي

3 سبتمبر 2023

لروسيا وتركيا نفوذ في ليبيا. ومؤخرا استأجرت تركيا ميناء الخمس لمدة 99 عاما، ووزارة الدفاع الروسية ممثلة بنائب الوزير يونس بك يفكوروف على اتصال مع المشير خليفة حفتر. الأمر نفسه ينطبق على منطقة النزاع الأرمني الأذربيجاني: في ضوء تفاقم الوضع في ممر لاتشين ومحاولات فرنسا دخول المنطقة عن طريق إرسال شحنات إنسانية، تؤيد موسكو وأنقرة استقرار الوضع. يسعى كلا البلدين إلى منع تفعيل دور دول الناتو الأخرى في منطقة مصالحهما.

هناك الكثير من الاضطرابات في سوريا في الوقت الحالي. وفي عدد من المدن - درعا والسويداء ودمشق وريف دمشق واللاذقية وطرطوس وحلب – تخرج مظاهرات ضد بشار الأسد بسبب ارتفاع أسعار الوقود. وتظل روسيا الحليف الرئيسي للرئيس السوري، بينما تظل تركيا الراعي الرئيسي للمعارضة السورية.

تحتل القضية الأوكرانية "طابقا" منفصلا في العلاقات بين الدولتين. مشاكل تسليم قادة آزوف وتبادل الأسرى وصفقة الحبوب مهمة. لكن من حيث حجم الصراع، فهذه امور صغيرة جدًا. وفي مارس/آذار 2022، توسطت تركيا لتحقيق تسوية سلمية. بفضل ذلك تم إجراء محادثات بين ممثلي البلدين في إسطنبول وتحقيق نتائج معينة – الاتفاق على حياد أوكرانيا وعدم نشر قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها. ومع ذلك، زاد الغرب لاحقًا من إمدادات الأسلحة، ورفضت السلطات الأوكرانية مواصلة التفاوض.

وخلال العام الماضي، أصبح لاعبون آخرون أكثر نشاطا كوسطاء - الصين والهند والبرازيل وأفريقيا ودول الخليج . وكان الاجتماع الأخير بشأن أوكرانيا قد عقد في جدة وليس في اسطنبول. لقد ذهبت تركيا إلى الظل قليلاً. يريد أردوغان إخراجها من هناك وإثبات أنه اللاعب الوحيد الذي يمكنه التواصل مع كل من كييف وموسكو. ويمكن اعتبار اللقاء مع زيلينسكي في إسطنبول وإيفاد وزير الخارجية هاكان فيدان إلى كييف ومن ثم إلى موسكو، بمثابة تمهيد لاستعادة دور أردوغان في التسوية الأوكرانية.
الآن عن المصلحة الروسية. تسعى موسكو، على الرغم من بعض المواقف الصعبة، إلى الحفاظ على الشراكة مع أنقرة. وفي الاجتماع الأخير بين فيدان ولافروف، أشاد الوزير الروسي ب "سياسة أنقرة الخارجية المستقلة الموجهة لخدمة مصالحها القومية". إن "تحرير" تركيا من حلف شمال الأطلسي يشكل أهمية خاصة عندما يحاول الغرب تحويل العالم كله ضد روسيا وعندما تحتاج البلاد إلى واردات موازية. ومع تركيا، يستمر تنفيذ المشاريع الاستراتيجية – محطة أكويو للطاقة النووية وخط أنابيب الغاز التركي. الأتراك على استعداد لتوفير أراضيهم لإنشاء مركز يمكن من خلاله تصدير فائض الغاز الروسي.

وفيما يتعلق بقضيتين محددتين - صفقة القمح والتسوية الأوكرانية – مع كل التحفظات والفروق الدقيقة، تقدر موسكو أيضًا جهود الجانب التركي. وبطبيعة الحال، أكد الانسحاب من صفقة الحبوب ان هناك انتهاكاً للاتفاقيات المتعلقة بتصدير المواد الغذائية الروسية. لكن روسيا لا تلوم تركيا على ذلك، رغم أن تركيا هي البادئة بالصفقة، بل الغرب. وإذا تحققت شروطنا فمن الممكن العودة إلى مبادرة البحر الأسود، لأنها ستسمح بتصدير مليون طن من الحبوب الروسية إلى البلدان المحتاجة. هناك حاجة إلى تركيا في هذا الشأن من وجهة نظر لوجستية، وقطر (حليفة تركيا) - كراعية للنقل.

وفيما يتعلق بسوريا وقره باغ وليبيا، رغم أن المواقف ليست واحدة، إلا أن التوافق فيها حقيقي. من الصعب جدًا التوصل إلى شيء محدد يتعلق بأوكرانيا. بعد كل شيء، هنا الدور المدمر للغرب أكثر وضوحا. ولا تملك أنقرة أدوات الضغط على كييف، كما هو الحال على المعارضة السورية على سبيل المثال. ولذلك فإن أي نقاش في هذا الاتجاه سوف يتلخص في حقيقة "أننا نقدر جهود شركائنا الأتراك".

وكانت الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية التركي فيدان إلى موسكو بمثابة التحضير للقاء بين بوتين وأردوغان في سوتشي. ولم تكن هناك اتفاقيات محددة بشأن الحبوب أو الغاز، لكن الأطراف أبدت استعدادها للعمل في هذه المجالات وغيرها. ولا توجد ضمانات بتحقيق شيء ما في اجتماع الرؤساء. لكن من الصعب أن نصدق أن أردوغان، الذي طار بنفسه إلى روسيا، سيتخذ مثل هذه الخطوة، غير متأكد من أنه لن يعود من هنا خالي الوفاض.


2) تسريبات عن جدول الأعمال

قناة t.me/Politnavigator على تيليغرام

4 سبتمبر 2023

أفادت قناة Brif على تيليغرام، التي تؤيد أجندة تصالحية، أن رجل الأعمال رومان أبراموفيتش موجود بالفعل في سوتشي، حيث وصلها من إسطنبول.

(اوليغارشي يهودي روسي وناشط سياسي، حاكم إقليم روسي وعضو برلمان سابق، مالك نادي تشلسي السابق، يحمل جنسيات اسرائيل وبريطانيا والبرتغال. يتحرك بحرية بين روسيا و الغرب. شارك في المفاوضات السابقة في اسطنبول ولعب دورا في تبادل الأسرى وصفقة القمح-المترجم).

تجري اليوم محادثات بين رئيسي روسيا وتركيا في سوتشي. ومن الواضح أن أبراموفيتش سيظل "رهن الطلب" في حالة نجاح جدول أعمال المفاوضات وبدء "اسطنبول -2" الذي تتوقعه بعض الدوائر في روسيا في إظهار نتائج ملموسة.

وبحسب مصادر القناة، فإن "أبراموفيتش سيشارك في اجتماع موسع لزعيمي البلدين، والذي سيبحث "صيغة جديدة لصفقة الحبوب وشروط المفاوضات مع أوكرانيا". وأضاف مصدر القناة أيضًا أنه بعد المحادثات، قد يدلي بوتين وأردوغان ببيان للصحافة.

الباحث السياسي ومؤلف قناة Visioner في التليجرام، إيغور سيمينوف، يكشف بعض تفاصيل الصفقة التي يتم الترويج لها. ووفقا له، فإن أردوغان يحمل "مقترحات خطة السلام" إلى سوتشي، والتي يمكن أن يقدمها في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي يومي 9 و 10 سبتمبر. ويلفت سيميونوف الانتباه أيضًا إلى حقيقة أن تغيير وزير الدفاع في أوكرانيا قد تم توقيته ليتزامن مع الاجتماع في سوتشي. وقبل تعيينه، يرتبط الرئيس الجديد لوزارة الدفاع الأوكرانية، رستم عمروف، في المقام الأول بتركيا، ولديه إمكانية الوصول المباشر، دون وسطاء، إلى أردوغان.

"بالإضافة إلى ذلك، فإن عمروف هو مخرج محادثات إسطنبول، كما قال شرودر. وغالبًا ما يرتبط اسمه بالمسار التفاوضي لأوكرانيا وروسيا. وكان عضوًا في الوفد في كل من بيلاروسيا وتركيا، أثناء إجراء مفاوضات شخصية خاصة بين أبراموفيتش والكسندر ماموت، وخاصة أنهم من المساهمين في شركة Turkcell، وهو صديق أبراموفيتش وشريكه التجاري. (ألكسندر ماموت ملياردير يهودي روسي يحمل الجنسية الإسرائيلية، كان مستشارا عند يلتسين -المترجم).

بحسب مؤلف قناة Visioner، فإن عمروف يتم ترقيته بدعم من ديفيد أراخاميا، زميله في مفاوضات إسطنبول، والذي يشرف على القطاع الاقتصادي بأكمله في أوكرانيا، وجميع الإمدادات مرتبطة بالولايات المتحدة، في تحدٍ ليرماك، المرتبط بإنجلترا. (أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس زيلينسكي-المترجم).

"ليس من قبيل المصادفة أن يتم إرسال وزير الدفاع السابق ريزنيكوف، رجل يرماك، سفيراً إلى إنجلترا - كرمز لتغيير المسار. كان عمروف زميلًا في "برنامج تبادل قادة المستقبل" في الولايات المتحدة الأمريكية. نجح أراخاميا في تعيين عمروف مسؤولا في صندوق أملاك. أوكرانيا. (أراخاميا اوليغارشي وسياسي أوكراني، عضو البرلمان، سكرتير مجلس الاستثمار الوطني-المترجم). دفع الأمريكيون من أجل تعيين عمروف رئيسًا للجنة التحقيق في المراقبة المؤقتة للأسلحة الموردة إلى أوكرانيا من الولايات المتحدة. إن تعيينه (وإقالة ريزنيكوف) ليس مجرد إشارة من زيلينسكي لبايدن قبل زيارته للولايات المتحدة، بل هو أيضاً إشارة إلى الاستعداد للمفاوضات مع روسيا، التي يدفعه بايدن إليها، والتي منعه البريطانيون من القيام بها". يختتم الباحث السياسي.

"حبل الاتفاق يضيق حول رقبة زيلينسكي. بعد البريكس – أردوغان، ثم الرئيس شي جينبينغ ، والبابا، والأمين العام للأمم المتحدة، وفي النهاية الأمريكيون. تتركز كل جهود الأوكرانيين اليوم على كيفية الخروج من الحرب، والحفاظ على وضع جيد في مباراة سيئة. ماذا سيحدث إذا لم ينجح الاتفاق؟" – هذا ما ستبينه الأيام.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات