أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - النصر هو عودة روسيا إلى جذورها - مقابلة صحفية مع جريدة ازفستيا - في سنوية إغتيال إبنته















المزيد.....



ألكسندر دوغين - النصر هو عودة روسيا إلى جذورها - مقابلة صحفية مع جريدة ازفستيا - في سنوية إغتيال إبنته


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7724 - 2023 / 9 / 4 - 01:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



كسينيا كريخيلي
كاتبة صحفية

21 أغسطس 2023

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

الفيلسوف ألكسندر دوغين – عن أهم صدام مع الغرب في التاريخ وطبيعة كييف الإرهابية والقتلة الحقيقيين لابنته داريا.
يقول الفيلسوف ألكسندر دوغين إن العملاء الحقيقيين الذين يقفون وراء الهجوم الإرهابي في 20 أغسطس من العام الماضي والذي أدى لمقتل داريا دوغين، يجب البحث عنهم في قيادة أجهزة المخابرات الغربية. وهو مقتنع بأنه بعد انتصار روسيا، سيتم العثور هناك أيضًا على منظمي الهجمات الإرهابية الأخرى التي ارتكبتها كييف. وقال دوغين في مقابلة مع صحيفة إزفستيا إن النصر الحقيقي لبلادنا سيعني إعادة روسيا والشعب الروسي إلى أنفسهم وجذورهم.
خلال اللقاء، قام العالم السياسي بتقييم حجم الصراع الحضاري مع الغرب، وقدم شرحًا لتصرفات الأوكران في أوروبا وسمى شروط استكمال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

"بالنسبة لي الكابوس يتكرر ويتكرر"

سؤال – لقد مر عام على المأساة. لا يمكن نسيان داريا، سميت الشوارع باسمها، وظهرت جامعة تحمل اسمها. كيف مر هذا العام؟ ماذا تغير بالنسبة لك؟ كيف تغيرت؟
جواب – من الصعب جدًا بالنسبة لي أن أتحدث عن هذا الموضوع. لم يسبق لي أن كنت في مثل هذه الحالة في حياتي كما عشت هذا العام. لم يعد هذا الوضع يسمى "حياة"، ولا شيء يمكن أن يحل محل داريا سواء كابنة، أو كشخصية، أو كانسان. بالنسبة لي، الكابوس الذي حدث قبل عام، في 20 أغسطس، في مهرجان التراث، يتكرر ويتكرر. الأشخاص الذين أرادوا إيذائي حققوا ما يريدون.
أفضل مليار مرة لو قتلت انا. سأدفع أي شيء لأركب تلك السيارة بنفسي. لا يحدث ذلك وربما لن يحدث. لن يتمكن أي شيء أو أي ظرف من الظروف من تعويض هذه الخسارة ولن يساعد في الإعتراف بها. أتذكر تلك المرأة المجرمة التي أتت إليّ قبل دقائق قليلة من تنفيذ الجريمة مع ابنتها. قامت بتصويرنا وقالت إنها جاءت من خارج المدينة للاستماع إلى محاضرتي. هذه السخرية، هذه القسوة التي لا نهاية لها من قبل العدو. لأكون صادقًا، لم أتوقع أن يحدث هذا.
لقد كنت على استعداد للموت، وأنا الآن على استعداد للموت من أجل قضية عادلة. أعتقد أن المحاربين الذين يقاتلون من أجل وطنهم، من أجل عقيدتهم، من أجل دولتهم، من أجل شعبهم، يجب أن يكونوا مستعدين للموت. نعم، موتهم هو دائما مأساة. لكن مثل هذا القتل المأساوي لابنة أمام والدها، وقتل فتاة لم تشارك في أي حرب، ولم تدعو قط إلى الانتقام من أولئك الذين هم أعداؤنا الحضاريون، ودعت في مقابلاتها وخطبها إلى فهم العدو ولفهم النساء على الجانب الآخر... هناك شيء شيطاني في الأمر.
حينها ألقيت محاضرة في المهرجان عن "دور الشيطان في التاريخ". تخيل فقط أن الشيطان جلس واستمع إلى محاضرتي، وبعد ذلك قتل ابنتي. لا أعرف - ربما يمكنك أن تموت وتعاني من معاناة رهيبة دون أن تقترب أبدًا من هذا الكابوس، الذي لا أتمناه لأي شخص. لقد قلت كيف أشعر. لا أستطيع أن أقول أي عبارات مكررة تؤكد بأن داريا كانت شخصًا عظيماً.
يقيم الناس لها التماثيل ويرسمون الصور ويؤلفون القصائد ويؤلفون الموسيقى ويستمعون إليها. لقد نشرنا مذكراتها، وسيصدر قريبا كتابها "التفاؤل الأخروي" - كانت هذه هي الفكرة الرئيسية لداريا. ونقوم بإعداد كتاب ثالث لمقالاتها وخطبها مع تدوين محاضراتها. سيتم تسميته "الحدود الروسية" – وهي وصيتها عمليًا، على الرغم من أنها، بالطبع، كانت تريد ان تعيش طويلا وكانت في بداية حياتها. أنا ممتن جدًا للأشخاص الذين لا ينسون داريا، الذين يصلون من أجلها، ويتذكرونها، ويدرسونها، ويكتشفونها بأنفسهم. لكن هذه مجرد قطرة في محيط ما كانت عليه وما كان ينبغي أن تصبح عليه.

"الفكرة الأوكرانية في حد ذاتها هي إرهاب خالص"

سؤال – في عام 2023، هناك بالفعل تصريحات على جميع المستويات بأن أوكرانيا دولة إرهابية. أتذكر فيلم ميخالكوف "ضربة شمس" حيث يقول بطله: "كيف حدث هذا ومتى حدث؟"

جواب – الفكرة الأوكرانية نفسها – أي أوكرانيا كفكرة دولة منفصلة مستقلة - هي فكرة إرهابية. كانت هذه الدولة "غير الأوكرانية" جيدة، ثم تحولت إلى دولة إرهابية. الفكرة الأوكرانية لا تملك إلا كراهية الروس والروس العظماء. في بولندا، على سبيل المثال، فإن العداء تجاهنا له جذور تاريخية – عندما كان البولنديون دولة مستقلة عنا، وأحيانا أكثر نجاحا - في الكرملين خلال وقت الاضطرابات، كما نعلم، كانت هناك حامية بولندية.
وليس لدينا مثل هذا التاريخ من العلاقات مع الأوكرانيين. ببساطة لأن الأوكرانيين جزء منا. وهكذا نشأت فكرة الإرهاب في جزء من شعبنا. على الرغم من أننا إخوة على أي حال، وعشنا في نفس الدولة، فقد قمنا في الواقع بتحرير أراضي أوكرانيا من نفس البولنديين، من النمساويين، من الأتراك. وهذا الشعب – الأخوي – حررناه. وعاش في نفس المكان الذي يعيش فيه، بحرية، دون عبودية، لأن الأخ لا يستطيع أن يفدي أخيه من العبودية.

أصبحت أوكرانيا دولة إرهابية حتى قبل ظهورها. الفكرة الأوكرانية في حد ذاتها هي إرهاب خالص، وتجسيد للكراهية، والعنصرية، والعداء غير المبرر تجاه الإخوة، ومراجعة جميع الأحداث التاريخية، وخلق تاريخ أسطوري كاذب تمامًا، خيالي، وحشي، عدواني. كان ظهور الدولة الأوكرانية يعني بداية الرعب، وكان لا مفر منه. عاجلاً أم آجلاً، سوف يتحول نظام كييف إلى الكيان الإرهابي الذي هو عليه الآن. في عام 1991، أنشأنا هذا الجيب الإرهابي بأيدينا.

لقد حان الوقت، وانتشرت عدوى الإرهاب هذه من غرب أوكرانيا إلى وسطها، ثم جزئيًا إلى شرقها. وحقيقة أننا لم نعارض ذلك منذ 30 عامًا، تضع اللوم علينا أيضًا. لا يمكنك أن تقول: "إنهم سيئون". منذ البداية، عندما بدأوا الحديث عن "أوكرانيا المستقلة"، كان جوابنا يجب ان يكون"لا"، وفي تلك اللحظة كان من الضروري إرسال الجيش لأوكرانيا، لأن ما نراه الآن هو ثمرة سياسة المهادنة. ستكون هناك فظائع ورعب وعنف وإبادة جماعية لأولئك الذين يعتبرونهم أعداء.

يجب أن تتوقف الدولة الأوكرانية عن الوجود. لانها لا يمكن أن تكون الا دولة إرهابية. وإذا حددنا مهمة إجتثاث النازية ونزع السلاح من خلال العملية العسكرية الخاصة، فلن نتمكن من تحقيق ذلك إلا من خلال فرض السيطرة الكاملة على الأرض - أرضنا، حيث عاش الأوكرانيون دائمًا بحرية. وهذا ترابهم وهذا وطنهم. نحن لا نتعدى على هذا الوطن. نحن نتعدى على الأيديولوجية الإرهابية التي سادت هناك.

"نحن حضارة مختلفة"

سؤال – لقد قلت أكثر من مرة أن الحرب هي واحدة من أكبر الهجمات ضد الغرب الجماعي في تاريخ روسيا. هل أحرزنا أي تقدم في هذا الهجوم؟ وإلى أي مدى نحن مستعدون وقادرون على الذهاب؟

جواب – لقد دخلنا فعلاً في صراع، صراع حضاري مع الغرب. وليس من قبيل الصدفة أن يقول رئيسنا إننا نعارض الحضارة الشيطانية. الغرب الحديث هو حضارة الشيطان. لم يحدث من قبل أن هاجمتنا الحضارة الغربية بشكل مباشر إلى هذا الحد. لقد دفعوا بالفرنسيين، ولكن حينها لم يكن البريطانيون على جانب نابليون. لقد دفعوا بهتلر، لكن أمريكا وبريطانيا لم تكونا إلى جانبه. أي أن الغرب هاجمنا جزئياً، وهو الآن يهاجم جماعيا وجهاً لوجه. وهذا ما يجعل هذا الصراع ربما الأكثر أهمية في التاريخ. لأن هذا صدام مع الجوهر الغربي، الذي أصبح اليوم مفتوحا وشموليًا وشيطانيًا. ومعادي للإنسان – بالمعنى الكامل للكلمة.

أما إلى أي مدى يمكننا أن نذهب... فرغم أننا نعارض الغرب، إلا أننا لا نهدده بشكل مباشر. وحدود مقاطعة لفوف وغاليسيا ستمنعنا ولن نذهب أبعد من ذلك. سوف نتوقف هناك إذا لم تدخل أوروبا الصراع بشكل كامل معنا، إذا لم يتم إرسال قوات الناتو إلى هناك. ولكن يمكننا، بل ويجب علينا، أن نصل إلى الحدود الغربية لأوكرانيا. هذه هي الحدود بالنسبة لنا. إذا لم نصل إلى هذا الحد، فسوف نهلك. لا يمكننا أن نتوقف في مكان ما بينهما، في مكان ما في الأراضي التي حررناها. أو في مكان قريب منها. نصف التدابير لن تنجح بعد الآن. في عام 2014، توقفنا عند نصف التدابير – وهذا ما حصلنا عليه.

إن أي هدنة يتم التوصل إليها قبل التحرير الكامل لأوكرانيا – هي كارثة، لا رجعة فيها ونهائية. والنصر في أوكرانيا يمثل فرصة أساسية لنا لنكون، تاريخيا، حضارة ، حضارة أوراسية روسية. إذا ترددنا، فستكون نهايتنا. الفرص في هذه الحالة ليست متساوية. لدينا كل شيء على المحك. بالنسبة للغرب، هذا صراع تحت شعار "أن تملك أو لا تملك". وبالنسبة لنا – "أن نكون أو لا نكون".

وبعد ذلك لن يذهب الغرب إلى أي مكان، لأن أوكرانيا تشكل ورقة مساومة بالنسبة له. سوف يخسر المال. نحن نخاطر بخسارة كل شيء في هذه المواجهة. وفي هذا الصدد، أعتقد أن هذه مجرد البداية. إن انتصارنا في أوكرانيا سيكون بداية لعلاقة مختلفة مع الغرب.

سؤال – هل هذا ما تسميه صراع الحضارات؟

جواب – نعم، هذا هو صراع الحضارات الحقيقي. كان العالم يتحرك بالفعل نحو هذا الصدام، لكنه كان من الممكن أن يتحرك تدريجياً إذا لم تكن هناك قوى متطرفة في الغرب مثل بايدن ودعاة العولمة، بل براغماتيون عقلانيون مثل ترامب. أعتقد أننا يمكن أن نصل إلى صراع الحضارات بطريقة أكثر لطفاً. يمكننا أن نجد بعض التسويات المؤقتة (علاقات سلمية مؤقتة بين الأطراف المتعارضة. – إزفستيا). في الوقت نفسه، ما زلنا لا نعترف بالقيم الغربية، وبغض النظر عن مدى كونها عالمية وفريدة ومثالية، فإننا نرفض ذلك. لدينا قيم مختلفة، ونحن حضارة مختلفة.

"النصر لا يمكن أن يكون نتيجة رد فعل"

سؤال – لديك نظرية "حزب النصر" التي ستساعد روسيا على الفوز. ما الذي تعتقد أنه يجب القيام به لتحقيق ذلك؟

جواب – يبدو لي أن هناك الآن حاجة لبعد استراتيجي، عمق استراتيجي، للفوز . نحن – حكومتنا، سلطاتنا، وجيشنا – دائمًا ما تكون حركتنا هي رد فعل، ونركض دائمًا للحاق بأي عمل يبادر به شخص آخر. وهذا يعني، نحن نتفاعل، سياستنا هي رد الفعل. لو لم يستفزنا حلف الناتو والأوكرانيون للدخول في هذا الصراع، لما كنا قد بدأناه بإرادتنا الحرة. وهذا يعني أننا نقترب بشكل حدسي فقط من حقيقة أننا حضارة مستقلة، وأننا نعتبر أنفسنا في الواقع جزءًا من العالم الغربي حتى النهاية. لقد كانت بعض جوانبها غير مقبولة بالنسبة لنا، لقد رفضنا بعض الشروط، ولكن بشكل عام اعتبرنا أنفسنا حضارة غربية. النخبة لدينا على الأقل. الشعب ليس كذلك. وليس الوطنيين، وليس حزب النصر. والنخبة - لا، لا، ومرة أخرى في وعيهم، في أفكارهم، ينحازون إلى جانب الغرب.

ولذلك ليس لدينا عمق استراتيجي للتخطيط. نحن نتفاعل. نحن نتعرض للهجوم – نرد ونشعر بالإهانة – ندخل في صراع ونتعرض للإهانة – نجيب. عندما يبدأ الصراع بالفعل – وليس قبله – نبدأ في القيام بأنشطة لتعبئة المجتمع والتركيز على التربية الوطنية. لقد استمرت الحرب لمدة عام ونصف، وما زلنا خائفين من السماح لها بالدخول إلى وعي مجتمعنا، متظاهرين بأنه لم يحدث شيء.

سؤال – ما هو العمق الاستراتيجي على أي حال؟

جواب – وهذا عندما نسير نحو هدفنا غير منتبهين لما يفرض علينا، ولدينا أجندتنا الحضارية الداخلية. عندما لا يهم إذا كنا نتفق مع الغرب الآن أم لا. وفي كل الأحوال، سنمضي نحو هذا الهدف، فلا بد أن تكون لدينا خطط استراتيجية في عمل الحكومة، في بناء الجيش، في الاقتصاد والتعليم والتربية والثقافة والفن. وهذا ما يعتمد عليه النصر الآن. ولا يمكن تحقيق ذلك بوسائل تقنية بحتة. إن النصر في الوضع الذي نحن فيه بالفعل لا يمكن أن يكون نتيجة لرد فعل. حتى الأكثر كفاءة. هذا هو المفهوم الذي أقترحه: حزب النصر.

النصر – مفهوم داخلي. النصر – هو عودة روسيا والشعب الروسي والدولة الروسية والثقافة الروسية لأنفسهم وإلى جذورهم. وبالطبع سيتم تحقيقه وبلوغه على الجبهة مهما بلغ ثمن. لقد اقتبست مرات عديدة شاعرًا صربيًا رائعًا قال: “أنا أعطي الحياة لك يا وطني. أنا أعرف ما أعطي وماذا أعطي". لذلك نحن بحاجة إلى معرفة ما يقاتل الناس من أجله الآن.

ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يشعر أي مقاتل، العائد من الجبهة مع إعاقة جسدية معينة، بالغربة وعدم القدرة على الفهم في المجتمع . لدينا جبهة على الحدود ولدينا جبهة داخلية. ولا شيء آخر، لا حياة سلمية. يبدو لي أن فكرة الحفاظ على الحياة الطبيعية هي هدف زائف. نحن - قلوبنا – يجب أن يعاد بناؤها بطريقة جديدة.

"كلاهما يعتقد أن روسيا ضعيفة"

سؤال – تقرأ الأخبار ويراودك شعور بأن أعمال كييف الإرهابية قد بدأت تثير غضب الغرب – وقد أصبح زيلينسكي عرضة للنقد بشكل متزايد بسبب أساليبه. هل تعتقد أن هذا صحيح أم أنه جزء من نفس اللعبة؟

جواب – أنا مقتنع بأن أوكرانيا ليس لديها أي أساليب خاصة، فهي تعمل تحت الإشراف المباشر لأجهزة المخابرات الغربية. إنهم لا يفعلون شيئا دون موافقة مراكز صنع القرار في العالم الأنجلوسكسوني. لكن هناك يوجد اكثر من مركز . في الغرب نفسه، هناك، على سبيل المثال، تيار أكثر اعتدالا يعتقد أن روسيا مهزومة بالفعل، ولا داعي لإغضابها، وإثارة الضربات وبعض الإجراءات القاسية الأخرى من جانبنا. وهم يعتقدون أن مثل هذه التصرفات الإرهابية الجريئة لا تفعل شيئًا لتحقيق أهداف طويلة المدى. إنهم يعتقدون أنه من خلال توجيه مثل هذه الهجمات الإرهابية المزعجة الينا، فإن أوكرانيا لن تحقق نتيجة، أي أنها لن تكون قادرة على تدميرنا والقضاء علينا.

وهناك من يعتقد في الغرب أننا لم نخسر فحسب، بل انهرنا بشكل عام، وأظهرنا الضعف. الإنسحاب من خيرسون، صفقات الحبوب - الجناح الراديكالي للغرب يعتبر كل هذا هزيمة كاملة لنا. وهم يدفعون النظام الإرهابي الأوكراني إلى توجيه المزيد والمزيد من الضربات، معتقدين أننا لن نرد بأي شيء، وأننا مستعدون للهدنة.

أي أن هناك "حزبين" : أحدهما متطرف يدفع الأوكرانيين إلى الأعمال الإرهابية، والآخر أكثر اعتدالًا ويوبخهم من أجل المظهر. هذه هي مسرحية محكمة. والأوكرانيون – مجرد أداة لهذه الحرب العالمية. كييف في هذه القصة، كموضوع مستقل، ببساطة غير موجودة. هناك مركزان لصنع القرار خارج كييف.

سؤال – هل تتحدث عن "الشطرنج الجيوسياسي" الذي تحدثت عنه مرارا وتكرارا من قبل؟ وهناك تقسيم بين حجارة سوداء وبيضاء؟ ومجازا – أولئك الذين يعتقدون أن روسيا ضعيفة، وأولئك الذين يعتقدون أن روسيا قادرة على الرد؟

جواب – كلا الطرفان يعتقدان أن روسيا ضعيفة. يعتقد البعض فقط أن روسيا ضعيفة تمامًا وبالتالي يمكن القضاء عليها، بينما يعتقد البعض الآخر أنها ضعيفة، ولكن في الرمق الأخير يمكنها فجأة استخدام بعض الموارد والوسائل مثل الأسلحة النووية وما إلى ذلك. وهذا يعني أن البعض أكثر تطرفا، والبعض الآخر أقل تطرفا. لكن الجميع ضدنا.

هناك بالطبع قطب ثالث، لكنه لا يشكل مركزا للقرار في الغرب. على سبيل المثال، أشخاص مثل ترامب، الذين لا يبالون بروسيا. إنهم ليسوا مع روسيا، وهم لا يحبوننا أيضًا، لكنهم يعتقدون أن هناك مشاكل أخرى غيرنا. وبالتالي، فإن السير بمهمة تدمير روسيا بأي ثمن هو أمر غير عقلاني ولا يلبي مصالح الغرب الجماعي. في رأيهم، يمكن القيام بذلك، لكن ليس بهذه الطريقة على الإطلاق، ليس الآن وليس في المقام الأول.

سؤال – ما أهمية هذا القطب الثالث؟

جواب – لا ينبغي الاستهانة به. إنه الآن يتعرض للهجوم في داخل الولايات المتحدة نفسها. هؤلاء هم الجمهوريون التقليديون، هؤلاء هم ما يسمون بالمحافظين القدامى، أي المحافظين القدامى الذين يعتقدون أن روسيا ليست هي الخصم الرئيسي. هناك محافظون جدد – هؤلاء هم التروتسكيون السابقون الذين أصبحوا مؤيدين لليبرالية المفرطة بسبب كراهية تروتسكي لستالين، والتروتسكيين للستالينية والفترة السوفياتية. لقد أخذوا معتقداتهم إلى ظروف جيوسياسية جديدة وهم في الجوهر خصومنا الأكثر تطرفا. ويتخذ المحافظون القدماء موقفًا مفاده أن الأمر لا يتعلق بروسيا على الإطلاق. وهناك العديد من المشاكل الأخرى التي يتعين على الغرب أن يتعامل معها. هذه هي مراكز القرار الثلاثة. الآن، بطبيعة الحال، فإن خصومنا المتطرفين والمعتدلين هم من يحددون النغمة، ولكن لا يوجد عمليا مثل هؤلاء اللامبالين في الغرب.

"الطابور الخامس" حجر على رقعة الشطرنج يحركه الغرب ضدنا"

سؤال – هل لدينا مثل هذه المراكز؟

جواب – لدينا أيضًا ثلاثة مراكز على جانبنا من رقعة الشطرنج. أحد هذه المراكز هم الخونة الذين يحلمون، مع خصومنا المتطرفين، بالهزيمة الفورية لروسيا. في واقع الأمر، هذا هو "الطابور الخامس"، الذي فر أفراده منذ فترة طويلة ويعمل ببساطة لصالح نظام كييف الإرهابي، لصالح أجهزة المخابرات الغربية. لكنهم كانوا حتى اللحظة الأخيرة جزءاً من نخبتنا السياسية والثقافية والفكرية. لقد كان هؤلاء أشخاصًا محترمين ظهروا على جميع القنوات، وكانوا خبراء، ونشروا كتبهم وحددوا النغمة. لا يمكن القول أنهم على الهامش.

إنهم مجرد جزء من مؤسستنا، ولكن الآن اكتشف هؤلاء الأشخاص أنفسهم كمعارضين جذريين لروسيا وشعبنا وكل ما يرتبط بثقافتنا وحضارتنا وقيمنا.
لم يصبحوا هكذا بعد بداية الحرب - لقد كانوا كذلك دائمًا. لدينا الكثير من الرياضيين والشخصيات السياسية والثقافية والأوليغارشية من هذا القبيل. لقد قام شخص ما بالفعل بإظهار هذا النوع النازي الموالي لأوكرانيا، عندما قال إنه يبصق على روسيا. "الطابور الخامس" هو إحدى قطع رقعة الشطرنج التي يحركها الغرب ضدنا. هذه فرصة للتأثير على لعبة الشطرنج لدينا من الداخل.
هناك قوة ثانية – أولئك الذين يعتبرون روسيا جزءا من العالم الغربي، يرغبون في إبرام هدنة فورية مع الغرب بأي شروط، لكنهم موالون لبوتين. مثل هؤلاء الناس يفهمون أن هذا مستحيل. إنهم يمثلون "الخلايا النائمة". هذا جزء من النخبة التي لا تتمرد بشكل مباشر على السلطات، ولكنها مستعدة للقيام بذلك في أي لحظة إذا سنحت بعض فرصة على الأقل.

سؤال – هل القوة الثانية أقل خطورة؟

جواب – هذا تيار خطير للغاية. نعم، هؤلاء الناس ليسوا أعداء صريحين. نعم، يقولون الآن إنهم مع الحرب، مع روسيا، لكنهم يفعلون كل شيء حتى لا نركز جميع الموارد اللازمة لتعبئة المجتمع، للنصر. إنهم، في الواقع، نوع من مراكز التخريب - غير مرئية وغير مباشرة. يقولون: نعم يا فلاديمير بوتين! أعطنا هذا الأمر، سنكون أول من ينفذه. فقط لا تعطي هذا، لأنه ليس ذلك. فقط أعطها لي، سأفعلها!" ومن ثم يبدأ تنسيق المهمة مع مصالح الغرب، مع مصالحه الشخصية. وأحيانا تتقاطع، فيحدث تخريب لتعبئة مجتمعنا.

ولكن هناك أيضًا قوة ثالثة. هذا هو حزب النصر، هذا هو الشعب، هذا هو الرئيس، هؤلاء هم الوطنيون. أعجبني كيف كتب أحدهم في إحدى قنوات تيليغرام : "People-Front". أي أن الشعب والجبهة الآن شيء واحد. هذا نحن. نحن تعني الشعب ومحاربنا الروسي. هما شيء واحد الآن. حزب النصر هذا، بالطبع، يرأسه الرئيس ورفاقه المخلصون حضاريا. ليس كل أفراد نخبتنا فاسدين، فهناك من يحمل بقناعة تامة الروح الروسية.

والأهم أنه يقف في جانب حزب النصر، لكنه اصبح تاريخياً من مثل هذه النخبة، وهو يحاول التحكم بها بطريقة أو بأخرى. ويدعو هو نفسه إلى تشكيل نخبة مختلفة - من الشعب الموجود على الجبهة، ومن الجبهة الموجودة بين الشعب. وهؤلاء هم، المقاتلون. قال بوتين بصراحة: سيعود أشخاص من الحرب، ويجب أن يكونوا النخبة الحاكمة، وليس أولئك الذين انتهى بهم الأمر خلال الحرب في أكثر الفترات انحطاطًا وغدرًا في تاريخنا الحديث.

"تم قبول المهرج في مجتمع السادة"

سؤال – أصبحت كراهية روسيا إحدى علامات التاريخ الحديث. في الآونة الأخيرة، في كييف، على سبيل المثال، قرروا حظر الكتابة بخط Izhitsa، لأنه من أصل روسي.

جواب – لقد تجاوزت كراهية روسيا في كييف كل الحدود بالفعل. لا أعتقد أن الأمر يستحق حتى مشاهدة الخنازير الغاضبة. تخيل هذه الصورة: شخص في مستشفى للأمراض النفسية، وهو مهووس، لديه نوبة. هل سنشاهده وهو يمضغ بطارية بأسنانه، ويخدش وجهه، ويصرخ بشيء غير واضح؟ هناك شيء مرضي في متابعة هذا المشهد.
لسوء الحظ، لا يمكننا توفير علاج وإيقاف مشهد ما بعد الحداثة الأسود الذي يمثل الجنون المخزي وانعدام الضمير لهذا النظام النازي. لكن استكشاف تفاصيله أمر غير صحي أيضًا. دعونا نحقق النصر في النهاية وننتهي من الأمر. دعونا ننساه وكأنه حلم مزعج، ودعونا لا نفكر في هذه الانحرافات بعد الآن. دعونا نبدأ ببناء مجتمع صحي وطبيعي، في اتجاه صحي.

سؤال – ما هو الهدف الحقيقي لأوكرانيا في هذا الصراع؟

جواب – أعتقد أننا مخطئون بشدة عندما نعتقد أن أوكرانيا تضع أمام نفسها هدف استعادة الأراضي أو السيادة أو تعزيز الدولة.

كان لديها كل هذا قبل بدء الصراع. وكانت هناك سيطرة كاملة على كل المناطق. كانت هناك دولة قومية. روسيا لم تتعدى عليها. وفجأة، في مرحلة ما، تبدأ أوكرانيا – على الأقل هذا الجزء المهووس من النازيين الأوكرانيين – في بذل قصارى جهدهم لمنع الأمور من أن تبقى على هذا النحو. بحيث تنفصل شبه جزيرة القرم، وتنهض منطقة دونباس، حتى نرسل قوات ونحرر مواطنيين آخرين صوتوا بكل سرور لصالح الانضمام إلى الاتحاد الروسي.

هناك بعض التناقض المنطقي هنا. إذا كنا نتعامل مع القوميين الذين يريدون دولة قومية قوية، كان ينبغي عليهم أن يتجهوا نحو هذا الهدف. وهنا في أوكرانيا يحدث العكس. كان لديهم دولة وطنية مع شبه جزيرة القرم ودونباس وخيرسون وزابوروجي. وأدت تصرفات القوميين الذين كان من المفترض أن يعززوا السلطة إلى خسارة هذه المناطق. شعوب أوكرانيا تهجرها. تم تدمير الصناعة. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نفهم بشكل صحيح ما تريده أوكرانيا؟

لدى فرويد عبارة Was will das Weib؟ "ماذا تريد المرأة؟" وكل النظرية الفرويدية مبنية على محاولة الإجابة على هذا السؤال الأساسي المعقد للغاية. ماذا تريد كييف؟ هذه بالتأكيد ليست دولة وطنية، لأن سياستها هي التي أدت إلى الدمار والإبادة والتقويض والتقطيع. وتقودها إلى نهايتها.

سؤال – فماذا يريدون إذن في كييف؟

جواب – خطر في ذهني أنهم وقعوا في فخ الرغبة الشديدة في النجاح، وأصبحوا شعب مهرجين، شعب مهرجين لا يريدون سوى الاهتمام. إنهم بحاجة إلى التحدث عنهم وإظهارهم ودعوتهم إلى اجتماعات القمة. ومن أجل هذه الشهرة والشعبية فإنهم على استعداد للتخلي عن دولتهم وشعبهم ومجتمعهم. أي أن هذا نوع من الرغبة المتضخمة في النجاح. عندها، كل شيء يصبح مفهوما. لماذا يختار الناس مهرجا؟ لأن المهرجين فقط هم من يمكنهم اختيار المهرج.

كيف تتصرف أوكرانيا؟ لقد بذلت قصارى جهدها لإسكات التصفيق من أي جانب. وهذا يعني أنها تقوم بأي حيل وأي عروض وأي إجراءات. وليس هناك هدف حقيقي بعيد المدى – بناء الدولة، وعودة شبه جزيرة القرم، وتأكيد سلطة كييف على المناطق الشرقية – التي أصبحت أراضينا بالفعل – بل والأكثر من ذلك الهجوم على روسيا، هذا الهدف لا يستحق كل هذا العناء!

إن الأوكرانيين يريدون فقط لفت الانتباه إلى أنفسهم، ويتعين علي أن أقول إنهم يحققون مرادهم. وما علينا إلا أن نغير تحديد الأهداف هذه، ويصبح منطق سلوك النظام في كييف مفهوما تماما.

نحن نتعامل مع ممثلين مجانين ومستعدين لفعل أي شيء، فقط لو تم التصفيق لهم ومساعدتهم، ولو كانوا محبوبين. وعندما يشعر المشاهدون بالملل، فإنهم يتوصلون إلى حيل جديدة ويفعلون ذلك ببراعة تامة. إذا كانت هذه الحيلة هي الحرب، فإنهم يذهبون إلى الحرب للقتل والتعذيب. أي أنه سيرك دموي.

هذا هو السبب في أنهم يلقون الآن في الهجوم المضاد كمية هائلة من اللحوم، كما اعتادوا القول هم بالفعل - اللحوم. لماذا يقومون بالقاء الأوكرانيين في مفرمة اللحم؟ لأنه يلفت الانتباه إلى هذا الضباب الدموي. إذا شاهدتم رئيس هذا البلد، عندما كان ممثلًا كوميديًا عاديًا غير ضار إلى حد ما، عندما قام ببطولة مشهد، وشارك في رقصة مثلية على حذاء بكعب عالي في ملابس داخلية جلدية، يصبح من الواضح: يمكنه ارتداء أي ملابس، يمكنه لعب أي دور.

لكن الأوكرانيين الآخرين يفعلون الشيء نفسه. عندما يأتون إلى بعض الدول الغربية، يقدمون عرضا فنيا. لماذا؟ فقط لجذب الانتباه. وهكذا نحن نتعامل مع مهرج مجنون. مع شعب أصبح شعب مهرجين مجانين.

سؤال – هنا يمكنك أن تتذكر ليس ميخالكوف، ولكن، على سبيل المثال، فيلم ال "جوكر".

جواب – أعتقد أن مؤلفي "الجوكر"، الذين صنعوا هذا الفيلم، قرروا ببساطة تعميم هذه الشخصية على البلد بأكمله. من أجل إذلالهم، ومن خلالهم إذلالنا، لقتلنا، لإدخالنا في هذا الحوار الوحشي مع هذا المجتمع المختل تمامًا، المستعد للتضحية بكل شيء من أجل الصورة، من أجل التصفيق، من أجل الإعجاب، من أجل الاهتمام، بما في ذلك في بلدهم.

لم يسمع أحد عن أوكرانيا من قبل. ربما فقط بعض علماء الإثنوغرافيا كانوا يعرفون ذلك. ولذا قرر الأوكرانيون أن يظهروا أنفسهم. نعم، لقد لفتوا الانتباه. وهم سعداء للغاية عندما يسافر رئيسهم حول العالم ويجلس ويعانق زعماء العالم الغربي. في الواقع، هذا شيء فظيع – سمح للمهرج بدخول مجتمع السادة.

هناك مثل هذا الترفيه الأنجلوسكسوني القاسي – عشاء مع أحمق. عندما تقوم مجموعة من الأشخاص من نفس المستوى الاجتماعي تقريبًا بدعوة شخص من الواضح أنه أغبى لتناول العشاء. والجميع يجلسون متظاهرين بإجراء محادثات عادية. ولكن واحد منهم هو احمق كامل. وهو لا يعلم أنه أحمق. وهذا يمنح الباقي متعة خاصة منحرفة وغير إنسانية. إنهم يسخرون بشكل منهجي من الشخص. ببرود ومثابرة – وبشكل مقصود. إنهم يستعدون لهذا الإذلال، ويخرجونه. تماما بالضبط مثل مشاركة أوكرانيا في بعض المناسبات . تمت دعوة الأحمق إلى مؤتمرات القمة ليتصرف كما يتصرف. والجميع يحب ذلك. ولكن عندما يغادر الأحمق، يتبادل الناس الانطباعات حول صفاته الفكرية ويتندرون حوله هنا من وراء ظهره. ممارسة ساخرة، في رأيي. لكن الأوكرانيين يريدون هذا: حسنًا، حسنًا، دعهم يصفوننا بالبلهاء، فقط لو تمت دعوتنا إلى هذا العشاء.

سؤال – لماذا برأيك؟

جواب – كما تعلم، الأمر لا يتعلق هنا
بالمال. هناك طرق مختلفة لكسب المال: يمكنك قتل الروس، يمكنك قتل نفسك، يمكنك بيع الأعضاء، يمكنك إنشاء بعض الشركات، يمكنك بناء شيء ما. في النهاية، يمكنك سرقة شيء ما. أي أن المال يمكن أن يظهر بطرق مختلفة.

لا ينبغي لنا أن نختصر تفسير سلوك الأوكرانيين في الرغبة في الحصول على المال. يريدون الاهتمام. يريدون التصفيق والمجد. فكرة الاستفادة من الحرب ومعاناة الآخرين ومعاناتهم، ربما تكون حاضرة في هذا المشهد، لكنها ليست المهيمنة. هذا مهم جدًا، وإلا فإننا ببساطة لن نفهمهم.

بالمناسبة، هنا يكمن الخطأ. ظننا أن مصيرهم هو الفساد. ومصيرهم هو التهريج. الدموي. إنه بالفعل مجتمع أصيب بالجنون حقًا. وهنا نقولها على سبيل الاستعارة. لكنهم في الحقيقة لا يخادعون. انهم مرضى. والطريقة التي يقاتلون بها هي جنون حقيقي. نحن نتعامل مع المهرجين الذين أصابهم مس من الجنون.

"للعثور على القتلة الحقيقيين، حتى الاستيلاء على كييف لا يكفي"

سؤال – وفي ختام الحديث أود العودة إلى الموضوع الذي بدأنا به. هل تم إحراز أي تقدم خلال عام في التحقيق حول الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة ابنتكم داريا؟

جواب – التحقيق مستمر، لكن القضية تم حلها منذ البداية تقريبًا. نفذت الإرهابية الأوكرانية، بناءً على تعليمات بودانوف (رئيس مديرية المخابرات العامة في أوكرانيا. – إزفستيا)، هجومًا إرهابيًا، ثم اختفت – وقد ساعدها شركاؤها. تم العثور على المساعدين الصغار ، ولا تزال المحاكم جارية. تستمر القضية. سؤال آخر هو أن الاستيلاء على كييف، على سبيل المثال، سيكون بمثابة نجاح في استكمالها. ثم يمكننا أن نتحدث حقا عن انتصار العدالة.

وبالفعل، سيكون من الممكن حقًا إثارة السؤال: من ومن من على وجه التحديد في الغرب حصلت على تفويض مطلق لهكذا جريمة، وأي من المخابرات ساعدت؟ السؤال ليس حول منفذ الجريمة.
إذا قمت بتزوير لوحات ترخيص السيارة وجوازات سفر مزورة كونك ضابط شرطة، وإذا أعطيت الإرهابيين الأوكرانيين، بناءً على طلبهم، معلومات حول حركة سيارتي، وسيارة داريا، مقابل المال، فأنت تشارك في هجوم إرهابي. لكن هذه مسؤولية مختلفة تماما. نحن بحاجة للوصول إلى المحرضين. حتى الآن تم القبض على سلسلة من المجرمين، لكنهم لا يزالون مجرد حجارة شطرنج. حتى بودانوف هو عامل وسيط، لأنه ليس من اختصاصه اتخاذ مثل هذه القرارات الجذرية. هذه قرارات على مستوى أعلى بكثير. لذلك، سارعت صحيفة نيويورك تايمز على الفور إلى إنكار ذلك: يقولون إن الأوكرانيين فعلوا كل شيء بأنفسهم.!

كما حاولوا تبرئة انفسهم من انفجار خط الغاز ومن الهجمات على جسر القرم. لكن الأمر واضح تمامًا: من أجل العثور على الجناة الحقيقيين، القتلة الحقيقيين، فإن حتى الاستيلاء على كييف ليس كافيًا.

يكتب لي كثير من الناس: "يا للأسف أننا لم ننتقم لداريا!" لكنكم تفهمون، حتى لو وجدنا منفذة الجريمة، وحكمنا عليها واعدمناها، فلن يكون ذلك كافيا لتحقيق العدالة.
أولا، داريا لا تقدر بثمن. ولا يوجد ثمن يمكن دفعه مقابل هذا الرعب بأي شكل من الأشكال. ولكن، ثانيا، هناك أشخاص : هم الذين أعطوا الأمر بقتلها. وسوف نجدهم عاجلا أم آجلا. المحرضون والقتلة الحقيقيون، بالطبع، خارج أراضي أوكرانيا، في قيادة أجهزة المخابرات الغربية، والدوائر السياسية الغربية. سوف نجدهم. ولكل حادث حديث.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - دموع قيامتنا - سنوية إغتيال إبنته
- ملف حول الغابون
- ألكسندر دوغين عن عامل -فاغنر- وأطروحة -العدالة-
- ألكسندر دوغين - الحرب مع الغرب على قدم وساق
- -الحرية او الموت-. 70 عاما على انطلاقة الثورة الكوبية
- بعد 50 عاما، من يمنع توحيد قبرص؟
- ملف حول قمة بريكس الأخيرة
- الطريق إلى الخلود - ندوة تلفزيونية حول مقتل قادة فاغنر
- من المستفيد – 5 روايات عن مقتل قادة فاغنر
- ألكسندر دوغين يرثي زعيم فاغنر - المحارب يوجين
- في النقاش تولد الحقيقةَ – ملف إقتصادي عن روسيا 2-2
- ألكسندر دوغين عن الصحوة الروسية وإحياء الإمبراطورية
- كيف استطاع الطيران الروسي إصطياد عصفورين بحجر واحد في أوكران ...
- في النقاش تولد الحقيقةَ - ملف إقتصادي عن روسيا1-2
- ألكسندر دوغين حول بناء الإمبراطورية وسرعة الحرب
- ملف يثير الجدل حول السياسة الإقتصادية الراهنة في روسيا
- لم أقرأ مقالا واحدا يؤيد السياسة الاقتصادية الروسية الراهنة
- على نفسها جنت براقش
- الهجوم الأوكراني المضاد إنتهى
- روسيا تعلن حرب الخشب


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - النصر هو عودة روسيا إلى جذورها - مقابلة صحفية مع جريدة ازفستيا - في سنوية إغتيال إبنته