أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبداللطيف الحسيني - أصوات هانوفر.














المزيد.....

أصوات هانوفر.


عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).


الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 23:12
المحور: الادب والفن
    


عبداللطيف الحسيني.برلين.

نتبادلُ تحيّةَ الصّباح بإيماءةٍ من الرّأس أوإغماضةِ وفتح العين.أربعةٌ
نحن:الرجلُ العجوزُ و زوجتُه وابنتُهما المنغولية.بتْنا ثلاثةً بغياب
الرجل نتبادلُ التحيّةَ ذاتَها كلَّ صباحٍ إلى أن استوقفتني المرأةُ
وتحدّثتْ معي بلغةٍ لا تشبهُ أيّةَ لغةٍ،وحين علمتْ أنّي لا أفهمُها
خفقتْ بيديها مشيرةً إلى السماء،فلم أفهم ،فأشارتْ عاليةً بإصبعِها
للسماء،فلم أفهم،إلى أن سألتُها عن زوجِها الذي تكرّر غيابُه كلَّ صباح
في هذه الأيّام، فعلمتُُ من خلال إيماءاتِها أنّه توفّي.فانتظرتْ وقعَ
الخبرعليّ....باتتْ تراقبُ عينيّ،فلم أخيّب ظنّها.بكيتُ بحرقةٍ دالّةٍ
على الانكساروفقدان الأمل والرجاء حتّى مسحتْ خضرةَ الدّمع بأصابعِها
النحيلة ...المرتجفة.
.....
إنّها تعلمُ أنّ صوتَ وعينَ المرء يُظهران جوهرَه.
....
ربّما بعد أيام أو سنوات سنفقد نحن الثلاثةَ واحداً منّا،لكن الفتاة
المنغوليّة كيف ستعيش إن فقدتْ أمّها؟.

2ـ استوقفَني كَمَن يريدُ أن يبوحََ بسرٍّ..لأشاركَه فيه.تحدّثَ معي
بخفوتٍ ..فأدنيتُ أُذني إليه،أشارَ إلى الشّارع..فزاغتْ عيني شمالاً و
جنوباً...مستطلعةً إيماءَتَه،رفَعَ صوتَه..فغيّرتُ محيّاي تعجّباً،
تكلّمَ بعجلةٍ...ففتحتُ فمي وجحظتُ عيني مستفهماً.
....
تمرُّ على الإنسان حالاتٌ يريدُ خلالَها أن يتكلّمَ بحريّةٍ تامةٍ وأن
يبني صلاتٍ حرّةً مع الكائنات دونَ أنْ تَفهم أو تُفهم.
كان قد رأى حلماً ويريد مني تفسيراً وتأويلاً لحلمه.

"إن لم تقتلْني،فأنت مجرم"
يتحدّثُ عن كائنٍ ملأ البشريّةَ غابةً من الغموض. أيُّ كائنٍ هذا؟ إنّه
نفسُه مَن يقرؤُه ومَن يكتبُه. يواجهُكَ على صورةِ امرأةٍ يكتبُ لها
رسائلَ في دواخلِه.لكن هذه الرسائل لا تصلُها.فيُخفيها بين صفحات دفترِه
على شكل ملاكٍ يناديه دوماً في الخفاء حتى امتلأ الدفترُ بأوراق تحوّلَ
لونُها إلى أحمر..ثم أصفر. يسمعُ صوتَ تقصّف الأوراق بين الصفحات،
فيناديها سرّاً حين يعودُ إلى البيت وحيداً:
"إن لم تقتليني،فأنتِ مجرمة".

حين يكبر المرءُ يتحوّلُ شكلُه إلى أشكال الطير والحيوان.جاري الإيراني
يقتني كلباً وبمرور السنوات بات شكلُه إلى كلبِه أقرب أو العكس.وجاري
الألماني بات أقربَ إلى القرد منه للإنسان.
ـ للتأكيد:المنشورُ ليس طعناً بآدميّة الإنسان ولا تحقيراً للحيوان.
فالقرد والكلب كلاهما يفرُّ من المرء.الفرق الوحيد بينهما أنّ الإنسان
يعرفُ أنّه يعيش ويعرف أنّه سيموت ، بحسب"هيدغر".

إنها شجرةُ التوتِ ،وهي آخرُ ما أدمعتْ عينيّ،خضراءَ كانتْ
أغصانُها.فكيف هي الآن وأغصانُها؟.
كنّا ملائكةً نستظلُّ بها في حرقة أيّامنا التي نتذكّرُها كلّما شاخَ عمرُنا .
كان الطيرُ يغرّدُ فوقَها بصوتٍ أحمرَ وأبيضَ وأخضر.
شجرةُ التوت تلك عمرُنا غادرْناها كما غادرَنا عمرُنا.



#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب الفلسطيني نهاد ابو غوش حول تداعايات العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة وموقف اليسار، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتب الفلسطيني ناجح شاهين حول ارهاب الدولة الاسرائيلية والاوضاع في غزة قبل وبعد 7 اكتوبر، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن رَمَاني من تلك البلادِ إلى هذي البلاد؟.
- هكذا تكلّم حمدو.
- إسماعيل كوسا يعانق النجم .
- إلى حفيد أحمدي خاني أحمد الحسينيّ.
- في حضرة الشاعر أحمد الحسينيّ-2-
- في حضرة الشّاعر أحمد الحسينيّ . -1-
- حمدو في هانوفر شباط 2023
- أحفاد حنة آرندت.Hannah Arendt
- من خريف عامودا إلى خريف أوربا.
- غريق نهر الخنزير.
- منشورات رامينا.
- تحوّلات المدينة.
- اﻷعمال الشعرية الكاملة للشاعر إبراهيم اليوسف.
- -الحركة الشعريّة-
- أحمد الحسيني من خلال محمد عفيف الحسيني
- مجزرة.
- حي التضامن في هانوفر.
- حميد البصري:يا عشقنا.
- دارينُ تأتي.
- نخلة الله حسب الشيخ جعفر.


المزيد.....




- مصر.. تشييع جثمان الفنان الراحل أشرف عبد الغفور بحضور عدد كب ...
- مصر.. قرار ضد المتهم بالتسبب في وفاة الفنان أشرف عبد الغفور ...
- في رسالة مفتوحة .. 1300 فنان يتهمون المؤسسات الفنية الغربية ...
- روسيا.. مهرجان -أغنية العام- الموسيقي التلفزيوني يستضيف مؤلف ...
- فيلم -كذب أبيض- لمخرجة مغربية يفوز بـ-النجمة الذهبية- في مهر ...
- -ذا ويكند- يتبرع بـ 4 ملايين وجبة طارئة لغزة!
- سوزان ساراندون تعتذر عن خطابها -المعادي للسامية-!
- رابط موقع ماي سيما MYCIMA الأصلي ..تحميل ومشاهدة الأفلام وال ...
- مصر.. صور مروعة لسيارة الفنان أشرف عبد الغفور بعد حادث مصرعه ...
- جماليات السرد النسائي في الرواية المصرية


المزيد.....

- عد إلينا، لترى ما نحن عليه، يا عريس الشهداء... / محمد الحنفي
- ستظل النجوم تهمس في قلبي إلى الأبد / الحسين سليم حسن
- الدكتور ياسر جابر الجمَّال ضمن مؤلف نقدي عن الكتاب الكبير ال ... / ياسر جابر الجمَّال وآخرون
- رواية للفتيان ايتانا الصعود إلى سماء آنو ... / طلال حسن عبد الرحمن
- زمن التعب المزمن / ياسين الغماري
- الساعاتي "صانع الزمن" / ياسين الغماري
- الكاتب الروائى والمسرحى السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد وأدباء ... / السيد حافظ
- مسرحية - زوجة الاب - / رياض ممدوح جمال
- الكاتب الروائى والمسرحى السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد وأ ... / مجموعة مؤلفين عن أعمال السيد حافظ
- أنهارٌ من زنبق: النهر السادس / دلور ميقري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبداللطيف الحسيني - أصوات هانوفر.